logo

قديم 01-08-2019, 09:19 PM
  المشاركه #649
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 3,083
 



لا حظت كما لاحظ غيري وجود بعض الأعضاء المخربين لموضوع العضو المميز عاشق القمراء ، ومحاولة تخريبة وحرف مساره ، والأصرار على ذلك ، وهدفهم الذي يسعون إلى تحقيقه هو أغلاق الموضوع ، حسداً من عند أنفسهم تجاه كاتبه ، وقد توقف العضو المميز عاشق القمراء ، عن إيظافة مزيد من القصص نتيجة مايتلقاه من مضايقه متعمده منهم.

ونظراً لأن هذا الموضوع من أميز المواضيع التي قد أطلعت عليها في منتدانا الشامخ وهو من المواضيع المسلية والمفيدة ، وله مئات المتابعين والمتشوقين لقصصه ولما يُكتب فيه من قصص جديدة مفيده ، فقد أحببت أن أضيف إلى هذا العِقد الفريد ، قصة جديدة ، وأمل أن تنال إستحسان متابعيه .

هذه قصة حصلت على واحد من جماعتنا ويخبرني بها شخصياً ، وأحببت أن أشارك بها في هذا الموضوع الفريد الشيق ، وأضيفها إليها.

يقول لنا ذلك الرجل : الذي قد تجاوز عمره السبعين عاماً ، وهو يحدثنا في أحد مجالس الرجال الكرام الحشام ، في إستراحته في أحدى القرى الزراعية ، ونحن في ليلة شتوية باردة ، تدفينا فيها نار حطبنا الجزل في ضخامته ، وجزالة قصص وعلوم من فيه من الرجال.

يقول لنا :

قبل حوالي خمسين عاماً ، وعند ماكنت شاب ، كنت من هواة الصيد والين به ، وكنت أبحث عنه في أعالي الجبال ، فأنا من هواة صيد الوبارة ، والحجل ، والقهد ، والضباء ، وهي من الصيد الحذر ، التي يتطلب لمن يصيدها أن يتحلى بالصبر وبالقوة الجسدية وباللياقة البدنية.

وكانت قريتنا في وادي عظيم ، يقع في كنف أحد الجبال الشاهقة الوعرة .

وقد حصلتْ لي هذه القصة ونحن في فصل الصيف ، حيث كان يوجد في أعلى ذلك الجبل غدير ماء قد نضب منه الكثير ، ولم يتبقى فيه الاّ ماء قليل قد أختلطت به الطحالب وريش الطيور ، وقد كانت ترد على ذلك الغدير الطيور وبعض من الغزلان في النادر ، حيث أنها ترد عليه في الغالب في الصباح الباكر ، أو قبيل غروب الشمس ، وكان النهار حارحتى في أعالي الجبال ، والشمس أشعتها تتلهب ، والصيد يحتاج إلى شرب الماء وكانوا الصيادين في ذلك الوقت من ديرتنا قليلين ، والجبال خالية ومخيفة ولا يستطيع أحد أن يبقاء في أعاليها بعد غروب الشمس والمبيت فيها حتى الصباح لإقتناص الغزلان أثناء ورودها على ذلك العِد.

نظرا، لأن تلك الجبال تتواجد فيها الذئاب والنمور والضباع ، وغيرها من الحيونات المتوحشة.

وكانت توجد لدي نوعين من البنادق ، وهي : بندق سوجن ( رش ) وبندق بلجيكي ( أم خمس ) وفي أحد الأيام ؛ وبعد صلاة الفجر ، أخذت بندقي البلجيكي (أم خمس) وتحزمت بحزام الرصاص الذي يحتوي على مائة طلقة ، وأخذت سكيني ، وطلعت مع ذلك الجبل ، وقد عقدت العزم بأن أبحث في ذاك اليوم عن الوبارة ، أو أبقاء حتى حلول المساء في أعالي الجبال ، وأتمترس بمترس قريب من الماء ، وأنتظر ورود الغزلان عليه .

