logo



أدوات الموضوع
قديم 19-05-2019, 08:38 PM
  المشاركه #1
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 17,451
 



الحكم على أم وأبي ( الرسول - عليه الصلاة والسلام )

إن دلالة القرآن قطعية، ودلالة السنة الصحيحة أقل منها إجماعا، والجمهور على عدم نسخ القرآن بالسنة، هذا في الأحكام،

أما في الأخبار فلا ينسخ القرآن حتى القرآن.ودلالة القرآن على أهل الفترة قطعية

قال الله تعالى -

"وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"

"لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون"

"لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون"

"ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون"

"قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير...."

فان قال قائل :

كانت هناك رسالات قبل البعثةِ والعربُ من قوم إبراهيم وهم متعبّدون بدينِهِ.

قيل : العرب لا من قومِ نوح ولا من قومِ إبراهيم، وقد قال الله تعالى في الذين بُـعِـثَ فيهم سيد المرسلين:

[ ومَا آتَينَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسونَهَا وَ مَا أَرْسَلْنَا إلَيهِمْ قَبْلَك منْ نَذيرٍ] وقالَ لنبيّهِ الخاتم:[وما كُنتَ بِجَانبِ الطّورِ إذْ نَادَينَا ولكِنْ رَّحمةً منْ ربّكَ لِتُنذِرَ قَومَاً ما أتَاهُم منْ نَذيرٍ من قبلِكَ لعَلّهُم يتذكّرونَ].

كلّ الرسالاتِ السابقةِ محلّية مؤقتة، وإبراهيم وموسى وعيسى كانوا لأقوامٍ خاصّة

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ فِيهِ : فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ سَبْعًا ، وثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ ، فَاخْتَارَ مِنَ الْخَلْقِ بَنيِ آدَمَ ، ثُمَّ اخْتَارَ

مِنْ بَنيِ آدَمَ الْعَرَبَ ثُمَّ اخْتَارَ مِنَ الْعَرَبِ مُضَرَ ، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ مُضَرَ قُرَيْشًا ، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنيِ هَاشمٍ ، ثُمَّ اخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، فَأَنَا خِيَارٌ مِنْ خِيَارٍ " ، هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ ، أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ مِنْ رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ وَاقِدٍ ،

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ ، وَقَالَ : لَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ انْتَهَى ، وَحَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ ضَعِيفٌ ، وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ ، فَقَدْ رَوَاهُ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، وَهُوَ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ ، وَأَمَا شَيْخُهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ فَمُخْتَلَفٌ فِيهِ ، فَحَدِيثُهُ

حَسَنٌ فِي الْجُمْلَةِ ، لِأَنَّهُ لَمْ يُطْعَنْ فِيهِ بِقَادِحٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . ( الأمالي المطلقة لابن حجر )


وفي مجمع الزوائد ج: 7 ص: 215

( باب فيمن لم تبلغه الدعوة ممن مات في فترة وغير ذلك )

"عن الأسود بن سريع أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال اربعة يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة فأما الأصم فيقول لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول يا رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر وأما الهرم فيقول يا رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا وأما الذي مات في فترة فيقول ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما

رواه أحمد والبزار إلا أنه قال يعرض على ا لله الأصم الذي لا يسمع شيءا والأحمق والهرم ورجل مات في الفترة

رواه الطبراني بنحوه وذكر بعده إسنادا إلى أبي هريرة قالا بمثل هذا الحديث غير أنه قال في آخره فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن لم يدخلها يسحب إليها هذا لفظ أحمد ورجاله في طريق الأسود بن سريع وأبي هريرة رجال الصحيح وكذلك رجال البزار فيهما

وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بأربعة يوم القيامة بالمولود وبالمعتوه وبمن مات في الفترة وبالشيخ الفاني كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من النار أبرز فيقول لهم إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم وإني رسول نفسي إليكم ادخلوا هذه فيقول من كتب عليه الشقاء يا رب أين ندخلها ومنها كنا نفر قال ومن كتب عليه السعادة يمضي فيتقحم فيها مسرعا قال فيقول الله تبارك وتعالى أنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار

رواه أبو يعلى والبزار بنحوه وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح "

قال تعالى في سورة المائدة:

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره

"يقول تعالى مخاطبا أهل الكتاب من اليهود والنصارى بأنه قد أرسل إليهم رسوله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين الذي لا نبي بعده ولا رسول بل هو المعقب لجميعهم ولهذا قال " على فترة من الرسل " أي بعد مدة متطاولة ما بين إرساله وعيسى ابن مريم "

ويقال أيضا : ألا تفرقون بين أبي جهل والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف وغيرهم من المشركين ممن لقيهم

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعاهم الى الاسلام بنفسه وقرأ عليهم القرآن بنفسه

وبين غيرهم ممن مات قبل أن ينبأ رسول الله - عليه الصلاة والسلام -

والله - سبحانه وتعالى - هو الحكم العدل



ولا بد من ذكر حديث أنس أن رجلا قال : يا رسول الله! أين أبي؟ قال "في النار" فلما قفى دعاه فقال "إن أبي وأباك في النار".

رواه مسلم وغيره وصححه العلماء

فيقال :

لا بد حينئذ من الجمع بين النصوص وعدم رد أي منها، والجمع بين النصوص يستنبط منه أمور؛

1- إما أن يقال بأن ذلك في أول الشريعة، ثم أخبر صلى الله عليه وسلم بأنهما مع أهل الفترة. فتكون الآيات والأحاديث الأخرى ناسخة في الموضوع، أو موضحة على الأصح.

2- وإما أن يقال بأن الله تعالى أحياهما وآمنا به صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر ابن حجر الهيتمي الشافعي في بعض فتاواه بأنه صححه جمع من الحفاظ. وعلى كل؛ فالضعيف يعمل به في مثل هذه الأمور "الفضائل" اتفاقا.

3- وإما أن يصرف لفظ الأب على العم، ولفظ الأم على الخالة، أو غير ذلك، وهو ما أعمله جل الفقهاء. واللغة لا تمنعه، والنصوص لا تأباه، وظاهر الشريعة يعززه...بل إنهم من أجل ذلك نص الكثير من المفسرين بأن آزر إنما هو عم إبراهيم

عليه السلام لا والده...راجع التفاسير تستفد، ولم يكن ذلك إلا لأنه من آباء النبي صلى الله عليه وسلم....والنصوص قطعية في أنهم مطهرون.

هكذا تجمع النصوص، وهكذا يُتعامل مع المتعارض ظاهرا منها، أما أن أرد الحديث؛ فلا وحاشا وألف حاشا، والقائل بأنهما في النار رَد للكتاب والسنة، ورد فقه السلف كابن عباس وغيره، وجمهور فقهاء أهل البيت المتقدمين الذين تعبدنا الله

بفهمهم، وورد فيهم حديث الثقلين المشهور الصحيح، فقد أجمعوا على نجاة الأبوين الطاهرين عليهما السلام.

والقائل بالنجاة على المهيع الذي ذكرناه؛ جامع بين النصوص على ما تقتضيه القواعد الأصولية

4- هو التوقف في ذلك وعدم الخوض

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

ساحات الهوامير المفتوحة

 
 



الكلمات الدلالية (Tags)

وأبي

,

والسلام

,

اليكم

,

الرسول

,

الصلاة

,

عليه




تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



09:33 AM