logo



قديم 11-10-2014, 10:36 PM
  المشاركه #1
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



بسم الله الرحمن الرحيم

حال الرجل الصالح لحظة خروج الروح (3)
الأحاديث التي تدل على كرامة الرجل الصالح عند قبض رُوحه(2)


رابعًا: تُبشِّره الملائكة بالروح والريحان، ولقاء الرب وهو غير غضبان:
فقد أخرج الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
((إن الميت تحضُره الملائكة، فإذا كان الرجل الصالح، قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة وأبشِري برَوح وريحان، وربٍّ غير غضبان،
قال: فلا يزال يُقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يُعرَج بها إلى السماء، فيُستَفتح لها، فيُقال: مَن هذا؟ فيقال: فلان، فيقولون: مرحبًا بالرُّوح الطيبة كانت في الجسد الطيب، ادخلي
حميدة وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، قال: فلا يزال يقال لها ذلك، حتى يُنتَهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجلَّ)).

• وسُئل الحسن عن قوله تعالى: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾ [الفجر: 27] فقال: "إن الله إذا أراد قبْض رُوح عبده المؤمن، اطمأنت النفس إلى الله، واطمأن الله إليها"؛ (معالم التنزيل؛ للبغوي (5/572)، وابن أبي حاتم في تفسيره).

خامسًا: تخرج رُوح المؤمن كأطيب ريح مسك وُجدت على وجه الأرض:
أخرج ابن أبي شيبة (13/284) والبيهقي وأبو نعيم في "الحلية"، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال:
"تخرج رُوح المؤمن وهي أطيب ريحًا من المسك، فتصعد بها الملائكة الذين يتوَفَّونها، فتلقاهم ملائكة دون السماء، فيقولون: مَن هذا الذي معكم؟ فيقولون: فلانٌ، ويَذكُرونه بأحسن عمله،
فيقولون: حيَّاكم الله وحيَّا مَن معكم، فتُفتَح له أبواب السماء، فيُصعَد به من الباب الذي كان يصعد عملُه منه، فيُشرِق وجهه، فيأتي الرب، ولوجهه برهانٌ مِثل الشمس".

وجاء في "تفسير الطبري" (29/166) و"تفسير ابن كثير" (4/47)، والبغوي في معالم التنزيل (5/463)، عن الضحاك في قوله تعالى: ﴿ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ﴾ [القيامة: 29]،
قال: "الناس يُجهِّزُون بدنه، والملائكة تُجهِّز رُوحه".

سادسًا: تُقبَض رُوح المؤمن في حريرة من حرير الجنة فيها مِسْك وضبائر الريحان:
وأخرج البزار عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
((إن المؤمن إذا احتُضِر أتته الملائكة بحريرة فيها مِسك وضبائر ريحان، فتُسلُّ رُوحه كما تُسلُّ الشعرة من العجين، ويقال: أيتها النفس المطمئنة، اخرجي راضية
مرضيًّا عنك، إلى رَوح الله تعالى وكرامته، فإذا خرجت رُوحه، وُضعت على ذلك المسك والريحان، وطُويت على الحريرة، وذُهِبَ به إلى عليين)).

وعن مجاهد قال: "تنزع نفْس المؤمن في حريرة من حرير الجَنَّة"؛ (بشرى الكئيب ص 47).

سابعًا: تنادي عليه الملائكة بأحسن أسمائه التي كان يُنَادى بها في الدنيا:
أخرج النَّسائي في "المجتبى والكبرى"، وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((إن المؤمن إذا قُبِض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء، فيقولون: اخرجي راضية مرضيًّا عنك، إلى رَوح الله تعالى وريحان، ورب غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك، حتى إنه ليناوله بعضهم بعضًا، فيُسمُّونه بأحسن الأسماء له، حتى يأتون به باب السماء، فيقولون هكذا الرواية بإثبات النون: جاءتكم مِن الأرضِ، فيأتُونَ به أَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ فَلَهُمْ أشد فرحًا به من أحدكم بغائبه
إذا قَدِمَ، فيسألونه: ماذا فَعِل فلان؟ ماذا فَعِل فلان؟ فيقولون: دعوه حتى يستريح، فإنه كان في غمِّ الدنيا، فيقول: قد مات، أما أتاكم؟ فيقولون: ذُهِبَ به إلى أمه الهاوية))؛
(قال الألباني في "الصحيحة" (3/293): صحيح الإسناد، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين).

