logo

قديم 24-01-2015, 03:46 AM
  المشاركه #1
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 27,939
 



إذا قابلتني لا تناديني إلا يا ابنتي , ارتحت لها , بادلتها المودة بمثلها , كنت أدعوها عمتي , لم أصدق ما يشاع عنها . في المناسبات أرى احتفاء النساء بها بشكل غير طبيعي , يتوددن إليها بانكسار , لا تقام أي وليمة إلا وتكون أول المدعوات , لم يحدث أن نسيها أو تجاهلها أحد , كانت من أول المهنئين لي يوم خطبتي من ابن عمي , الذي أحببته وأحبني . حلمنا بالسعادة معا , بعد أن تخرجت من الجامعة . وفق الله وتم الزواج . كان كما ظننته , لا يعيبه شىء .
بعد أقل من عام , تبدلت مشاعري نحوه , لم أعد أطيق النظر في وجهه , هربت إلى أهلي .

سألتني أمي : لماذا تركتي زوجك ؟
احترت في الإجابة , نطقت بأسهل تهمة تذكرتها : رجل معقد, طلقوني منه !

سألتني : ما السبب ؟
قلت : أنا أكرهه ولن أعيش معه بعد اليوم !
قالت : ربما بسبب حملك !

أعادوني له رغما عني , كنا نتشاجر على أتفه الأمور , بعد بضعة أيام عدت أدراجي إليهم ,

نصحتني أمي : المرأة ليس لها إلا زوجها , وأنا وأبوك لن ندوم لك .
اقتنعت بكلامها , عصيت نفسي , طاوعتهم ورجعت , لم أستطع معه صبرا , تدهورت نفسيتي . أشفق زوجي علي , أعادني لأهلي . عاتبوني كثيرا , حاولوا إعادتي له بالقوة . قررت الانتحار , قطعت شريانا بيدي اليسرى , أغمي علي , أسعفوني بالمستشفى , لم أخرج إلا بعد يومين , تركوني بعدها وشأني . زارتني شقيقة زوجي ,

أخذت تنصحني , قالت : أنا قبلك جربت الطلاق ، أنظري لحالي وحال ابني ، مشرد بيني وبين أبيه ، كأنه يتيم , كنت على وفاق معه , لم يكن يرفض لي طلبا , كان متيما بي , وأنا أبادله المشاعر نفسها , حتى تشاجرت مع أمه , بسبب غيرتها وتدخلها في حياتنا , أصبح يصدقها في كل ما تقول , ولا يرى أخطاءها مهما عظمت , تبدلت أخلاقه معي , انقلب بعدها حبي إلى كره , واستمرت المشاكل حتى افترقنا .

سألتها : لماذا تركته وعندك منه طفل ؟
قالت : لم أعد أطيقه والسبب أمه ,

قلت لها : وزوجك الثاني ؟
قالت : لا أعلم , لكني تركته بعد شهر من زواجنا ,

سألتها : ما السبب ؟
قالت : أصبحت أكره الرجال جميعا , ولم أفكر في الزواج بعدها , ربما تلك الشمطاء سحرتني , ألا ترين أكثر نسائنا من زبائنها , وقد أصبح رجالهن مطيعين ومسالمين كالخراف عندهن ,

سألتها : هل أخبرت زوجك بذلك ؟
قالت : نعم , لكنه كبقية الرجال لا يصدقون ذلك .
قلت : وأنا مثله لا أصدق أن كل هؤلاء الرجال مسحورون , وأنت امرأة متعلمة يفترض ألا تصدقي هذه الأشياء .
قالت : أتعلمين أن زوجها بعد أن تزوج عليها أصابه مرض , لم يترك طبيبا إلا زاره , ولم يعرفوا له تشخيصا حتى مات !

لمست في حديثها تحاملا على تلك المرأة .
فقلت لها : دع الخلق للخالق .
قالت : لكنها لم تدع الخلق للخالق , ألا تذكرين زوج ابنتها كيف طلق زوجته الصغيرة التي تزوجها عن حب على ابنتها من غير سبب واضح , وكيف كان حاله وحالها عند الفراق .
قلت : أعتقد أنك تظلميها , ما هذه إلا وساوس وأوهام , وهي مثل أمي , ولا يرضيني بهتانك لها .

غضبت مني , التزمت الصمت , نهضت من مكانها , ارتدت عباءتها , اتجهت إلى الباب , توقفت فجأة , التفتت إلي ,
وقالت : زوجك وقف معي , ورفض إرجاعي لابنها , وعندما حضر لمنزلنا مع أمه , وحاول أخذي بالقوة , ضربه أمامها , فتوعدته بقولها :

لن أتركك والله تسعد بزوجة , وأظنها صدقت !





...

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

الـركـــن الأدبـــــي

 
 
قديم 10-03-2021, 09:07 AM
  المشاركه #2
عضو هوامير المؤسس
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 20,877
 



الله يعطيك العافية ويبارك فيك








الكلمات الدلالية (Tags)

العجائز



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



01:44 AM