logo



قديم 30-06-2018, 05:45 PM
  المشاركه #1
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 10,080
 



بسم الله الرحمن الرحيم

مشروع رآئع بفكرة جميلة جدا
برنامج الصدقة اليومية

المشروع برعاية المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالعويقيلة

الهدف من المشروع أن يشملك هذا الحديث
قال نبينا صلى الله عليه وسلم ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعطِ منفِقًا خلفًا، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكًا تلفًا ) متفق عليه

الفكرة أن تتبرع ب 360 ريال لمرة واحدة ومكتب الجاليات يخرج عنك كل يوم ريال صدقة في وقف المكتب طوال السنة فتصبح تبرعت لسنة كاملة كل يوم بريال واحد ولايفوت يوم الا وأنت متصدق ويشملك دعاء الملائكة

أو أن تتبرع ب 30 ريال لمرة واحدة ومكتب الجاليات يخرج عنك كل يوم ريال صدقة في وقف المكتب لمدة شهر كامل فتصبح تبرعت لشهر كامل كل يوم بريال واحد ولايفوت يوم الا وأنت متصدق ويشملك دعاء الملائكة

كن شريكاً معهم في هداية الناس
لتكون لك الحسنات الجارية في الحياة وبعد الممات
وليكون لك صدقة كل يوم وتدعو لك الملائكة صبيحة كل يوم فهي فرصة لاتتكرر

هل تريد صدقة خفية لايراك فيها أحد لتكون في ظل الرحمن يوم لاظل الا ظله (صورة)

لايفوتك ان يكون لك سهم ووالديك وكل من هو غالي ويعز عليك

الصدقة لمدة شهر كامل ب 30 ريال
الصدقة لمدة سنة كاملة ب 360 ريال

وبإمكانك أن تشارك بأكثر من سهم

فلو شاركت ب 360 ريال سيخرجون عنك 1 ريال يوميا طوال السنة
ولو شاركت ب 720 ريال سيخرجون عنك 2 ريال يوميا طوال السنة
ولو شاركت ب 1080 ريال سيخرجون عنك 3 ريال يوميا طوال السنة
ولو شاركت ب 3600 ريال فسيخرجون عنك 10 ريال يوميا لمدة سنة

وهكذا
حيث بإمكانك مضاعفة المبلغ كما تحب

للاتصال والأستفسار/
جوال / 0554534565
جوال / 0507480090

رقم حساب المشروع في الراجحي (حساب رسمي وسيخرج لك اسم مكتب الجاليات على شاشة الصراف)
169608010377361

هل تريد صدقة خفية لايراك فيها أحد لتكون في ظل الرحمن يوم لاظل الا ظله (صورة)

رقم الآيبان للتحويل من جميع البنوك
80000169608010377361

رقم حساب الأهلي للمشروع (حساب رسمي وسيخرج لك اسم مكتب الجاليات على شاشة الصراف)
41656248000110

رقم حساب البلاد للمشروع (حساب رسمي وسيخرج لك اسم مكتب الجاليات على شاشة الصراف)
999300001840016

ملاحظة مهمة جداً / بعد الإيداع نرجو إرسال رسالة للجوال 0554534565 ويوضح فيها المبلغ ونوع المشروع (الصدقة اليومية) ليخصص تبرعك للمشروع

أخواني أرجو نشر الموضوع في القروبات فالدال على الخير كفاعله وهذه تجارة رابحة مع الله فأين المشمر

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

ساحات الهوامير المفتوحة

 
 
قديم 30-06-2018, 05:45 PM
  المشاركه #2
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 10,080
 



الصدقة فضائلها وأنواعها
علي بن محمد الدهامي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

قال الله تعالى آمراً نبيه : قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ [إبراهيم:31]. ويقول جل وعلا: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ... [البقرة:195]. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم [البقرة:254]. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ [البقرة:267]. وقال سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن:16].

ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله : { ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة } [في الصحيحين]. والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: ( ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم ) [صحيح الترغيب].

فضائل وفوائد الصدقة
أولاً: أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله : { إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى } [صحيح الترغيب].

ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله : { والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار } [صحيح الترغيب].

ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله : { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة }.

رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يُقضى بين الناس }. قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة )، قد ذكر النبي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: { رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } [في الصحيحين].

خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله : { داووا مرضاكم بالصدقة }. يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) [صحيح الترغيب].

سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه: { إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم } [رواه أحمد].

سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم ) [صحيح الجامع] فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه.

ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92].

تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول : { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً } [في الصحيحين].

عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي عن ذلك بقوله: { ما نقصت صدقة من مال } [في صحيح مسلم].

الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ [البقرة:272]. ولما سأل النبي عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: { بقي كلها غير كتفها } [في صحيح مسلم].

الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد:18]. وقوله سبحانه: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة:245].

الثالث عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان } قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: { نعم وأرجو أن تكون منهم } [في الصحيحين].

الرابع عشر: أنها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أصبح منكم اليوم صائماً؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ } قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله : { ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة } [رواه مسلم].

الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع [في الصحيحين] ( فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ [الحشر:9].

السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله : { إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. } الحديث.

السابع عشر: أنَّ النبَّي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله : { لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار }، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله.

الثامن عشر: أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ [التوبة:111].

التاسع عشر: أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله : { والصدقة برهان } [رواه مسلم].

العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي يوصي التَّجار بقوله: { يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة } [رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع].

