logo

قديم 21-04-2012, 11:15 PM
  المشاركه #1
مشرف منتديات هوامير والركن الأدبي
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 4,861
 



زاوية الرواية والقصة بقلم العضو ـــ
***
ستكون هذه الزاوية الخاصة جامعة للقصص والرواية والتي كتبها العضو أو العضوة بنفسه مدمجة وكاملة بفصولها لتكون بوابة للقاري من دون تقطعات ولمن أراد وضع نسخه له مرتبة يخبرني .

بالنسبة لي سوف أضع كل قصصي هنا لتكون أرشيف وذكرى تتجدد بقرأت المتصفح والزائر للركن

بشرط أن لاتكون قد نقلت أقصد القصص السابقة لنا جميعاً .


محبكم الماسي .

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

الـركـــن الأدبـــــي

 
 
قديم 22-04-2012, 02:53 PM
  المشاركه #2
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 16,752
 



فكرة رائعة
أخي الماسي






قديم 22-04-2012, 04:22 PM
  المشاركه #3
مشرف منتديات هوامير والركن الأدبي
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 4,861
 



من صباح الخميس : للكاتب الماسي .


الفصل الأول .

هاهي قصتي تغطس في عتمة الحزن وتنهض بسرد الأحداث منصوبه بالتلاشي ..حينها لم أتصور يوماً من عهدي القريب أن أقوم بعرضها كتابياً لكم وبكل وقائعها !
كان ذلك في صباح الخميس من آخر شهر فبراير الفائت 2011 ميلادي .

لهذا التاريخ والمسجل كان ثمة شيئاً يدفعني على كتابة تلك القصة الحزينة التي واجهت فيها القدر وهويدور بالأشياء سريعاً .

أنطلقت بالسيارة وفي الصباح كانت ملامحي تفيد برغبة في الشراء من إحدى الوكالات التي تتخصص في أجهزة التكييف .
أوقفت سيارتي عند إحدى المعارض ولاداعي لذكر أسمه .. حيث يقطن في الرياض.


فتح لي الباب الزجاجي تلقائياً ــ وكان المعرض جميلا ً للغاية فيه أستقبلني أحدى البائعين كان يجيد صنع الإبتسامة واللباقه في خطف الزبون .. وهو يعرض لي أصناف كثيرة من مكيفات الهواء السبيلت .. حين ذلك تكومت نفسي بالحيرة على أختيار موديل معين ، وبطبيعة الحال كان السعر يفرق في اي نوع من تلك الأجهزة !!


كان المعرض هادئاً حتى أني لم أرى سوى رجلاً قصير القامة ومعه إمرأة متوسطه في ربيع العمر يقفون في وسط صالة العرض ، وهم يتاهمسون على شراء إحدى السلع الكهربائية .


كان كل شيء هاديء وطبيعي / ولم ألاحظ مايخفت بريق ماكنت أتطلع أليه من الشراء .
وهذا مادفعني على أن أختار مكيفان جديدان على الفور لثقتي في إحدى الماركات وقوة في الأداء والجودة .


طلب مي البائع البطاقة البنكية لأتخاذ إجراءات دفع الفاتورة الشرائية وتحديد موعد التركيب .

ليكون يوم الثلاثاء بعد العصر ..
لم أدرك حقيقة القلق في حينها لتعاٌمل اللطيف الذي وجدته في ذلك المعرض وكان كل شيء على مايرام على مايبدو !!


خرجت وأنا أطوي تلك الفاتورة البيضاء ورسخت أشياء حسية بذاكراتي لم أعد أتذكر منها سوى ماقد أسرده لكم في الفصول اللاحقة والتي ستكون مثيرة للغاية .



الفصل الثاني

أرتفعت القصة بنا وبدأت أسرد لكم تفاصيل تبعد بالقاريء جانباً أكثر من تلك البداية !! وكأن الذات لاتنتهي مع صفة القاريء . وهذا مايجعلني أفرض الإحماء عليكم .

لذلك جاء يوم الثلاثاء عادياً وكان الجو مخنوق بالحرارة ..

رن الهاتف المحمول فجأة وظهر رقماً جديد .. وإذا شخص يتحدث لي عبر الجوال بأنه قريب ويريد معرفة العنوان ..
حمت المكالمة بيني وبينه وقمت بوصف البيت حتى مرت نصف ساعة وإذا به يصل للمنزل !!

كانت الساعة تشير للسادسة مساءاً ، قبل لحظة الغروب بدقائق فسيحة ..

وصلوا بسيارة بيضاء ميكرو باص وكان أثنان من نفس الجنسية !!

حيث قاما بإنزال السلم المعد للتركيب .. وحمل أحدهم الكراتين الجديدة بمفرده ! بينما الآخر يمضغ علكاً ويحمل السلم والشنطة !



لحظات وإذا بهم يصعدون بألأنابيب النحاسية وكأنهما في مشهد يريدان فيه الصعود لمركبة فضائية هبطت على منزلي !!


أستبشرت خيرأ في نشاطهم وحركة العمل معاً وكانت أبتسامتي وحديثي يعلو بالمجاملة ..
أخذ يتبادلان الصراحة في سكون المكان ، وبدأ التلحيم في الأنابيب لطول المسافة

بعد ذلك نزلت وصليت المغرب وتناولت القهوة لبضع دقائق حتى سمعت صوتاً غريباً وقع في السطح العلوي .
وإذا أنبوبة الغاز نائمة على البلاط ووأحداً منهم مسيطر عليه الغضب !

وكان أسمه سليم "
حاولت فهم غضبه والأقتراب منهم .
شعرت بفوضى المكان من حولي والمسامير مبعثرة في كل مكان
لم فهم سبب ذلك الغضب .
مرت ساعات طوال وهم يعملون على التوصيل في التمديد ، واللف والليل يجني ساعاته ويزداد بالسكون !
كانت الساعة تشير للعاشرة ليلاً .
وإذا بإحدى المكيفات جاهز وتم تشغيله وتجربته بنجاح .

وعند تركيب المكيف الآخر بدأت أمور غريبة تظهر لي حيث طريقة التركيب لم تروق لي وكأن شيئاً سوف يقع بالخطاء لامحالة !!

كان ذلك أحساسي ! وكانت حينها الإشارة الهامة التي لمعت في خاطري "

كانت الظلمة تزداد والأرهاق يقلل من عزيمة العاملان !!

حتى قربت الساعة الحادية عشر ، وتم التركيب والتجربة للمكيف رقم 2

لحظات والعامل يقلب الريموت لضبط آلية التبريد والدرجة ..

حدث صوت يشبه الهدير والغرغرة ؟


حيث قام وأطفئ المكيف على الفور ..
وصعد العامل سليم وأخذ يبحلق في السطح لمشاهدة وفهم ماجرى !

كان الصوت ينطلق من الكامبروسر ومفتاح الهوء ..الصاموله ..

قضى وقت طويل وهم فوق الملحق يتبادلون اللعان ، وكل واحد منهم يحمل الأخر سبب ذلك ..
لحظتها أيقنت بأن الليلة ستكون حالكة بالأشباح التي لانراها وبأن شيئاً سقط بذات المكان .
في تلك اللحظة مسحت المجاملة معهم وطلبت بأن يوضحون لي سبب المشكلة !!

أخبروني بأن ذلك سيتم أصلاحه بعد ساعة .
لتستقر الساعة وتشير لثانية عشر ليلاً .

كانت عين سليم تلمع على طرف ضوء الكشاف الصغير كما لوكانت ورسمت المبات ..







ثمة شيء وقع في الفصل الأول والثاني وهذا ما كان يبحث عنه الكاتب لكي يصعد بالقارئ للقصة وتكون عامل مشوق وهذا ما يتبعه الماسي في أغلب كتاباته أو بمعنى أدق المهاجر ..
وأنا أكتب لكم هذه المقدمة البسيطة من قصة عفوية انصهرت بكل وقائعها في قالب حياتي ..
وكانت بضمير المتحدث .

لذلك وتمهيد للفصل الثالث .. حدث شيء لم يكن على بالي البته ولكن تجاوزته بفارق الزمن وكأني غزوت الفضاء مثل كل مرة بأفكاري التي سلبت مني عبر الأثير !!

أتمنى أيها القاريء العزيز أنك فهمت المقصد وهذا يدل على صبرك علي .

( نقلت لكم الفصل الثالث كاملاً ليلة البارحة وعند النشر تبخرت الصفحة وضاعت كل السطور وذلك لعدم حفظها ..
وأليكم الفصل الثالث بقالب آخر ..


الفصل الثالث

أسرعت عقارب الزمن ومضت ساعة على سليم .. وزميله ..علي.. وهما يمضيان وقتهما في إصلاح العطل البسيط الذي حدث أثناء التركيب .
ليستقر الوقت على الساعة الواحدة صباحاً .
كان منظرهم أشبه بخيال رجلان يقفان في ظلمة الليل وقمصانهما ترفرف به الريح ..


وقفت على الشرفة الخراسانية المحاذية للملحق ولم يدرك أحداً منهم سر وجهي الدفين بالقصص والأكوان البعيدة !!

أنتقل علي إلى الأسفل داخل الغرفة لتجربة المكيف رقم 2 وبقى سليم في الأعلى يراقب الوضع بصمت ..
شغل ..علي .. الريموت بمفتاح التشغيل وبدأ المكيف يعمل بشكل طبيعي وقوة تبريد جيدة ..
وهما يراقبان آلية التشغيل مضى كل شيء طبيعي ..

كانت المسامير في كل مكان وشرائط اللف تتجمد في قاع السطح ..

بدأ سليم بالنزول وتجميع كل ما يخصه ورفع السلم والإرهاق يكتسح على وجهه ..


خفت لحظتها أن يلقي بنفسه من النافذة العلوية دون أن يشعر !

نزل إلى الغرفة وتأكد بسرعة من التبريد داخل الغرفة .. وعلي يقف ممسك ببقية العدة ..
شكرتهما على كل ما قاموا به من تعب ..

وهما يصعدان للمكروباص لمحت الإعياء في وجه علي وكأنه سوف يعود لأقمار

بعيدة ولكن على ما يبدو أنه أنتصر هو وسليم على طبيعة العمل منذ فترة .


عندما ذهبوا .. تدحرجت بي الفكرة في أرجاء المنزل ..


وقتها رشفت كوباً من الماء البارد .


وخضعت للنوم في تلك الغرفة لكي أقوم بتجربة المكيف بالشكل الصحيح

فالساعات كفيلة بالتجربة الحقيقية ..


وبينما كنت أغط بسبات الليل ومرحلة الإغماء في النوم سمعت صوت مزعج ينحدر من الأعلى ويهوي داخل الغرفة بشكل متقطع ..


كان الصوت مزعج يفيد بخلل حدث داخل هذا المكيف المنحوس !!
فزعت من النوم لأرى ما يجري وكان ذلك حقيقة فرضتها تلك الآلة الجامدة

والملتصقة على الجدار !!
توقف المكيف تماماً وأصبح من عالم الجمادات !!

حينها صرخت بصرخة صامتة تنحدر في أقاصي روحي حيث لا سليم ولا علي حولي الآن !!






أين سليم وعلي ؟

هما المسئولان عن المكيف !

......... في اليوم التالي أشرقت الشمس ونهض النهار من مداره وبدأ كل شيء حولي يثير الندم والحيرة ..

