logo



أدوات الموضوع
قديم 20-01-2021, 10:55 PM
  المشاركه #1
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 5,934
 



.

أبن تيمية الذي غفَلّناَ نحن عنه

الامام المجدد والعالم الجليل شيخ الاسلام القائم ببيان الحق ونصرة الدين
العلامة الحافظ الزاهد وارث الانبياء وآخر المجتهدين
محي السنة وقامع المبتدعين الذي قامت به على أعدائه الحجة
تقي الدين أبي العباس أحمد أبن عبدالحليم بن تيمية الحراني
661- 728 هجري

مقدمة بين يدي الموضوع

واجه الاسلام عوائق من أهمها أمران
الأمر الاول ظهور التشيع
لقد بذل الصحابة رضوان الله عليهم جهود جبَّارة لنشر السنة النبوية في الأمصار المفتوحة
واستطاعوا أن يحفظوا سُنةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ينقلوها إليهم
فنقلوا القرآن والسُّنة أقوالًا وأفعالًا وتقريرًا إلى تلك الامصار
من غير زيادةٍ أو نقصان وبذلك حَفِظ الله هذا الدين
وفي خلافة عثمان رضي الله عنه زادت الفتوحات واتسع الأمر
فلو رام أحد إحصاء مصاحف أهل الإسلام ما قدر أن يحصيها
وبقي اثني عشر عامًا حتى مات رضي الله عنه
وبموته حصل الاختلاف وابتدأ أمر ال يعلوا
عندما ظهر رجل يهودي اسمه عبد الله بن سبأ جاء من اليمن
أظهر اعتناق الإسلام ثم أخذ يَكيد للإسلام
ذهب إلى مصر فوجد بها أعواناً ثم جاء بعد ذلك إلى مقر الخلافة الإسلامية
وأخذ يبث الفتنة ويعلن عن آرائه التي أخذها عن الديانة اليهودية
وزعم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصياً
وأن وصيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وقال بعقيدة الرجعة والغيبة وتناسخ الأرواح وغير ذلك من البدع
ثم زعم أن علي أبن أبي طالب أولى بالخلافة
اعتنق هذه الآراء أُناسٍ معه أظهروا التشيّع لتغطية هذا المذهب الكُفري الذي جاءوا به وسُمُّوا بالسبئية
زعموا محبة أهل البيت وغلوا في علي رضي الله عنه
وادّعوا الوصية بالخلافة له وأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى له بها
وقالوا بفرض إمامة علي ورجعته
وبدأت تنتشر هذه الاعتقادات الفاسدة التي تُسمَّى عقيدة الرجعة

orent
ابوعبدالعزيز

.

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

ساحات الهوامير المفتوحة

 
 
قديم 20-01-2021, 10:57 PM
  المشاركه #2
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 5,934
 



.

