الرئيسية
القسم العام
حراج هوامير
دورات اونلاين
مركز رفع الصور
اسعار النفظ
اتصل بنا
اعلن معنا
تذكرني
هل نسيت كلمة المرور؟
تسجيل
هوامير البورصة السعودية
>
الاقسام العامة لموقع هوامير البورصة
>
القسم الإسلامي
كيف يعرف المصاب إن كانت مصيبته عقوبة أو ابتلاء
التسجيل
التعليمـــات
التقويم
البحث
مشاركات اليوم
اجعل كافة الأقسام مقروءة
تنشيط العضوية
استعادة كلمة المرور
قوانين المشاركة
إتفاقية الإستخدام
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
صفحة 1 من 2
1
2
>
أدوات الموضوع
10-01-2013, 04:13 PM
المشاركه #
1
المجد1
نائب رئيس فريق المراقبة
أبو هاني
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 82,174
كيف يعرف المصاب إن كانت مصيبته عقوبة أو ابتلاء
أحبتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كيف يعرف المصاب إن كانت مصيبته عقوبة أو ابتلاء لرفع درجاته ؟
إذا وقعت للمسلم مصيبة ، فكيف نعرف هل هي عقوبة على معاصيه ،
أم ابتلاء لرفع درجاته ؟ ؟ ؟
الحمد لله
للمصائب والابتلاءات في الكتاب والسنة سببان اثنان مباشران – إلى جانب حكمة
الله تعالى في قضائه وقدره - :
السبب الأول : الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان ، سواء كانت كفرا أو معصية
مجردة أو كبيرة من الكبائر ، فيبتلي الله عز وجل بسببها صاحبها بالمصيبة على
وجه المجازاة والعقوبة العاجلة .
يقول الله عز وجل : ( وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) النساء/79 ، قال المفسرون
: أي بذنبك . ويقول سبحانه : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو
عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى/30 ، انظر "تفسير القرآن العظيم" (2/363) .
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ
أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي " .
السبب الثاني : إرادة الله تعالى رفعة درجات المؤمن الصابر ، فيبتليه بالمصيبة
ليرضى ويصبر فيُوفَّى أجر الصابرين في الآخرة ، ويكتب عند الله من الفائزين ، وقد
رافق البلاء الأنبياء والصالحين فلم يغادرهم ، جعله الله تعالى مكرمة لهم ينالون به
الدرجة العالية في الجنة ، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه
وسلم : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ
فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ )
رواه أبو داود (3090) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/2599)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( قَالَ : إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ
فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) .
رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة"
(رقم/146)
وقد جُمع السببان في حديث عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :
( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا
خَطِيئَةً )
رواه البخاري (5641) ، ومسلم (2573) .
ثم إن التداخل والاشتراك بين هذين السببين أعظم من الصور التي ينفرد كل
منهما به :
ألا ترى أن من ابتلاه الله بمصيبة بسبب ذنبه فصبر وشكر غفر الله تعالى له ذنبه ،
ورفع درجته في الجنة ، ووفاه أجر الصابرين المحتسبين .
كما أن من بتلاه الله بالمصيبة ليبلغ المنزلة الرفيعة التي كتبها له في الجنة ، تكفر
عنه ذنوبه السالفة ، وتعتبر جزاء له عليها في الدنيا ، فلا تكرر عليه في الآخرة ،
كما وقع لبعض الرسل والأنبياء : كآدم عليه السلام ، ويونس عليه السلام ، حين
ابتلى الله سبحانه وتعالى آدم بالإخراج من الجنة ، وابتلى يونس بن متى بالغرق في
بطن الحوت ، فرفعهما الله بهذا البلاء لصبرهما واحتسابهما الثواب عنده سبحانه ،
وكانت كفارة للمخالفة التي وقعت من كل منهما عليهما الصلاة والسلام .
