قال النبي صلى الله عليه وسلم
أتاكُمْ أهْلُ اليَمَنِ، هُمْ ألْيَنُ قُلُوبًا وأَرَقُّ أفْئِدَةً، الإيمانُ يَمانٍ، والْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ، رَأْسُ الكُفْرِ قِبَلَ المَشْرِقِ. وفي روايةٍ: ولَمْ يَذْكُرْ: رَأْسُ الكُفْرِ قِبَلَ المَشْرِقِ.
صحيح مسلم
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه
أَشَارَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ نَحْوَ اليَمَنِ فَقالَ الإيمَانُ يَمَانٍ هَا هُنَا، ألَا إنَّ القَسْوَةَ وغِلَظَ القُلُوبِ في الفَدَّادِينَ، عِنْدَ أُصُولِ أذْنَابِ الإبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ في رَبِيعَةَ، ومُضَرَ.
صحيح البخاري
شرح الحديث
أشار رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بيدِه نحوَ اليمن فقال: الإيمانُ يَمَانٍ، أي: الإيمانُ منسوبٌ إلى أهل اليمن ها هنا، ألَا إنَّ القسوةَ وغِلَظَ القلوب في "الفَدَّادِينَ" مِن الفَدِيدِ، وهو الصَّوتُ الشَّديد؛ فهم الذين تَعلو أصواتُهم في إبلِهم وخيلِهم وحُروثِهم ونحوِ ذلك، عند أصول أَذْناب الإبل: عند سَوْقِهم لها، حيث يطلُعُ قَرْنَا الشَّيطانِ: جانبَا رأسِه؛ لأنَّه ينتصبُ في محاذاة مَطلِعِ الشَّمس حتَّى إذا طلَعتْ كانتْ بين قرنَي رأسِه، أي: جانبَيْه، فتقع السَّجدةُ له حين يسجُدُ عبَدَةُ الشَّمسِ لها، في ربيعةَ ومُضَرَ، أي: قَبيلتَي ربيعةَ ومُضَرَ، وهي منتشرةٌ في أرض الجزيرة العربيَّةِ والعراق، فالمقصود: جميعُ المَشرقِ الأدنى والأقصى والأوسط، ومِن ذلك فِتنةُ مُسَيْلِمَةَ وفتنة المُرتدِّينَ من ربيعةَ ومضرَ وغيرهما في الجزيرة العربيَّةِ، والمراد اختصاصُ المشرق بمزيدٍ مِن تسلُّطِ الشَّيطانِ ومِن الكفر.
.
كلام جميل للصحابي معاذ بن جبل رضي الله عن كيفية النجاة من الفتن يقول فيه
(( ليتني أعرف أقواما من اهل ذلك الزمان (( يقصد آخر الزمان ووقت الفتن )) لأخبرهم كيف ينجون من الفتن وعندما سئل عن ذلك أجاب ببساطة
إن ما أنت عليه هو الصواب والقادم عليك فتنة فتمسك بما انت عليه وأترك القادم إليك وتجنبه فهو الفتنة
هذا مجمل كلامه رضي الله عنه وفيه النجاة بعد الله من الفتن ))