والأمر الثاني : الاجتياح التتري لبلاد المسلمين بقيادة جنكيز خان

في نكبه عظيمة نزلت بالمسلمين سنة 617 هجرية في مجازر ودمار عظيم لبلاد المسلمين
بدأوا ببخارى ثم اجتاحوا سمرقند التي كانت مدينة من حواضر الإسلام العظيمة فدب الرعب في قلوب المسلمين
ودخل التتار المدينة وطلبوا من الجنود الاستسلام وتسليم سلاحهم ودوابهم والأموال وعند استسلامهم قتلهم التتار جميعا
وفعلوا بسمرقند كما فعلوا في بخارى فقتلوا العباد وانتهكوا الحرمات واحرقوا الجامع الكبير وتركوا المدينة خرابا
في عام 656 هجرية قام (هولاكو) باقتحام مدينة بغداد حاضرة الدولة العباسية وعاصمة الخلافة الاسلامية بعد أن حاصرها 12 يومًا فدمَّرها وأباد مُعظم سُكَّانها
وشكَّل اجتياح المغول لِبغداد كارثةً كُبرى للمُسلمين بعدما دمروا معالم الحضارة والعُمران فيها من مساجد وقُصور وحدائق ومدارس ومُستشفيات
فاحترقت الكثير من المُؤلَّفات القيِّمة والنفيسة في مُختلف المجالات العلمية والفلسفية والأدبيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة بعدما أضرم المغول النار فيها
وبسُقوط بغداد انتهى العصر الذهبي للإسلام
إن سُلطة الخُلفاء العبَّاسيين في هذا الوقت كانت قد ضعًفت وانحسر نُفوذهم حتَّى أصبح يقتصر تقريبًا على مُعظم العراق وأجزاء من فارس
أمَّا بقيَّة العالم الإسلامي فلم يكن لهم سوى الدُعاء على منابر المساجد بعد أن حدثت عدَّة انفصالات إداريَّة عن الدولة العبَّاسيَّة في الشام ومصر وفارس والأناضول
يقول أبن كثير:
( أنَّ الجيش العبَّاسي المُدافع عن المدينة كان لا يبلغ أكثر من عشرة ألاف فارس وصفهم بـ(القلَّة ونهاية الذلَّة)
وقال المُؤرِّخ بدرالدين العيني :
(أنَّ المغول كانوا يستدعون الأكابر من دار الخِلافة فيخرُج الواحد منهم بِعياله ونسائه فيأخُذونهم إلى مقبرة الخلال ويذبحونهم كما تُذبح الخرفان ثم يأخذون بناتهم وجواريهم)
وقد تعاون شيعة بغداد مع المغول انتقامًا من الخليفة العباسي المستعصم وعلى المسلمين السنة في بغداد
ويذكر المؤرخون أن الخليفة العباسي المُستعصم لجأ إلى وزيره ابن العُلقُمي (شيعي) وسألهُ:
مَا تَدبِيرُ أَمرِنَا ؟
فأجابهُ ابن العُلقُمي ببيت شعرٍ يقول فيه:
يظُنُّون أنَّ الأمر سهلٌ وإنَّما *** هو السيفُ حدت للإمرِ مُضاربة
وبعدما رتب ابن العلقمي مع هولاكو بمعاونة نصير الدين الطوسي على قتل الخليفة واحتلال بغداد
على أمل أن يسلمه هولاكو إمارة المدينة إلا أن هولاكو قام بقتل ابن العُلقُمي بعد تدمير بغداد
وفي يوم الجُمُعة 11صفرعام 656هجرية
دخل هولاكو قصر الخليفة وأمرهُ أن يدُلَّه على كُنوزه فدلَّهُ الخليفة على أحواضٍ تحت ساحة القصر مملوءة بالذهب الأحمر فأخذها هولاكو
فما جمعهُ بني العبَّاس خلال خمسة قُرونٍ من أموال أصبح غنيمةٍ للمغول
كان لِسُقوط بغداد دويٌّ هائلٌ وعميقٌ في مُختلف أنحاء العالم الإسلامي
واهتزَّ الحُكَّام المُسلمون في المناطق المُجاورة لِهذا الحدث الجلل
وتعرَّضت وحدة العالم الإسلامي لِضربةٍ قاسية
جعل خِلافة المُسلمين شاغرة يتطلَّع إليها كُل زعيمٍ طموحٍ من المُسلمين
ويُشيرُ بعض المُؤرخين الايرانيين المُعاصرين
إلى أنَّ الغزو المغوليّ لِبغداد وإسقاط الخِلافة العبَّاسيَّة كان بداية استقلال إيران وانفصالها عن التأثير العربي القوي
الذي بدأ مُنذ أيَّام الفتوحات الاسلامية وُصولًا إلى العهد المغولي
على أنَّ الهويَّة الإيرانيَّة لم تتبلور تمامًا وتنفصل عن الهويَّة العربيَّة الإسلاميَّة
إلَّا في عهد الشاه إسماعيل الصفوي

orent
ابوعبدالعزيز


.






قديم 20-01-2021, 10:58 PM
  المشاركه #3
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 5,934
 



.

أما في الشام كانت الدولة الأيوبية تحكم الشام ومصر وليبيا والنوبة ما عدا المماليك الصليبية
وصل المغول جنوبا حتى فلسطين وقد سحقوا بواسطة جيش المماليك بقيادة السلطان قطز في معركة عين جالوت فتراجع المغول من فلسطين الى داخل سوريا وهزموا في معركة حمص
ثم عاد المغول في 10 ذي القعدة 675 هجري بجيش ضخم يقارب 80 ألفا غالبيتهم من جورجيا بقيادة ملكهم ديمتريوس التقى الجيشان جنوب مدينة حمص
وثبت جيش المماليك بقيادة السلطان قلاوون ثبتوا ثبات المستميت فدمروا قلب الجيش المغولي وهي معركة حمص الثانية التي حصلت بتاريخ 29 أكتوبر 1281م
بعدها بعام مات أباقا وخلفه أخوه أحمد تكودور الذي غير سياسته بعد إشهار إسلامه وفضل التحالف مع المماليك والمسلمين واستمرت الحروب سجالا في الشام

orent
ابوعبدالعزيز

.




