تغليظُ الكذبِ على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
عن عليٍّ قال: قال النبيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : ( "لا تكذِبوا عليَّ، فإنه من كَذَبَ عليَّ فَلْيَلِجِ النارَ". )
سبب ورود الحديث:
عن عبد الله بن بُرَيْدَة (رضي الله عنه) قال: جاء رجل إلى قوم في جانب المدينة فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أَمرني أن أحكم برأيي فيكم فِي كذا وكذا، وقد كان خطب منهم امرأة في الجاهلية فأبوا أَن يزوجوه، فذهب حتى نزل على المرأَة، فبعث القوم إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "كذب عدو الله"، ثم أرسل رسولاً، فقال: "إن أنت وجدته حياً فَاضْرب عُنُقه، وما أراك تجده حياً، فإِن وجدته ميتاً فحرقه بالنار"، فوجده قد لدغ فمات فحرقه، فعند ذلك، قال النَّبِي (صلى الله عليه وسلم): "من كذب" فذكر الحديث
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَو (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما): "إِنَّ رَجُلا لَبِسَ حُلَّةً مِثْلَ حُلَّةِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، ثُمَّ أَتَى أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: إِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ أَمَرَنِي أَيَّ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ شِئْتُ اسْتَطْلَعْتُ، فَأَعَدُّوا لَهُ بَيْتًا، وَأَرْسَلُوا رَسُولاً إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَأَخْبِرُوهُ، فَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): انْطَلِقَا إِلَيْهِ فَإِنْ وَجَدْتُمَاهُ فَاقْتِلاهُ ثُمَّ حَرِّقَاهُ بِالنَّارِ، وَإِنْ وَجَدْتُمَاهُ قَدْ كُفِيتُمَاهُ وَلا أَرَاكُمَا إِلا وَقَدْ كُفِيتُمَاهُ فَحَرِّقَاهُ بِالنَّارِ، فَأَتَيَاهُ فَوَجَدَاهُ قَدْ خَرَجَ مِنَ اللَّيْلِ يَبُولُ، فَلَدَغَتْهُ حَيَّةٌ أَفْعَى فَمَاتَ، فَحَرَّقَاهُ بِالنَّارِ، ثُمَّ رَجَعَا إِلَيْهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"