عن هذا الطاعون يقول ابن الجوزي: وفي هذه السنة وقع الطاعون الجارف بالبصرة فماتت أم ابن معمر الأمير، فما وجدوا من يحملها حتى استأجروا لها أربعة أنفس، وكان وقوع هذا الطاعون أربعة أيام، فمات في اليوم الأول سبعون ألفًا وفي اليوم الثاني واحد وسبعون ألفًا وفي اليوم الثالث ثلاثة وسبعون ألفًا وأصبح الناس في اليوم الرابع موتى إلا قليلاً من الآحاد".
ووصف "ابن الجوزى" الطاعون ومع ذلك يذكر أنه حج في هذه السنة عبد الله بن الزبير، كما وقوع الطاعون بمصر ومجاعة كذلك فقد نقل الحافظ ابن كثير عن الواقدي "وفي هذه السنة وقع في مصر طاعون هلك فيه خلق كثير من أهلها".
ثم ارتد الطاعون بعد ذلك إلى البصرة فجاءت الروايات أنه في سنة 68هـ "طاعون جارف بالبصرة امتد إلى سنة 80هـ" حيث يقول الذهبي في تاريخه العبر: أنه كان ثلاثة أيام فمات في كل يوم نحو من سبعين ألفًا، وقيل مات في طاعون الجارف عشرون ألف عروس وأصبح الناس في اليوم الرابع ولم يبق إلا اليسير من الناس".
كما أشار ياقوت الحموي أيضا في كتابه معجم البلدان أنه كان قد وقع طاعون بمصر عام 70هـ وكان واليها عبد العزيز بن مروان فخرج هاربًا من مصر، فلما وصل حلوان استحسن موضعها، فبنى بها دارًا واستوطنها وزرع بها بساتين وغرس كرومًا ونخلاً.