بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ما الفرق بين المسلم والمؤمن ؟؟
وخاصه عندما نقول:
( اللهم اغفر لجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات )
هناك ألفاظ في اللغة إذا اتّفَقتْ افتَرَقَتْ ، وإذا افتَرَقتْ اتّفَقَتْ .
فإذا وَرَد اللفظ لِوحده فإنه يشمل معناه ومعنى اللفظ الآخر الذي افْتَرَق عنه .
وإذا ورَدَ اللفْظَان مَعاً فإن كلاًّ منهما يَدلّ على معنى .
مثال ذلك : الفقير والمسكين
إذا قيل : فقير . أو : أعْطِ هذا المال لِفَقير ، فإنه يجوز أن يُعطَى الفقير والمسكين .
ولو قيل : أعِط هذا المال لِمسكين ، فإنه يجوز أن يُعطَى الفقير والمسكين .
أما لو قِيل : الفقير والمسكين ، فإن كلاًّ منهما يَدل على وصف مُعيّن .
كقوله تعالى : (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ) الآية ..
ومثل : الإسلام والإيمان
إذا أُطلِق ( الإسلام ) دَخَل فيه الإيمان ، فيشمل الأعمال الظاهرة والباطنة .
وإذا أُطلِق ( الإيمان ) دَخَل فيه الإسلام ، فيشمل الأعمال الظاهرة والباطنة .
أما إذا قيل ( الإسلام والإيمان ) فالإسلام يُطلَق على الأعمال الظاهرة ، والإيمان على الأعمال الباطِنة .
وفي حديث عمر عند مسلم ، وحديث أبي هريرة في الصحيحين فَرّق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإسلام والإيمان بهذا .
بأن عَرَّف الإسلام بأركان الإسلام الظاهرة ، والإيمان بأركان الإيمان الباطنة ، وهي من أعمال القلوب .
فقوله تعالى : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) الآية . يشمل المسلم الذي دَخَل في الإسلام ، والمؤمن الذي آمن بالله ودَخل الإيمان في قلبه – ذَكَرا كان أو أنثى – .
وفي التنْزيل العزيز التفريق بينهما ، من ذلك : (قَالَتِ الأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) .
قال ابن كثير : وقد استُفِيدَ مِن هذه الآية الكريمة أن الإيمان أخصّ من الإسلام ، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، ويَدُلّ عليه حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حين سألّ عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان ، فَتَرَقَّى من الأعم إلى الأخص ثم للأخص منه . اهـ .
قال الشيخ السعدي رحمه الله :
وكذلك لفظ الإثم والعُدوان ، إذا قُرِنت فُسِّر الإثم : بالمعاصي التي بين العبد وبين ربِّـه ، والعُدوان : بالتّجرّي على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، وإذا أُفرِد الإثم دَخَل فيه كل المعاصي التي تُؤثِّم صاحبها ، سواء كانت بين العبد وبين ربِّـه ، أو بينه وبين الخَلْق ، وكذلك إذا أُفرِد العُدوان .
كلام جميل للصحابي معاذ بن جبل رضي الله عن كيفية النجاة من الفتن يقول فيه
(( ليتني أعرف أقواما من اهل ذلك الزمان (( يقصد آخر الزمان ووقت الفتن )) لأخبرهم كيف ينجون من الفتن وعندما سئل عن ذلك أجاب ببساطة
إن ما أنت عليه هو الصواب والقادم عليك فتنة فتمسك بما انت عليه وأترك القادم إليك وتجنبه فهو الفتنة
هذا مجمل كلامه رضي الله عنه وفيه النجاة بعد الله من الفتن ))