أفضل الصدقات
الأول: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول جل وعلا: إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ [البقرة:271]، ( فأخبر أنَّ إعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهلرها وإعلانها، وتأمَّل تقييده تعالى الإخفاء بإتيان الفقراء خاصة ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة ما لا يمكن إخفاؤه كتجهيز جيشٍ، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأمَّا إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد، والستر عليه، وعدم تخجيله بين النَّاس وإقامته مقام الفضيحة، وأن يرى الناس أن يده هي اليد السفلى، وأنَّه لا شيء له، فيزهدون في معاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائدٌ من الإحسان إليه بمجرد الصدقة مع تضمنه الإخلاص، وعدم المراءاة، وطلبهم المحمدة من الناس. وكان إخفاؤها للفقير خيراً من إظهارها بين الناس، ومن هذا مدح النبي صدقة السَّر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنَّه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة، ولهذا جعله سبحانه خيراً للمنفق وأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته [طريق الهجرتين].

الثانية: الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله : { أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا } [في الصحيحين].

الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله عز وجل: وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ [البقرة:219]، وقوله : { لا صدقة إلا عن ظهر غنى... }، وفي رواية: { وخير الصدقة ظهر غنى } [كلا الروايتين في البخاري].

الرابعة: بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ لقوله : { أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول } [رواه أبو داود]، وقال : { سبق درهم مائة ألف درهم }، قالوا: وكيف؟! قال: { كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها } [رواه النسائي، صحيح الجامع]، قال البغوي رحمه الله: ( والإختيار للرجل أن يتصدق بالفضل من ماله، ويستبقي لنفسه قوتاً لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وربما يلحقه الندم على ما فعل، فيبطل به أجره، ويبقى كلاً على الناس، ولم ينكر النبي على أبي بكر خروجه من ماله أجمع، لَّما علم من قوة يقينه وصحة توكله، فلم يخف عليه الفتنة، كما خافها على غيره، أما من تصدق وأهله محتاجون إليه أو عليه دين فليس له ذلك، وأداء الدين والإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون معروفاً بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة كفعل أبي بكر، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، فأثنى الله عليهم بقوله وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر:9] وهي الحاجة والفقر [شرح السنة].

الخامسة: الإنفاق على الأولاد كما في قوله : { الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة } [في الصحيحين]، وقوله : { أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبةٍ، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك } [رواه مسلم].

السادسة: الصدقة على القريب، كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّبٍ. قال أنس: ( فلما أنزلت هذه الآية: لَن تَنَالُواْ البِر حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92]. قام أبو طلحة إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إنَّ الله يقول في كتابه لَن تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله : { بخ بخ مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين }. فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه [في الصحيحين].

وقال : { الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة } [رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]، وأخصُّ الأقارب - بعد من تلزمه نفقتهم - اثنان:

الأول: اليتيم؛ لقوله جلَّ وعلا: فَلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ (11) وَمَا أدرَاكَ مَا العَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَو إِطعَامٌ فِى يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقرَبَةٍ (15) أَو مِسكِيناً ذَا مَتْرَبةَ [البلد:11-16]. والمسغبة: الجوع والشِّدة.

الثاني: القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال : { أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح } [رواه أحمد وأبو داود والترمذي صحيح الجامع].

السابعة: الصَّدقة على الجار؛ فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله: وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ [النساء:36] وأوصى النبي أبا ذر بقوله: { وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها } [رواه مسلم].

الثامنة: الصدقة على الصاحب والصديق في سبيل الله؛ لقوله : { أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل } [رواه مسلم].

التاسعة: النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهاداً للكفار أو المنافقين، فإنه من أعظم ما بُذلت فيه الأموال؛ فإن الله أمر بذلك في غير ما موضع من كتابه، وقدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قوله سبحانه: انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْبِأَموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [التوبة:41]، وقال سبحانه مبيناً صفات المؤمنين الكُمَّل الذين وصفهم بالصدق إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَم يَرتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15]، وأثنى سبحانه وتعالى على رسوله وأصحابه رضوان الله عليهم بذلك في قوله: لَكِنَ الرَّسُولُ وَالذَّينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوزُ العَظِيمُ [التوبة:89،88]، ويقول عليه الصلاة والسلام: { أفضل الصدقات ظلُّ فسطاطٍ في سبيل الله عز وجل أو منحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله } [رواه أحمد والترمذي، صحيح الجامع]، وقال : { من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا } [في الصحيحين]، ولكن ليُعلم أن أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما كان في وقت الحاجة والقلة في المسلمين كما هو في وقتنا هذا، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصار للمسلمين فلا شك أن في ذلك خيراً ولكن لا يعدل الأجر في الحالة الأولى: وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد:11،10]. ( إن الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة، والأنصار قلة، وليس في الأفق ظل منفعة، ولا سلطان، ولا رخاء غير الذي ينفق، ويقاتل، والعقيدة آمنة، والأنصار كثرةٌ والنصر والغلبة والفوز قريبة المنازل، ذلك متعلق مباشرةً لله متجردٌ تجرداً كاملاً لا شبهة فيه، عميق الثقة والطمأنينة بالله وحده، بعيدٌ عن كل سبب ظاهر، وكل واقع قريب لا يجد على الخير أعواناً إلا ما يستمده مباشرةً من عقيدته، وهذا له على الخير أنصارٌ حتى حين تصح نيته ويتجرد تجرد الأوليين ) [في ظلال القرآن].

العاشرة: الصدقة الجارية: وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛ لقوله : { إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له } [رواه مسلم].