ثامنًا: يُكتَب في ديوان أهل الجنة:
وعن الضحاك قال: إذا قُبِض رُوح العبد المؤمن، عُرِج بها إلى السماء، فينطلِق معه المقرَّبون، ثم عُرِج به إلى السماء الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم السابعة، حتى ينتهوا إلى سِدرة المنتهى، فيقولون: عبدك فلان - وهو أعلم به - فيَأتيه صكٌّ مختوم بأمنه من العذاب؛ فذلك قوله تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ۞ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ۞ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ۞ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ۞ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ۞ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ۞ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴾ [المطففين: 18 - 24]؛ (بشرى الكئيب ص41، جامع البيان؛ للطبري:30/102).

قال الإمام ابن القيم في كتابه "حادي الأرواح" (ص70 - 73):
"فأخبر تعالى أن كتابهم كتاب مرقوم، تحقيقًا لكونه مكتوبًا كتابة حقيقية، وخَصَّ تعالى كتاب الأبرار بأنه يُكتَب ويوقع لهم به بمشهد المقرَّبين من الملائكة والنبيين وسادات المؤمنين،
ولم يذكر شهادة هؤلاء لكتاب الفُجَّار تنويهًا بكتاب الأبرار، وما وقع لهم به، وإشهارًا له وإظهارًا بين خواصِّ خلْقه، كما يكتب الملوك تواقيع مَن تُعظِّمه بين الأمراء، وخواص أهل المملكة،
تنويهًا باسم المكتوب له، وإشادة بذكره، وهذا نوع من صلاة الله - سبحانه وتعالى - وملائكته على عبده، وقال: "فهذا التوقيع والمنشور الأول، ويُكتَب في ديوان أهل الجنة يوم موته".

ومن البِشارات كذلك:
ما ذكره مجاهد، حيث قال: "إن المؤمن ليُبَشَّر بصلاح ولده من بعده؛ لتقرَّ عينه"؛ (أبو نعيم في الحلية).


خلاصة ما سبق من إكرام الله للمؤمن عند خروج روحه:
1- سلام الله عليه يُبلِّغه إياه مَلَك الموت، ولو لم يكن من الكرامة إلا هذا لكفى.

2- بِشارة مَلَك الموت له والسلام عليه.

3- أن يعلم مكانه من الجنة قبل موته.

4- رؤيته لملائكة الرحمة بوجوههم الطيبة.

5- سهولة خروج رُوحه.

6- خروج رُوحه في ضبائر ريحان الجنة ومِسك الجنة.

7- خروج رُوحه في كفن من الجنة، وحَنوط من الجنة، وحريرٍ من الجنة.

8- إذا خرجت روحه صلَّى عليه كل مَلَك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء.

9- خروج الريح الطيبة منه كأطيب نفحة مسك على وجه الأرض.

10- نداء الملائكة له بأحب أسمائه إليه.

11- يُشيِّعه من كل سماء مُقرَّبوها إلى السماء التي تليها، حتى يُنتَهى به إلى السماء السابعة.

12- لا تَمر رُوحه بباب من أبواب السماء إلا فُتِحَ له، ولا مَلَك إلا صلَّى عليه وشفع.

13- قول الله - عز وجل -: ((اكتبوا كتاب عبدي في عليين، بمشهد من المقربين))، ويا لها من كرامة.

14- يُشرِق وجهه ويأتي ربه من الباب الذي كان يصعد عمله منه، ولوجهه برهان مثل الشمس.

15- نداء منادٍ من السماء أن صدَق عبدي، ولو لم يكن إلا ثناء الله عليه لكفاه.

16- لُقيا رُوح المؤمن لأرواح المؤمنين وفرَحهم به.

17- بشرى الملائكة له بدخول الجنة، وألا خوف عليه ولا حزن على ما خلف من أمر الدنيا من ولدٍ وأهل، فإنهم يخلفونه فيهم أحسن الخُلْف، وإنهم سيؤنِسون وَحشتَه في القبور، وعند النفخ في الصور، ويوم البعث والنشور.

18- دخول رُوحه إلى بلاد الأفراح ومأوى الطيبين (الجنة) من يوم موته، ونعيم جسده في قبره.


الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

القسم الإسلامي

 
 
قديم 11-10-2014, 10:39 PM
  المشاركه #2
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



يمر المتوفى بثلاثه مراحل لكل مرحله ما يصل فيها وهى:


أولا : عند دفنه :
ثبت ان النبى صلى الله علية وسلم قال ( اذا وضعتم موتاكم فى القبور فقولوا : بسم الله وعلى سنة رسول الله – وفى رواية :ملة- رسول الله) اخرجة ابو داود- والترمذى- وابن ماجة - وابن حبان فى صحيحة - والحاكم - والبيهقى - واحمد (جديث صحيح).
ثانيا بعد الدفن:


الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة للميت بعد دفنه أنه كان يقف على قبره ويدعو له ويستغفر له ويقول لأصحابه: "استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل" (رواه أبو داود في "سننه" (3/213) من حديث هاني مولى عثمان بن عفان رضي الله عنهما)فالذي يشرع للمسلمين إذا دفنوا الميت وانتهوا من دفنه أن يقفوا على قبره، وأن يستغفروا له، وأن يسألوا الله له التثبيت؛ لأنه وقت سؤال الملكين في القبر فيقولون: اللهم اغفر له، اللهم ثبته، ويكررون هذا الدعاء المبارك، فإن الله ينفعه بذلك؛ لأن دعاء المسلمين للأموات يرجى وصوله إليهم وانتفاعهم به.


ثالثا : ما بعد دفنه :
من المتفق عليه : أن الميت ينتفع بما كان سبباً فيه من أعمال البر في حياته ، لما رواه مسلم وأصحاب السنن عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم يُنتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ] وروى ابن ماجه عنه : أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته ، علماً علمه ونشره ، أو ولداً صالحاً تركه أو مصحفاً ورثه . أو مسجداً بناه ، أو بيتاً بناه لابن السبيل أو نهراً أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته)
وروى مسلم عن جرير بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
[ من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ، ووزر من يعمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ] .





أما ما ينتفع به من أعمال البر الصادرة عن غيره فبيانها فيما يلي :
1. الدعاء والاستغفار له : وهذا مجمع عليه لقول الله تعالى : ( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون : ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ، ربنا إنك رؤوف رحيم ) ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم [ إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ] وحُفِظَ من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ اللهم اغفر لحينا وميتنا ] ولا زال السلف والخلف يدعون للأموات ويسألون لهم الرحمة والغفران دون إنكار من أحد.
2. الصدقة :وقد حكى النووي الإجماع على أنها تقع عن الميت ويصله ثوابها سواء كانت من ولد أو غيره ، لما رواه أحمد ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة : أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أبي مات وترك مالاً ولم يوص ، فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟ قال : "نعم" .
وعن الحسن عن سعد بن عبادة . أن أمه ماتت. فقال: يا رسول الله : إن أمي ماتت أفأتصدق عنها ؟ قال : "نعم". قلت : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : "سقي الماء" قال الحسن : فتلك سقاية آل سعد بالمدينة . رواه أحمد والنسائي وغيرهما
ولا يشرع إخراجها عند المقابر ، ويكره إخراجها مع الجنازة .
3. الصوم : لما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ قال : [ لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ] ؟ قال : نعم. قال : [ فدين الله أحق أن يُقضى ] .
4. الحج :لما رواه البخاري عن ابن عباس : أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ قال : [ حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ؟ اقضوا فالله أحق بالقضاء ] .
5. قراءة القرآن :وهذا رأي الجمهور من أهل السنة.
قال النووي : المشهور من مذهب الشافعي : أنه لا يصل.
وذهب أحمد بن حنبل وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل ، فالاختيار أن يقول القارئ بعد فراغه : اللهم أوصل مثل ثواب ما قرأته إلى فلان .
وفي المغني لابن قدامة : قال أحمد بن حنبل : الميت يصل إليه كل شيء من الخير، للنصوص الواردة فيه ، ولأن المسلمين يجتمعون في كل مصر ويقرؤون ويهدون لموتاهم من غير نكير، فكان إجماعاً.
والقائلون بوصول ثواب القراءة إلى الميت ، يشترطون ألا يأخذ القارئ على قراءته أجراً. فإن أخذ القارئ أجراً على قراءته حرم على المعطي والآخذ ولاثواب له على قراءته ، لما رواه أحمد والطبراني والبيهقي عن عبد الرحمن بن شبل : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ اقرؤوا القرآن ، واعملوا … ولا تجفوا عنه ولا تغفلوا فيه ، ولا تأكّلوا به ولا تستكثروا به ] .





قال ابن القيم : والعبادات قسمان : مالية وبدنية ، وقد نبه الشارع بوصول ثواب الصدقة على وصول سائر العبادات المالية ، ونبه بوصول ثواب الصوم على وصول سائر العبادات البدنية وأخبر بوصول ثواب الحج المركب من المالية والبدنية، فالأنواع الثلاثة ثابتة بالنص والاعتبار .
أفضل ما يهدى للميت
قال ابن القيم : قيل الأفضل ما كان أنفع في أنفسه ، فالعتق عنه ، والصدقة أفضل من الصيام عنه ، وأفضل الصدقة ما صادفت حاجة من المتصدق عليه وكانت دائمة مستمرة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم :[ أفضل الصدقة سقي الماء ] وهذا في موضع يقل فيه الماء ويكثر فيه العطش ، وإلا فسقي الماء على الأنهار والقني لا يكون أفضل من إطعام الطعام عند الحاجة ، وكذلك الدعاء والاستغفار له إذا كان بصدق من الداعي وإخلاص وتضرع ، فهو في موضعه أفضل من الصدقة عنه كالصلاة على الجنازة ، والوقوف للدعاء على قبره. وبالجملة : فأفضل ما يهدى إلى الميت العتق والصدقة والاستغفار والدعاء له والحج عنه.