اتصلت بالمعرض وأخبرتهم بما جرى !
فطلبوا مني التريث وبعث فني لمعاينة ما حدث !


كان اليقين يراودني يسرق نسيج ذاتي وهو يكبر بإلايحاء وبأن لعنة سليم وشتمه

لعلي لم تكن بالأمر الطبيعي !

فالليل يثير حفيظة الكائن البشري حينما يثور بالغضب دفعة واحدة !!

قرأت الكثير عن قصص الجن وعفاريت الليل وممالك الأطوار في بريق المشاهدات .
ولكني لم أرى تفسير لما قد يحدث ..

قاريء العزيز عليك الصبر فالقصة لم تنتهي بعد !





عزيزي القاريء ربما الفصل الرابع يصف لكم حقيقة المجهول الذي وصلت له وهو أوضح فصل من القصة الحزينة ومدى تشابكه خيوطها وتراكم سطورها
..






الفصل الرابع




الساعة الخامسة عصراً .. والفني لم يصل بعد وهذا شيئاً مألوف بالنسبة لي على عدم دقة المواعيد لأننا مازلنا نقبع في خارطة العالم الثالث !


تحركت الدقائق وبدأت اللحظات تقيضني لمسرح الأحداث وماقد يحدث !!


سجت من خلالها في أتون الخيالات ..


مضت دقائق طوال وإذا الموبايل يرن " قبل الغروب بدقائق .. أسرعت على الفور بتلقي المكالمة !!
أخبرني أنه الفني ويريد معرفة العنوان ..


وعند قدومه شاهدت رجلاً رائع يتوسط في الطول يدعى فيكرام .. هندي الجنسية وزميل له يرتدي بنطلون كحلي ، وقميص رمادي اللون لا أعرف أسمه !!



بينما فيكرام شدني الفضول في النظر إليه بهيئته المضحكة بالفعل وعيناه الواسعتان !!
وبريقهما لايكاد ينطفيء ..
كانت بدلته مملوه بالمفاتيح .. كما لوكان يملك محطة فضائية منذ زمن ..




كانت آمالي مرتفعة على أن فيكرام سوف يجد الخلل المعقد ويحل مشكلة المكيف رقم 2



بدأ الفني في عمله ومعاينة قطعة الهواء داخل الغرفة ليلاحظ زيت متسرب مسكوب على السرميك ، والجدار يسيل كذلك ..


حينها تأكد أن سبب ذلك من التلحيم للأنابيب النحاسية لم يكن بالشكل الصحيح !!


وثقت بملاحظته وفطنته الرائعة ...



طلب مني الصبر على معالجة ذلك !!
ماكان مني إلا القبول وحل المشكلة !!



وعدني أن تكررت المأساه لاقدر الله سيقوم بطلب تمديد جديد بالكامل ..



مضت / ساعتين وبدأ الليل يحلك بظلمته البهيجه في سائر الجمادات ..




... أخذ فيكرام .. الرائع يقلب في اآلة .. التلحيم ويعطف الأنابيب يميناً ويساراً وكأنه يسحب سنارة في النهر وخاطره مستريح ..


كل شيء كان رائع وطبيعي ...


لحظتها تدفقت أحلامي وضاعت أوقاتي على هذا المكيف المنحوس !!


في تلك اللحظة الحيادية بمرور الدقائق فرغ فيكرام ، وزميله وهما من الفرقة الثانية في الصيانة !!
من كل الأعمال وبدأو في تركيب الآنابيب بهمه ونشاط ، ومدها من جديد داخل الجدار !!
بعدها قاما بتعبئة الفريون من جديد ..


كان منظر ألة الهواء داخل الغرفة غريب تحول بقدرة قادر إلى مسودة من بصمات الأيدي ..
حيث تدارك فيكرام ذلك وشاهد ملامحي وهي تشير لعدم الرضى على كل مايجري !!
طلب أسفنجه وصابون فيري !!


ثواني والخادمة تسير مسرعة تشق طريقها نحوي ..


لتقول لي : Prefer Sir "




كنت أتمتم معي نفسي خالياً بكل التسأولات !!


هل أخلع هذا المكيف المنحوس بلعنة سليم وعلي .. وأقدم شكوى !



كل شيء كان يدور بخاطري وفكري لحظة عملهما ..
وهذا ماتثبته الفواتير التي بحوزتي !! ولكن منحت نفسي مزيداً من الكبرياء والصبر ..




دقائق وإذا المكيف يعمل وفيكرام شامخاً ببدلته الللافته والمطمئنة للنفس !
كانت نسائم الهواء تحرك شعره وكأنه كان محروم من ذلك الأكسجين في عرى السنوات وطفولته الفقيرة !


حيث أنتظر دقائق وبات كل شيء على مايرام ..



وكالعادة قام فيكرام بصمت وهدوء يجمع أشيائه ومنها أنبوبة صغيرة للغاز .. قد جلبها معه .. ومضى يتحرك هو وزميله ممسك السلم في موكب بسيط يلفت الأنتباه على أنه قد أنتصر على معركة قد خسرها سليم المحطم الذي رفض العودة مرة أخرى ..


قفز زميله داخل السيارة وأمسك بطرف السلم حتى قاما بإدخال السلم وبقية أشيائهما ..







الفصل الخامس
ــــــــــــــ


وأعماقي تغني بهجة وتنفجر بالفرح قضيت ليلة كاملة من دون أن يزعجني أي


صوت يحول بيني وبين روعة الأداء في التبريد .. تلك المعاني التي حفرت


بخاطري ليلة مغادرة فيكرام المهندس الرائع وكيف أكتشف الخلل ! ..
أستمر المكيف ثلاثة أيام دون أي ملاحظة !


.. وعند ساعة من ساعات النهار أمسكت بالريموت لتنبثق أحلام توازي .. سرعة تبريد الغرفة .. وقفت لحظتها مستطلعاً في خيبة أمل كبيرة !


خيبة أمل قد داهمت هذه الغرفة المسكينة !!


نظرت في زوايا الغرفة مبحلقاً بالأركان !!
لا الاحظ إلا روعة سقف الجبس وطلاء الجداران الجديدة ..


كان المكيف يخرج هواءً عادياً من دون تبريد يذكر ..
حينها تدفق الغضب داخلي وأنا أردد عبارة اللعنة !



اللعنة ! وأنا مازلت .. أنظر إلى فراغ كبير لا أكاد أعطيه لون ..


كان الهواء العادي يدل على أن الكمبروسر لا يعمل أو فارغ لا محالة !


ومثل كل مرة طلبت الصيانة واليأس يلتهم من أطرافي .. من جديد واتصلت بجوال العبقري فيكرام وأخبرته بما حدث !!


رد علي وكان لطيف معي متجاوب !


أخبرني أنه سوف يحضر بعد صلاة العصر !!
وبينما .. أقرمش في شرائح الشيبس اللذيذه ! ولحظة انتظار مريره فيما يحدث لي !
طرق جرس المنزل وكان فيكرام بلحمة وشحمه حاضرا ممسكاً السلم وبيده لفة


جديدة من النحاس مغطاه بالبلاستيك الشفاف ..
نظرت إليه وكان يتجاوزني بالنظرة على أنه سوف يقضي على جوهر المشكلة للأبد !!



كان يعمل على فك كافة الأنابيب القديمة هو ..وزميله الآخر في أعلى الملحق .. حيث سحبت بشكل كامل ووضع الأنابيب الجديدة بدلاً من السابقة !!
لكي يقضي على أي تسرب قد يحدث من هذه الآلة المنحوسة !


ساعة ونصف وكل شيء معد للتجهيز وقبل الغروب أدار .. فيكرام الريموت ورموشه يغطيها بعضاً من الغبار لهبوب عاصفة غبارية وصلت الرياض ..



شغل مفتاح المكيف .. بعد أن قام بتعبئة الفريون !! وكأنه أخذ دواءً مضاد للقلق والتفكير معاً..


كان لا يعلم ما قد يجري من كارثة في الأيام القادمة !



وقتها كانت ثقته عالية بينما المكيف كان يعمل بتبريد جيد داخل الغرفة ..



حيث أخبرني بأن هذه المرة ستكون الأخيرة بحول الله ..





الفصل السادس
ـــــــــــــــ
بما أن الراوي يجب أن يضع حداً لقصته .. تبقى التفاصيل ناصعة عميقة داخل الوجدان مهما بلغ بها الزمن ..




وتتوارد قصتي مع هذا المكيف العجيب بعيداً عن قوانين الفيزياء والحركية الزمنية لذات الجسم الهابط فوق سقف الملحق !!


ثلاث ليال وكل شيء عال العال .. وفي الليلة الرابعة أصبح هواء المكيف أشبه بمهف سعف النخيل تحركه قوة الجسم !
أنعدم التبريد وتبخرت الآماني من جديد وذاب فيكرام بعد عشرات الساعات ..
كنت أتشكل طائعاً في طقوس الغضب أحترق حسرة على تلك اللحظة التي جمعتني بسليم وعلي !


تباً !


أستدار النهار وحمت شمس الضحى بثوب النور الذي غطى كل شيء ..


أتصلت على إدارة المعرض .. بأن يسحبون المكيف بالكامل وأرجاع نقودي .. وإلا قسم بالله سوف أقدم شكوى على كل الآضرار والتعطيل الذي حدث !



لحظة أتصالي جن جنون صاحب المعرض وكيف تمر الأيام دون أن يجد لهذا المكيف حل جذري !!


أخبرني على الفور بأن سوف يتصل بمدير الصيانة ويتحقق من فرق الفنيين الذين لابد أن يعرفون السبب !!


دقائق سحبت من الوقت فقدت فيها أعصابي أقرط فيها طرف اصبعي .. بؤساً على هذه المكيف المنكود !!



رن الموبايل وإذا مدير الصيانة سعودي يعتذر لي بشدة ..
وبأنه سوف يرسل فني متخصص في أعقد المشكلات ..




وبينما أنا في عتمة من الإنتظار الممل رفضت الذهاب إلى العمل حتى أفك هذا النحس الذي توسد تلك الغرفة العاصية .


وصل الفني وكان أسمه راجو .. يحمل الجنسية الهندية .. ومعه صديقه المساعد ..


بدأت ملامح راجو أشبه برجلاً يسبق العواصف ويترحم على سنواته التي مضت منه ..
بيده اليمنى مفتاح واحد فقط قادر على فك كل شيء ..


كان هندامه عادي جداً .. يغرق محيط شعر راسه بالشيب ..


صعد فوق الملحق وصعق بما شاهد !!


حيث وجد جهاز الكامبروسر والمروحة تغرف في زيت كثيف ..


على الفور قام بفك تلك القطعة وربطها بحبل سميك وقام بإزالها ببطئ .. وكأنها قطعة ميته من بقايا حروب طاحنة وبالية مضت !!


دوت في خاطري لحظة تشاجر سليم وعلى في هذا المكان !!


وماكان يسلب صورة الحقيقة التي أيقنت أنها ستقع لامحالة !!


هل أدلق سليم غضبه على رفيقه في مظالم وعوالم الجن .. التي تختفي عن عيون الأنس ..


شعور محبط وأنا أرى تلك القطعة تنزل شيئاً فشيئاً مربوطه مخنوقه حبيسه لتلك اللعنة النافذة ..