وإليك بعضاً من مجالات الصدقة الجارية التي جاء النص بها:

مجالات الصدقة الجارية
1 - سقي الماء وحفر الآبار؛ لقولة : { أفضل الصدقة سقي الماء } [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة:صحيح الجامع].

2 - إطعام الطعام؛ فإن النبي لما سُئل: أي الإسلام خير؟ قال: { تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف } [في الصحيحين].

3 - بناء المساجد؛ لقوله : { من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة } [في الصحيحين]، وعن جابر أن رسول الله قال: { من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة } [صحيح الترغيب].

4 - الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كان في حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما، فعن أبي هريرة قال: قال : { إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته } [رواه ابن ماجة:صحيح الترغيب].

ولتعلم أخي أن الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنه: ( كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان بلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) [في الصحيحين]، وكذلك الصدقة في أيام العشر من ذي الحجة، فإن النبي قال: { ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام } يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: { ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك شيء } [رواه البخاري]، وقد علمت أن الصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله.

ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون الناس في شدة وحاجة ماسة وفقر بيّن كما في قوله سبحانه: فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [البلد:11-14].

فمن نعمة الله عز وجل على العبد أن يكون ذا مال وجدة، ومن تمام نعمته عليه فيه أن يكون عوناً له على طاعة الله { فنعم المال الصالح للمرء الصالح } [رواه البخاري].

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم






قديم 30-06-2018, 05:46 PM
  المشاركه #3
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 10,080
 



دراسة الوقف في الإسلام وأهميته

الحمد لله الكريم الحنان، ذي المنّ والفضل والإحسان، الآمر بالجود والصدقة والصيام، والتكافل والإكرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الجواد المنان، البر السلام، والصلاة والسلام على خير من وقفَ وقام، عليه أفضل الصلاةِ وأتم السلام، أرسله الله تعالى نوراً وأماناً، برداً وسلاماً، وأنزل عليه الكتاب تبياناً، هدى وفرقاناً، ففتح به أعيناً عميانا، وآذاناً صمانا، وقلوباً غلفانا.

أما بعد:
فقد ظهرت الحاجة الماسة للتكافل المالي والتعاون الاجتماعي بين المسلمين في وقت مبكر من التاريخ الإسلامي، بسبب كثرة متطلبات وحاجيات الدولة الإسلامية الفتية، مقارنةً بالفقر وضيق العيش وموارد الرزق التي كان يعيشها المسلمون، خاصة في أول عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان من الطبيعيِّ العملُ على إيجاد منبع مالي يَسُدّ تلكم الحاجات، ويكفي هذه المتطلبات، التي تحتاجها الدولة عامة، وفقراء المسلمين خاصة، حتى ينصرفوا بهمّتهم إلى عبادة الإله، والجهاد في سبيل الله، وتحقيق استخلاف المسلمين على أرض الله.

ولأجل تحقيق ذلك تتابعت نزول الآيات الدالات على العمل والجِد، والتعاون بين المسلمين والتكافل بينهم، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه "من كانت له أرض فليزرعها، فإن لم يستطع أن يزرعها، فليمنحها أخاه ولا يؤاجرها إياه".

ومن أعظم الآيات الحاثة على الإنفاق، والـمُبيّنة لعظم فضلِه قولُه تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة 261].

كما عَتب الله تعالى على كلّ منْ تخلف عن الإنفاق مع قدرته عليه فقال: ﴿ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾ [الحديد].

ولقدْ أدرك المسلمون الأوّلون هذه المعاني العظيمة، لمثل هذه التوجيهات الربانية الحكيمة، فراحوا يُسارعون في الخيرات، ويستبقون في النفقات، ويتخيرون أفضلَ التكافلات، وأنفع الصدقات، فتعاونوا في بناء المساجد، وسائر المرافق، وسألوا عن أفضل التكافل.

فهذا عمر رضي الله عنه لما أصاب أرضاً بخيبر، أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها".

وهذا أبو طلحة كان أكثر أنصاري بالمدينة مالا وكان أحبّ ماله إليه بيرحاء فلما نزلت: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92]، قام أبو طلحة فقال: يا رسول الله، إن الله يقول: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها حيث أراك الله، فقال: "بخ، ذلك مال رابح أو رايح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين"، قال أبو طلحة: أفعل ذلك يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه"، وفي لفظ له قال: "إني جعلت حائطي لله، ولو استطعت أن أخفيه فما أظهر به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجعله في فقراء أهلك".

وهكذا استمر المسلمون على العمل بهذه الخصلة السّنية، الرفيعة العلية، جيلا بعد جيل، طيلة دهور عديدة وأزمنة مديدة، وتلك أوقاف الأولين باقية للآخِرين، يستفيد منها العالم الإسلامي ويستظل بظِلها في جميع مناحي الحياة الفردية والأسرية والدينية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

والأمثلةُ العملية على ذلك كثيرة جدا في التاريخ الإسلامي، يستحيل تقصيها في كتاب، لكن ما لا يُدرَك كله لا يُترك جله، ولذلك سأسعى جاهدا في هذا البحث إلى جمع أهم تلكم النماذج الوقفية عبر مراحل تاريخ الحضارة الإسلامية متتبعا التسلسل التاريخي والمنطقي، والله الموفق للصواب والهادي إلى سبيل الرشاد.

ونظرًا لأهمية الوقف في الإسلام، وكونه وسيلة ربطٍ بين التاريخ الإسلامي وحاضره، وما فيه من أرفع أنواع التعاون والتكافل بين المسلمين، والترابط فيما بينهم، مع كونه المصدر الرئيسي في تمويل العديد من المرافق الاقتصادية والاجتماعية وقطاع الخدمات وغيرها.