وقد تسلقت ذلك الجبل الوعر ولم أحظى بأي صيد من الوبارة حتى
وصلت إلى الغدير بعد صلاة الظهر ، وكانت معي قربة ماء صغيرة ، وقد شربت أكثر من نصفها ، وما أن وصلت إلى موقع الغدير الاّ بشق الأنفس وقد أخذ مني التعب ماخذه ، فتوضيت وصليت صلاة الظهر، وجلست في داخل غار لأستظل به من حرارة الشمس بجوار الماء حتى قبل صلاة العصر ، وهو وقت ورود الصيد على الماء ، وصليت صلاة العصر ثم قمت وبيت لي مترس بعيد عن الماء ، وهو عبارة عن مجموعة من الصخور ، ووضعت عليها أغصان أشجار، وجعلت فوهت البندق بأتجاه الماء.

وتمترست بداخله ، وجلست أنتظر ورود الغزلان عليه ، وقد طال أنتظاري ، ومللت من طول الجلوس داخل المترس ، وقد أتجهت الشمس للغروب ، وأظلمت شعاب الجبال ، وأقلقتني نفسي بتحفيزي على الخروج وعدم المكوث في هذا المكان الموحش وقدهممت بالخروج من المترس ، وإذا بصوت صخور تنجرف من أحد المنحدرات الصخرية في أعلى المكان الذي أتمترس بداخله.

فنظرت من خلال فتحته صغيرة في المترس جهة الصوت ، وإذا بغزالة ومعها غزالين صغيرين يتبعونها وهي تتجه جهة الماء .

فأستدرت جهت الماء ووجهت بندقي جهته وأنا في إنتظار أن تصله الغزالة وتكون في مرمى بندقي……

يتبع




 
 
قديم 05-12-2019, 10:06 PM
  المشاركه #650
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 8,576
 



كمل لنا القصة ياصاحب الفضيلة .





قديم 05-12-2019, 10:34 PM
  المشاركه #651
عضو هوامير المؤسس
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 1,638
 



بس ؟

هههههه

الحمدلله ع السلامه




قديم 05-12-2019, 10:44 PM
  المشاركه #652
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 8,576
 



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادين
بس ؟

هههههه

الحمدلله ع السلامه
الله يسلمك ، وياهلا ومرحبا تراحيب المسافر في الليلة الظلماء بطلوع القمراء .

إذا تريدن قصة ، أبشري ، فيه قصص مرعبة ، وفيه قصص منوعة .




قديم 07-12-2019, 06:54 AM
  المشاركه #653
ابو ياسر
رئيس فريق المراقبة
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 43,260
 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و ننتظر منكم المزيد من القصص الجميلة




.




كلام جميل للصحابي معاذ بن جبل رضي الله عن كيفية النجاة من الفتن يقول فيه

(( ليتني أعرف أقواما من اهل ذلك الزمان (( يقصد آخر الزمان ووقت الفتن )) لأخبرهم كيف ينجون من الفتن وعندما سئل عن ذلك أجاب ببساطة
إن ما أنت عليه هو الصواب والقادم عليك فتنة فتمسك بما انت عليه وأترك القادم إليك وتجنبه فهو الفتنة

هذا مجمل كلامه رضي الله عنه وفيه النجاة بعد الله من الفتن ))
قديم 07-12-2019, 11:29 PM
  المشاركه #654
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 8,576
 



وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله أخوي أبو ياسر :

أبشر بالسعد وبصادق الوعد .

هذه قصة حدثت لي ولخوياي قبل عدة سنوات ، كنا طالعين في رحلة مقناص للشمال ، وكان الوقت شتاء ، والبرد شديد ، وكنا معزبين في وادي بين جبال ، وفي أحدى الليالي الباردة ، وبعدما سمرنا الى تالي الليل ، داهمنا النوم ، ونمنا في داخل الخيمة ، وكانت نارنا مشلوبة خارج الخيمة وحاطين فيها حطب جزل ، وبنادقنا في سيارتنا ومقفلين علاها السيارات ؛ وهابة علانا هبوب شمالية شرقية باردة .

