يا فتاة الإسلام: كيف تكونين زوجة مثالية
(خير متاع الدنيا المرأة الصالحة) كما جاء في الحديث عن الرسول (ص)، والمرأة المثالية أجمل ما يتمناه الرجل وأروع ما في الحياة وقد جاء في الحديث ليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة. ولكن ما هي مواصفات المرأة الصالحة؟ وما هي الشروط التي تجعلها زوجةسعيدة؟ وكيف تستطيع ان تحيا حياة جميلة حلوة مع زوجها وأولادها؟
بيت الزوجية هو مملكة الزوجة الخاصة وعشها السعيد والمرأة أكثر توفيقا من الرجل في إدارته بأنوثتها ورقتها وعذوبة منطقها وحبها وحنانها إذ تستطيع ان تجعله جنة لساكنيه بما تملك من مواهب وذكاء ومعرفة وقدرة على تعمير هذا العش وتشييده.
والمرأة إذا شعرت بأنها القائدة الواقعية للبيت وللمجتمع الصغير الذي تديره، فإنها تبذل الغالي والنفيس من وقتها ونفسها وروحها، لتجعله بيتا سعيدا. والبيت هو أساس المجتمع إذا صلح كان المجتمع صالحا سعيدا واذا فسد البيت انهار المجتمع. والمرأة تشعر بسعادة وراحة نفسية إذا أحسنت قيادة البيت وحدها وأثبتت كفاءتها لتلك القيادة التي هي في الواقع بداية موفقة لإدارة المجتمع الواسع.
والمرأة لا يمكن بأي حال ان تتجرد من أنوثتها التي هي ضرورة من ضرورات وجودها وكيانها. والأنوثة تعني الرقة والحنان، والرجل يعوضها عن ضعفها بقوته وعن حنانها بحبه واخلاصه.
والزوجية في الإسلام هي رباط مقدس وعقد موثق يقوم على أساس الحب والمودة والوفاء. الإسلام أعطى الزوجة الصالحة مفهوما رائعا جميلا واضحا، لا إجحاف فيه لحق أي من الزوجين:
(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) [البقرة/ آية 228].
وقال رسول الله (ص): (ما استفاد امرؤ مسلم بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر اليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسه وماله).
والطاعة المقصودة في الحديث الشريف ليست هي الطاعة الحتمية الواجبة بعنوان الخضوع والعبودية والإذلال، وانما هي من باب الإئتلاف والإنسجام تماما كالشريكين في مشروع تجاري فكل واحد منهما يريد ان يكون المشروع كما يحب وان ينتج جيدا وتزداد أرباحه، وتعظم شهرته، كذلك الزوج والزوجة فمن سعادتهما ان تكون حياتهما هادئة مطمئنة يسودها المحبة والسلام، وترفرف عليها السعادة والأمن. وقال أمير المؤمنين (ع) (بحسن المعاشرة تدوم المودة) وقد شاءت الرحمة الإلهية ان تكون الزوجة هي منبع السعادة. ومنبع الراحة والطمأنينة لزوجها وان تكون السكن الذي يأوي إليه الرجل. أما الحق المفروض الذي الزم به الشرع الإسلامي المرأة وهو التمكين وهو الذي به تنشر الرحمة ويسود ويتم التوارث.
جاء رجل إلى رسول الله (ص) قال: يا رسول الله ان لي زوجة إذا دخلت تلقتني، واذا خرجت شيعتني، واذا رأتني مهموما قالت: ما يهمك؟ ان كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك، وان كنت تهتم لأمر آخرتك فزادك الله هما قال رسول الله: (ان لله عمالا وهذه من عماله لها نصف أجر الشهيد).
وقال رسول الله (ص): خير نساءكم الودود الولود، العفيفة، العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان مع غيره، التي تسمع قوله، وتطيع أمره، واذا خلا بها بذلت ما يريد منها.
وقال تعالى: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله وإعلموا انكم ملاقوه وبشر المؤمنين) تشير الآية المباركة إلى ان نسبة النساء إلى الرجال هي نسبة الحرث إلى الإنسان كما ان الحرث يحتاج إليه لإبقاء البذور وما يتغذى به وينمو عليه، كذلك النساء يحتاج إليهن لإبقاء النوع ودوامه فالمرأة هي الأرض التي تغرس فيها البذور ومن بعدها يأتي دور الثمرة من ذلك الحرث.
وقد أوصى الرسول المرأة بأن تحسن معاشرة زوجها، وجعل ذلك الحسن وتلك الطاعة المودة من أفضل الأعمال. بل من أعمال الجهاد في سبيل الله، واذا ساد التفاهم وعم الإنسجام والألفة بين الطرفين، ووافت المرأة زوجها وأطاعته في جميع طلباته الواجبة عليها فإنها تحفظ زوجها وأولادها، وتمسك بزمام الأمور عن الانحراف وتحفظ الأسرة من السقوط في وديان الزديلة وتسد أمام زوجها أبواب الخيانة الزوجية وما شابهها.
فالزوجة الناجحة المثالية توفر جوا من الود والاستقرار للزوج والأبناء وتبعدهم عن كل أسباب القلق والنفور، وتبتعد عن تعكير صفو الحياة في العائلة، وذلك بالتحبب للزوج والتودد له. وملئ أجواء البيت بمشاعر الحب والجمال، والوفاء. بحيث لا يرى الزوج في زوجته ولا يسمع منها ما يكره، ان توفير مثل هذا الجو له أبلغ الاثر في حياة الزوج والزوجة والأبناء وسعادتهم العائلية.
وكلما نما الإحساس بالجمال والذوق الرفيع في نفس الإنسان وكلما أشيعت أحاسيسه ومشاعره بالحب، اختفت من نفسه أسباب القلق والسآمة، واختفت دوافع العدوان ومرارة الحقد والنقمة. وبالتالي يكون لهذا الجو العائلي البهيج المفعم بالحب أثره على سلوك أفراده وعلاقتهم بمجتمعهم، وعلى تقدمهم ونجاحهم في مضمار العمل أو الدراسة والبحث وخصوصا الأبناء الصغار الذين يعيشون في ظلال هذه الأجواء. ويتربون تحت شجرة هذه الأسرة السعيدة التي تظللهم من الحر، وتمنحهم ثمارها، بعكس الأسرة التي يعيش فيها الزواج حياة الصراع والكراهية والتوتر، وسوء المعاشرة فإن هذه الأجواء تنعكس على نفس الطفل؟ وتؤدي إلى تعاسته وشقائه، وربما ألجأته إلى التشرد والميل إلى العدوان، لذلك نجد الإسلام يوصي المرأة باعتبارها منبع الحب، ومستودع الجمال، ومصدر الاستقرار والطمأنينة في البيت، يوصيها بأن تحرص على خلق جو عائلي مفعم بالسعادة وان تخلق جوا جميلا في البيت بلمساتها السحرية الحانية، وأنوثتها ورقتها وحلاوة حديثها وحسن معاشرتها وإناقتها الروحية وذكائها الفطري.