قديم 30-06-2018, 05:46 PM
  المشاركه #4
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 10,080
 



وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن الوقف فكان هذا رده

-----

أسأل عن الوقف، وما هو الأفضل فيه الصدقة أم الوقف؟


ما هو الأفضل الصدقة أم الوقف
هذا فيه تفصيل قد تكون الصدقة أفضل في حياة الإنسان, يقدم الخير لنفسه قبل وفاته, وقد يكون الوقف أفضل إذا كان خلفه من يحسن القيام على الوقف, ويحسن التصرف حتى تكون صدقة جارية تنفعه, والأحسن أن يجمع بين الأمرين يصدق في حياته وينفق, ويوقف ما ينفعه بعد وفاته, ويجعلها على يد الثقة الذي يضن فيه الخير, وأنه ينفذ ما يقول له؛ لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم- أمر عمر أيوقف قال تصدق بأصلها في أرض الله في خيبر تصدق بأصلها لا يباع ولا يوهب ولكن ينفق ثمره، وقال: (إذا مات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جاريه, أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعوا له) فالوقف في وجوه الخير مطلوب جيد ونافع, والصدقة في الحياة وتنجزيها نافع أيضاً, فالمسلم بجب يجمع بين هذا وهذا يصدق, أو يحسن في حياته, ويبادر في الخير, وإذا وقفاً بعد وفاته يجمع بين الحسنيين يكون الوقف في وجوه الخير وأعمال البر, كعمارة المساجد, والصدقة على الفقراء من أقاربه وغيرهم, و المحتاجين من أقاربهم وغيرهم, وإنفاق في سبيل الله, في تعليم العلم في توزيع الكتب, وشراء والمصاحف وتوزيعها, إلى غير هذا من وجوه البر ويكون على يد الثقة من أقاربه أو غيره.




قديم 30-06-2018, 05:46 PM
  المشاركه #5
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 10,080
 



وهنا شرح للشيخ محمد العريفي

عن الوقف وأهميته

https://youtu.be/835xSAHTfQE




قديم 30-06-2018, 05:46 PM
  المشاركه #6
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 10,080
 



الوقف واهميته في الاسلام للشيخ نبيل العوضي


https://youtu.be/1qHBzfuegvA


جزاه الله خيرا




قديم 30-06-2018, 05:47 PM
  المشاركه #7
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 10,080
 



الوقف في الشريعة

للشيخ سعد الخثلان

عضو هيئة كبار العلماء

https://youtu.be/e6Cu0DUEQcE




قديم 30-06-2018, 05:47 PM
  المشاركه #8
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 10,080
 



أهمية الأوقاف في المجتمع الإسلامي






مما لا شك فيه أن الأوقاف تعتبر سمة من سمات المجتمع الإسلامي ومن أبرز نظمه في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والإسهام بشكل فعال في الحياة العلمية والعملية لأبناء المجتمع.



فلذلك اهتم بها العلماء والفقهاء ووضعوا لها الأحكام التي تضبط معاملاتها بهدف المحافظة على أموالها وتنميتها واستمرارية تقديم منافعها إلى المستفيدين من ناحية، ووضع الضوابط التي تحفظ هذه الأوقاف وتصونها من طمع الطامعين من ناحية أخرى، فلذلك نمت أحكام الوقف ورسخت قواعده، وصارت متكاملة الجوانب.
والحقيقة أن الوقف كمفهوم كان معروفاً عند الأمم السابقة قبل ظهور الإسلام، حتى عند اليهود وإن لم يسمّ بهذا الاسم.


والعرب قد عرفوا الوقف قبل ظهور الإسلام، وأول وقف عرفه العرب هو الكعبة المشرفة وهي البيت العتيق الذي بناه سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل – عليهما السلام – ليكون مثابة للناس وأمناً ، قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وإسماعيل رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ، ففي رواية أن قريش لما اجتمعت لبناء الكعبة قالوا ” يا معشر قريش لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيباً، لا يدخل فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس “. فجعلوا صفة الطيب شرطاً لقبول المال وحبسه لبناء الكعبة المشرفة.


فمن هنا كانت أهمية الأوقاف في تنمية المجتمع المسلم ومؤسساته المختلفة لا يمكن إنكارها، والدليل على ذلك الأوقاف التي بقيت لنا عبر كل العصور المتعاقبة، وما أسهمت به في مجال تقديم الخدمات وسدّ حاجيات المجتمع الأساسية من تعليم وصحة وكساء وشراب ومسكن وغيرها من أساسيات الحياة الكريمة، فالأموال الوقفية بمختلف أنواعها محبوسة أصلاً لتقديم خدمات هامة لجمهور الناس، سواءً كان ذلك في شكل مؤسسات مخصصة للعبادة كالمساجد والمصليات أو مخصصة للتعليم والثقافة كالمعاهد والمدارس والكتاتيب والمكتبات أو أماكن خدمات صحية كالمستشفيات والمراكز الصحية وطرق مواصلات وشق تُرع وقنوات وحفر آبار.