قديم 20-01-2021, 11:00 PM
  المشاركه #4
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 5,934
 



.

مولد شيخ الاسلام أبن تيمية
ولد شيخ الاسلام أبن تيمية في سنة سبع وسبعمائة هجرية
وشارك في معركة شقحب وهي من المعارك الفاصلة بالتاريخ الإسلامي ضد المغول بعد عين جالوت
وهي المعركة الوحيدة التي شارك فيها شيخ الاسلام أبن تيميه
وكان له الفضل في تشجيع الناس والشد على عزيمة الحكام
وكان على رأس جيش دمشق الذي حارب وهزم المغول وطاردهم شرقاً في داخل سورية حتى نهر الفرات فهزم المغول على يد جيش المسلمين هزيمة ساحقة وطردوا من الشام إلى الأبد
على أثر تلك الحروب بدأ بريق عقيدة أهل السنة والجماعة بالخفوق في جميع بلاد المسلمين وانتشر الكثير من العقائد الباطلة والمنحرفة شمل ذلك العوام والعلماء على حد سواء
في هذه الفترة فقد فيها المسلمون أو كادوا يفقدون معالم الطريقة التي تهديهم إلى الحق في غمرة من المحن واشتداد من الخطوب والابتلاءات
وكثرت فيه البدع والضلالات وسادت كثير من المذاهب الباطلة
واستفحلت الشبهات وانتشر الجهل والتعصب والتقليد الأعمى
وظهرت البدع والشركيات خاصة حول القبور والمشاهد والمزارات المزعومة والاعتقادات الباطلة في الأحياء والموتى وأنهم ينفعون ويضرون ويُدعون من دون الله
وانتشرت الفلسفات والإلحاد والجدل وهيمنة التصوف والطرق الصوفية الضالة على العامة من الناس
ومن ثم انتشرت المذاهب والآراء الباطنية وتوغل ال في أمور المسلمين ونشرهم للبدع والشركيات وتثبيطهم للناس عن الجهاد
كان المجتمع الإسلامي فيها قد وصل إلى صورة يعجز القلم عن تصويرها
ونجد صور عصر أبن تيمية جلية واضحة من خلال مؤلفاته التي بين أيدينا اليوم
إن أبن تيمية نهض بعبء الإصلاح للواقع المرير الذي تمر به الأمة الإسلامية
فبعث الحياة في الفكر الإسلامي بعد جمود أصابه
وأيقظ حياة كادت معالمها المشرقة أن تختفي بعد أن عمها الركود
وصدع بما عرف من الحق فبين للناس دينهم دون غش أو خداع أو تلبيس
ولم يتزعزع عن قول كلمة الحق
في حين كان عصره تتسيده الأزمة الكلامية والعقدية وحروب التتار والصليبيين
مما جعل شيخ الإسلام أبن تيميه محل جدل ومادة للصراع بين التيارات المختلفة
دخل في العديد من المواجهات والصراعات الفكرية مع الأشاعرة ومع ومع الفلاسفة من سبقوه ومن كان في عصره
لا يترك فرقة أو مذهب أو علم إلا وكان له رأى فيه

orent
ابوعبدالعزيز


.




قديم 20-01-2021, 11:02 PM
  المشاركه #5
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Oct 2020
المشاركات: 3,659
 



اكاد أجزم انه الشخصية المؤثرة الأولى في آخر ٨٠٠ سنة



قديم 20-01-2021, 11:03 PM
  المشاركه #6
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 5,934
 



.