حمل راجو البطل القطعة على ظهره بعد أنزالها من الملحق .. لتقبع في تلك السيارة وقاع النهاية ..






الفصل السابع




لعلي أتعاطى الصمت مع نفسي وأنا أنقل لكم الفصل الآخير من القصة الحقيقية التي نقلتني لمسرح السرد ..وأنتم تقرأون معي نهايتها ..


لقد أكترثت عاصفة الأحداث ومضت حتى عاد راجو بقطعة جديدة بالكرتون تعويضاً عن السابقة من نفس المعرض ..


قام على تركيبها وهو يثق بطعم الأنتصار على سليم وغلطته ..


لحظة التركيب شعرت بحس لطيف لم أصادف به بحياتي .. شعرت بأن جفاف شعوري قد عاد لي ..



نظرت إلى السماء .. وقد تزاحمت بغيمة تشكلت بسرعة عجيبة أمطرت راجو وزميله بكثافة حتى قاربت العشر دقائق !!


وقفت على الشرفه وأنا أردد سبحان الله !


سبحان الله اللهم أحمدك وأشكرك على فضلك !!


كان يقيني لاينقطع على أن شبح النحس هرب من دون عوده ..


أيقنت أن المطر رحمه يغسل خفايا الحسد والشر واللعنة والغضب ..


أيقنت أن تلك السحابه رحمه عظيمة من رب كريم ..


وبسرعه أنقشعت تلك الغيمه وراجو يعمل على التشييك النهائي وملابسه مبلله بالمطر ..


كان المنظر يدعو لتأمل ويقلب خفايا الذاكرة بحقيقة لم أدركها وأفهمها حتى الآن ..
كل حزم القلق ذابت مع قطرات المطر والسطح يغرف بالماء هنا وهناااك !


كانت سعادتي تطبخ من الداخل تخفي سراب الأسئلة إلى الأبد ..




أدار راجو مفتاح التشغيل بنجاح تام ..



ومازال يعمل المكيف بشكل رائع ..


















قديم 22-04-2012, 05:03 PM
  المشاركه #4
مشرف منتديات هوامير والركن الأدبي
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 4,861
 



منى والدكتور فواز للكاتبة : واثقة الخطى


الأخوة والأخوات الأعضاء الأعزاء . .

يسرني أن أطرح بين أيديكم قصتي الجديدة التي أتمنى أن تنال إعجابكم .

علماً أن من لعب أدوار شخصياتها أناس حقيقين وليست من نسج خيال واثقة .


الفصل الأول

إلتقيتها عند إحدى الصديقات . أحسست أني أعرفها فملامحها ليست غريبة علي أخذت أتساءل هل هي منى اللبنانية ؟؟

فقد كانت منى أخت هدى زميلتنا بالصف في المرحلة الابتدائية ومنى تكبرها بأربع سنوات لم أكن أعرفها جيداً سوى رؤيتي لها عندما كانت تأتي لأختها بالصف .

لم أعرفها في البداية فقد تغيرت كثيراً . شدتني اللكنة اللبنانية التي ظهرت من خلال حديثها ، ما جعلني أتأكد أنها هي لا محالة .
أومأت بنظرتي إلى صديقتي متسائلة من هذه ؟

فهمت صديقتي نظرتي . قاطعتها قائلة : نسيت أعرفكم على بعض .

هذه جارتي منى أخت هدى زميلتنا تذكرينها ! قلت : نعم أذكرها .

سرحت بفكري بعيداً لأتذكر قصتها التي اشتهرت بين أبناء مدينتنا الصغيرة .

فقد كانت منى تسكن مدينتنا هي وعائلتها اللبنانية بسبب عمل والدها الشاق في إحدى الدوائر الحكومية

براتب زهيد ، كانوا من عائلة فقيرة تتقطع بهم سبل الحياة ومتاعب الأيام المملة
يبحثون عن مصدر رزق إضافي إلى جانب راتب والدهم .

افتتح والدهما محل ملابس جاهزة ، ووالدتها كانت تطبخ الطعام وتبيعه على المعارف و الجيران ، أما أختها الكبرى عملت مشغل نسائي لتزيين العرائس .

لقد منح الله هذه العائلة قدراً كبيراً من الجمال وربما فاق جمال منى عليهم جميعاً فهي ذات ملامح سمحة ، وجهها و تعابيره توحي بمدى طيبة صاحبته ،

لم تكن العائلة تهتم بدراسة بناتها والدليل أنهن لم يكن متفوقات ،بل أن منى تركت المدرسة في المرحلة المتوسطة .

في إحدى الليالي المارقة في ساحة الزمن مرضت منى مرضاً شديداً جعل والدها

يذهب بها في منتصف الليل إلى طبيب الطوارئ في مستشفى مدينتنا الوحيد .

كان الطبيب المناوب في تلك الليلة هو الدكتور فواز ، وهو شاباً سعودياً حديث التخرج من عائلة عريقة

ومعروف عنها تمسكها بعاداتها و تقاليدها

أغلب عائلتهم أغنياء حيث أن لهم تجارة حرة وعقارات في المدن الكبرى . كان الدكتور فواز ذو ملامح خجولة والنظارة أعطته الكثير من الوقار ،

هم بالكشف عليها لمحها بنظرة خاطفة شعر بشئ غريب اخترق قلبه ، رآها تتألم حاول مساعدتها طلب من الممرضة وضعها في غرفة التنويم المؤقت

إلى أن تظهر نتائج التحاليل ، وإعطائها المحلول والمسكنات . عاد إلى مكتبه حاول أن يكون طبيعياً لكن توتره ودقات قلبه كادت أن تفضحه .

انتهى المحلول مع طلوع الشمس وظهرت نتائج الفحوصات والتحاليل حيث كانت مطمئنة ، كتب لها العلاج اللازم استعداداً للخروج ،

غادرت منى ووالدها خارجاً ، ما هي إلا خطوات معدودة حتى تبعه الدكتور فواز بدأ يتحدث وكأنه يستجدي الحديث كان يريد أن يقول أي شئ . شيء يشفع للهفته التي ستنتهي بوداع منى !؟


فقال : نسيت أني أقول لك انها تبتعد عن المشروبات الباردة .

قال والد منى : إن شاء الله وتشكر يا دكتور أتعبناك معنا .

قال الدكتور فواز : نسيت أعرفك على نفسي أنا الدكتور فواز من عائلة ...... أكيد تعرفها . لو تريد أي خدمه أنا حاضر

قال والد منى : آهلين و سهلين تشرفنا ، وما بتقصر يا دكتور .

قال الدكتور فواز : لو رجعت الأعراض جيبوها المستشفى مره ثانية "

والد منى : إن شاء الله . مع السلامة .


عاد الدكتور فواز إلى مكتبه وهو عازم على الزواج من فتاة أحلامه التي ساقها له القدر سوقاً .

انتهت ساعات الدوام وعاد الدكتور فواز إلى منزلهم يحمل في جعبته الكثير من الأفكار والأحلام والمشاعر ، لم يشعر بإرهاق العمل كعادته فقد كان يوماً استثنائيا بالنسبة له .

وجد والدته قد استيقظت باكراً وتحتسي قهوة الصباح ، صبح عليها و قبل يدها ورأسها ، دعت له أن يرضيه ويحقق جميع ما يتمنى .

لاحظت عليه النشوى والفرح بقلب الأم التي تفهم إبنها دون أن يتكلم . قالت له : الله يفرحني فيك اليوم اللي أشوفك فيه عريس .

قال لها : إن شاء الله قريب بس ادعي لي ... قالت : إنت بس أشر و أنا أخطب لك أجمل بنت في العائلة .

قال : الله يكتب اللي فيه الخير ، عن إذنك بطلع أنام .فكر ماذا سيقول لأهله وهل سيرضون أن يتزوج لبنانية وهم معلقين آمال على زواجه من إحدى بنات العائلة .

مر شهر وهو يخطط ويسأل عن عائلة منى ويقنع في والدته وهو يعرف والدته جيداً ،، فهي ذات شخصية قوية ولا تأتي إلا بأسلوب اللين .

وافقت والدته أخيراً . ياللفرحة . أخيراً سيرتبط بأجمل ملاك ، " خطب الدكتور فواز منى وسط دهشة الجميع ،

تمت مراسم الزواج وقرت عينه برؤية حبيبته التي لم يستطيع أن يقاوم حبه لها من النظرة الأولى . ضمهما بيت الزوجية الهادئ الجميل ،

سافرا شهر العسل لإحدى الدول الأسيوية حيث طالت المدة إلى شهر ونصف..
حملت منى من أول شهر واكتشفا أمر الحمل أثناء سفرهما فقررا العودة للبلاد . مرت شهور الحمل سريعاً وسط سعادتها الغامرة بزوجها الرائع .

أنجبت طفلتين توأم جميلتين يشبهون كثيراً أختها هدى ، ثم بعد عام أنجبت أيضاً بنت جميلة تشبهها كثيراً .

سافرت عائلة منى إلى بلدهم بسبب تقاعد والدهم ، وتركوا ابنتهم في هذه المدينة الصغيرة مع زوجها الذي وهبوه كل الثقة لرعاية ابنتهم .

استمرت السعادة ترفرف على بيت الدكتور فواز . إلى أن بدأ يشعر بآلام في صدره ومع تقدم الأيام أخذ الألم يزداد .
فقرر أن يجري فحوصات ليعرف ماذا ألم به ؟؟




الفصل الثاني



سافر إلى أكبر مستشفى متخصص في أمراض القلب ليعلم أن قلبه مريض ، ويحتاج إلى عملية القلب المفتوح بأسرع وقت .

لأن قلبه في خطر ، لذلك لم يكن بيده خيار آخر فقرر أن يجري العملية وسط مخاوف الأهل والأصدقاء وخاصة زوجته منى

التي لم يتبقى لها في هذه المدينة سواه .

جاءت اللحظة التي ستجرى فيه العملية نظرت إليه قبل أن يدخل غرفة العمليات وكان عندها شعور يلفها بالحزن ، ولربما أنها آخر مره تراه فيه .


استمرت العملية ست ساعات كانت العائلة بأكملها تنتظر خارجاً ، وكانت عقارب الساعة لا تتحرك .

خرج الطبيب بعد طول إنتظار ليخبرهم أن الدكتور فواز انتقل إلى رحمة الله وطلب منهم أن يدعون له .

وقع الخبر كالصاعقة النازلة على أسماع منى ، فهي لا تتخيل حياتها بدون فواز .مرت الأيام ووضع منى أصبح مقلقاً بالنسبة لعائلة فواز

وخاصة والدته التي خافت أن تسافر منى إلى بلدها وتأخذ بناتها التي تعتبرهم قطعة منها فيكفي رؤيتها لهن لتشعر أن فواز مازال بينهم .

بعد مضي ثمانية شهور على وفاة فواز قررت منى الذهاب لأهلها في لبنان لقضاء إجازة مفتوحة لكي ترى أهلها وتبتعد قليلاً عن أحزان الصدمة لعلها تنسى وتتخلص من طيف فواز الذي لا يفارقها أبداً .. صدمت أم فواز عندما أبلغتها منى بذلك ، فهذا ما كانت تخشاه ،

فهي لا تستطيع ترك حفيداتها يذهبن لبلد يختلفون عنهم في العادات و التقاليد فلربما لا يعدن " ولربما يتأثرن بما يرينه هناك ، من مشاهد وعادات مختلفة في

مجتمع يغلب عليه الحرية ،،، أهذه وصية فواز أهكذا تفرط في بناته بهذه السهولة ؟


كما أنه ليس بإمكانها أن تمنع منى من رؤية أهلها .