وواقع الأمر أن الأوقاف لم تقف عند هذا الحد بل مثلّت حركة حضارية فاعلة لضمان الاستقلال الحركي لمؤسسات مجتمعية مختلفة سواء كان ذلك في مجال العلم والتعليم أو الإفتاء أو الضمان الاجتماعي، إذ مثلّت تلك الأوقاف مصدراً وأداة للاستقلال التمويلي عن السلطة بما يضمن حركة استمرار واستقرار لتلك المؤسسات، بل قدمت قاعدة للمؤسسات المشتركة ” المجال المشترك العام ” ونشاطها وفاعليتها، ولم يستنكف أن يؤثر في استقرار مؤسسات النفع العام حتى لو كانت هذه المؤسسات ترتبط بالسلطة، إن ما يمكن أن نؤكد عليه أن جريان الصدقة واستمرارها في النفع واستقرارها من حيث الوجود والبقاء، ظلت على عافية الكيان بتعامله (الدولة – السلطة – الأمة – العلماء – الرعية). ولعل مما يبرز أهمية الوقف ودوره في المجتمع – كنظام اجتماعي تكافلي – أنه يقوم أساساً على مبدأ القيم والأخلاق السامية التي جاء بها الإسلام وحث عليها، فهو ينظر إلى أفراد المجتمع الذين ينضوون تحت ظله بنظرة التكافل والحرص على رفاهيتهم ومتطلبات حياتهم بقطع النظر عن الاعتبارات الشخصية والنزعة المصلحية، فهو يغرس التكافل والتعاطف مع الآخرين، حتى ولو لم تكن بينهم معرفة سابقة أو علاقة شخصية، ويجسد علاقة أفراد المجتمع ببعضهم في صورة علاقة أعضاء الجسد الواحد ببعضه. يقول الرحالة ابن بطوطة في كتابه (تحفة النظار في غرائب الأمصار) “مررت يوما ببعض أزقة دمشق فرأيت بها مملوكاً صغيراً قد سقطت من يده صحفة من الفخار الصيني، وهم يسمونها الصحن، فتكسرت واجتمع عليه الناس فقال بعضهم: اجمع شقفها واحملها معك لصاحب أوقاف الأواني، فجمعها وذهب الرجل معه إليه فأراه إياها فدفع له ما اشترى به مثل ذلك الصحن. وهذا من أحسن الأعمال. فإن سيد الغلام لابد له أن يضربه على كسر الصحن أو ينهره وهو أيضا ينكسر قلبه ويتغير لأجل ذلك، فكان هذا الوقف جبراً للقلوب، جزى الله من تسامت همته في الخير إلى مثل هذا ” فالمؤسسات الوقفية قد أسهمت وبفاعلية في مختلف مناحي الحياة وساعدت أيضا في تنشيط حلقات البحث العلمي والتبادل الثقافي بين بقاع العالم الإسلامي نتيجة التيسيرات المعيشية التي وفرتها للعلماء وطلبة العلم الذين يتنقلون بين الأمصار وهم على ثقة تامة بأنهم سيجدون سبل الحياة الكريمة أينما ذهبوا.وسيجدون مصادر العلم ومنابعه الصافية، وبخاصة الكتاب الذي يُعتبر أساس العملية التعليمية،والذي لا يمكن الحصول عليه لأي أحد، فأهتم به العلماء وأهل الخير وجعلوه في دائرة الصدقة الجارية من باب ” وعلم ينتفع به “لذلك ” كثر وقف الكتب في مختلف العصور حتى أصبح في الفقه الإسلامي ما يسمى ” فقه تحبيس الكتب “، وقد أحصى ابن الجوزي عدد الكتب الموقوفة في مكتبة واحدة هي المدرسة النظامية في وقته فبلغ ستة الآف كتاب، وفي مكتبة الأزهر بلغ عدد الكتب الموقوفة ألف مصنف هي عبارة عن 19 ألف مجلد. وفي سلطنة عُمان توجد أوقاف خاصة للكتب، الهدف منها شراء الكتب ونسخها وصيانة الكتب القديمة وتجليدها, كذلك توجد أوقاف للمعلمين، يصرف من ريعها رواتب معلومة لمعلمي القرآن الكريم ومعلمي العلم الشريف، وأوقاف أخرى للمتعلمين، ومن ذلك وقفية الإمام سلطان بن سيف اليعربي – رحمه الله – في ولاية نزوى. كذلك لم يقتصر أثر الوقف على الجوانب المدنية من صحة وتعليم وضمان اجتماعي وغيرها، بل تعدى ذلك إلى النفقات العسكرية التي تثقل كاهل الدولة، فنجد أن الوقف قد تكفل بهذا النوع من النفقات من خلال وقف عقارات وأراض زراعية يُصرف ريعها للمجاهدين في سبيل الله، أو وقف الخيول وعتاد الحرب، كما ورد في صحيح البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أما خالد، فإنكم تظلمون خالداً، قد احتبس أدراعه وعتاده في سبيل الله “. كذلك أيضا في الجانب الأمني كان للأوقاف دور عظيم في تعمير القلاع والأبراج الحصينة والأسوار على المدن والقرى لحمايتها من العدوان الخارجي والتسليح للدفاع عن حمى الأمة وأمن أبنائها.وفي الجانب الاقتصادي تكمن أهمية الأوقاف في اعتبارها أسلوباً من الأساليب الاقتصادية المهمة في العصر الحديث في توزيع الثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية.ولا عجب في ذلك فقد تنامى دور الوقف وأموال الخيرات والتطوع في المجتمعات الحديثة كما تعاظم دور مؤسسات المجتمع المدني والطوعي فيها كأحد مقومات المجتمع الشوري الحديث,


والخلاصة نستطيع أن نقول أن الأوقاف في واقعها الحيوي قد خلقت إطاراً تكافلياً تضامنياً مشتركاً بين المجتمع والدولة، حيث لا يعمل هذا النظام لحساب مصلحة طرف دون طرف آخر ؛ فلم يعمل على تقوية المجتمع في سبيل إضعاف الدولة، أو بسط نفوذ الدولة على حساب الحقوق الاجتماعية، وإنما عمل على إيجاد التوازن بل تقويته بين المجتمع والدولة، مما كان له الأثر الكبير في استقرار وقوة الكيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة. كذلك أيضا أثرت المؤسسة الوقفية بإمكانياتها المختلفة مجالات رفاهية أبناء المجتمع الإسلامي وذلك بتغلغلها في كافة مناحي الحياة، فلا يكاد تخلو جزئية من جزئيات معيشة الإنسان المسلم إلا وكان للوقف دور مؤثر فيها. ولكن رغم كل ذلك يرى الباحث كغيره من الباحثين المعاصرين أن الأوقاف كمؤسسة خيرية في المجتمعات الإسلامية قد تراجعت نظرة الناس إلى أهميتها في عصرنا الحاضر، وذلك لتولي الدولة جوانب حياة الناس – الاجتماعية والتعليمية والصحية وغيرها – من ناحية، وقلة وعي الناس بأهمية الوقف ودوره في خدمة مؤسسات المجتمع المدني من ناحية أخرى،مما كان لذلك الأثر السلبي في انحسار هذه المؤسسة واضمحلال روافدها في القيام بدورها المنشود في بناء حاضر هذه الأمة ومستقبلها الحضاري. لذلك كله لابد من صحوة شاملة لأحياء دور الوقف، وإبراز أهميته في واقع حياة الناس، وهذا لا يتحقق إلا بالعمل المنظم الذي تتكاتف فيه الجهود المخلصة من كافة الدول الإسلامية، والتوعية الإعلامية بطرق مبتكرة من شأنها توضيح الصورة بأهمية الوقف في الحياة اليومية وبناء المؤسسات المدنية،” فالناس لديهم الاستعداد لأن يسهموا في الأعمال الخيرية كلما أصبحت لديهم المعلومة الكاملة والفهم الجيد لجدوى الإسهام. فهم بحاجة إلى توعية شاملة بالوقف وأحكامه ومجالاته وأهدافه؛ ليقبلوا عليه “. كذلك لابد من أخذ المؤسسات ذات العلاقة بالأوقاف بالأساليب العصرية في إدارة الأموال والمنشئات للرقي بأموال الأوقاف وازدهار منشئاتها، لذلك أقترح الدكتور محمود أبو جلال في بحثه (دور المؤسسات المالية الإسلامية في النهوض بمؤسسات الوقف في العصر الحديث) تصوراً جديداً للقطاع الوقفي في القرن الواحد والعشرين قائماً على تقسيم العمل على شكل مؤسسات أو إدارات يُناط بها عمل محدد، وهذا التوجه هو أسلوب الإدارة الحديثة لتقسيم العمل، والذي ينبغي الأخذ به بعد تأهيل الكوادر العاملة في مؤسسات إدارة الأوقاف في المجتمع الإسلامي




قديم 30-06-2018, 05:47 PM
  المشاركه #9
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 10,080
 



عشرون دليلاً على فضل الدعوة

سلطان بن عبد الله العمري





في نظرة لعامة الناس نجد الإقبال على الخير بحمد الله تعالى , والازدياد في صفوف أهل الإسلام , والتوجه إلى شواطئ التائبين , والرغبة في نصرة الدين والتضحية من أجله , ومع كل هذا الخير الذي ملأ الأرض إلا إن هناك بعض الشرور التي تنتشر بين فينة وأخرى في ظل غياب بعض المصلحين عن واجب الإصلاح والبيان , وفي انشغال بعض الصالحين بأنفسهم وتهربهم عن مسؤولية الدفاع عن الدين .
لذلك أحببتُ شحذ الهمم بذكر فضائل الدعوة إلى الله وما للعاملين في مجال الإصلاح والبيان وتعليم الخير من الفوائد في الدنيا والآخرة , لعل النائم أن يستيقظ , ولعل العامل أن يزداد همةً ونشاطاً , سائلاً المولى أن يجعلنا ممن يحمل هم هذا الدين ويسعى إلى نشره في الآفاق على المنهج الصحيح .

الفضائل :

1. أنها مهمة الأنبياء والمرسلين , كما قال تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))[الأنبياء:25].
قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى : فكل الرسل زبدة رسالتهم وأصلها: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، وبيان أنه الإله الحق المعبود، وأن عبادة ما سواه باطلة.اهـ
قلت : ولاشك أن القيام بهذه المهمة فيها شرف الاتباع لهم والاقتداء بهم .
2. أنها سبب لرحمة الله تعالى , يقول الله تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّه )[التوبة:71]. فانظر كيف جعل الله الرحمة لأولئك الدعاة الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر , وانظر كيف بدأ الله بذكر الدعوة قبل ذكر الصلاة والزكاة مما يدل على أهميتها.
3. أن الدعوة سبب للفوز بخيرية الأمة كما قال تعالى (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ))[آل عمران:110] .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى : فمن اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات دخل معهم في هذا الثناء عليهم والمدح لهم، كما قال قتادة: بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها , ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله: (( كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ))[المائدة:79]
أنها سبب للفلاح في الدنيا والآخرة , يقول الله تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))[آل عمران:104] قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى : وهذه الطائفة المستعدة للدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هم خواص المؤمنين . أهـ .
ومن لطيف ما قاله معالي الشيخ صالح آل الشيخ غفر الله له : قال العلماء : قدّم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان لأن الإيمان بالله قاصر على من آمن، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر مؤمن وإيمانه تعدّى خيراً فنشر ما آمن به، ولذلك قدّم على سائر المؤمنين .
  • أنها استجابة لنداء الرب تعالى , يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ )[الصف:14].
قال ابن عاشور رحمه الله تعالى : فهذا النصر المأمور به هنا نصر دِين الله الذي آمنوا به بأن يبثّوه ويَثْبُتوا على الأخذ به دون اكتراث بما يلاقونه من أذى من المشركين وأهللِ الكتاب .
5. أنها سبب للثبات على الدين , يقول الله تعالى : ( إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )[محمد:7]. فليبشر كل من سار في قافلة الدعوة أن يمنحه الله الثبات على الدين وقوة التمسك بالدين جزاءً لجهوده وبرامجه الدعوية , وهذا شيء نراه في واقعنا للعلماء الكبار والدعاة الذين خدموا الدين , فهم أقوى الناس ثباتاً على مر الزمن , واقرأ في أخبار العلماء كأحمد بن حنبل الذي نصر الدين يوم فتنة خلق القرآن , فكانت الثمرة له أن ثبته الله على الدين ومنحه الصبر على فتنة السجن والجلد , وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية الذي نصر الدين بمؤلفاته في الرد على كافة أصحاب الديانات والمذاهب الباطلة ونصر الدين بنشر العلم لعامة الناس في كافة المجالات , فكانت الثمرة له أن ثبته الله لما سجن وكان من أقوى الناس ثباتا في أشد المواطن , وصدق الله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ))[محمد:7].
6. - أن فيها تهذيب للنفوس وتزكيةٌ لها , كما قال تعالى في الحكمة من إرسال نبيه صلى الله عليه وسلم : ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ... )[آل عمران:164] . إذن يجب أن نعلم أن من أعظم واجبات الدعاة تزكية النفوس وتربيتها على المعاني الإيمانية والتربوية التي جاءت في الشريعة الإسلامية .
7. - أنها أفضل الأعمال وأحسن الأقوال، قال تعالى: ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا )[فصلت:33].
قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية : هذا استفهام بمعنى النفي المتقرر أي: لا أحد أحسن قولا. أي: كلاما وطريقة، وحالة { ممن دعا إلى الله } بتعليم الجاهلين، ووعظ الغافلين والمعرضين، ومجادلة المبطلين، بالأمر بعبادة الله، بجميع أنواعها،والحث عليها، وتحسينها مهما أمكن، والزجر عما نهى الله عنه، وتقبيحه بكل طريق يوجب تركه، خصوصا من هذه الدعوة إلى أصل دين الإسلام وتحسينه، ومجادلة أعدائه بالتي هي أحسن، والنهي عما يضاده من الكفر والشرك، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
8. – أن الدعوة سبب للنجاة من الخسران الذي ذكره الله تعالى في قوله : ( وَالْعَصْرِ -إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ- إلا الذين آمنوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )[العصر:2].
فتأمل لتجد أن الله نفى الخسران عمن قام بالإيمان والعمل الصالح وقام بنصح الناس وتواصى معهم على القيام بالحق والدعوة إليه , والصبر على مايكون في طريقه .
9. – أن الدعوة تبقى للعبد بعد موته , كما قال صلى الله عليه وسلم : { من دل على هدى فله من الأجر مثل أجور من تبعه ) [ رواه مسلم 4831 ] ولك أن تتخيل لو أن عشرة انتفعوا بك من محاضرة ألقيتها أو شريط وزعته عليهم أو كتابا أهديتهم إياه , فكم هي الحسنات التي تنتشر لك بين هؤلاء وأقاربهم وغيرهم , وحينما يفجأك الموت تبقى لك هذه الحسنات لتأتيك وأنت في قبرك .
10. - أنها سبب لمحبة الله تعالى , كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ) [صحيح الجامع 176].
ولاشك أن أعظم النفع للناس هو نفعهم في تصحيح معتقدهم ودينهم ورفع مستوى الإيمان لديهم وتزكية أخلاقهم وسلوكهم ومحاربة الباطل والشهوات التي تعترضهم.
  • أن الدعوة نوعُ إحسان , والله يقول : (( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ))[البقرة:195].
وإذا كان نفع الناس بتوفير الطعام لديهم وأمور حياتهم فيه من الأجور مافيه , فكيف بإطعام قلوبهم وتغذية أرواحهم بزاد الإيمان الذي به حياتهم الحقيقية .

12. أنها سبب لثناء الرب عز وجل واستغفار الملائكة وسائر المخلوقات , كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله و ملائكته حتى النملة في جحرها و حتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير ). [‏صحيح الجامع ‏ 1838 ‌).
قال العلماء : الصلاة من الله تعني ( الثناء ) ومن الملائكة وغيرهم من المخلوقات تعني ( الاستغفار ) , وما أعجب هذا الحديث لمن تأمله , أن تفوز بثناء الرب تعالى , واستغفار الملائكة الذين لايعلم عددهم إلا الله تعالى وتفوز أيضا باستغفار المخلوقات كبارها وصغارها , كل هذا بسبب أنك قمت ببرنامج دعوي وتعليمي لعباد الله , يا الله , ما أعظم هذه الفضائل , ولكن أين المتنافسون والباحثون عن المعالي ؟
13. أنها سبب للفوز بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم القائل : ( نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره ) [صحيح الجامع 6763 ].
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : فمن قام بهذه المراتب الأربع دخل تحت هذه الدعوة النبوية المتضمنة لجمال الظاهر والباطن .
14. أنها سبب لإنقاذ الناس من النار، قال صلى الله عليه وسلم : ( مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش و هذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها و جعل يحجزهن و يغلبنه فيقتحمن فيها فذلك مثلي و مثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار : هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني فتقتحمون فيها ) . [ رواه مسلم : 4234 ). ‌
وانظر مثلاً: دعوة الجاليات كم أنقذت ناساً من النار ؟ ولعلك سمعت بجهود بعض الدعاة الذين تاب على أيديهم بعض الشباب الذين لم يكونوا يصلون سنوات عديدة , فكم كانت جهود الدعاة حماية من النار , ولكن أين من يتأمل؟.