حياة شيخ السلام أبن تيمية

إن حياه شيخ الاسلام أبن تيمية منذ القرن السابع الهجري الثاني عشر الميلادي حتى يومانا هذا
جعلت منه حاضراً في عالم اليوم أكثر من الأئمة الأربعة
ومما يؤسف له ان المتلقين لفتاوى أبن تيمية اليوم لهم دورهم البارز
ليس في فهم النص فحسب بل في بناء النص وكتابته ابتداء
والذي كان حاضراً في الخطاب الشرعي في مواقف المتشددين
وتلقتها الجماعات الإرهابية كالقاعدة و على امتداد خارطة العنف العالمي
واستخدمته سيفاً تسله على الخصوم وشيخ الاسلام أبن تيميه منه براء
إذ لم يفهموا ابن تيمية في سياقات مختلفة باعتبارهم الفاهمين الوحيدين له
ولم يرجعوا للعلماء حيث قال الله تعالى:
(..فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
إن عملية الفهم ليست كتلة واحدة يمكن تحصيلها من قراءة أي نص معرفي
بل هو درجات تتفاوت من قارئ لآخر
وادعاء امتلاك الفهم الكلي للنص بمعرفة ظاهره وباطنه ومراد قائله أمر متعذر في غالب الأمر
فكيف إذا كان النص المراد فهمه مئات من المجلدات
كما لا يخلوا استخدام آراء أبن تيمية في الخصومات الفكرية والعقدية والنيل من أهل السنة والجماعة من قبل أعداء الامة خصوصاً العلمانيين والشيعة
ومما يؤسف له أيضا أن شخصية أبن تيمية لم تنل ما ناله التصوف أو الفلسفة أو الإشراق من اهتمام سواء في جهود المتفلسفة العرب أو دارسي الفلسفة
إلا أن بعض المستشرقين بدأوا الاهتمام بمؤلفات أبن تيميه
وعكفوا على دراستها والاستنباط منها
أسباب الهجوم على أبن تيميه
إن الهجوم على شيخ الإسلام ابن تيمية سابقا وحاضرا له أهدافاً غير معلنة
ومتعمد بسبب اخفاقاتهم واعتمادهم أقصى قدر من الأكاذيب على ابن تيمية
ولكنها لا تخفى على أحد لأن ابن تيمية له اثره الكبير في الدفاع عن أهل السنة والجماعة
وله إسهامات جليلة في بيان حقائق الإسلام ومواجهة أهل الانحرافات العقدية ونصره للسنة النبوية وقمعه لأهل البدع والخرافات الفكرية
بعد ما كاد أن يضيع أهل السنة في زحام البدع والخرافات بالزيادة والنقص
إن أهل البدع يعلمون أن سر قوة أهل السنة ينبع من عقيدتهم الصافية وتوحيدهم الخالص
لذلك يحاولون جاهدين تفريغ أهل السنة من حصنهم الحصين ومعقلهم المتين وعقيدتهم السلفية النقية الصافية فكشف أبن تيمية زيفهم في كتابه الفذّ (منهاج السُّنَّة(
ورد على (الحلّاج) في فتاواه تعقيباً على فلسفة الحلّاج على الحلول والاتحاد
ثم ردوده على الصوفية ومناهجهم الباطنية التي شوهت جمال الدين فأعطوا بعض البشر مكانة مقدسة غير مستحقة
ورده على المعتزلة الذين ينفون عن الله تعالى جميع الصفات
وكان ردّه عليهم من وجوه كثيرة واستقصى في إيراد الحجج النقلية والعقلية
ومن أبرز ردوده كتابه الشهير: (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان)
ثم رده على فخر الدين الرازي الذي يُنكِر صفة العلوِّ لله تعالى والردود كثيرة
إن علم أن تيمية لم يقتصر على عصره بل أمتد علمه الى عصرنا الحاضر
وأصبحت كتبه تشع في بلاد المسلمين اليوم وامتدت لتصل الى بلاد الغرب وطرقت أبوابه
وهذا ما أغاض خصومه اليوم الذين نهجوا نهج اسلافهم لا لمعاقبته جسديا كما فعل أسلافهم من قبل
بل محاربة فكره اليوم وازالة مؤلفاته من المكتبة الإسلامية ومن العقول والفطرة السليمة ولكن هيهات أن يغلبوه
يا ناطح الجبل الأشم بقرنه *** رفقاً بقرنك لا رفقاً على الجبل
ان محاربة اعداء الأمة لابن تيمية هي محاربة لعقيدة أهل السنة والجماعة
ومحاربة منهج الوسطية والاعتدال وإحياء الفكر الظلامي
والوسطية هنا لا كما يدعيها الاخرون اليوم الذين تمسكوا بشعار الوسطية بمدلوله اللغوي لا الشرعي الاسلامي
فابتكروا وسطية محدودة من عند أنفسهم بمدلول جديد ابتكروه
إن الهجوم على أبن تيمية هو الرغبة للرجوع لعهود التيه والضلال والانحطاط الفكري واغلاق أبواب الاجتهاد الرباني واحياء للبدع والفكر الباطني الفارسي
وهو منهج دعاة الباطل بالالتجاء الى أساليب ملتوية يروجون بها لكذبهم على مخالفيهم دون الافصاح عن معتقدهم الحقيقي وهو الغاء السنة النبوية
وينزعون الألفاظ من سياقاتها ليوهموا الناس بصدق منهجهم
وعندما عجزوا عن مقارعة أبن تيمية بالحجة
ألبوا عليه السلاطين مرة ومرة أخرى بالكذب والتدليس
فينسبون إليه عقائد وأقوالاً متلاعبين بالعبارات
ومرة بكتابة التقارير الكيدية التي تنم عن رداءة في نفوسهم واخلاقهم وسوء معدنهم فادعوا ادعاءات لم يثبت منها شيء
ولما يأسوا من ذلك كله وضعوه في السجن بعدما ضاقت أنفسهم به
يقول أبو الأسود الدؤلي
حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ *** فَالقَومُ أَعداءٌ لَهُ وَخُصومُ
كَضَرائِرِ الحَسناءِ قُلنَ لِوَجهِها *** حَسداً وَبَغياً إِنَّهُ لَدَميمُ
إن المتأمل في عقلية منتقديه من السطحيين وخاصة من العلمانيين والرافضة والملاحدة العرب ليستغرب من موقفهم من شخصية شيخ الاسلام أبن تيمية العدائية