وكان فراشي مواجه لباب الخيمة وورى باب الخيمة النار مشبوبة وفيها جمر ولهب خفيف مضوي المكان القريب من النار ، وتضوي داخل الخيمة ، وصحيت من النوم آخر الليل ، ووقع نظري على النار، الاّ واشوف رجال جالس بجنب النار لابس فروة طفيلية ؛ وكان شكله يشبه لواحد من خويانا ، وقمت جالس من على فراشي ، ولكنه لاحظني وقت ما رميت البطانية عني وجلست ، وقام واقف ، واتجه جهة احدى سيارتنا وهو يمشي ببطء .

وعندما قمت هرب بسرعة حتى اختفى عني في ظلام. الليل ، وناديت بأسم خويي الذي كنت أشك أنه هو ، وإذا بخويي يقوم من نومه مفجوع ويقول لي : أيش فيك ، وقاموا كل خوينا ، وأخبرتهم بالحاصل ، وطلعنا برى الخيمة وكانت معانا كشافات قوية ، وضوينا بها حول السيارات وماشفنا أحي مخلوق .

وأحترنا في معرفة من يكون هذا المخلوق الذي كان يتصلى بالنار ، هل هو أنسان أم جان ، وإذا كان رجل من الأنس ، فما هو سبب وجوده عند النار، وهل هو عابر سبيل ، أو لص .

وبعدما طلعت الشمس وأصبح الصباح ، واتضحت الرؤياء ، قصينا الآثر حول سيارتنا وخيمتنا ، ووجدنا أثر لحذا تختلف دعستها عن دعست أحذيتنا ، ولكن لا نعلم من يكون ذلك الشخص ، وقد بحثنا في ذلك اليوم عن ناس في تلك الديرة الخالية ولم نرى أي أنسان ، ولا أثر لإقامة أحد في تلك المنطقة .

لمن لا يعرف الفروة الطفيلية ، هذه صورتها :

رد: كل واحد يجيب لنا قصة مرعبة حقيقية حصلت له




قديم 07-12-2019, 11:59 PM
  المشاركه #655
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 27,939
 



( ومقفلين علاها السيارات ؛ وهابة علانا هبوب شمالية )

اعجبتني علاها في هاتين الجملتين ...!

والقصة بشكل عام جيدة وفيها خيال وكما يقال
سوالف بدو على جال نارهم .




...




قديم 09-12-2019, 07:29 PM
  المشاركه #656
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 8,576
 



أنتظروا مني المزيد من القصص المرعبة أن شاء الله في إجازة مابين الفصلين المقبلة ، فسوف نقوم برحلة برية إلى مناطق وعرة يسكنها شيبان قد عاصروا الصعاب ومواجهة الجن والذئاب ، وسوف أستجلب لكم منهم قصصهم المرعبة التي لم تسمعونا ولم تقروءها قط ، بشرط أن تشعلون الموضوع بردودكم المشجعة لمزيد من القصص .





قديم 11-12-2019, 01:23 AM
  المشاركه #657
ابو ياسر
رئيس فريق المراقبة
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 43,260
 



بارك الله فيك والبر لا تنتهي عجائبه



كلام جميل للصحابي معاذ بن جبل رضي الله عن كيفية النجاة من الفتن يقول فيه

(( ليتني أعرف أقواما من اهل ذلك الزمان (( يقصد آخر الزمان ووقت الفتن )) لأخبرهم كيف ينجون من الفتن وعندما سئل عن ذلك أجاب ببساطة
إن ما أنت عليه هو الصواب والقادم عليك فتنة فتمسك بما انت عليه وأترك القادم إليك وتجنبه فهو الفتنة

هذا مجمل كلامه رضي الله عنه وفيه النجاة بعد الله من الفتن ))
قديم 11-12-2019, 01:27 AM
  المشاركه #658
عضو موقوف
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 3,272
 



فيه قصص مخيفه واحيانا اشك انها حلم أو تخيلات
بس تأكد لي أختي وتكمل السرد أتاكد أنها واقع
في الطفوله ياما تعرضنا لتحرش والله حفظنا