أخيرا بعض فتاوى العلماء مرتبطة بهذا المختصر



س: ما يشرع بعد دفن الميت؟ (الاجابات لسماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين)

ج :
ورد في السُنة بعد دفن الميت الدُعاء له بالثبات بأن يقف على القبر ويستقبل القبلة ويدعو بقوله: اللهم ثبته بالقول الثابت في الحياة الدُنيا وفي الآخرة، اللهم أنطقه بالحق، اللهم لقِنه حُجته… ونحو ذلك من الدُعاء، وجاء التعليل في الحديث بأنه يُسأل في ذلك الوقت، وفي الدُعاء له رجاء تلقينه حُجَته . والله أعلم.


فيسن بعد دفنه وتسوية التراب عليه أن يدعى له بالتثبيت، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يقوم على قبور أصحابه بعد الدفن ويقول:سلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ولهذا نهاه الله عن القيام على قبور المنافقين بقوله تعالى: وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِفدل على أنه كان يقوم على قبور المسلمين بحيث يستقبل القبلة ويقف على شفير القبر ويسأل له الثبات، وغير ذلك من الدعوات. والله أعلم. الجبرين- ( واجمع على ذلك اهل السنة والجماعة)-
س: ما حكم الدعاء للميت في جماعة بعد دفنه؟
ج:
نرى: أنه لا بأس بالدعاء، ولكن يكون الداعي واحدا، والبقية يؤمنون، فكلما كثر الداعون، والمؤمنون رجي أن يستجاب لذلك الدعاء. والله أعلم. ((تنبيه من المشرف: هذا القول يحتاج لدليل صحيح ، ولايوجد له مستند فليتنبه لذلك))





س: ما هو أفضل الأعمال للميت في نظركم غير الدعاء؟ ؟
ج:
ورد في الحديث
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له
رواه مسلم فأما الصدقة فتكون منه ومن أولاده كالوقف وبناء المساجد وتجهيز الغزاة ونشر كتب العلم وأشرطته والنفقة على الدعاة إلى الإسلام وتجهيز الأموات والصدقة على المساكين والمستضعفين والمجاهدين، وكذا الصرف على طلبة العلم وحملته، وكذا تزويد الميت بالدعاء وإهداء ما تيسر من الأعمال كالحج والعمرة عنه والأضحية وتفطير الصوام وإطعامهم ونحو ذلك مما ينفع الميت. والله أعلم.

س: هبة أعمال البر والإحسان للوالدين المتوفيين أو غيرهم؟
ج:
يجوز ذلك، فقد نص الفقهاء بقولهم: وأي قربة فعلها وجعل ثوابها لحي مسلم أو ميتٍ نفعه ذلك. ويدخل في ذلك من حج أو اعتمر عن غيره أو جعل ثواب قراءة القرآن لوالديه أو أقاربه أو فعل شيئًا من أنواع البر والإحسان وأهدى أجرها لوالديه أو غيرهم من أحياء أو أموات وصلهم ذلك، وإن كان بعض العلماء قال: يُقتصر على الحج والعُمرة والدعاء والاستغفار والصدقة ونحوها، والله أعلم.

س: هل يجوز الصيام تطوعًا عن الوالدين المتوفيين؟
ج:
الأعمال الصالحة أجرها لمن عملها سواء كانت بدنية، أو قولية، أو مالية ومع ذلك يجوز إهداؤها من العامل لغيره لقوله صلى الله عليه وسلم :
حج عن نفسك ثم حج عن شُبرمة
والصيام عمل بدني فيجوز إهداؤه للغير لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
من مات وعليه صيام صام عنه وليه
فلا بأس بإهداء الصوم ولو تطوعًا لأحد أبويه، أو لكل منهما، أو لغيرهما كإهداء بقية الأعمال الصالحة.

س: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أوعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له فهل التصدق إلى نية الميت جائزة، وإن كانت من غير ماله مثل مال أولاده وبناته؟
ج:
الصدقة الجارية: هى المال الذي ينتفع به مع بقاء عينه كالمسجد والمدرسة والدار لسكنى الفقراء أو الضيف، وكذا وقف الكتب، والمصاحف، والأكسية، والأسلحة في سبيل الله، والدواب للحج، والجهاد والأواني والأدوات التي تستعمل كالقدر والصحن والمنجل والرحا والسكين والدلو والحوض ونحوها، فيصل أجرها إلى الواقف أو إلى الموقوف له كما لو كان الواقف هو الابن أو البنت وجعل ثوابها لأبيه أو أخيه، فإنه يصل إليه الأجر فضلا من الله ونعمة. والله أعلم.

. والله اسأل ان ينفع بة كاتبة وقارئة.






قديم 11-10-2014, 10:41 PM
  المشاركه #3
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



حال خروج روح العصاة والكافرين (1)


1- قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ۞ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [الأنفال: 50، 51].

قال ابن كثير في "تفسيره" (2: 319): "يقول تعالى: ولو عاينتَ يا محمد حالَ تَوفِّي الملائكة أراوح الكفار، لرأيت أمرًا عظيمًا هائلاً فظيعًا مُنكرًا؛ إذ يضربون وجوههم وأدبارهم، ويقولون لهم: ﴿ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾".

وقال الطبري في "تفسيره" (16/10) عن مجاهد: "﴿ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾، قال: وأستاهم، ولكنه كريم يُكَنِّي".

2- وقال تعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ۞ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 27، 28].

قال السعدي في "تفسيره" (5: 35): "﴿ فَكَيْفَ ﴾ ترى حالهم الشنيعة، ورؤيتهم الفظيعة، ﴿ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ ﴾: المُوكَّلون بقبض أرواحهم، ﴿ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾: بالمقامع الشديدة؟!

3- وقال الله - جل ثناؤه -: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93].

قال السعدي: "﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ﴾؛ أي: شدائده وأهواله الفظيعة، وكُرَبه الشنيعة، لرأيت أمرًا هائلاً، وحالة لا يَقدِر الواصف أن يَصِفها"؛ (تيسير الكريم الرحمن: 2/45).

وقوله تعالى: "﴿ وَلَوْ تَرَى ﴾ جوابه محذوف، تقديره: لرأيت أمرًا عظيمًا، وهذه عبارة عن التعنيف في السياق، والشدة في قبْض الأرواح"؛ (التسهيل؛ لابن جزي: 1/279).

وقوله تعالى: ﴿ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ﴾ [الأنعام: 93]؛ أي: بالضرب، كقوله: ﴿ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ﴾ [المائدة: 28]، وقوله: ﴿ وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ ﴾ [الممتحنة: 2].

ولهذا قال تعالى: ﴿ وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ ﴾ [الممتحنة: 2]، قال ابن كثير: "أي: بالضرب لهم حتى تخرج أنفسهم من أجسادهم؛ ولهذا يقولون لهم: ﴿ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ﴾ [الأنعام: 93]، وذلك أن الكافر إذا احتُضِر بشَّرته الملائكة بالعذاب، والنكال، والأغلال والسلاسل، والجحيم والحميم، وغضب الرحمن الرحيم، فتتفرَّق رُوحه في جسده، وتعصي وتأبى الخروج، فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم، قائلين لهم: ﴿ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ [1] بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93].. الآية؛ أي: اليوم تُهانون غاية الإهانة، كما كنتم تَكذِبون على الله، وتستكبرون عن اتباع آياته والانقياد لرسله"؛ (تفسير ابن كثير:2/157).

4- قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ [الفرقان: 22].

لو أن له طِلاعَ الأرض ذهبًا، وافتدى بها من هَوْل هذا المطلع، ورؤية مَلَك الموت والملائكة الذين معه لافتدى، لا طاقة له برؤية ملائكةٍ سُودِ الوجوه غِلاظ شداد.

قال ابن كثير: "أي هم لا يَرون الملائكة في يوم خير لهم، بل يوم يرونهم لا بُشرى يومئذ لهم، وذلك يَصدُق على وقت الاحتضار، حين تُبشِّرهم الملائكة بالنار والغضب من الجبار، وهذا بخلاف حال المؤمنين حال احتضارهم، فإنهم يُبشَّرون بالخيرات، وحصول المسرَّات".