orent
ابوعبدالعزيز

.




قديم 20-01-2021, 11:04 PM
  المشاركه #7
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 27,993
 



بعض الدول العربية تمنع كتب ابن تيمية وترى فيها دعوة الى
التطرف والإرهاب كما يزعمون ...!

وقد يأتي يوم وتمنع كتبه بشكل إلزامي اذا ما صنفتها امريكا والغرب بأنها ارهابية ،،
او اذا ادعى الصهاينة أنها تدع لمعادات السامية ...!

وسوف يكون مطيتهم لذلك العلمانيين واللبراليين
ويفتيهم بذلك شيوخ .. .





...




قديم 20-01-2021, 11:06 PM
  المشاركه #8
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 5,934
 



.

أبن تيمية رجل عبقري تَغَفَّلَت أمته عنه

إن المسلمين اليوم ممن يحملون هذا الإرث العظيم الكثير منهم يجهل هذا الإرث
ولم يلتفت اليه وغفل عنه
في حين أن المستشرقين في الغرب يسابقون الزمن للاستفادة من كنوز ابن تيمية الثمينة
يقول أحد المستشرقين
أن ابن تيمية رجل فذ لم يتكرر في تاريخ أمة المسلمين مثله
بل لم يكن له شبيه في أي أمة أخرى
وإن تأثير فكر ابن تيمية في الفكر الغربي واضح
لقد ركز المستشرقين المحاضرات التي تشرح للناس شخصية أبن تيمية
منبهرين من عقلية شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
وقد عكفوا على دراسة كتبه
حتى قال أحدهم إن أبن تيمية رجل عبقري تَغَفَّلَت أمته عنه
ويقول هنري لاوست:
أن كتاب )السياسة الشرعية( لابن تيمية كان دستور (دولة المماليك) في عهد (قلاوون)
وكان ينفذ ما فيه حرفيًا في عهد النهضة الكبيرة لدولة المماليك في ذلك الزمن
وتقول المستشرقة الألمانية كوج جان :
إن نقد ابن تيمية سابق لعصره للمنطق الارسطي في أوجُه النَّقد التي وجَّهها ابن تيمية للمنطق الأرسطي
وابن تيمية أول من نقد المنطق الاوسطية
الذي كان سبب في تأخر النهضة الأوربية قبل ان ينتقده الأوربيون أنفسهم
وخاصَّة تلك الانتقادات الَّتي تفرَّد بها شيخ الإسلام ابن تيمية
ثم تتساءل وتقول هل الحضارة الغربية تأثرت بهذا النقد الذي انتج المنهج التجريبي الذي قامت عليه الحضارة الغربية
ويقول الدكتور جون هوفر من جامعة توتنهام
وهو أحد المستشرقين الذين عكفوا على دراسة فكر شيخ الإسلام ابن تيمية بكل دقة
في كتاب صدر له ضمن سلسلة (صناع العالم الإسلامي) وعنوان الكتاب (ابن تيمية(
وفي ختام مقدمة كتابه قال:
(أن هدفه من كتابه هو تقديم صورة أدق عن ابن تيمية من خلال رصد تاريخي لحياته وفكره استنادًا إلى الأبحاث الحديثة
ثم يقول :
(إن ابن تيمية شخصية عصرية يقف في منطقة وسط بين بداية الإسلام وحاضره وصاحب أبرز نصيب في الرد على الأديان في الإسلام
وله مواقف في الرد على الشيعة (الرافضة) وله موقف من الأضرحة والدعاء عندها
وسببت له السجن والاعتقال عدة مرات وسببت له مشكلات كثيرة)
استمعوا له في هذا الفيديو :

