Gmt 8:00:00 2005 الإثنين 1 أغسطس
إيلاف
--------------------------------------------------------------------------------
الأمير عبدالله ملكاً والأمير سلطان ولياً للعهد:
الملك فهد ... رحيل بلا إستئذان ومسافر بمودعين
سلطان القحطاني من الرياض: بايعت الأسرة السعودية الحاكمة اليوم الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ملكا على البلاد وتعيين الأمير سلطان ولياً لعهده،فيما قال بيان رسمي أن بوسع المواطنين تقديم بيعتهم عصر يوم بعد غد في قصر الحكم،وسيصلى على الفقيد السعودي الملك الراحل عصر يوم غد. وتطوى اليوم صفحة هامة في حياة الزعيم السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز بعد تجربة مديدة في الحكم تجاوزت العشرين عاماً،ينهيها رحيلٌ بلا إستئذات وسفر نحو الآخرة أمام أعين مودعين كُثر،يستمر حدادهم أياماً ثلاثة حسب النظام السعودي. ولد الملك فهد في الرياض، وتلقى تعليمه الأولي بمدرسة الأمراء التي كان والده قد أنشأها داخل قصره لتعليم أبنائه في المرحلة الأولى، ثم بالمعهد السعودي بمكة المكرمة.
وقبيل توليه الحكم، تقلد الملك فهد عدداً من المناصب، هي: أول وزير للمعارف في المملكة العربية السعودية عام 1953، ووزيراً للداخلية في عام 1962، ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى منصب وزير الداخلية، في عام 1967.
وبعد مبايعة الملك خالد في عام 1975، تولى الملك فهد ولاية العهد، بالإضافة إلى منصب نائب لرئيس الوزراء. ومن ناحية أخرى، فقد شارك الملك فهد، ورأس العديد من الوفود السعودية في العديد من المؤتمرات العربية والدولية.
وشهد عهد الملك فهد، وتحديداً في عام 1992، صدور ثلاثة مراسيم ملكية، يتصل الأول بتحديد النظام الأساسي للحكم، باعتبار المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية يتوارث العرش فيها أبناء عبد العزيز آل سعود وبحيث تتم مبايعة الأصلح منهم للحكم.
أما المرسوم الثاني فيتعلق بإنشاء مجلس للشورى، مكون من رئيس وستين عضواً. فيما يرتبط المرسوم الثالث بنظام المناطق (المقاطعات) في المملكة.
إضافة إلى دوره المؤثر على صعيد محاولات احتواء الحرب الأهلية في لبنان، فإن اسم الملك فهد يرتبط على الصعيد العربي والإقليمي بالمبادرة التي قدمها عام 1982، إبان فترة ولايته للعهد، لحل القضية الفلسطينية، والتي عرفت بمبادرة فهد.
ولد من أم هي الأميرة حصة بنت أحمد بن محمد بن أحمد السديري، وكانت قد أنجبت ولداً ذكراً قبل الملك فهد من أخ الملك عبدالعزيز الأمير محمد بن عبدالرحمن الذي فارقها بعد إنجابها لابنه الأمير عبدالله بن محمد فاستعادها الملك عبدالعزيز إلى عصمته، وكان قد تزوجها وهي صغيرة، ففارقها، وبعد استعادتها أنجبت له .
ويقول المؤرخون أن الأميرة حصة والدة الملك فهد كانت من فضليات النساء، ومن أعقلهن وأقربهن إلى قلب الملك عبدالعزيز، وقد أشار إلى احترامه لهذه السيدة والإشادة بعظمتها وحصافة رأيها ودينها في أكثر من مناسبة.
وكانت لها طريقتها الخاصة في تنشئتها لأبنائها تنشئة صالحة، كانت تعقد معهم ذكوراً وإناثاً اجتماعات خاصة تستعرض فيها معهم حسن سير تقدمهم في دراستهم وشؤون حياتهم وتناقش معهم بصراحة ووضوح كل ما يهمهم.
وكانت شديدة الاهتمام بالغة الحرص في تنشئة أبنائها على الدين القويم، والولاء الشديد لأسرتهم ووالدهم، وقد كان الملك عبدالعزيز يحب هذه السيدة ويقدرها حق قدرها حتى آخر رمق في حياته.
شب وترعرع الملك فهد في حقل تلك البيئة وكان لأخيه الأمير عبدالله بن محمد الذي يكبره بأكثر من أربع سنوات فضل توجيهه إلى الشموخ ، وكان يلازمه وكل إخوته الآخرين ويعيش معهم في دار واحدة، كما كان لهذا الفتى الملك حاشية من أترابه منهم من يكبره والبعض الآخر في مثل سنه، وقد اختيروا بعناية وصحبوه وطالت بهم الصحبة ولازال بعضهم يصحبه حتى اليوم مما عد مأثرة لها مدلولها الإنساني الرفيع.
وكان الفتى الملك وأخوه عبدالله بن محمد يستقبلان الناس في مجلس واحد، ويزوران الوالد العظيم الملك عبدالعزيز ويجتمعان به وبوالدتهما في وقت واحد مع إخوتهما ممن يصغرهما سناً، بل كانت مجموعة المرافقين والحاشية لهما ولإخوتهما الصغار واحدة فكان ذلك مما يلفت الانتباه ويثير الدهشة لدى والدهما ولدى الآخرين.