فكم من إنسان يرى آحاد الناس من حوله يُتخطفون ولايعتبر، ويقرأ آيات القرآن فلا يدكر، فلما رأى هذه الآية قال ان الحال أو المقال: "لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
وَفي شِدَّةِ الدَهرِ اِعتِبارٌ لِعاقِلٍ وَفي لَذَّةِ الدُنيا غُرورٌ لِواثِقِ
وهكذا قد تكون هذه الكارثة سبباً في اتعاظ العقلاء واعتبارهم، سواء أولئك الذين عاصروها فخصهم الله بالنجاة من بين ألوف أهلكهم.
أو أولئك الذين سمعوا بها ورأوا المثلات وهم في منأى عنها. وقد قيل رب ضارة نافعة، مصائب قوم عند قوم فوائد!
فهذه الآية قد تكون عبرة لأولي الألباب، وأصحاب العقول فيدكر بها قوم، وبالمقابل يحق بها العذاب على آخرين لا يعتبرون ولا يتعظون ولا يرعوون.
والسؤال الذي يطرح نفسه بين أيدينا:
هل هذه المَثُلاتُ وهي روائعٌ فيها لنا عِظَةٌ و فصل خطابِ؟
ماذا نُعِدُ لذودها عن حوضنا يكفي الدِعابُ فلات حين دعابِ!
أويبقى بعدها عذر للغافلين في لهو باطل أو لعب محرم؟ "أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ"
===========================
من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه يختبر عباده فيبتليهم بالخير تارة وبالشر أخرى، فيزداد المؤمنون إيماناً على إيمانهم وتعلقاً بالله ولجوءاً إليه سبحانه وتعالى، ويصبرون على ما قدره الله وقضاه ليتضاعف لهم الأجر والثواب من الله، وليخافوا من سوء عاقبة الذنوب فيكفوا عنها،
قال الله سبحانه وتعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[14]،
وقال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ[15]،
وقال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ[16]، وقال سبحانه وتعالى: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[17]،
وقال تعالى: وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ[18]،
وقال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[19].