https://youtu.be/vMZUkTuSx7c

رحم الله ابن تيمية فقد كان صاحب المنهج الوسط العدل الصحيح الصافي
أخذ مشربه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم تعرف له بدعة

orent
ابوعبدالعزيز


.




قديم 20-01-2021, 11:09 PM
  المشاركه #9
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 5,934
 



.

وكتب مستشرق آخر هو(جون ميشوت)

الذي اعتنق الاسلام وتخصص في دراسة تراث وشخصية شيخ الاسلام ابن تيمية وترجم بعض اعماله
وهو استاذ الفكر الاسلامي والعلاقات المسيحية الاسلامية بجامعة هارت فورد في امريكا
وكان استاذ العلوم الاسلامية واللغة العربية بجامعة اكسفورد في بريطانيا
واستاذ التاريخ والشعر واللغة العربية بجامعة لوفان ببلجيكا سابقا
يقول ميشوت : ولكن حينما تبدأ قراءة أعمال أبن تيمية سترى ان اولئك الذين أساءوا استخدام نصوصه لأغراض إرهابية
يقرأون فقط النصوص المجتزأة من كلامه التي دعا فيها للمقاومة في سوريا ضد احتلال المغول الذي كان في القرن الثالث عشر
ومن هنا يبدأون استغلال هذه النصوص التي كانت نصوصا تخص مقاومة وطنية ضد محتل
ثم يستخدمون أي (المتطرفون) هذه النصوص للدعوة الى قتل حكام المسلمين الجورة
ولكن عندما تنظر في نصوص ابن تيمية الاخرى ستجد أنه كان من أوفى الشخصيات للمماليك والسلاطين الذين كانوا في الحكم آنذاك رغم أنهم ليسوا بأفضل من المغول
فتدرك أن شخصية ابن تيمية عند هؤلاء المتطرفين محصورة في بضع صفحات قليلة كتبها ضد الاعداء
ولكن إذا نظرت وتحققت في كتاباته كلها والتي من الميسور جدا أن تطلع عليها في أي مكان
ستجد في الحقيقة أنك أمام شخصية هي من أعظم علماء الدين الاسلامي وفي نفس الوقت شخص لديه مسلك وتناول وسطي جدا للدين
وهذا ما قاله جون ميشوت في هذا الفيديو :

الفيديو الاول :
https://youtu.be/H7eR_81vghE

تكملة الفيديو:

https://youtu.be/O_2DgxHd4MI

قال ابن كثير:
(وأثنى عليه وعلى فضائله جماعة من علماء عصره، مثل القاضي الخويي، وابن دقيق العيد، وابن النحاس، وابن الزملكاني، وغيرهم
ووجدت بخط ابن الزملكاني أنه اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها
وأن له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة، والترتيب والتقسيم والتبيين، وكتب على مصنف له هذه الأبيات:
ماذا يقول الواصفون له *** وصفاته جلّت عن الحصر
هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية في الخلق ظاهرة *** أنوارها أربت على الفجر
وهذا الثناء عليه وكان عمره نحو الثلاثين سنة ) انتهى كلامه من كتاب البداية والنهاية

orent
ابوعبدالعزيز

.