قالت أم فواز لمنى : ما عندي مانع يا بنتي تسافرين لأهلك لكن البنات اعذريني ما أقدر أتركهم يسافرون معك وهذه وصية فواز ما أقدر أفرط فيهم ولا تنشغلين عليهم فهم عندي في الحفظ و الصون . لم تستطيع منى تجادل أم فواز فهي تعرفها جيداً فقراراتها لا رجعة فيها .

بعد مضي أسبوع سافرت منى وحيدة تاركة بناتها عند جدتهم تسير بهم الحياة ، قضت شهرين عند أهلها وأخذت منى تتصل يومياً على بناتها لتطمئن عليهن فقد كانت قلقة من معاملة أم فواز لبناتها . . فقد كانت أم فواز حازمة ولا يعجبها دلع الجيل الجديد .


وفي إحدى المرات اتصلت منى على أم فواز قائلة لها : اريد أخبرك أن أبن خالتي

كلم أمي يريد أن يتقدم لي ويخطبني وسوف يبحث عن فرصة عمل في السعودية وسنعيش معاً بالقرب منكم مع بناتي ، فهو حنون جداً وتعلق فيهن بمجرد أن رأى صورهن ... أم فواز أخفت من انفعالها و ردت بهدوء :

لا يا بنتي . لا تتسرعين ، أنا عندي لك مفاجئة أخبرك فيها إذا وصلتي بالسلامة .

كانت أم فواز تريد أن تقنع وليد الأخ الأصغر لفواز بالزواج من أرملة أخيه .

فقط من أجل حفيداتها ، التي لا تريد أن يتربوا في حضن رجل غريب لا يعرفون عنه شئ .. وليد طالب بالجامعة بالمستوى الثاني ولم يتجاوز العشرين عاماً .



وولدها الوحيد الذي تبقى لها بعد موت فواز . حيث أنها لم تنجب سوى ولدي وأربع بنات . وليد يصغر منى بسبع سنوات ، لكن لا يوجد غيره تستطيع أن تستأمنه على بنات ابنها فواز .. ترى هل سيوافق وليد على الزواج من زوجة أخيه التي نشأ وكبر في بيتها ، والذي يعتبرها بمثابة أخته الكبرى ؟؟؟




الفصل الثالث



وليد شاب مفعم بالحيوية و التفاؤل ، غير أنه مازال يحتفظ بشئ من طفولته الناظرة فهو يحب أن يشاهد بعضاً ( من أفلام الكرتون ) و يمتلك جهاز ( البلاي ستيشن ) .


يدرس الجامعة خارج المدينة ، وعندما يأتي في إجازة نهاية الأسبوع لا تكاد الأسرة تراه ، بسبب كثرة خروجه مع أصدقاءه تارةً للبر و تارة للبحر وتارةً أخرى لمسبح أو مطعم ،

فهو الآن في عنفوان شبابه يعيش حياته بحرية مطلقة ، ولم يدر في خلده أبداً أمر الزواج . و مع اقتراب إجازة نهاية الأسبوع أخذت أم فواز تعد العدة لمفاتحة وليد و إقناعه

بالزواج من منى( أرملة أخيه فواز ) بأي ثمن حتى لو أضطرها الأمر للبكاء و الاستجداء إلى أن يوافق .


في ظهيرة يوم الأربعاء من الأسبوع نفسه قدم وليد حاملاً حقيبته المليئة بملابسه

المتسخة و حقيبة حاسبه المحمول . تركها على الأرض و أقترب من والدته ليقبل يدها و رأسها .


قالت أم وفواز بنبرة حزن : هلا بولدي اللي بقي لي من الدنيا ، كل ما دخلت علي أتذكر فواز .

قال وليد : الله يرحمه و يغفر له . اللي مثل فواز ما ينخاف عليه

قالت أم فواز : اطلع بدل ملابسك على بال ما أقول للشغالة تجهز الغداء . تناولوا الغداء ثم استأذن وليد لأخذ قيلولة .

قالت له أم فواز : نام وارتاح يا حبيبي لأني العصر أبي أفاتحك بموضوع . مع بدء ميلان الشمس باتجاه الغروب ، أعدت أم فواز جلسة في فناء المنزل


بالقرب من النخلة التي زرعها فواز . أحضرت القهوة و جنت بيديها حفنة رطبات من النخلة ذاتها . أيقظت وليد ليحتسي معها القهوة و يبادلها أطراف الحديث .


قالت أم فواز :
اتصلت بي منى من لبنان يوم السبت اللي راح وتقول ولد خالتها يبي يخطبها ، لا ، وتبي اللبناني يعيش عندنا في بيت فواز

ويربي البنات على كيفه .


قال وليد : معقول ! ! استرسلت أم فواز قائلة :
أنا لي أسبوع ما أنام أفكر في هذا الموضوع ، بنات فواز أمانة في رقبتنا،
ما أنسى لما وصاني عليهم و كأنه حس أنه ما رايح يخرج من غرفة العمليات ، عشان كذا قلت أستشيرك تتزوج منى تستر عليها و تربي بنات أخوك .



تفاجأ وليد من هذا الطلب فهو لا يفكر بالزواج الآن . ويتزوج من .. منى زوجة أخيه ؟ التي كانت تشرح له دروسه وتكتب له الواجب !

وليد يتذكر منى جيداً . يتذكر جمالها الفتان ورائحتها العطرة وملابسها المنتقاة بعناية "عندما تزوج فواز من منى كان عمر وليد ثلاثة عشر عاماً .

كان يلاحظ غمزات فواز لها وضحكاتهم المتعالية .


كيف ستصبح عروسه الآن ؟ ؟ ؟




الفصل الرابع




رضخ وليد لتوسلات والدته التي لا يستطيع أن يغضبها ، ولكي يحافظ على بنات أخيه اللاتي يحبهن حباً جماً ، كما أن منى جميلة ولا تقاوم .


صحيح أنه لم ينظر لها هذه النظرة من قبل إلا أنه بعد أن أقحمت والدته هذه الفكرة برأسه بدأ يتخيل أن تصبح منى زوجته .

وهي ذات الملامح الجميلة ! فكر وليد في ردة فعل أصدقاءه والمحيطين به ،

إلا أنه عليه أن يقدم تنازلات من أجل استقرار العائلة . بدأ الأمر يأخذ حيز الجد ، حيث قامت أم فواز بالاتصال على منى وزفت لها الخبر

حيث طلبت منها الحضور للسعودية هي و عائلتها لإتمام مراسم عقد القران ،

و أخبرتها أن موعد الزفاف سيكون في الإجازة الصيفية بحكم ارتباط وليد بالدراسة ،

أي أن الزفاف سيكون بعد خمسة أشهر . بدأ وليد بالاستعداد لذلك حيث حجز قاعة صغيرة تتسع لعائلتيها فقط

فبعد أسبوعين قدمت منى وعائلتها للمدينة وتمت الخطبة بشكل رسمي وحددوا موعد عقد القران ،

كان شعور منى غريباً فهي لا تعرف هل ستحبه كما أحبت أخيه فواز . ولا تعرف هل خطبها برضاه أم رغماً عنه ؟

خواطر كثيرة دارت في رأسها لكن ليس بيدها سوى الموافقة على الزواج و السباحة في بحر أمواج الحياة .

حان موعد عقد القران ، ظهرت منى كأجمل عروس بأجمل طله بابتسامتها الساحرة التي لم ترى منذ أن مرض فواز .

قدم وليد للصالة تلاقت أعينهما شعر أنه دقات قلبه أصبحت واضحة للجميع بدا محرجاً وسط زغاريد أخواته وضحكاتهن ، اقترب من منى ليضع ( الدبلة ) في إصبعها . وعندما وضعت ( الدبلة ) في إصبعه شعر أنه ارتبط الآن بمنى .

قام وليد ببعض التغيرات في بيت منى ، ليتناسب مع ذوقه العصري

في هذه الأثناء أقامت منى و بناتها في بيت أم فواز إلى أن ينتهي العمل في بيتها . اقترب العام الدراسي من نهايته ، و أقترب موعد الزفاف .

كانت منى و بناتها على أتم استعداد لهذا الاحتفال المبسط . فبناتها سعادتهم لا توصف بعمهم الذي سيصبح أباً آخر لهن .

أصبحت فرحة وليد فرحتين فرحة بالنجاح وفرحة بالزواج .عاشا سعادة لا يعكر صفوها شئ سوى أن أم فواز تمنع بنات فواز من السفر للبنان .

مرت السنين وتخرج وليد من الجامعة و أصبح معلم ، في بداية مشواره المهني تم

تعيينه في منطقة بعيدة فكان لا يأتي إلا إجازة نهاية الأسبوع . ثم استقر في المدينة بعد سنتان .

أنجبت منى من وليد بنت جميلة جداً ثم ولدين . ركضت بهم السنين بسرعة البرق ، و دارت بهم أجمل الذكريات ، وكبرن بنات فواز وأصبحن عرائس جميلات يتهافت عليهن العرسان ، لكن وليد لم يوافق إلا على أولاد أخته الذين يعرفهم جيداً ،

ما أسرع الأيام ! ! فمنى التي كانت عروس قبل عدة سنوات
هاهي تصبح الآن أم لأجمل عروستين . وتزفهما لبيت أزواجهن .





قديم 26-04-2012, 02:04 AM
  المشاركه #5
مشرف منتديات هوامير والركن الأدبي
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 4,861
 



رحلتي إلى الساحل الشرقي للكاتب الماسي .


عزيزي القاريء هذه حكاية متواضعة أسردها لكم من واقعي وبكل تفاصيلها أمل
أن تحوز على رضاكم وتنعش أجوائكم أحبتي بالركن الأدبي وهي بطبيعة الحال مقسمة لعدة فصول تتخللها وقائع وأحداث ممتعة .


الفصل الأول


في ذلك اليوم المشرق بغيوم الطقس العليل .. أنطلقت السيارة ، وهي تحملنا متوجهين لمدينة الدمام وهي مدينة بحرية تمتزج بها لغة الساحل الشرقي وملوحة البحر وزرقته ..

كنا أربعة شبان .. ماجد ــ بندر ــ محمد ــ الماسي . نحمل أشيائنا الخاصة للزوم الرحلة البحرية المشوقه . حتى نقضي أياماً جميلة ونغير من طابع الروتين الممل !!


وصلنا للدمام الساعة السادسة مساءاً .. ونحن لانعرف شيئاً عن تلك المدينة الساحلية وطرقاتها الكبيرة ، ورطوبة الأشياء تنزف من حولنا ..

سوى البحر الآزرق والذي كا ن ذو أهمية بالغة بالنسبه لنا !


وضعنا أشيائنا على الشاطيء وأخذ كلاً منا جهة معينة .. يطلق ساقيه للريح وهي علامة من علامات الفرح ! لربما شعرت بها دون زملائي الثلاثة !!

وذلك لجمال ونقاء الشاطيء في ذلك الوقت ! وكان شيئاً رائعا لايقاس بلذة الشعور ..

