لما أناخوا قُبيل الصبح عيسهمُ
وحملوها وسارت بالهوى الإبل
فأرسَلت من خلال السِجف ناظرها
ترنو إليَّ ودمع العين ينهملُ
وودّعت ببنان خلته علم
ناديت لا حملت رجلاك يا جملُ
يا حادي العيس عرِّجْ كي أودعهم
يا حادي العيس في ترحالك الأجلُ
ويلي من البين ماذا حلَّ بي وبها
من نازل البين حل البين وارتحلوا
إني على العهد لم أنقضْ مودتهم
يا ليت شعري بطول العهد ما فعلوا
لمّا علمت بأن القوم قد رحلوا
وراهب الدير بالناقوس منشغلُ
يا راهب الدير بالإنجيل تخبرني
عن الخيام اللواتي ها هنا نزلوا
فحنّ لي وبكى وأنّ لي وشكى
وقال لي يا فتى ضاقت بك الحيلُ
إن البدور اللواتي جئت تطلبها
بالأمس كانت هنا واليوم قد رحلوا
شبَكت عَشري على رأسي وقلت له
يا حادي العيس لا سارت بك الإبلُ
ليت المطايا التي سارت بهم ضلعت
يوم الرحيل فلا يبقى لهم جملُ
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا ................................