قديم 19-12-2019, 07:27 PM
  المشاركه #659
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 8,576
 



جبران رجل فقير يعيش في قرية زراعية أغلب زراعة أهلها النخيل ، و تلك القرية الصغيرة تقع في وادي خصب التربة ، أرضه زراعية وموارد الماء فيها رهية .
رد: كل واحد يجيب لنا قصة مرعبة حقيقية حصلت له
وتحيط بها جبال شاهقة يوجد بها كهوف مخيفة ، ولم يتمكن أي انسان من الوصول إليها أوسبر أغوارها، ويتردد بين سكان تلك القرية كلام كثير وخطير عن تلك الكهوف وأنه يعيش في داخلها وحوش ضارية وارواح شريرة .
ويتركز الخوف والتحذير لرعيان الحلال من الذهاب لأحد الجبال الشاهقة حيث تتكون قمته من صخرة عظيمة يزيد ارتفاعها عن 100 متر ، ملساء الجوانب من جميع الجهات ومن المستحيل أن يستطيع أي أنسان أن يستلق تلك الصخرة والوصول إلى أعلاها وتوجد فيهاعدة الكهوف .
رد: كل واحد يجيب لنا قصة مرعبة حقيقية حصلت له
وفي أيام الشتاء والربيع يغطي الضباب الكثيف تلك القمة ، وتختفي عن عيون عيون أهل القرية بين الضباب ، وتنمو في صخورها بعض الأشجار الغريبة ، التي يكسو اوراقها اللون الأخضر طوال أيام العام ، ومن يقترب من اسفل تلك الصخرة يشاهد أثار للماء في الصدوع المنتشرة في جوانبها ، وقد استوطنت تلك الصدوع طيور النسور الضخمة ، وطيور الرخم ، التي قد صبغت الصخور السوداء بأثار مخلفاتها ، حتى صبغتها باللون الأبيض ، ويطلق أهل القرية على تلك النسور الجارحة ، أسم الرخم لأنها مخلفاتها تصبغ مكان أقامتها بلون ابيض يشبه لون الرخام الأبيض.

وجبران متزوج من امرأه أسمها الجوزاء ، وهما في الثلاثينات من عمريهما ، الاّ أن جور الأيام القاسية وشضف العيش الشحيح وهم الحال والعيال قد أثقل كاهليما وغير من ملامحهما ، وقد ضاعفت هموهم المحمولة على كاهليهما وبوسهم وقلة معيشتهما ومصدر رزقهم من سنين عمريهما ، فمن يراهما يظن بأنهما قد تجاوزا الخمسين عام من العمر ، فأجسامها نحيلة وقد كساها الشحوب والسواد ، وخالط سواد شعرهما البياض ، فظهورهما منحنية ، فهم لحمل الأثقال مطية ، وحمالين للأسية ، حيث يعمل جبران حمال لأكياس التمور الضخمة التي يتزودون بها أصحاب القوافل من المتسوقين من سوق القرية ، مقابل دراهم معدودة ، أو قليل من التمور ، بينما تعمل زوجته الجوزاء في روي قرب أهل القرية الضخمة وتزويدهم بها مملوة بالماء العذب من الأبار البعيدة عن بيوت أهل القرية ، مقابل قطع من القماش أو نوع من الحلي التقليدية .

وقد رزقهم الله ببنتين وولد ، وقد اطلقوا على أبنهم أسم كتّاب ، تيمناً بأن يكون أبنهم من أبناء أهل القرية الكُتاب الذين يتعلمون الكتابة والقراءة ، حيث لا توجد في تلك القرية في ذلك الزمن مدارس ، وإنما يوجد رجل يصلي بالناس في مسجد القرية ويعرف القراءة والكتابة ، ويتعلم على يده القليل من أبناء القرية القراءة والكتابة.

وأما أخوات كتّاب مها ، والجازية ، فمها عمرها تسع سنوات والجازية خمس سنوات ، وأما كتّاب فعمره ثلاث سنوات ، وكان لجبران وزوجته قليل من الأغنام يقتاتون على حليبها ولبنها.