بدأت الساعات تنتهي ونحن طوال اليوم نسبح .. والليل ينجلي حتى وقعنا بشيء هام غير من جلستنا على البحر كلياً ولم يكن ذلك بالحسبان !! حيث هبت عاصفة رملية كثيفة ..تلسعنا بذرات لايكاد أحداً منا يصدقها .. وقد بدأت بعد الحادي عشر ليلاً !!

أنقلب الطقس وبدأ الغبار يحل بنا والناس تغادر بسرعه !!

مع ذلك الموقف بدأنا نقلق على مصيرنا .. وأنه لابد من المغادرة لمكان آمن !
ركبنا السيارة والعتمة تخفي الاشياء من حولنا والطريق قد أظلم بالعاصفة .. ولانعرف أين نحن متجهين !!

كنت انا الذي أقود السيارة !! ومعي أصدقائي الثلاثة . حتى أني تفأجات بمطابات كبيرة ، وضعت ونصبت على الطريق لم أشعر بوجودها في ذروة العاصفة ! كانت بالغة الخطورة عندما قفزت بنا السيارة .. ونحن نتوسط ذلك المطب الكبير ! لنتفأجاء بالثاني !

لقد كانت حالتنا صعبه وبها نوع من المغامرة والأستعجال الغير مبرر !!

لم أدرك أن تلك الليلة ستكون بهذا البؤس والرعب السريع والغبار يكتسح رموشنا داخل المركبه !!


وصلنا لأحدى الفنادق داخل المدينة حيث ، وجدنا غرفتين داخل الفندق ،ولكن طلب منا رجل الاستعلامات resepcionis اثبات لرفاقي الثلاثة .. كلهم جهزو الاثبات ماعادى ماجد لم يكن الاثبات بجيبه !!
لآنه ، وببساطه ترك أثباته بالرياض !!



الفصل الثاني


عندها حلت لغة الغضب علي وقلت وأنا أتبسم بدبلوماسيه لايوجد أثبات معه ياسيدي !
حالتنا صعبه الليلة وكما تشاهد الطقس خطير بالخارج ولايمكن المجازفة والنوم على البحر ! أخذ يزمجر ذلك الموظف وكأن كلامي لم يروق له بين الرفض والقبول !

أخرجت له خمسمائة ريال حتى ترتاح أعصابه وتتحول تقاسيم وجه المتهشمة بالتوتر !
حيث أحسست بأن الشكوك اللعينة تطارده فقد كنا فتيه بمقتبل العمر .لم نتجاوز العشرين سنه !
حاولت مع ذلك الموظف ولكنه بالعامية ..عصلك معي ..ولم يسمح بتسجيل ماجد ! لحظات من النقاش وإذ رجلا كبيراً في السن يعبر من امامي بالممر
ويمسك بيده على خصره من الألم حيث كان يشكي من ألم أسفل ظهره كان رجلا رائعا بالفعل وشهماً لن أنسى معروفه !! سمع نقاشنا المرير وكأن مشكلة كبيرة حلت بصالة الفندق بينما لايوجد مشكله سوى أن واحداً منا " نسى أثباته !!

ثواني وإذا الموظف يسمح لنا حيث طلب هذا الرجل الكبير من resepcionis موظف الاستقبال أن يوافق !!

لحظتها تعجبت من سرعة تنفيذ الطلب بعدها " تأكد لي أنه صاحب الأوتيل !
لقد كان رجلا شهماً ومهذب للغاية ولطيف معنا رغم أحساسة بالألم .
شكرته على فعله وسلمت عليه بنفسي دون زملائي !

صعدنا الغرفة رقم 116 و117 وكنا بسعادة غامرة وكأننا وصلنا من رحلة شاقة ومعاناة لم تكن على البال .. قضينا الليلة الأولى وأشرقت الشمس لنشعر باليوم التالي بجمال الطقس وكأن غضب العاصفة أننتهى بالرحيل !!

تركنا الفندق عند الساعة الثانية بعد الظهر !! وذهبنا بنفس المكان حيث أقمنا اشيائنا ورتبنا كل شيء بنشاط !!
كان الطقس بطبيعة الحال يختلف كليا عن ليلة البارحة المروعة !!

بائع البطاطا يعبر من امامنا وسيارة الذرة والبليلة الشهية والناس تقبع
بأماكن مختلفة من بعيد نرمق الفتيات بالعباية السوداء ! والملامح تلمع بها الشمس
ولكن لغة المسافة هي البعد الحدودي!!
بندر ذو البشرة السمراء يعمل القهوة العربية.. وماجد النحيف ينزل
بقية الحطب ومحمد المتوسط يقطع اللحم وأنا أشعل النار مرتدي النظارة
السوداء .. والقميص والبنطلون الجنزذو اللون السماوي ..
بدأت الجلسة تضبط بالقهوة والغداء يجهز والشباب مروقين وبحالة ممتازة من الانبساط ..
حتى أقترب المساء عندها جأت أربعة سيارات بأحجام مختلفة وألوان
تشد الأنتباه !!
وأشكال غريبة بمختلف القامات !!
كان عددهم يقارب العشرة شباب !!

يتكلمون بلهجات مختلفة ويبدو لي أن بعضاً منهم من المنطقة الغربية
والمنطقة الشمالية والقصيم !
كانت تجهيزاتهم رائعة لحد كبير ..وكل شيء معهم من .. أروقة الخيام
وحطب كثير واباريق قهوة وجميع لوازم الكشته !! لم يجدو مكان ألا بجانبنا وعند النظر بما يحصل وصلت بتأملى لحد بعيد

بأن الليلة ستكون مميزة بالأحداث وهي القراءة الحسية التي لايعرفها رفاقي.. كنت أردد مع نفسي ربنا يجيب العواقب سليمة !! بدأ المساء ودنت الشمس بالغروب والظلام يستمر !!

ونحن نجلس ونسبح ونغرق في السوالف المختلفة والمزاح بين بعضنا

البعض !! بدؤ هولاء الشباب العشرة بالغناء وقرع طبول السامري ذو
اللحن الشعبي الساحر .. كانو رائعين جدا ً لم أرى مثل تلاحمهم وعمق صداقتهم

عندما بدأت ليلتهم تكتحل بالغناء والسرور !! مرت الساعات وهم يسمرون ويتطاردون بالمزاح ! على رمال الشاطيء البارده في ساج الليل !




الفصل الثالث


عند الثانية ليلاً غلبنا النعاس أنا ورفاقي الثلاثة ، وقررنا النوم والصحيان بعد الفجر !


.... أثناء نومنا وبينما الليل بدأ بالهدوء بدأت حركة ومزاح هولاء الشباب تزداد بشكل فوضوي وكأن شيئاً حدث لهم في هذا المكان !!

مزاح وضحك وقهقهة عالية ومطارده قوية بالركض حتى أن واحد منهم مر من أمامنا كالغزال يطرد زميله بالأبريق الحار .. يريد سكبه عليه حيث لم يتمكن من اللحاق به ليردفه بكاسة الشاي التي كات معه !!
والآخر يطرد زميله بعود الحطب المشتعل ولم يتمكن منه !!

دبت الفوضى بهولاء بشكل عجيب ومغاير حيث كان منظرهم مضحك وضحكنا على مايجري ونحن نعيش بوسط دائرة الذهول !!


لربما كان هناك شيئاً نجهله وبعيد عن تقرير الحدث الواقعي الذي كنا نشاهده ..

حتى أني أذكر واحداً منهم كان قصير القامة وبيده الأبريق يلوح به ! ويرتدي سروالا قصير يضيق عليه !!

كل شيء تبعثر بينهم .. الطبول " في كل مكان وقدور الأكل المتنوعه والصحون والفناجيل والكاسات الزجاجية والورقية وعلب السجائر !!


وبقية ترامس الماء !




بدأ المزاح يتحول للعنة " من نوع آخر لم نتوقعه البته بين هولاء الرجال !

تعليقات قويه بالعامية فيما بينهم .. واحداً منهم يقول عبارة قبيحه / يلعن أمك يابن ( ؟ ).. والآخر يقول اوريك لما نصل الرياض يا ( ! )
والآخر يقول الشرهه على اللي يعزمكم ياقليلي الأدب !

كل شيء أنفرط وأنهار بشكل دراماتيكي مخيف ،، وبدأو يتشابكون بالأيدي في الظلام وهي لحظه عارمة !!


للنطلق ونحذف البطاطين " نحن الأربعه .. وندخل معهم المعركة لتفريقهم !



كان منظرنا غريب للغاية بينهم وكنا بحالة لا أستطيع وصفها لكم في ذلك الوقت ..


سوى أن العراك أندلع بالفعل ولم نستطيع أيقاف ذلك حتى جأو لنا شباب .. بسيارات مختلفة ،، تساندنا في فك الشباك وتم تفريقهم ولله الحمد ..




الفصل الرابع


سوى أن العراك أندلع بالفعل ولم نستطيع أيقاف ذلك حتى جأو لنا شباب .. بسيارات مختلفة ،، تساندنا في فك الشباك وتم تفريقهم ولله الحمد ..

نظراً لكثرتنا !!



بعدها بدقائق كل السيارات غادرت المكان ،، وتبقى أشياء كثيرة لهم لم يحملونها معهم !!

كل شيء أنتهى وأصبح سابح بالفوضى لنرجع لمكاننا ونتحدث عن ماجرى ونتجاذب وقائع المشكله ، في هذه الليلة الغريبة بالمفاجات والكابوس المزعج !


وهو الحدس الذي طالما أتوقع حدوثه !! ترى مالذي جرى لهذه الجماعة الطائشة ؟!

مجرد توقع بيني وبين زملائي بأن سبب المشكله كان الشاي لأنه سبب حاله هستيرية وهو المنطق الذي وصلنا له !!

حيث لم يعتلي المزاح إلا بعد شربه مع قرع الطبول ..

كل شيء جائز ولا أحد يعلم منا المسببات !!
في صباح اليوم الثاني أحضرنا الفطور وكانت القوارب الصغيرة الطراده تعبر بمسافه ليست بالبعيدة عنا !!


كان الطقس عليل عند الصباح ومشرق لحد أنني ارى قواقع البحر على الشاطيء بصفاء ..
قمنا نسبح وكان ماجد ومحمد أفضلنا بالسباحه .. بينما أنا وبندر نتعلم ولانستطيع أن نجازف في عمق الماء !! لخطورة ذلك ..

كنت أخاف من الموج والسباحه العميقة !! وليس لي بها معرفه بينما عكس ما أحب أن أطالع النجوم عندما أستلقي على الرمل البارد وأهيم بخيال يصعب أن تتصورونه ..


في لغة الأكوان البعيدة أمر عظيم بحياتي لا أعرف له تفسير حتى الآن حيث غالباً مايطردني حلم يتكرر بي ولم أعرضه على مفسر أحلام حتى الآن !؟


سوى أني أحكي على أصحابي هذا الشعور !! الغريب " ويكتفون بقول سبحان الله "
وهي اجمل شيء يقال ..

شعرنا بالسرور ونخن نتمازح أثناء السباحه والغوص على حافة الشاطيء !!

وقبل الظهر قمنا بتجهيز وجبة الغداء من الدجاج حيث قمت بالطبخ وهي طريقتي التي أحبها في تكشين الطماط والصلصل والبصل والدجاج معاً حتى يحمر ومن ثما أسكب الماء الساخن .. لأضع بعد ذلك البهارات والقرفه وأقوم بوضع الملح للطبخه وأغلق القدر بشكل محكم ..