قديم 20-01-2021, 11:22 PM
  المشاركه #10
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 5,934
 



.

تعامله مع مخالفيه

إن الزاد الذي كان يتزود به ابن تيمية في مواجهة أعداءه
هو خلقه وعلمه وصبره وحسن أدبه مع مخالفيه
ومعروف أن اعداءه ما بين أشعري وصوفي و
ومع ما هم عليه من بدع وما قاموا به تجاهه بأن بدعوه وفسقوه وكفروه
وأحلوا سفك دمه وكل ذلك مقصده ما ذكره الحافظ البزاز:
(سبب عداوتهم ـ أي خصوم ابن تيمية ـ له أن مقصودهم الأكبر طلبُ الجاه والرئاسة وإقبال الخلق ورأوه قد رقاه الله إلى ذروة السنام
من ذلك ما أوقع له في قلوب الخاصة والعامة من المواهب التي منحه بها، وهم عنها بمعزل فنصبوا عداوته وامتلأت قلوبهم بمحاسدته)(1)
وسبب آخر ذكره الحافظ البزار حين قال:
(ولا زاحم في طلب الرئاسات، ولا روئي ساعياً في تحصيل المباحات، مع أن الملوك والأمراء والتجار والكبراء
كانوا طوع أمره، خاضعين لقوله وفعله، وادّين أن يتقربوا إلى قلبه مهما أمكنهم، مظهرين لإجلاله، أو أن يؤهل كلا منهم في بذل ماله)
وقال عنه ابن فضل الله العمري:
(وكان ابن تيمية لا تأخذه في الحق لومة لائم، وليس عنده مداهنة، وكان مادحه وذامه في الحق عنده سواء)
وذكر المؤرخون أنه كان منصفا وعادلا مع أعداءه
ففي الفتنة التي كانت بين الحنابلة والأشاعرة من وحشة ومنافرة قال ابن تيمية عن أبن مخلوف :
(وأنا والله من أعظم الناس معاونة على إطفاء كل شر فيها وفي غيرها وإقامة كل خير وابن مخلوف لو عمل مهما عمل والله ما أقدر على خير إلا وأعمله معه
ولا أعين عليه عدوه قط ولا حول ولا قوة إلا بالله هذه نيتي وعزمي مع علمي بجميع الأمور
فإني أعلم أن الشيطان ينزغ بين المؤمنين ولن أكون عوناً للشيطان على إخواني المسلمين ولو كنت خارجا لكنت أعلم بماذا أعاونه
لكن هذه مسألة قد فعلوها زوراً والله يختار للمسلمين جميعهم ما فيه الخيرة في دينهم ودنياهم ولن ينقطع الدور وتزول الحيرة إلا بالإنابة إلى الله والاستغفار والتوبة وصدق الالتجاء
فإنه سبحانه لا ملجأ منه إلا إليه ولا حول ولا قوة إلا بالله) مجموعة الفتاوى، ج3 ص271
كما عرف عنه الجرأة الكبيرة في الحق والافتاء بعقل واعي وحجة بيِّنة
ومن الاقوال المأثورة عنه رحمه الله قوله:
(ولن يخاف الرجل غير الله إلا لمرض في قلبه(
ولم يكن أبن تيمية يقول شيئاً للخاصة مختلفاً عما يقوله للعامة
بل كان القول عنده واحداً يقول عن نفسه:
(وما كتبت شيئاً من هذا ليكتم عن أحد ولو كان مبغضاً)
وقال رحمه الله :
(مصيبة تقبل بها على الله خير لك من نعمة تنسيك ذكر الله)

قال ابن القيم : وقال لي مرة ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري أنى رحت فهي معي لا تفارقني إنّ حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة

قال ابن عبدالهادي:
(فلما كان قبل وفاته بأشهر ورد مرسوم السلطان بإخراج ما عنده كله من كتب ولم يبق عنده كتاب ولا ورقة ولا دواة ولا قلم
وكان بعد ذلك إذا كتب ورقة إلى بعض أصحابه يكتبها بفحم
وقد رأيت أوراقا عدة بعثها إلى أصحابه وبعضها مكتوب بفحم)

وهذه آخر رسالة كتبها ابن تيمية قبل وفاته بنحو شهر ونصف يقول فيها:
(ونحن ولله الحمد والشكر في نعم عظيمة تتزايد كل يوم ويجدد الله تعالى من نعمه نعماً أخرى وخروج الكتب كان من أعظم النعم
فإني كنت حريصاً على خروج شيء منها لتقفوا عليه وهم كرهوا خروج الأخنائية (أي كتابه الذي رد فيه على الإخنائي الصوفي) فاستعملهم الله تعالى في إخراج الجميع وإلزام المنازعين بالوقوف عليه

وبهذا يظهر ما أرسل الله به رسوله من الهدى ودين الحق فإن هذه المسائل كانت خفية على أكثر الناس فإذا ظهرت فمن كان قصده الحق هداه الله ومن كان قصده الباطل قامت عليه حجة الله)
سبحان الله أراد خصومه أن يحبسوا كلمته الحرة الصادقة حتى لا تصل للناس
لكن مرادهم خاب وخسر فظهر شيخ الاسلام ابن تيمية وطارت كتبه في الافاق ووصلت الى اقاصي المشرق والمغرب فكتبت عنه الاف الكتب وأصبح اسمه على كل لسان

رحم الله شيخ الاسلام ابن تيميه فقد كان صاحب المنهج الوسط العدل الصحيح الصافي أخذ مشربه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم تعرف له بدعة
وتعرض للعديد من المحن على يد سلاطين المماليك في مصر والشام بسبب آرائه الأصولية والهجوم على الصوفية
وهم لا يرضون إلا بقتله بعد أن كفروه وأهدر بعضهم دمه
سجن عدة مرات ثم جاء سجنه الأخير الذي مات فيه

ولد سنة سبع وسبعمائة هجرية وتوفي بدمشق سنة سبع وسبعين وسبعمائة هجرية

orent
ابوعبدالعزيز

مدونتي الثانية :
http://orent2.blogspot.com/

مدونتي الاولى :
http://khdrees.blogspot.com/

.




قديم 20-01-2021, 11:26 PM
  المشاركه #11
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 5,934
 



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحااال1997
اكاد أجزم انه الشخصية المؤثرة الأولى في آخر ٨٠٠ سنة

يقول أحد المستشرقين
أن ابن تيمية رجل فذ لم يتكرر في تاريخ أمة المسلمين مثله
بل لم يكن له شبيه في أي أمة أخرى

بارك الله فيك

orent
ابوعبدالعزبز


.




قديم 20-01-2021, 11:34 PM
  المشاركه #12
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 5,934
 



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فواز أبوخالد
بعض الدول العربية تمنع كتب ابن تيمية وترى فيها دعوة الى
التطرف والإرهاب كما يزعمون ...!

وقد يأتي يوم وتمنع كتبه بشكل إلزامي اذا ما صنفتها امريكا والغرب بأنها ارهابية ،،
او اذا ادعى الصهاينة أنها تدع لمعادات السامية ...!

وسوف يكون مطيتهم لذلك العلمانيين واللبراليين
ويفتيهم بذلك شيوخ .. .





...
لا تخاف من ذلك الله مظهر دينه وسنة رسوله

يقول ابن القيم عن علم أبن تيميه وعن كتبه :
وهذه آخر رسالة كتبها ابن تيمية قبل وفاته بنحو شهر ونصف يقول فيها:

(ونحن ولله الحمد والشكر في نعم عظيمة تتزايد كل يوم ويجدد الله تعالى من نعمه نعماً أخرى وخروج الكتب كان من أعظم النعم
فإني كنت حريصاً على خروج شيء منها لتقفوا عليه وهم كرهوا خروج الأخنائية (أي كتابه الذي رد فيه على الإخنائي الصوفي)
فاستعملهم الله تعالى في إخراج الجميع وإلزام المنازعين بالوقوف عليه)

بارك الله فيك

orent
ابوعبدالعزيز




.







الكلمات الدلالية (Tags)

الذي

,

تيميه

,

غفلنا




تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



09:07 AM