وقد كان لا يحب الإطراء عليه، أو مدحه والثناء عليه عند الناس، ويمنع من ذلك، بل يُحرج من يفعل ذلك إذا استمرّ عليه، ويوقفه عن ذلك: من ذلك ما اشتهر عنه أنّ أحد طلابه استأذن منه أن يتلو أمامه قصيدة، فأذن، فقال الطالب:
يَاأمتِي إِن هذَا الليلَ يَعقبهُ فَجرٌ وأَنوَارهُ في الأَرضِ تَنتَشِرُ
والخَيرُ مُرتقبٌ والفَتْح منْتَظرٌ والحقّ رغمَ جُهُودِ الشّر منْتَشِرُ
بِصَحوةِ باركَ البَاري مَسِيرَتَها نقِيةِ مَا بهَا شَوبُ وَلاَ كَدَرُ
ما دَام فِينَا ابنُ صَالح شَيْخ صَحْوَتِنَا بِمِثْلِه يُرْتَجَى التّأييدُ وَالظّفَرُ
فاعترض الشيخ على الطالب، وقال: أنا لا أوافق على هذا البيت لأني لا أريد أن يربط الحق بالأشخاص، فإذا ربطنا الحقّ بالأشخاص معناه أن الإنسان إذا مات قد ييأس الناس. ثم قال: إذا كان يمكنك أن تبدل البيت: ما دام فينا كتاب الله وسنة رسوله هذا طيب. فقال الطالب: ما دام فينا كتاب الله وسنة رسوله - ابن عثيمين – فاعترضه الشيخ قائلاً: لا، الله يهديك، لا، لا هذه لا تجيبها أبداً.. وقّف وقّف. ثم قال من حوله: (خلّه يواصل يا شيخ). فاعترض قائلاً: لا، لا والله ما أرضى، لا، لا ما أرغب. ثم علّق قائلاً:
محمد بن صالح العثيمين أنا أنصحكم من الآن وبعد الآن، أن لا تجعلوا الحق مربوطاً بالرجال، الرجال أولاً يضلّون، حتى ابن مسعودٍ يقول: من كان مستنّاً فليستَنّ بمن قد مات، فإن الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة، الرّجال إذا جعلتم الحقّ مربوطاً بهم يمكن الإنسان يغترّ بنفسه – نعوذ بالله من ذلك – ويسلك طرقاً غير صحيحة