ويدلك على ذلك أن الجزاء الدنيوي لا ينفصل عن الجزاء الأخروي ، وأن اقتران ذكر
هذين السببين جاء في كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة ، منها ما رواه سعد بن
أبي وقاص رضي الله عنه قال : ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ! أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً ؟ قَالَ :
الأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا
اشْتَدَّ بَلاَؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ البَلاَءُ بِالعَبْدِ
حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ) .
رواه الترمذي (2398) وقال : حسن صحيح .
ومع ذلك فقد يكون أحد هذين السببين أظهر في بعض صور البلاء من السبب الآخر ،
ويمكن فهم ذلك من خلال قرائن الحال التي تتعلق بتلك المصيبة :
فإذا كان المبتلى كافرا : فلا يمكن أن يكون بلاؤه لرفعة درجته ، فالكافر ليس له عند
الله وزن يوم القيامة ، لكن قد يكون في ذلك عبرة وعظة لغيره ، ألا يفعل مثل فعله ،
وقد يكون من ذلك من عاجل عقاب الله له في الدنيا، زيادة على ما ادخره له في
الآخرة . قال الله تعالى : ( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ
قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * لَهُمْ عَذَابٌ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ) الرعد /33-34
وأما إذا كان المبتلى مسلما عاصيا مجاهرا ، أو فاسقا ظاهر الفسق : فقد يغلب على
الظن وجه المجازاة والعقوبة بهذا الابتلاء ، لأن تكفير السيئات أسبق من رفع
الدرجات ، والعاصي أحوج إلى تكفير سيئاته من رفع درجاته .
وفي المقابل إذا كان المسلم عابدا طائعا صالحا ، ليس بينه وبين الله إلا العبودية
الحقة ، والشكر والحمد والإنابة والإخبات إليه سبحانه : فهذا يغلب على الظن في
ابتلائه وجه المكرمة ورفع الدرجات ، والعباد شهداء الله في الأرض ، فإذا عرفوا فيه
الصلاح كان لهم أن يبشروه برفعة الدرجات عند الله تعالى إن هو صبر على بلائه .
وأما إذا أبدى المبتلى السخط والجزع ، فلا يظن أن يكون ابتلاؤه مكرمة من الله له
لرفع درجاته ، وقد علم سبحانه منه عدم الصبر والرضا ، فالأقرب في هذه القرينة
وجه المجازاة والعقوبة ، وقد قال بعض الصالحين : " علامة الابتلاء على وجه
العقوبة والمقابلة : عدم الصبر عند وجود البلاء ، والجزع والشكوى إلى الخلق .
وعلامة الابتلاء تكفيراً وتمحيصاً للخطايا : وجود الصبر الجميل من غير شكوى ،
ولا جزع ولا ضجر ، ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات .
وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات : وجود الرضا والموافقة ، وطمأنينة النفس ،
والسكون للأقدار حتى تنكشف " انتهى.
وهكذا ، ما هي إلا قرائن ظنية يمكن للعبد أن يتأمل فيها ليعرف شيئا من حكمة الله
تعالى في المصائب والمحن ، لا ليجزم في الحكم بها على نفسه ، أو على عباد الله
المبتلين .
ولعل الأهم من هذا التفصيل كله أن يقال :
إن الفائدة العملية التي ينبغي للعبد التأمل فيها هي أن كل مصيبة وابتلاء هي له خير
وأجر إن هو صبر واحتسب ، وأن كل ابتلاء ومصيبة هي له سوء وشر إن جزع
وتسخط ، فإن وطَّن نفسه على تحمل المصائب ، والرضى عن الله بقضائه ، فلا
يضره بعد ذلك إن علم سبب البلاء أو لم يعلمه ، بل الأَوْلى به دائما أن يتَّهِم نفسه
بالذنب والتقصير ، ويفتش فيها عن خلل أو زلل ، فكلنا ذوو خطأ ، وأينا لم يفرط في
جنب الله تعالى ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أصاب المسلمين يوم أحد بمقتلة
عظيمة ، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وخير البشر بعد الرسل والأنبياء
، بسبب مخالفةِ أمرِ النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف يظن المرء بعد ذلك في نفسه
استحقاق رفعة الدرجات في كل ما يصيبه ، وقد كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله – إذا
رأى اشتداد الريح وتقلب السماء – يقول : هذا بسبب ذنوبي ، لو خرجت من بينكم
ما أصابكم .
