من قصص الغربة
دب خلاف في ساعة متأخرة من الليل في ركن قرية يعيش أهلها على بيع الحطب والماشية ، حيث البقاء طوال النهار في الجبال .. "!؟ ..
شوارعها صغيرة ذات أتربة متعرجة أشبه بالأودية الميتة . تحتها كنوز من الماس الغير مكتشف .
بعض المارة يسحبون تنكات من الديزل والقاز .. لكي يعيشون ويصنعون حياتهم وغذائهم "
لم يثنيني ذلك الموقف عن سرد قصة مشاجرة الظلام ، وكيف جعلتني لحظة القدر أن أكون قريب من ذلك الكشك الصغير حيث تقبع سيارة نصف نقل مهترئة عليها نصف هيكل حديدي ..
ويوجد خمسة رجال سود يرفعون أصواتهم وبعض منهم يقوم بأنزال صناديق البيبسي والميرندا الزجاجية .. أمام المحل الصغير .
كان الظلام حالك للغاية ولا أرى إلا لمبة صفراء تلعب بها الريح خارج الكشك .. وبعضاٌ من حزم الموز مربوطة بحبل لا يتعدى نصف المتر .
نزلت بعض الصناديق وزاد الخلاف بينهم بلغتهم الأفريقية لا أعلم عن ماذا يتحدثون "!
إلا أني أدركت أن المعركة ستحدث بينهم وبالفعل عيونهم بدأت تلمع بالشر حيث قام أحدهم برشق الأوسط صاحب المحل الذي يرتدي قميصاً أزرق باهت وبنطلون أخضر رياضي قديم ..بزجاجة البيبسي أصابت كتفه بإصابة مؤثرة .
صعد صاحب السيارة وعيناه تتوسع من الغضب أخذ عصا غليظة وفر البقية في ظلمة الليل والغبار معاً " يبحثون عن أسلحه ابتعدت عنهم وأنا أشاهد واسمع صوت فرقعة القوارير والحزن ينتابني بأن معادلتهم بسيطة وخلافهم كان من أجل حفنة من المال "!؟
أشتد صوت صياح واحداً منهم ولربما غرز زجاجه في جمجمة الأخر وفارق الحياة ..
لذلك حينما أروي لكم هذه القصة بموقف عابر تكون العبرة بفاصل الدهشة وكيف يحكم بنا العقل .
( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )