يا إخوان لقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يتدافعون الفتوى ، فكل منهم يتورع أن يتصدر للفتوى لئلا يقول على الله بغير علم ، ولئلا ينسب إلى الدين وإلى الله وإلى رسوله مالم يقولا ، ويفرحون بأن يقوم غيرهم بإقتاء الناس وارشادهم ، فالحمد لله أن قد كُفيت ، وأن هناك من يقوم بالفتوى غيرك ، قال الله تعالى ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا) [أخرجه البخاري ومسلم]
فليس الأمر تحليلاً لأخبار اقتصادية أو أحداث سياسية أو صراعات عسكرية أو رياضية ، بل الأمر توقيع عن رب العالمين ، فالمفتي هو الموقّع عن رب العالمين .
فإن كان لك رأي يخالف ما عليه الفتوى السائدة - وأنت من طلبة العلم - فاحتفظ به لنفسك ، ولو جاءك من يستفتيك فبين له الحكم بينك وبينه ، هذا هو الواجب عليك ، ولا يلزمك أكثر من ذلك ، فلا تُعلن ذلك في خطبة جمعة مثلاً ، أو مواقع التواصل ، أو في حسابك في ت و ي ت ر لئلا تشوش على الناس ، والفتوى السائدة لها دليلها وتعليلها ، ليست خطأً قطعا ، وفق الله الجميع وهدانا سواء السبيل ....