وبعد النضوج أرفع الدجاج وأكبس الرز ساحر الملايين !

بعد ذلك تجهز الأكله الشهيه وهي مايشتهر بها الماسي لأضع عليها الزبيب المحمر والبصل المقلي والمكسرات !!


حتى أن ماجد كان يقول لي بهمس ياخي كبستك تدوخ تخليني انام على طول ؟

بينما البقية يكتفون بقول اكله لذيذه مرة !

والله من ثقل الأحساس فيهم ههههه..





الفصل الخامس

بدأت ساعات النهار تمر سريعاً ونحن نتنقل على الشاطئ ونلهو ونسبح ونركض !!

جاء وقت العصر .. بعدها ذهبنا سوياً داخل المدينة ومررنا بسوق
جميل .. لا أتذكر أسمه فقد فصلتني به سنوات عديدة وغربت بي ذاكرته !!
أتذكر أنني شريت منه ملابس وهدايا متنوعة !!
وأصدقائي كذلك أشتروا ما يروق لهمم !! لننطلق بعد ذلك لمقهى صغير يقبع بجانب السوق وتصعد منه رائحة
البن .. حيث شربنا القهوة التركية وبعضاً من الكابتشينوا الساخن وقطعنا أحاديث لينه في هذا الركن الجميل !!
فكرنا بطريقة جميلة للعشاء على البحر ! حيث طلبت من رفاقي أن
نشتري مزيدا من الفحم وبعض أشياء الشوي وتوفير اللحم !
كانوا الشباب معي متحمسين لطلبي .. حيث قلت لهم عشاكم عندي
سوف أطبخ لكم وهذا شرطهم قبل أن يطلبوا عشاءا جاهز من المطعم
وهم بحاله كسل في تلك اللحظه لربما السوق أرهقهم !
كل شيء تم شراءه لنذهب بعد ذلك :
إلى مكان جديد من الشاطئ وكانت بجانبنا عائله كبيرة وأطفال يبلغون أعماراً متفاوتة ! يسرحون ويمرحون! كانت الساعة تشير للثامنة مساءاً
والناس بدأو يتكاثرون من حولنا كما لو أنهم سقطوا من الفضاء !
بدأت أعد العشاء بنفس باسله تتوق للطبخ حيث لدي طريقه عمل اللحم
بالمرق وهي أن أقوم بتقطيع اللحم في عده علب مصنوعه من الألمنيوم
لأ ضع بها اللحم والبصل والطماطم وقليل من معجون الطماطم والبهارات
واحكمها بالقصدير لتوضع على الجمر وتدفن بالجمر لمدة ساعه !
ويكون الرز جاهز بحله محكمه بطريقة المضغوط ..
يغرف الرز ويخرج اللحم ويفك عنه القصدير ويكون بمنتهى المنظر
والسخونه ويوضع على الرز ويكون العشاء بحري وجميل يليق
برفاقي ..
لم أنسى تلك الرحله وفصولها الجميلة أشعر وأنا أحكيها لكم بعبق عتيق
قريب لم يمضي عليه سوى عشر سنوات فائته !
وهي المده التي تستشعرني بطقوس الرحله وهي تمضي بالعمر !


الفصل السادس والأخير .
بإشراقة يوماً باكر وصبحاً جديد ونحن بين تقرير العوده للرياض وأنتهاء الرحلة البحرية .. بعد أن قضينا بها ايام حلوه وأحدث عديدة..
مضى النهار بنا بخواء النهايات ، ونحن بجوار الشاطيء لنذهب بعدها لإحدى المطاعم المتخصصه بالأكلات البحرية !!
أذكر أننا طلبنا أسماك مشويه ، وغداء شهي يليق بنا نحن الأربعه ..لنعود بعد ذلك ونتنقل مابين الظهران والخبر .. وبالصدفه مررنا بسوق الراشد
وكان سوقاً جميلا للغاية به كل شيء .. حتى جاء المساء .. ودخلنا بوابة الليل
حيث قررنا العوده للرياض وبينما نحن بمنتصف الطريق تعطلت بنا السيارة وكان الليل
يبدي لنا هيبته ووحشته ، وكان العطل خفيف لإنفجار إحدى الإطارات .. حيث مازلت أسمع همهمات وصوت أصدقائي والمفكات تسقط عى الأزفلت .. في سكون الليل .. حتى هذه اللحظه التي أقصها عليكم .. وهم يشرعون في فك الكفر وتغييره .أبتعدت عن السياره قليلاً ..
لإحدق النظر في بهاء السماء والنجوم تلمع في محيطها الكوني !! لربما شعرت أن سواد الليل يعكس لنا حاله معاكسه للأطياف ، من الناحيه البصرية !!
كيف ؟
مجرد شعور بأن كل مانراه نحن البشر ، من الألوان التي تحيط بحياتنا تكون عكس
العين المجرده !
بعد التأمل والإيحاء في عمق الليل وجوهرة العشق الكوني البهيج .. وجدت نفسي داخل السياره أقودها ورفاقي
لايعلمون ماذا أفكر به وأين وصلت بي الأفكار !!
كانت الوحات المسافه تقصر بالكيلوات ويمضي الزمن بنا !!
عندما وصلنا للرياض كانت فرحتنا غامرة ، وسعادتنا كبيرة لنقضي ساعات الليل
الأخيره من الفجر بمنزل بندر ..
لم نجد أنفسنا إلا ونحن غارقين بالنوم حتى جاء الظهر ويذهب كل واحدً منا بحال سبيله ..

شكراً أحبتي لحسن إصغاكم وقراءتكم للقصة ، والتي أتمنى أنها كانت خفيفه عليكم فكل مادون كان من واقع الحقيقة التي تأبى الزيف والإضافه ..













قديم 28-04-2012, 03:09 AM
  المشاركه #6
مشرف منتديات هوامير والركن الأدبي
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 4,861
 



قصة ذلك الطريق المجهول للكاتب الماسي


الفصل الأول




مضت سنوات وأنا أحتفظ بتلك القصة في أقاصي الوجدان العفيف بشمس الإرادة الساطعة على أنه لابد أن ينهض ذلك النهار يوماً .. كان ذلك الصديق الغالي الذي غيبه الموت بعد مرور عشر سنوات من أحداث رحلة سفر بري ..
جمعتنا سوياً في سيارته الجميلة ..


كان سير الرحلة من الرياض إلى بلد عربي يبلغ مئات الكيلوات باتجاه الشمال ..


هبط مساء تلك الليلة ونحن نهمس في طريقة سفرنا في صباح اليوم التالي من العمر ..
وربما فصلتني السنوات كثيراً بنسيان القصة ولكن مازلت أحتفظ برهج حقيقة تلك الرحلة ..
ولحظة تذكر مؤلمة .. لذلك الصديق العزيز جدا على قلبي والذي وافته المنيه بعد سنوات وصراع مع المرض .. صعقت بخبر وفاته ولن أنسى تلك المحادثة الهاتفية ما حييت والتي تلقيتها بحزن بالغ وأنا في غبة التجاعيد ،، بغربة الثلج وبلاد الصقيع التي لا ترحم أي كائن ..
فيها امتزجت الدموع آسنه من كل شيء حيث تناثر الثلج حولي ووحشة أليمة نطقت بها الحاسة السادسة متجاوزه الحنين والضمئ ..


ظل نايف ذلك الرجل شامخاً ورمزاً يعلو حب الصديق لصديقه .. في زمن شحيح تهشمت أركانه وظل وتر السمع يعزف بذاكرتي حتى الآن !



وابتسامته لا يخفت بريقها عن ذكرياتي مهما داهمتني سنين الحياة بصعابها ورحالها الطويلة !!




بدأت الرحلة هادئة بحمل الحقائب بالسيارة صباح يوم الجمعة وكان نايف يقود سيارته لنسلك الطريق ونقضي ساعات في المسافة والأحاديث من دون أن يعكر صفو السفر أي شيء ... كانت النظرة ترمق آخر لوحة للطريق السريع .. لنتحول بعدها لطريق قديم يقصر بالكيلوات ويلتهم المسافة بشكل مختصر ..


توقفنا عند محطة لم تكن بالجيده لتعبئة وقود السيارة .. ومن ثما انطلقنا وكانت الساعة تقارب العاشرة والنصف صباحاً والجو حالك بالغبار البسيط وبينما كنت غارقاً بالحديث مع صديقي شعرنا بحدوث تقطيع في السيارة أشبه برجفة أستوطنت داخل المحرك .. وهنا بدأت الأشياء تظهر تباعاً حيث كان أول مؤشر في تلقي الصعوبات ..
أستغرب نايف من ذلك الأمر وما لذي حدث لسيارته الجديدة !!


توقفنا على جانب ذلك الطريق الموحش الذي يفتقد لأي خدمة وذلك .. لمضي عليه سنوات ويعتبر طريق قديم ..


لم نلاحظ أي شيء يشفع باكتشاف الخلل الذي أصاب السيارة !
حيث ما يزال المحرك يعمل بشكل طبيعي !!

كانت الشاحنات تعبر بصوت وضجيج مزعج للغاية وكأنا أمراً .. حل بالكوكب جعل تلك الشاحنات الكبيرة تهرب على الطريق ولاتتوقف لنا !!

قررنا مواصلة السير على الطريق والخوض في المغامرة ، وكلما زدنا في السرعة أخذت السيارة


بالتقطيع وكأنها ترفض طريق الأزفلت الأسود ..


كل أحاديثنا تحولت إلى لغة قلق وكيف نتصرف وسرعة السيارة لحظتها لم تتجاوز 60 / ك . حيث نسير ببطىء !


ومن بعيد نرمق سراب لوحة غرقت في وهج البصر .. لوحة حديدية أكلتها ذرات الرمل وجحيم العواصف !!


أخذنا في التداعي والتسابق في قراءة أقرب هجرة يمكن أن نجد منها المساعدة ..




قديم 28-04-2012, 03:12 AM
  المشاركه #7
مشرف منتديات هوامير والركن الأدبي
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 4,861
 



الفصل الثاني



ويمضي بنا ذلك الطريق المجهول في تيه المسافات الشاسعة ، ويظل .. نايف .. صامدا خلف مقود السيارة ننتظر فيها لحظة توقف السيارة ، من هذا العطل الكبيس ..



حينها اصبح الطقس ملتهباً بالغبار الأحمر .. وبدأت الرؤيا تتدنى حتى وصلنا لهجرة شبه مهجورة تعبر الأشباح في طرقاتها الهامدة كما لوكانت هجرة قصفها الدمار وبقت حبيسة طوال عقود ..


لم أخبر صديقي بالحدس الذي أصابني حينما قمنا بتعبئة الوقود من أول توقف لنا ..حيث رمقت عيني قضيب ألة البنزين يتقطع ويتلوى يدل على نهاية الوقود ..




لهذا توقنا وبدأنا نحدق في هذه القرية .. ومن سيقدم لنا المساعدة في ظهيرة حالكة بالغبار !!
كان هناك جمع يقطع طريق الأزفلت وهم يضعون عمائمهم في هيجان العاصفة ..


كانت القرية شبه خالية لوجود أغلب الناس في المسجد لصلاة الجمعة ..