وقال آخرون: بل المراد بقوله: ﴿ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى ﴾ يعني: يوم القيامة؛ (قاله مجاهد والضحاك وغيرهما)، ولا مُنافاة بين هذا وما تقدَّم، فإن الملائكة في هذين اليومين (يوم الممات، ويوم المعاد) تتجلَّى للمؤمنين وللكافرين، فتُبشِّر المؤمنين بالرحمة والرِّضوان، وتخبر الكافرين بالخيبة والخُسران، فلا بُشرى يومئذ للمجرمين، ﴿ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ﴾؛ أي: وتقول الملائكة للكافرين: حرام مُحرَّم عليكم الفلاح اليوم، وأصلُ الحَجْر: المنع، ومنه يقال: حَجَر القاضي على فلان، إذا منَعه التصرف، إما لفلسٍ، أو سفَهٍ، أو صِغر، أو نحو ذلك، ومنه سُمِّي الحِجْر عند البيت الحرام؛ لأنه يمنع الطُّوَّاف أن يطوفوا فيه، وإنما يُطافُ من ورائه، ومنه يقال للعقل: حِجر؛ لأنه يمنع صاحبَه عن تعاطي ما لا يليق، والغرض أن الضمير في قوله: ﴿ وَيَقُولُونَ ﴾: عائد على الملائكة، (هذا قول مجاهد وعكرمة والحسن والضحاك وغيرهم)؛ (تفسير ابن كثير: 3/314).







قديم 11-10-2014, 10:42 PM
  المشاركه #4
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



حال خروج روح العصاة والكافرين (2)

الأحاديث التي تدل على خزي الرجل السُّوء عند قبْض رُوحه


أولاً: تأتيه ملائكة الموت في صورة مخيفة:
وعند خروج رُوح العبد الكافر أو المنافق، تأتيه ملائكة الموت في صورة مخيفة.

ففي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد عن البراء بن عازب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((وإن العبد الكافر - وفي رواية: الفاجر - إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة (غِلاظ شداد)، سود الوجوه معهم المُسوحُ[1] (من النار)، فيجلسون منه مدَّ البصر، ثم يجيء مَلَك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول، أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخَط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده، فينتزعُها كما ينتزع السفود (الكثير الشعب) من الصوف المبلول..... تتقطَّعُ معها العُروقُ والعصبُ)).

ثانيًا: لا تُفتح له أبواب السماء:
كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد:
((إن العبد الكافر إذا كان في انقطاعٍ من الدنيا وإقبال من الآخرة - يعني عند الاحتضار - نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، فيجلسون منه مدَّ البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخَطٍ من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وُجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرُّون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: لفلان بن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يُسمَّى بها في الدنيا، حتى يُنتهى بها إلى السماء الدنيا، فيُستَفتح له فلا يُفتَح له، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ﴾ [الأعراف: 40])).
ثالثًا: تُبشِّره الملائكة بما يسوؤه:
أخرج ابن ماجه والإمام أحمد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((وإذا كان الرجل السوء قال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغسَّاق، وآخر من شكْله أزواج[2]، فلا يزال يُقالُ لها ذلك حتى تخرج، ثم يُعرَج بها إلى السماء، فلا يُفتَح لها، فيقال: مَن هذا؟ فيقال: فلان، فيقال: لا مرحبًا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذميمة؛ فإنها لا تفتح لك أبواب السماء، فيُرسل بها من السماء ثم تصير إلى القبر))؛ (حسنه الألباني في "تخريج المشكاة": 1628).

رابعًا: تخرج روحه كأنتن جيفة:
أخرج النسائي وابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أيضًا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((وإن الكافر إذا احتُضر أتته ملائكة العذاب بمِسْح[3]، فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطًا عليك، إلى عذاب الله، فتخرج كأنتن ريح جيفة، حتى يأتون به باب الأرض، فيقولون: ما أنتن هذه الريح، حتى يأتون به أرواحَ الكفار))؛ (السلسلة الصحيحة 3: 294).

وفي رواية عند النَّسائي والحاكم: ((وأما الكافر، فتأتيه ملائكةُ العذاب بمِسْح، فيقولون: اخرجي إلى غضب الله تعالى، فتخرج كأنتن ريح جيفة، فيذهب به إلى باب الأرض)).

وفي رواية: ((وأما الكافر إذا قُبِضَت نفسه، وذُهِب بها إلى باب الأرض، تقول خزنة الأرض: ما وجدنا ريحًا أنتنَ من هذه، فيبلُغ الأرض السفلى))؛ (قال الألباني في الصحيحة: (3/263): صحيح الإسناد، والأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخ).

وعند مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أيضًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((وإن الكافر إذا خرجت رُوحُه - قال حماد[4]: وذكر من نَتَنها، وذكر لعنًا - ويقول أهل السماء: رُوح خبيثة جاءت من قِبلِ الأرض، قال: فيُقالُ: انطلقوا به إلى آخر الأجل[5]))، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: فردَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ريطةً[6] كانت عليه على أنفه هكذا.