فكيف بحالنا نحن المقصرين المذنبين.
ثم أولى من ذلك كله وأهم ، أن يحسن العبد الظن بربه دائما ، وعلى كل حال ؛ فالله
سبحانه وتعالى هو أولى بالجميل ، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة .
نسأل الله تعالى أن يرحمنا ويغفر لنا ، وأن يعلمنا ما ينفعنا ، ويأجرنا في مصائبنا ،
إنه سميع مجيب الدعوات .
وانظر جواب السؤال رقم : (13205)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
نقلته لـكم راجيا الأجر من الكـــــريم الـــــوهاب
سبحـــانه وتعــالى ..
لا تحرم نفسك من الأجر واحتسب ذلك برفع الموضوع ليستفيد
منه إخوانك المسلمين ,
اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا
على دينك .
جعلنا الله وإياكم ووالدينا وجميع من له حق علينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر ،
ممن ينادون في ذلك اليوم العظيم :
( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )
اللهم آمين
مع خالص التحيات ،
الموضوع الأصلي
:
اضغط هنا
||
المصدر
:
القسم الإسلامي
المجد1
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات المجد1
10-01-2013, 04:18 PM
المشاركه #
2
عصويد2
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 4,026
مشكور على النصيحه
عصويد2
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات عصويد2
10-01-2013, 04:21 PM
المشاركه #
3
ياسر 2009
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 2,193
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
ياسر 2009
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات ياسر 2009
10-01-2013, 04:25 PM
المشاركه #
4
جمره غضا
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 219
جزاك الله خير
جمره غضا
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات جمره غضا
10-01-2013, 04:25 PM
المشاركه #
5
نديم البحر
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 6,299
بارك الله فيك وجعله في موازين حسناتك
وهل الشكوى للناس على وجه
التنفيس عن النفس لأن الانسان اذا اخبر اخوانه
بما يعانيه يحس براحة نفسية ، هل هذا الاخبار يعتبر تسخط وعدم رضا
نديم البحر
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات نديم البحر
10-01-2013, 04:27 PM
المشاركه #
6
الياقوت
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 6,464
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المجد 1
أحبتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كيف يعرف المصاب إن كانت مصيبته عقوبة أو ابتلاء لرفع درجاته ؟
إذا وقعت للمسلم مصيبة ، فكيف نعرف هل هي عقوبة على معاصيه ،
أم ابتلاء لرفع درجاته ؟ ؟ ؟
الحمد لله
للمصائب والابتلاءات في الكتاب والسنة سببان اثنان مباشران – إلى جانب حكمة
الله تعالى في قضائه وقدره - :
السبب الأول : الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان ، سواء كانت كفرا أو معصية
مجردة أو كبيرة من الكبائر ، فيبتلي الله عز وجل بسببها صاحبها بالمصيبة على
وجه المجازاة والعقوبة العاجلة .
يقول الله عز وجل : ( وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) النساء/79 ، قال المفسرون
: أي بذنبك . ويقول سبحانه : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو
عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى/30 ، انظر "تفسير القرآن العظيم" (2/363) .
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ
أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي " .
السبب الثاني : إرادة الله تعالى رفعة درجات المؤمن الصابر ، فيبتليه بالمصيبة
ليرضى ويصبر فيُوفَّى أجر الصابرين في الآخرة ، ويكتب عند الله من الفائزين ، وقد
رافق البلاء الأنبياء والصالحين فلم يغادرهم ، جعله الله تعالى مكرمة لهم ينالون به
الدرجة العالية في الجنة ، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه
وسلم : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ
فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ )
رواه أبو داود (3090) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/2599)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( قَالَ : إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ
فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) .
رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة"
(رقم/146)
وقد جُمع السببان في حديث عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :
( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا
خَطِيئَةً )
رواه البخاري (5641) ، ومسلم (2573) .
ثم إن التداخل والاشتراك بين هذين السببين أعظم من الصور التي ينفرد كل
منهما به :
ألا ترى أن من ابتلاه الله بمصيبة بسبب ذنبه فصبر وشكر غفر الله تعالى له ذنبه ،
ورفع درجته في الجنة ، ووفاه أجر الصابرين المحتسبين .
كما أن من بتلاه الله بالمصيبة ليبلغ المنزلة الرفيعة التي كتبها له في الجنة ، تكفر
عنه ذنوبه السالفة ، وتعتبر جزاء له عليها في الدنيا ، فلا تكرر عليه في الآخرة ،
كما وقع لبعض الرسل والأنبياء : كآدم عليه السلام ، ويونس عليه السلام ، حين
ابتلى الله سبحانه وتعالى آدم بالإخراج من الجنة ، وابتلى يونس بن متى بالغرق في
بطن الحوت ، فرفعهما الله بهذا البلاء لصبرهما واحتسابهما الثواب عنده سبحانه ،
وكانت كفارة للمخالفة التي وقعت من كل منهما عليهما الصلاة والسلام .
ويدلك على ذلك أن الجزاء الدنيوي لا ينفصل عن الجزاء الأخروي ، وأن اقتران ذكر
هذين السببين جاء في كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة ، منها ما رواه سعد بن
أبي وقاص رضي الله عنه قال : ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ! أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً ؟ قَالَ :
الأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا
اشْتَدَّ بَلاَؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ البَلاَءُ بِالعَبْدِ
حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ) .
رواه الترمذي (2398) وقال : حسن صحيح .
ومع ذلك فقد يكون أحد هذين السببين أظهر في بعض صور البلاء من السبب الآخر ،
ويمكن فهم ذلك من خلال قرائن الحال التي تتعلق بتلك المصيبة :
فإذا كان المبتلى كافرا : فلا يمكن أن يكون بلاؤه لرفعة درجته ، فالكافر ليس له عند
الله وزن يوم القيامة ، لكن قد يكون في ذلك عبرة وعظة لغيره ، ألا يفعل مثل فعله ،
وقد يكون من ذلك من عاجل عقاب الله له في الدنيا، زيادة على ما ادخره له في
الآخرة . قال الله تعالى : ( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ
قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * لَهُمْ عَذَابٌ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ) الرعد /33-34
وأما إذا كان المبتلى مسلما عاصيا مجاهرا ، أو فاسقا ظاهر الفسق : فقد يغلب على
الظن وجه المجازاة والعقوبة بهذا الابتلاء ، لأن تكفير السيئات أسبق من رفع
الدرجات ، والعاصي أحوج إلى تكفير سيئاته من رفع درجاته .
وفي المقابل إذا كان المسلم عابدا طائعا صالحا ، ليس بينه وبين الله إلا العبودية
الحقة ، والشكر والحمد والإنابة والإخبات إليه سبحانه : فهذا يغلب على الظن في
ابتلائه وجه المكرمة ورفع الدرجات ، والعباد شهداء الله في الأرض ، فإذا عرفوا فيه
الصلاح كان لهم أن يبشروه برفعة الدرجات عند الله تعالى إن هو صبر على بلائه .
وأما إذا أبدى المبتلى السخط والجزع ، فلا يظن أن يكون ابتلاؤه مكرمة من الله له
لرفع درجاته ، وقد علم سبحانه منه عدم الصبر والرضا ، فالأقرب في هذه القرينة
وجه المجازاة والعقوبة ، وقد قال بعض الصالحين : " علامة الابتلاء على وجه
العقوبة والمقابلة : عدم الصبر عند وجود البلاء ، والجزع والشكوى إلى الخلق .