وتقوم مها برعيها في ضواحي القرية القريبة ، وأما الجازية فتبقى في بيتهم مع أخوها كتّاب ، ولكن الجازية رغبت في أحد الأيام أن تلحق بمها عند الغنم ، وتركت أخوها لوحده في البيت ………



تتبع ……




قديم 19-12-2019, 10:58 PM
  المشاركه #660
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 8,576
 



( 2 )

كان وقت ترك الجازية لإخيها قبل حلول المساء ، فقد شاهدت أختها مها وهي عائدة بالغنم من المرعى ، فأسرعت إليها لتلعب معها وتركت أخوها وحيداً في البيت ، وفي ذلك المساء المشئوم قد تأخر والد ووالدة الطفل عن العودة قبل غروب الشمس ، وعندما تركت الجازية أخوها وغادرت بيت أهلها كانت نظرات كّتاب تلاحق أخته حتى أختفت خلف أحد الكثبان الرملية ، فنهض مسرعاً للحاق بها ، ولكن عندما وصل إلى المكان الذي أختفت خلفه عن ناظريه لم يجدها ، وكانت الشمس قد أوشكت على الغروب ، والغسق قد لف القرية بردائه ، وكانت تلك الليلة من ليال الشتاء الباردة ، والرياح عاصفة ، فجلس الطفل مكانه على أمل منه بأن ترجع له أخته ، وعندما تأخرت عليه وأحس بالبرد وأظلم عليه الليل قام من مكانه وذهب هائماً على وجهه.

رجعت مها وأختها الجازية للمنزل قبل غروب الشمس بلحظات فلم يجدن أخوهما ، وقد أرتبكتا وبكتا ووقفتا حائرتين مفجوعتين ، وما هي الاّ لحظات حتى رجعا والدهم ووالدهتهما من أشغالهم الشاقة بعد غروب الشمس ، ليتنسفوا من عناء يومهم الصعداء ويجتمعون مع صغارهم سعداء ، وإذا بهم يجدون ماهو أشق من شقاءهم ، شقاً لا ينرقع وهم ووجع ، فقد أخبرتهما بنتيهما بأن كّتاب قد ضاع ، وربما يكون عشاء للذئاب أو للضباع ، فصاح جبران بأعلى صوته صياح من قد دناء منه موته ، وتردد صداء صوته الحزين بين الجبال حتى حزن من حزنه نسيم المساء ، وفزعوا الرجال والنساء سواء ، فقد أيقنوا بأن صياح جبران فيه ريبة وربما قد أصابته مصيبة.

تجمعوا أهل القرية وكل الجيران عند بيت جبران ، وجمعوا الحطب وأشعلوا النيران ، وكان الظلام حالك ، وكل واحد منهم أخذ معه شهاب من نار يستنير به في طريقه ، وهم على يقين بأن الطفل لن يكون بعيد عن بيت والديه ، ومن السهولة العثور عليه .

فداروا حول بيت جبران ، وتفرقوا وهم تكسوهم الأحزان بسوادها وبحثوا عنه في كل مكان ، ولم يجدوا له أثر.

وبعد ما لحقهم العناء تجمعوا في الخلاء وأرادوا أن يشعلوا نارهم ليتدفوا من برد الشتاء القارس ، وكان تجمعهم بجوار شجرة من الغرقد ، وهي شجرة محببة للجان ولليهود وللكلاب السود ، ورموا في تلك العوشزة شهاب به ناراً ملتهبة لكي يتدفوا بنارها ، وعندما أشتعلت النار في العوشزة ، سمعوا لها طقطقة وصرقعة وفرقعة ، ثم اشتعلت النار فيها بسرعة فسمعوا ضحكة امرأة وكأنها تطير في الفضاء وهي تضحك عدة مرات متتالية ويبتعدعنهم صوتها في السماء ، وكانت قلوبهم من الخوف ترتعد ، وكاد الدم في عروقهم يتجمد .