فلهذا ولغيره، يَطلُب العصاةُ والكافرون الرَّجعة عند الموت لعمل الصالحات؛ قال تعالى: ﴿ رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ﴾ [الحجر: 2]، في الآية إخبار عنهم أنهم سيَندمون على ما كانوا فيه من الكفر، ويتمنَّون لو كانوا في الدنيا مع المسلمين.

وقيل: إن المراد أن كل كافر يودُّ عند احتضاره أن لو كان مؤمنًا؛ (تفسير القرآن العظيم: 2/ 544).

وقال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون ﴾ [المؤمنون: 99، 100]، هجمت عليه منيَّته، وأحاطت به خطيئته، فانكشف له الغطاء، وتبَدَّت له موارد الشقاء، صاح: واخيبتاه! واثكل أماه! واسوء منقلباه!

هيهات هيهات! ندِم والله حيث لا ينفعه الندم، وأراد الرجوع لعمل الصالحات بعدما زلَّت به القدم، فخرَّ صريعًا لليدين والفم، إلى حيث ألقتْ رَحْلها أم قَشْعَم (كناية عن الموت).

فهذا حال الكفار والعُصاة إذا نزل بهم الموت، يتمنَّون أن لو رجعوا إلى الدنيا، فإن كان كافرًا لعله يُسلِم، وإن كان عاصيًا فلعله يتوب، ولكن الإيمان لا يُقبَل إذا حضر الموت، والتوبة لا تنفع إذا غرغر العبد.

قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 17، 18].

وقد ذكَر الحافظ ابن كثير في "تفسيره" حديثًا رواه الترمذي من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن الحبيب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن اللهَ يقبل توبة العبد ما لم يُغَرغِر))، وأما قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ﴾، فكل مَن تاب قبل الموت، فقد تاب من قريب.

ونقل ابن جرير الطبري في "تفسيره" (8/9) عن الحسن البصري، أنه قال: "ما لم يُغَرْغِر".

فعلى المرء المُفرِّط أن يُسارِع بالتوبة قبل حلول الأجل وتمنِّي الرجوع للتوبة وإصلاح الزاد ليوم ال، لكن حيل عند الموت بينه وبين ما يشتهي، كما قال رب العالمين في كتابه الكريم:
﴿ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ﴾ [سبأ: 54]، وزارع الشوك لا يجني به عنبًا.

فرَّطت في الزرع وقت البَذر من سَفهٍرد: !!!!  حال الرجل الصالح لحظة خروج الروح من جسده اللهم لاتحرمنا فضلك !!!!
فكيف عند حصاد الناسِ تُدْرِكُهُ رد: !!!!  حال الرجل الصالح لحظة خروج الروح من جسده اللهم لاتحرمنا فضلك !!!!

مَنِ السفيه إذًا بالله أنت أم ال رد: !!!!  حال الرجل الصالح لحظة خروج الروح من جسده اللهم لاتحرمنا فضلك !!!!
مغبون في البيع غبنًا سوف يُدرِكُهُ رد: !!!!  حال الرجل الصالح لحظة خروج الروح من جسده اللهم لاتحرمنا فضلك !!!!



(انظر الإيمان باليوم الآخر؛ للصلابي ص 27-28).

وقفة:
لا يقتصر طلبُ أهل الكفر والفسوق والضلال الرجعة عند الاحتضار فقط، بل يطلبون الرَّجعة للدنيا مرة أخرى عند النشور، وعند العرض على الله، وحين يُعرَضون على النار، وحين يدخلونها، وهم يطلبون الرجعة إلى الدنيا للتوبة، وإصلاح الزاد ليوم ال، لكن حيل بينهم وبين ما يشتهون.

قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99، 100].

وقال تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [المنافقون: 10]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ﴾ [إبراهيم: 44].

وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ﴾ [الأعراف: 53].

وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 12]، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [الأنعام: 27، 28].

وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 44].

وقال تعالى: ﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [غافر: 11].

وقال تعالى: ﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾ [فاطر: 37].

خلاصة ما يُلاقيه الفاجر أو الكافر عند خروج رُوحه:
1- رؤيته لملائكة العذاب ومَلَك الموت ويا لها من رؤية!

2- توبيخ الملائكة إياه، ولعنه، وتبشيره بسخط الله وغضبه وعذابه.

3- يعلم مكانه من النار قبل موته: ﴿ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ [الفرقان: 22].

4- ضرْب الملائكة له بالمقامع، لوجهه ودُبره، وما ظنُّك بضرب الملائكة؟! والله لا تتصوَّره العقول، ولا تُحيط به الأذهان، ولا طاقة للبشر به.