وعلامة الابتلاء تكفيراً وتمحيصاً للخطايا : وجود الصبر الجميل من غير شكوى ،
ولا جزع ولا ضجر ، ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات .
وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات : وجود الرضا والموافقة ، وطمأنينة النفس ،
والسكون للأقدار حتى تنكشف " انتهى.
وهكذا ، ما هي إلا قرائن ظنية يمكن للعبد أن يتأمل فيها ليعرف شيئا من حكمة الله
تعالى في المصائب والمحن ، لا ليجزم في الحكم بها على نفسه ، أو على عباد الله
المبتلين .
ولعل الأهم من هذا التفصيل كله أن يقال :
إن الفائدة العملية التي ينبغي للعبد التأمل فيها هي أن كل مصيبة وابتلاء هي له خير
وأجر إن هو صبر واحتسب ، وأن كل ابتلاء ومصيبة هي له سوء وشر إن جزع
وتسخط ، فإن وطَّن نفسه على تحمل المصائب ، والرضى عن الله بقضائه ، فلا
يضره بعد ذلك إن علم سبب البلاء أو لم يعلمه ، بل الأَوْلى به دائما أن يتَّهِم نفسه
بالذنب والتقصير ، ويفتش فيها عن خلل أو زلل ، فكلنا ذوو خطأ ، وأينا لم يفرط في
جنب الله تعالى ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أصاب المسلمين يوم أحد بمقتلة
عظيمة ، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وخير البشر بعد الرسل والأنبياء
، بسبب مخالفةِ أمرِ النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف يظن المرء بعد ذلك في نفسه
استحقاق رفعة الدرجات في كل ما يصيبه ، وقد كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله – إذا
رأى اشتداد الريح وتقلب السماء – يقول : هذا بسبب ذنوبي ، لو خرجت من بينكم
ما أصابكم .
فكيف بحالنا نحن المقصرين المذنبين.
ثم أولى من ذلك كله وأهم ، أن يحسن العبد الظن بربه دائما ، وعلى كل حال ؛ فالله
سبحانه وتعالى هو أولى بالجميل ، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة .
نسأل الله تعالى أن يرحمنا ويغفر لنا ، وأن يعلمنا ما ينفعنا ، ويأجرنا في مصائبنا ،
إنه سميع مجيب الدعوات .
وانظر جواب السؤال رقم : (13205)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
نقلته لـكم راجيا الأجر من الكـــــريم الـــــوهاب
سبحـــانه وتعــالى ..
لا تحرم نفسك من الأجر واحتسب ذلك برفع الموضوع ليستفيد
منه إخوانك المسلمين ,
اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا
على دينك .
جعلنا الله وإياكم ووالدينا وجميع من له حق علينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر ،
ممن ينادون في ذلك اليوم العظيم :
( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )
اللهم آمين
مع خالص التحيات ،
بارك الله فيك كبرنا الخط معانا شيبان مايشوف الخط الصغير
الياقوت
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات الياقوت
10-01-2013, 04:30 PM
المشاركه #
7
!سعود!
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 5,984
بـارك الله فيك .. والله يعطيك الصحـة والعافيـة ..
!سعود!
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات !سعود!
10-01-2013, 04:31 PM
المشاركه #
8
منحا ااا ش
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 1,856
نقلته لـكم راجيا الأجر من الكـــــريم الـــــوهاب
سبحـــانه وتعــالى ..
لا تحرم نفسك من الأجر واحتسب ذلك برفع الموضوع ليستفيد
منه إخوانك المسلمين ,
اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا
على دينك .