أدينا الصلاة وكانت جدران البنايات متصدعة والطرقات الصغيرة تمتلئ بالقراطيس وبقايا العلب الفارغة ، والكفرات المتناثرة ،، كان الفقر يقبع في تلك القرية وكأنه عدو شرس وشبح لايفارق أحداً منهم ..




أوقفنا السيارة عند محل صغير وعبارة مكتوبه على جدار مصبوغ مكانيكا ..


كانت العبارة هذه تكفل لنا الفرح والسعادة التي طالما كنا ننتظرها على طول الكيلوات ..


عشر دقائق من الانتظار والسيارة ترتجف ونحن بداخلها ..



في هذه اللحظة .. عبر الشارع رجلا متوسط الطول يقدم رجلاً وينحني حتى يسحب رجله الأخرى وهو يتلعثم في خطواته !!



كان رجلاً أعرج .. وصل للمحل وأخبرناه بمشكلة السيارة وأننا على عجل من أمرنا وبرحلة سفر ..


طلب منا أطفاء المحرك وقام بفك قطعة كبيرة تتوسط المكينة دائرية الشكل تسمى الكبريتر .. أخذ يبحلق في القطعة وكأنه يريد أن يغطس ويضع حداً فاصلاً لأحلامه المحطمة في عذابات الفقر والهجرة عن أولادة ..



رد قائلاً صعب أن أحل كامل المشكلة !!


ولكني متأكد من وجود أوساخ وأتربة عالقة داخل القطعة .. وهذه يصعب فكها لابد من فني متخصص جدا في مثل هذه الأعطال المعقدة !!



قلنا له .. والحيرة والقلق تساورنا !!


مالحل يارجل !


شهق .. ورد قائلاً سوف اقوم بأستخدام البخاخ لتنظيف القطعة وسوف تستمرون على الطريق بشكل أفضل حتى تصلون لمدينة تبعد 120 كيلو .. منا !! بها كل شيء إن شاء الله !!


أخذت المضامين الحاسرة تسبح بي .. وبصديقي نايف على أن أكمال السفر أمراً مستحيلاً !



تركنا العامل يتفرغ لشغله وهو يقوم بتنظيف القطعة وبينما نعبر الطريق بالجهة المقابلة شاهدنا لوحة مكتوبة باللون الأحمر مطعم بخاري وأكلات مشويه !!


دخلنا المطعم لنرى جمعاً من الناس يتناثرون على الكراسي والطاولات والمطعم مدلهم بدون إضاءة والكراسي وكل شيء مضى عليه زمن !


تشبع خيالي وضج دماغي بصوت الناس وأدخنة الشيشة هنا وهناك !!


والشاحنات والتكاسي الصفراء تقف وكأنها تستعد لحرب الأزفلت الأسود !!



كان المنظر مؤثر جداً وذرات العرق تنزف وتلتصق في جبيني لحظة طلب الغداء !!


كان مسرح مبتهل بالحزن والحرمان الذي يقطن القرية !!


أشعل نايف سيجارته وهو ينظر لسيارته خلف زجاج المطعم وكأن العامل شبح يلتف حول سيارته في عمق الغبار !!


كان المنظر شنيعاً بالنسبة لي .. فلم أصدق أنني في وسط هذا المطعم الغريب !!



يامعلم !




رجلاً يرتدي نظارة سميكة .. يصرخ في زاوية المطعم وين الغداء " عجل علينا " !!




تشبعت حزناً من تلك الوجوة الصفراء المرتعبة من التعب !!


جاء الغداء وكان الصحن يحتوي على دجاجة على الفحم ورز أحمر وبعضاَ من شرائح البصل !!


كنا مجبرين على الأكل من هذا المطعم مهما كانت الظروف ..


شربت من قارورة البيبسي وكأني أحل معادلة فيزيائية تدحرجت على الورق !!


غائراً بالحلم الذي طالما حلمت به في صغري .. بأن الفضاء والكون أمرأعظيم الحلم والنظر !!


كل شيء يمضي بسرعة مذهلة داخل وجداني لحظة تناول الغداء ونايف ينشغل بمعركة الأكل ..






قديم 28-04-2012, 03:17 AM
  المشاركه #8
مشرف منتديات هوامير والركن الأدبي
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 4,861
 



الفصل الثالث
ــــــــــــــ



انعدم الطقس وزاد سمك الغبار وأخذت الرياح تشتد بعويل لايكاد يتوقف ..


فرغنا من المطعم البائس بجدرانه ورائحة الشيشة تلتحم مع رائحة الشواء .. تتصاعد من كل الاتجاهات ، وكأنه مكاناً قديم تتطاير منه الاشباح ومحطة صامده في وجه عواصف الدهر الطويل !


بدأ المسافرون ينهضون من الكراسي الخشبية المصنوعة من الحبال المشدودة .. كلاً يسرع لسيارته والريح تعبث بهندام كل واحداً منهم .


.. كان محيط المكان يعج بالفوضى فيه يتلاطم كل شيء حتى زجاج النوافذ البائدة في أركان المطعم !



وصلنا للسيارة .. وكان نايف يتهيأ لتشغيل السيارة بنشاط ، وتجربتها .. حيث بدأت تستعيد عافيتها من جديد على مايبدو !!


... دعونا الله أن يتمم ذلك الجهد في اصلاح السيارة .. والذي قام به هذا الرجل البسيط ..


كان منظره حزيناً وهو يعرج يجمع عدة المفاتيح ، وكيف سيتحمل بقية العاصفة ..


طلب منا أن نكون حذرين في الطريق ..


وبين المغادرة والأنطلاق أستقلت السيارة بنا وأخذت تستعد للأزفلت الأسود ..



كل ما أتذكره عن تلك القصة سوى أننا بقينا على الطريق حتى قطعنا عشرون


كيلو متر والهبوب تشتد إحمراراً كما لوكانت تلك المركبات التي نشاهدها تدحرج في عتمة لانراها ..


كان الطقس صعباً للمسافرين .. وزادنا خوفاً عندما رجع ذلك العطل مرة أخرى حيث بدأت السيارة تتقهقر بنا من جديد !!
وما أن قطعنا ثلاثون كيلو متر حتى قرأنا لوحة جاثمة على حافة الطريق بأن أقرب نقطة هي 90 كيلو .. وهي المسافة الخطره التي يجب أن تقطعها السيارة المنكوبة قبل أن يحل الظلام وهنا تكمن بؤرة المشقه التي أحسسنا بها ..



ونحن نشوح ببطئ مسير السيارة والتي بدأت في التقطيع بشكل متواصل ..




لذلك / طلبت من نايف أن يقف لنرى المحرك من جديد !
فرفض لحظتها طلبي وقال : لن نتوقف حتى أنتصر ونصل للمدينة !



كانت اللوحات عبر الأزفلت الأسود .. طويلة في عيوننا والتي رشقتها الهبوب قبل أن نغلق زجاج السيارة ..


حين ذلك لم يتبقى إلا 40 كيلو متر .. بعدها .. توقفت السيارة بالفعل وأخذ ذلك الأزفلت اللعين يركض بالسيارات الأخرى ، وسط هيجان الغبار الأحمر !!


سادنا الصمت داخل السيارة ونحن حائرون !!


كان النزول صعباً لشدة الهواء ..


ومن العجيب أن السيارة لم يتوقف محركها مطلقاً / إنما كان يعمل بحالة التشغيل !!



أطفأنا المحرك وأتفقنا على الانتظار بعضاً من الدقائق .. ( على وعسى ) ترجع دورة البنزين داخل المحرك وتهدأ الهبوب التي زادت من حدة المعاناة ..



لقد .. ألهبتنا هذه المعاناة وضيعت أحلام الرحلة حتى كدنا أن نتوقف في أسترسال الأحاديث المتبادلة




قديم 28-04-2012, 03:20 AM
  المشاركه #9
مشرف منتديات هوامير والركن الأدبي
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 4,861
 



الفصل الرابع


في تلك الظروف الملتاعة وبينما ننتظر داخل السيارة وأريج العاصفة ينوح جأت سيارة الشرطة مسرعة توقفت على الفور بجانبنا .. وبشكل مفاجيء كانت من نوع جيب باترول .. نزل منها رجلاً عريض المنكبين طويل القامة وشواربه تبدو مناسبة لهيئته وشخصيته !!


أخذنا ندفع ابواب السيارة لاخباره بحقيقة وقوفنا .. وهو يقول لماذا تقفون هنا !


طلبنا على الفور المساعدة وبأن السيارة تعاني من عطل قد ضرب المحرك !


قمنا بفتح غطاء السيارة الكبوت .. وأخذ الشرطي ، يبحلق في أرجاء المكينة ... قال لنا لايوجد شيء واضح !!!


شغل السيارة !


قمنا بتشغيل السيارة له وكانت محاولة ناجحة !!
ليرد بقوله اين المشكلة وهو لايعلم أن العطل لايظهر إلا إذا تحركت على الطريق ..


بدأ يشك ذلك الرجل بنا وطلب منا أثبات الهوية وقام بتفتيش السيارة غير مبالي بالحرقه التي تعصف بنا لحضتها !!


كل شيء أصبح يتدهور تسللت من خلاله مجمل أفكارنا نحو ذلك الطريق المجهول !!


لم يجد شيء رجل الشرطة !!
أوضحنا له كل شيء وأن لايتركنا في هذا الظرف الصعب !!


تحرك أمامنا وبدأنا نتبعه ببطئ شديد دون توقف ..


ونحن نسير ونقطع عشرة من الكيلوات أنطلق الشرطي وتركنا نصارع موج العاصفة على الطريق .. والتي بدأت ملامحها تنحسر شيئاً فشيئاً والغيم يظهر في الأفق !!



وصلنا لمحظة وقود ونحن نستبشر بوجود تلك المحطة ..
عندما توقفنا لم يأتي لنا أحد وكان ذلك مثار للدهشة !! ..
اصطدمت نظرتي مع نظرة صديقي على منظر .. كان شنيعاً ونادر حدوثه وهو أن ثلاثة كلاب سود يحومون حول السيارة !!


كانت المحطة مهجورة بعهد قريب !!
لذنا بالهرب .. وأخذت الكلاب تنبح بصوت مزعج حتى أبتعدنا عن المحطة !!


تباً لذلك الطريق وتلك الرحلة !


ربما ألتصقت مشاعرنا بخيبة لا أستطيع التعبير لكم عنها ! ونحن نعد الكيلوات نحو المدينة المنقذه .. وهي تبعد عنا 20 كيلو متر فقط ..
كان الأزفلت الأسود ..يتحسن والغيم يظهر ورائحة المطر تنبعث ..
والسيارة تتقهقر وكأنها خيل عاصية لم تروض بعد ..


كانت نظرة نايف مسحوقه بالتعب الذي غمر عاطفته وهو ممسك بغمرة المقود ..


أما أنا فقد كانت أحزاني مختبئة خلف جدران الحرمان الذي يجهله القاريء !!
وأنا أنقل لكم صورة قد رحلت مع الموت الذي غيب أجمل الاصدقاء !!


ترى كيف كتبت لكم تلك القصة التي ما كانت إلا أن أختبئت في أركان الذكريات بعد أن تصورت في ذاكرتي المتعبة .. أنها ستفشل لامحالة ..



ويحي .. كيف كتبتها لكم .. بعد تلك السنين والجفون تتسع لعظيم الدمع !!