5- شدة نزْع رُوحه من جسده حتى تتقطَّع العروق والأعصاب.

6- وضْع رُوحه في مُسوح من النار.

7- لعنة كل مَلَك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء له.

8- يخرج منها كأنتن ريح جيفة على وجه الأرض.

9- تُغلَق أبواب السماء دونه، ليس من أهل باب، إلا وهم يدعونه ألا تَعرُج رُوحه من قِبلهم.

10- يُنادونه بأقبح أسمائه التي كان يُسمَّى بها في دار الدنيا.

11- قول الله: ((اكتبوا كتابَ عبدي في سجين))؛ أي: في الأرض السفلى، ويا له من سجن وحبس وضيق.

12- تُطرح رُوحه من السماء طرحًا حتى تقع في جسده.

13- دعاؤه بالويل على نفسه عند حملِ جنازته، يا ويلها أين تذهبون بها؟

14- وأخيرًا، يُنادي منادٍ من قِبل السماء: ((أن كذَب عبدي))، ولو لم يكن له من العقاب إلا هذا لكفى.

15- لا يستطيع الإجابة على أسئلة المَلَكين.

16- يُضَيَّق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه.

17- يُمثَّل له عمله الخبيث على صورة رجلٍ أسود الوجه، قبيح الثياب، مُنتن الريح، فيقول له: أبشِر بالذي يسوؤك.

18- يُقيَّض له أعمى أصم، فيضربه بمرزبة، لو ضُرِب بها جبل كان ترابًا.

19- يُفتَح له باب من النار، ويُمهَّد له فُرش النار.

[1] المسوح: جمع المِسح (بكسر الميم)، وهو ما يلبس من نسيج الشعر على البدن؛ تقشُّفًا وقهرًا للبدن.

[2] ﴿ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴾ [ص: 57، 58]، قال ابن كثير في "تفسيره" (4/41): "أما الحميم: فهو الحار الذي قد انتهى حرُّه، وأما "الغسَّاق" فهو ضدُّه، وهو البارد الذي لا يُسْتَطَاع من شدة برده المؤلم؛ ولهذا قال - عز وجل -: ﴿ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴾ [ص: 58]؛ أي: وأشياء من هذا القبيل، الشيء وضده يُعاقَبون بها".
وقال في تفسير [سورة النبأ] (4/464): "الغسَّاق: هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعَرَقهم ودموعهم وجروحهم، فهو بارد لا يستطاع من برده، ولا يُواجه من نَتنِه".

[3]المِسْح: كساء من شعر، وقد مرَّ بنا معناه.

[4] هو حماد بن زيد (راوي الحديث).

[5] ((إلى آخر الأجل))؛ أي إلى "سِجِّين"، فهي مُنتهى الأجل، ويحتمل أن المراد: إلى انقضاء أجل الدنيا؛ (قاله القاضي كما في "شرح مسلم" 17: 205).

[6] قال النووي: "الرَّيطة": هي ثوب رقيق، وقيل: هي ملاءة، وكان سبب ردها على الأنف، بسبب ما ذكر من نتن ريح رُوح الكافر.








قديم 12-10-2014, 01:12 PM
  المشاركه #5
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 1,246
 



اللهم ارزقنا حسن الخاتمة آمين يا رب العالمين ............

رد: !!!!  حال الرجل الصالح لحظة خروج الروح من جسده اللهم لاتحرمنا فضلك !!!!


اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ........




قديم 13-10-2014, 03:31 AM
  المشاركه #6
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 159,313
 



الله يجزاك الجنة



قديم 02-01-2015, 07:56 AM
  المشاركه #7
ابو ياسر
رئيس فريق المراقبة
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 43,260
 



جزاك الله خير الجزاء ورحم الله والديك



كلام جميل للصحابي معاذ بن جبل رضي الله عن كيفية النجاة من الفتن يقول فيه

(( ليتني أعرف أقواما من اهل ذلك الزمان (( يقصد آخر الزمان ووقت الفتن )) لأخبرهم كيف ينجون من الفتن وعندما سئل عن ذلك أجاب ببساطة
إن ما أنت عليه هو الصواب والقادم عليك فتنة فتمسك بما انت عليه وأترك القادم إليك وتجنبه فهو الفتنة

هذا مجمل كلامه رضي الله عنه وفيه النجاة بعد الله من الفتن ))
قديم 02-01-2015, 03:49 PM
  المشاركه #8
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 329,320
 



اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ
كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ
كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ




قديم 20-04-2015, 01:45 PM
  المشاركه #9
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 16,162
 



جزاك الله خير الجزاء ورحم الله والديك







أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



04:10 PM