جعلنا الله وإياكم ووالدينا وجميع من له حق علينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر ،
ممن ينادون في ذلك اليوم العظيم :
( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )
اللهم آمين
------------------------
هذا إسلوب الحصن
في خاتمة مواضيعه
http://www.hawamer.com/vb/showthread.php?t=1164758
منحا ااا ش
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات منحا ااا ش
10-01-2013, 04:49 PM
المشاركه #
9
المجد1
نائب رئيس فريق المراقبة
أبو هاني
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 82,174
خالص الشكر للطلة البهيــــــــــــــــة ،
بتفاعلكم نرتقي ،
المجد1
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات المجد1
10-01-2013, 04:53 PM
المشاركه #
10
المجد1
نائب رئيس فريق المراقبة
أبو هاني
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 82,174
مع خالص الشكر والتقديـــــــر لأخينا الجليل الحصن هو السباق للخيـــــــــــــــر ،
الموضوع كان في المستندات لدي وأحببت أن أشارك بـــه ولم أنتبه !
أعتذر للجميـــــــــــــع وخاصـــــــــة أستاذنا الحصن صاحب السبق ،
أتمنى له كل خيـــر ،
تحياتــــــــــــــــــــــي العطرة للجميــــــــــــــــع ،
المجد1
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات المجد1
10-01-2013, 05:05 PM
المشاركه #
11
عزيز2006
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 2,467
جزاك الله خير
عزيز2006
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات عزيز2006
10-01-2013, 05:10 PM
المشاركه #
12
سابك11
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 1,363
جزاك الله الخير الوفير
سابك11
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات سابك11
صفحة 1 من 2
1
2
>
اقرا ايضا
«
عاجل جدآ وخطير
|
نعم الله على الأنسان
»
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع
إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع
الرد على المواضيع
لا تستطيع
إرفاق ملفات
لا تستطيع
تعديل مشاركاتك
BB code
is
متاحة
الابتسامات
متاحة
كود [IMG]
متاحة
كود HTML
معطلة
قوانين المنتدى
الانتقال السريع
لوحة تحكم العضو
الرسائل الخاصة
الاشتراكات
المتواجدون الآن
البحث في المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى
الاقسام الرئيسية لموقع هوامير البورصة
الاسهم السعودية
قسم السوق الموازي بسوق الأسهم السعودي
ساحات الهوامير المفتوحة
فيديو و صور هوامير الاخبارية
برامج التحليل الفني والاساسي
قسم موجات إليوت Elliottwaves
معلومـــــــات الشـــــــركات
قسم هوامير الرياضي
بوابة أرشيف المتابعة اليومية
ارشيف المتابعة اليومية
ارشيف المتابعة اليومية للتأمين
ارشيف المتابعة اليومية للاسهم الامريكية
قسم الاسهم العالمية لموقع هوامير البورصة
قسم الأسهم الخليجية
قسم الأسهم الأمريكية
قسم حراج هوامير البورصة
حراج هوامير للسيارات
حراج هوامير للأجهزة
حراج هوامير للانعام وحيوانات وطيور
حراج هوامير الاثاث
حراج هوامير للخيول
حراج التجارة الالكترونية
حراج الخدمات و السلع العامة
الاقسام العامة لموقع هوامير البورصة
القسم الإسلامي
قسم مكشات هوامير
الملتقى الــــــعـــــــام للهــــــوامــــــــيــــــــر
الـركـــن الأدبـــــي
قصائد الهوامير
قسم حواء هوامير
قسم اللغة الإنجليزية
قسم المبتدئين من A - Z
قسم الترجمة والمعاني
قسم القواعد الأساسية
قسم الكمبيوتر والأنترنت والإتصالات
طلبات واستفسارات برامج الحاسب
عالم هوامير لتقنية الهواتف الذكية آبل iphone الأندرويدGalaxy
قسم السفر والسياحة
قسم الطب وخبرات التداوي وطب الأعشاب
اجعل كافة الأقسام مقروءة
-- ستايل قديم
-- ستايل جديد 2018
هوامير البورصة السعودية
-
الأرشيف
-
الأعلى
02:11 AM