15. أنها من أكبر أسباب زيادة الحسنات , كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ) . [رواه مسلم 4830 . ].
16. أن الدعوة سبب لحفظ الشريعة وبقاءها , وهذا مما يحبه الله ويرضاه , ومما تواترت نصوص الشريعة بالدعوة إليه، ولذلك انظر للبلاد التي تغيب فيها معالم الدعوة , كيف تغيب فيها العقائد الصحيحة والعبادات الشرعية والسنن النبوية .
17. - أنها توقف تيار الفساد أو تقلل منه , لأن الحق قوي وفيه عوامل التأثير ولكن أين من يحمله للناس ؟ وكما أن هناك تيارات وجهود لأهل الفساد كالمنصرين وأصحاب الديانات الأخرى وغيرهم من المفسدين من أصحاب الشهوات الذين ينشرون الشهوات في القنوات والمواقع الإلكترونية والصحف والمجلات وغيرها من وسائل الإفساد , فيجب أن يقوم الدعاة بالدعوة على كافة المستويات وفي جميع الأبواب المتاحة لإيقاف هذا المدّ الإفسادي المعلن في العالم بأسره .
18. – أن الدعوة تعبيدُ الخلق للخالق, وتقويةً لعلاقتهم به, وهذا من أحسن الأعمال وأشرفها , وهل كانت وظيفة الرسل إلا ذلك ؟ وهنيئا لمن كانت حياته في تحقيق المراد الرباني من خلق الخلق وإيجادهم .
19. – أن الدعوة نوع من الجهاد الذي يحبه الله ، قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ غفر الله له : ولهذا في مكة قبل أن يشرع الجهاد بالسنان بالقتال، كان الجهاد جهاد دعوة وجهاد حجة وجهاد بيان، قال الله جل وعلا في سورة الفرقان (( فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ))[الفرقان:52] قال ابن عباس رضي الله عنهما : جاهدهم به يعني بالقرآن وهو جهاد الحجة والبيان . أهـ

قلت : ولهذا فإن من الخطأ حصر الجهاد في السلاح فقط ، ولعل من جميل ما يستأنس به هنا ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى : وتبليغ سنة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو؛ لأن تبليغ السهام يفعله كثير من الناس, وأما تبليغ السنن فلا يقوم بها إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم . أهـ
ونقول : كما أن للأمة أعداء في الخارج لابد من جهادهم بالسلاح , فهناك أعداء في الداخل يجب جهادهم بالدعوة والبيان والنصح والإنكار .
20. أنها سبب لانشراح الصدر؛ لأن الله كتب السعادة لكل من سعى في نفع الناس , وهذا شيء مجرب , ورأيناه ورآه غيرنا .
21. أنها سبب لحفظ الناس من عالم الانحراف, كالمخدرات, والسرقات, والشهوات؛ لأن الواقعون في هذه الأمور فقدوا معني إيمانية وبالتالي ينصرفون لما حرم الله , والقيام بواجب الدعوة يقوي الإيمان في قلوبهم ويكون سبباً لحفظهم من الانحراف.
22. أنها سبب لضبط الأمن وإشاعته، فانظر لأصحاب الفكر الضال , لو أنهم اهتدوا للمنهج الحق هل سيقومون بفعلهم ؟ بالطبع لا .
ولهذا أوصي كل من له ولاية على المسلمين ومن له قدم عند أصحاب القرار أن يساهم في فتح الباب لدعاة الحق لبيان المنهج الحق ليكون سبباً في حفظ عقول الناس من الأفكار المخالفة.
ومضة : من الناس من يحمل همّ الإسلام , ومن الناس من يحمل الإسلام همه




قديم 30-06-2018, 05:48 PM
  المشاركه #10
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 10,080
 



للصدقة اليومية من فوائد عظيمة، ومن أهم هذه الفوائد ما يلي:

تُطفئ غضب الله سبحانه وتعالى، وتمحو أثر الذنوب والخطايا التي يرتكبها العبد.

تسدّ النقص والتقصير في العبادات، وتفكّ رهان العبد يوم القيامة.

تدفع المصائب وتمنع وقوعها، وتنجي العبد هو وأهل بيته منها.

تمحو الذنوب والخطايا، وهي سبب لغفران الذنوب والمعاصي.

تمنع عن صاجبها ميتة السوء، وتُحسن ختامه في الحياة.

تنجي العبد يوم القيامة، وتثقل حسناته يوم الحساب.

تشكل ستراً للعبد من لفح جهنّم وحرّها، وتمنعه من دخولها.

تنجي من عذاب القبر. تطرح البركة في عمر صاحبها. تعالج المرضى، وتعجل في شفائهم، وتمدهم بالصحة والعافية بإذن الله تعالى.

تجعل الملائكة الكرام يدعون للمتصدّق بالخَلَف والعوض.

تنصر المتصدق على الشياطين.




قديم 30-06-2018, 05:48 PM
  المشاركه #11
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 10,080
 



الــــــوقــــف فــي الإســلام - - الشيخ سعيد الكملي






قديم 01-07-2018, 09:34 AM
  المشاركه #12
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 10,080
 



رفع الله قدركم






الكلمات الدلالية (Tags)

لايراك

,

لاظل

,

لتكون

,

أحد

,

الا

,

الرحمن

,

تريد

,

يوم

,

خفية

,

صورة

,

صدقة

,

ظله



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



01:06 PM