ونحن نستمر معكم بالسرد .. بدأ الرذاذ يهبط على زجاج السيارة ونحن نقترب للمدينة المنقذه "


وصلنا والحمد لله يانايف وصلنا ..

كان كل شيء موجود في تلك المدينة !
المحلات الكبيرة الورش المتناثرة .. الشقق المفروشة .. المطاعم .. البقالات ..
وبينما الماره يعبرون قبل وقت المغرب ..
توقفنا عند ورشة إصلاح كبيرة وأخبرناه بمعاناتنا وقام بفك القطعة اللعينة في غضون ساعة وهي متحلله بقطع صغيرة متناثرة تغرق بالبنزين في طاسة مفلطحة الشكل ..
أخبرنا المكانيكي البارع أن سبب التقطيع وجود رمل كثير في تلك القطعة وسببه تعبئة الوقود !!


لتطير إشارة سابقة .. قد لمحتها من أول محطة عبرنا بها على الطريق وسبب ذلك قاع خزان المحطة الذي جلب الرمل الأسود !!



حسبنا الله ونعم الوكيل "



.. كلمة قمت بترديدها أنا وصديقي بعد أن عرفنا السبب !


طبق المهندس كل القطع الصغيرة لتصبح السيارة بحالة ممتازة للغاية !

في تلك المدينة الرائعة سرقنا راحة الليل ونسائم مطر عليلة وعشاء جميل ونهاية سعيدة جعلتنا نغوص ونكمل الرحلة وننطلق من جديد ..



النهاية


لابد للأقدار والمصاعب .. أن تحيط بالانسان ولن يفلت منها مهما كان .. ومهما بعدت به الدنيا الراحله ..

شكر خاص للقاريء العزيز وللدعم الأشرافي والفني ..




محبكم الماسي




قديم 19-06-2012, 03:48 AM
  المشاركه #10
مشرف منتديات هوامير والركن الأدبي
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 4,861
 



وثقت بك أكثر مما أثق بنفسي وهو الحب الأبدي الذي ظل يرفرف بقلبي طوال مدة بقائي هنا " في مشهد تكرار الثلج ، والبرد " كم أشعر يوما وأنا أعيش القسوة والوحدة ببلاد الغرباء " أن كل أمنياتي للوحدة تنطوي ، وأحلامي تفر من منطقها بدون نهاية وبداية .


لقد بحثت عن أشيائي وقصصي المفقودة في أدراج الزمن وتحف النحاس وطبقة النبلاء وهم ما يزالون يصارعون طبقات البرد وموجاته التي لا تهدا في هذا الطقس السيبيري ، ليس لأني عاشق السفر بين بحار المسافات الطويلة ، ولكنها حقيقة دامغة عشتها بدون امرأة تخيلت أنها تحمل معها قلبي وتعطيني رشفة حياة مديدة بالعمر .
لذلك ربما أبقى طوال سنواتي على أن " لا أراك " يوماً بحياتي ولكنها غربة حياة ، ونهاية طواف زمني أخشى أن يغيبني كما غيب الكثير من هم قبلي ومن كان يشعر أنه يعيش بمجتمع الصعب المفرغ من العاطفة ، لقد أنشدت السنوات المستعرة في حقول صمتي وشاخت كل مشاعري بك ولربما ظلت هويتي بك بنصف فتحة النافذة ، بحياة كلها أوجاع أستعيد منها جراحي لكي أتسلل لمقابر الحتف الأخير حتى أنسج خيط من حرير لكي اصل إلى مشاعل النقاء .
بمحفل الفجر المضيء أغضب بدون لوعة ودمعة أركض بدون هدف هكذا عاشت أقداري ومنها طفولتي البائسة بمعنى أشمل حينما أحتضن الأمل وترى عيني دفئ الشموس والجدران الفقيرة تتباكى على بشر كانوا يعيشون الطهر .
على هوية أفتقدها ذلك الحب الذي تمنيته ذات مرة .

" حينما شرعت بكتابة رواية "الحب الأجمل" حاولت أن أردم حفر اليأس داخلي وبقايا الذات واشفي من جراحي واحتراقي بك في لطم الأعاصير وإغلاق نافذة الشمس والمنطق الذي منحني شيئاً واحداً وهو الجدب بدون توقع ومعيار للأشياء الراكدة .
هكذا كانت الأحلام معي سهلة ملتصقة لآخر مشوار من حياتي ليفارق الصمت حينها ذاكرتي الوحيدة المنعزلة بالأحزان وظلال الريف ورمال الصحراء المنسكبة ، لم أعد أتذكر حتى شرح هذه الرواية التي سأكتبها !؟ على الورق .
حينما تصغر نظرتي وتدنو على ثرى تراب الغابة تتساقط أوراق الشجر لحظتها في سنوات اغتراب وحياة قاسية بين سكك القطارات ولهفة الزحام .
ربما اندلقت فكرتي حينما ولدت الطفلة روان بطلة الرواية وهي بين أحضان والدتها تعيش لحظات الطفولة " تركض بعد المطر وتتنفس رائحة الثرى وجدران المنزل ماتزال تجففها حرارة الشمس في رابعة النهار "
والأم تتصدى لطوق الألم والحياة التعيسة مع زوجها العربيد الذي يبتعد كثيراً بأفكاره الكسولة وشخصيته الثائرة التي لا تطاق !
ربما رشت دموعها في غبرة الأيام وأرهقت حياتها من أجل أبنتها الوحيدة التي ضحت من أجلها حتى تعيش حياة قهر بلغت ثمانية سنوات كانت فيها الأم الصامدة في وجه الريح العاصف الذي يناشد كبرياء الذات .
لتزداد عليها الأحزان وتبقى وحيدة المنزل تحدق في جدران الليل بدون كهرباء على ضوء الفانوس تعيش الليال السود مع طفلتها بقلب مصدوم في قاع سحيق من الهموم والجراح والفقر " بثياب ممزقة وبعيون مليئة بالدموع والوحشة والتمني لتقبيل أحجار العقيق ولو لمرة واحدة حيث السعادة في لمعانه "
.حيث المنزل المهتريء والجدران المشققه والنمل الجاري في الأركان "

أين أنت أيها الحب الأجمل !؟"

آه " ! " ما قيمة الوقت " وخسارة فادحة حلت بحياتها عندما ظل ذلك الرجل بخيال البطش يتفاقم به الغضب يعود من بقايا ليلته مخموراً منسلخة رجولته " في بؤرة اللاعودة للحياة الزوجية .
ربما تكون معادلة متقاسمة الأطراف كما لو كانت حياة فقيرة "بعد الممات ومشنقة منصوبة بعدها الثراء !!

لم أجد حل بذات المنطق لتلك القصة سوى أن أم روان عاشت قصتها وبكت دهراً على أبنتها بعد أن أصبح ذلك البيت خاوياً من الطرفين "
لقد تطلقت لطيفة: " بعد حياة قهر " من زوجها وعاشت طعم الانفصال وربضت مثل بقية النساء تسكن دار والدها وتنتظر القطار القادم " بل القدر الذي لا تعرف له جادة " وأين سيمضي بها "
مضت سنتين كاملتين وهي تكابد صراع وصعوبة العيش تحاول أن تلتحق بتعليم يكفل لها العيش بقية سنواتها وهي ما تزال ابنة الخامسة والثلاثين .
ربما سرعة حكايتها تقودني أن يلهمني " الله " الصبر لكي أحدد معالم قصتها وعلى المرء إن كان زائرً يتوقف " عن استباق العواطف فالقصة لم تتضح معالمها بعد !
ربت روان مع والدتها بمنزل جدها الطيب وأغدق عليها صبابة ً من حنان لم يسبقه عليه احد "

عاشت لذة الطفولة وهي تسأل !
أين أبي : "

لماذا لا يعيش معكِ يا أمي !!


كانت تلك الأسئلة هي مجازفة وذر رماد في عين الأم "

فإعطاء الإجابة يعني احتراق لمنطق وقانون ساقط " لا تريده لطيفه أن تقوله لطفلتها التي تعاني من صعوبة بالنطق " وإدراك ضعيف"

لقد أبكتني قصتها وهي تحكي لإبنتها عن قصة الأربعين حرامي وربما يكون زوجها الشرير الواحد والأربعين "

تحاملت أم روان على ظرفها والتحقت بمعهد لتعليم الخياطة " لكي تحصل على دورة تساعدها في وظيفة تكسب منها لقمة عيش تعالج أبنتها مما هي فيه من متاعب "؟! وما وصلت حالتها الصحية لهذا الحد !؟"
كانت سيرة الحياة مع والدها الطاعن في السن بحالة جليةُ شبة هادئة ومستقرة .
تعطي لها الفرصة أن تخرج من ظلامها وتستعيد مستقبلها وتنسى زوجها الذي قد تفقده في جيوب الموت للأبد .

لا بد أن يكون للبشر مصائب "

لذلك لايمكنني أن أخفي شخوص روايتي وأهلك سطورها " الأخيرة برغم الحزن الذي يعتصر صمتي " تعلوه الشهقه الخفيه " فهنالك غموض" وهنا وهناك ؟!" رابضة أفكاري وعيني الجائعة تحاول أن تلتهم الورق لكي يتوارى الحزن في الصدر .


إهداء المقدمة لشبكة هوامير البورصة من رواية الحب الأجمل .

محبكم الماسي .

19/ 6/2012 م




رد: زاوية الرواية والقصة بقلم العضو ـــ
( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )
قديم 23-06-2012, 11:21 PM
  المشاركه #11
مشرف منتديات هوامير والركن الأدبي
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 4,861
 









بقي المحقق روكرز يطول بتفكيره في تهيؤ وتجول بالبصر " تاهئاً في لغز الجريمة وكيف كسرت الخزانة !" في الليلة ذاتها "
لم يجد في الخزانة سوى ورقة مكتوب عليها اللعينة جميلة "!

ظلت الينا " لأخر ساعة من حياتها تعيش خداع من البصر محاولة ؛ سد ثغرات حياتها المشتته بين تنقلاتها في لندن ؛ وبعدها عن والدتها في احاضيض النسيان :
لقد رمت نفسها في العيش في كآبة بدت غير مبررة في بداية حياتها في لندن ؛

وفي إحدى المرات أسرعت نحو القطار تلحق به كما لوكانت في بداية معركة طارئة قد حدثت " في أفواة المسافرين والحقائب المتعددة .



قصة بوليسية جريمة في ضباب لندن .


""




رد: زاوية الرواية والقصة بقلم العضو ـــ
( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )
قديم 17-02-2013, 12:42 AM
  المشاركه #12
مشرف منتديات هوامير والركن الأدبي
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 4,861
 




قريباً قصتي مع الطائرة .



-----------------------------------


قريباً أرويها لكم وهي قصة الرحلة رقم 000
من يوم الجمعة ومعاناتي الكاملة .

أتمنى أن يسعد بها قارئي العزيز وهي حقيقية بتفاصيلها ..








ملاحظة سوف تدرج القصة العابرة في زاوية قسم القصص والرويات التي في أعلى المواضيع المثبتة







""




رد: زاوية الرواية والقصة بقلم العضو ـــ
( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )



الكلمات الدلالية (Tags)

والقصة

,

الرواية

,

العضو

,

بقلم

,

زاوية



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



03:13 PM