فسموا بالله الرحمن الرحيم ، ولكن لم يهداء لهم بال ولا حال وقد أستمروا في البحث عن الطفل طوال الليل حتى طلع عليهم نور الصباح ، وأطفي كل مصباح ، وسكتوا عن الصياح وبدواء النساء في النياح .
وأستمروا والدا كتّاب وأهل القرية في البحث عنه في كل مكان ، ولكن لم يجدوا له أثر ولم يجدوا عنه خبر، حتى كاد يغلبهم اليقين بأنه قد أكلته السباع بعد الضياع ، ولكن والديه واختيه يتزايد حزنهم على فراقه يوم بعد يوم ، وقد أثقلت قلوبهم الهموم ، وطار من أعينهم النوم ، فكانت الأحلام المزعجة تطير النوم من غفوة أعينهم ، وقد توقف جبران والجوزاء عن مزاولة أعمالهم فقد قطع ضياع أبنهم حبال أمالهم ، ولكن أهل القرية لم ينسوهم من المعروف والمصروف وإعانتهم على الصروف .

وأستمرت رحاء الأيام تدور على جبران وزوجته وأبنتيه عدة سنوات ، وهم أحياء مثل الأموات .

وبعد عدة سنوات بداء أهل القرية يتحدثون عن أحداث عجيبة وأمور مريبة تتكرر على فترات ، حيث يفقدون ملابس لأطفالهم ، حيث أن الملابس في ذلك الزمن قليلة وفقدانها من السهل معرفته لقلة عددها ، وقد تحدث صاحب الدكان الوحيد في القرية ، بأنه قد فقد من الثياب التي يبيعها ثوب ، وكان لديه شك في فقدان ذلك الثوب ، ولكن بسبب تكرار احداث فقدان الملابس والملاحف والمفارش من البيوت ، شك في أن ذلك الثوب قد سرقه سارق ، ولكن الشيء الغريب والعجيب كيف دخل السارق في الدكان بدون كسر الباب ، ومن يكون السارق ، ولماذا سرق ثوب طفل في السابعة من العمر ، فأهل القرية معروفين ولا أحد منهم يشك في أمانته.

وبعد عشر سنوات من ضياع كتّاب وتكرار أختفاء الملابس ، وفي أحد الليالي الحالكة الظلام شديدة البرد ، شاهد رجل من أهل القرية نار مشتعلة وضؤها يتوقد في جبل قريب من القرية ، وكان يظن بأن أحد سكان القرية هو من أشعل تلك النار ، فمكان النار ليس على طريق أهل الأسفار ، ولكن بعد التقصي والسؤال لم يكن هناك أي أحد من أهل القرية قد أخبرهم بأنه قد. أشعل تلك النار في ذلك المكان .

وقد صاروا أهل القرية في كل ليل يناظرون جهة الجبال ، لربما يرون تلك النار وتكون بمثابة خيط أمل لهم يدلهم على كتّاب بعد ذلك الغياب ففراقه قد أدمى الألباب ، وقد مضى على غيابة سبع سنوات ولا يعرف مصيره هل هو حي مع الحيين أم ميت مع الأموات .

وفي أحدى الليال شاهد أحد سكان القرية ، النار مشتعلة في المكان الذي كانت قد رؤوها أُشعلت فيه ، فنادى على أهل القرية وتجمعوا ، وقرروا الذهاب لمكان النار، لمعرفة من هو الذي يشعلها ، وذهبوا لمكان النار مسرعين ، ولكن عندما بدواء يصعدون الجبل ، وإذا بعدة نيران قد أُشعلت في أماكن متفرقة من الجبال ، وكلما أقتربوا من أحدى تلك النيران المتوهجة تنطفي ولا يجدون لها أثر ……


يتبع ……

إذا لم آرى تفاعل مع القصة سوف أتوقف عند هذه الحلقة.







الكلمات الدلالية (Tags)

لنا

,

له

,

مرعبة

,

واحد

,

يجيب

,

حصلت

,

حقيقية

,

كل



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



02:37 AM