" القلق والخوف من المواجهة "
تمتاز هذه الحالة النفسية بسعة الانتشار خاصة في سن الشباب ، وتتسم أعراضها بالخوف الشديد مصحوبا بنوبات الفزع " Panic " المتصفة بإعراض متنوعة كالإحساس بالاختناق , وتسارع ضربات القلب , وجفاف الفم أو الدوخة وعدم الاتزان أو الغثيان والقيء والام المعدة النفسية واضطراب حركات القولون وما ينجم عنه من أعراض ( زيادة الغازات ، الإسهال ، الإمساك ) وآلام الصدر النفسية و التعرق والرجفان والخدران وبرودة الأطراف والشعور بالإرهاق و غصة الحلق , وهبوط في حدة الصوت والتلعثم , واحمرار الوجه . وكثيراً ما ينتاب الشخص أفكار خوافية وشعور سابق للحالة أو أثناءها أو بعدها بالخوف من الموت أو السقوط أو فقدان السيطرة أو حصول مرض عضوي خاصة أمراض القلب أو الدماغ. وهذه الأفكار والمشاعر تزيد شدة القلق و تتصاعد حدة الأعراض و من ثم الدخول في الحلقة المفرغة ، وغالبية الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يمتازون بكثرة زيارة الأطباء والمستشفيات الطارئة مع عدم جدوى المعالجة وتكرار الحالة .
والكثير ممن يعانون من هذه الحالة يقعون في ما يعرف بالخوف الاجتماعي أو) القلق الاجتماعي ) فيتجنبون المواقف الاجتماعية كالحفلات والاجتماعات والمقابلات والحديث أمام الناس أو الغرباء والمحاضرات حتى الصلاة في المساجد , وهذا السلوك التجنبي يزيد من الحالة سوءاً ويفقد المصاب كثير من المكتسبات الاجتماعية والعملية والفرص الحياتية ، ويصاحب هذه الحالة الخوف المسبق قبل وقت طويل من أي احتكاك اجتماعي في مثل هذه المواقف ، وينظر الشخص بمنظاره النفسي الخاص أنه محط أنظار الآخرين وتركيزهم وانتقاداتهم ( أي انه تحت المجهر ) وهذا الشعور الناجم عن القلق يزيد من الحالة سوءاً ، وفي الغالب يميل الفرد إلى الجلوس في مكان بعيد عن الأنظار ، ولا يبادر الحديث وأحياناً يعاني من التأتأة واللعثمة أو الاختصار في الحديث ، ويعيش الشخص تحت هذه المظلة من القلق كون الحياة الطبيعية الصحية تتطلب التماس الاجتماعي ، وكثيراً ما يعاني الأشخاص من الاكتئاب أو الوسواس وأحياناً المخاوف المتعددة الأخرى ويعتقد المعظم انه ضعيف الشخصية كنتيجة لدنو الثقة بالنفس , وفي طبيعة الامر انه لا وجود لضعف الشخصية في القاموس الطبي , انما القلق الشديد يؤدي الى الشعور بدنوا الذات , وقلة المعنويات والارادة , والدافعية , واتخاذ القرارات والاقدام , وبالتالي الشعور بالضعف الداخلي .
وقد يلجأ بعضهم إلى العلاج الذاتي الخاط ( مثل تناول المهدئات أو الكحول ) لمحاولة مواجهة بعض المواقف. ومن المعروف أن هذا السلوك يزيد الحالة سوءاً ، أما اسباب هذه الحالة فتعود إلى اضطراب نواقل عصبية كيميائية معينة في مركز الانفعالات النفسية خاصة السيروتانين و الابيرنفرين .
والعلاج يتم بواسطة العلاج النفسي المكتمل لدى المختص النفسي بالأدوية الخاصة وبدقة متناهية من حيث النوع والجرعة والمدة الزمنية مع الطبيب ونسبة الشفاء عالية وبفترة قصيرة نسبياً بغض النظر عن المدة الزمنية للشكوى .