logo

قديم 12-10-2006, 03:21 AM
  المشاركه #1
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 4,640
 



على حافَّةِ شاهقةٍ تطل على الدنيا و تستشرف ما وراء السحب من خبايا الأفق ..
وقفت أنتظر القرار الفاصل بين حدّي العقل و الجنون ..
تتلاعب ببقايا العزم تيارات الشياطين كما تتلاعب بجسدي الريح ..
لأستريح و تستريح الدنيا من رقمٍ مجنون ..

الزمان: آخر ساعاتي أو كما كنت اظن ..

المكان: على مملكتين ..

بيميني كتابي الى كل معتوهٍ يرى ان اقصر الطرق بين نقطتين هو الخط المستقيم ..
رصفت بين سطوره ماتيسر من الذكر السقيم ..
و بيساري خريطة موزمبيق ..

فـإلى موزمبيق و بئس المصير ..


الدور القبل الأخير من الناطحه فالذي قبله يتجهون بسرعةٍ هائله الى أعلى ..
أنني أشعر و لأول مرةٍ أني لست عبئاً على أحد ..
حتى الأرض في هذه الأثناء لا تعاني من وزني وثقلي ..
و كوكب الأرض يقترب بسرعة جنونيه .. كم هو مستعجل هذا الكوكب ..

الى أن أصل الى قاعٍ يحضنني بلطفٍ أو يهشمني ..
هناك متسعٌ من الوقت لأوضح للعبور دوافع الرحلة الى موزمبيق ..

أعز صديقٍ .. أو بالأحرى الصديق الوحيد ..
و للأمانه من ابتليته برابط صداقةٍ كرابط الزواج الكاثولوكي أو أوثق قليلا ..
أوعز الي بالسفر الى موزمبيق حيث القيعان هناك عاجية و مرصعة بالأحجار الكريمة
و هي بلد "قاع من لا قاع له" ..

أعطاني الخريطة لتهديني الى الطريق ..
حيث لا دابةً أرضيه و لا بحريه و لا طائرات توصل الى موزمبيق
و الطريق الوحيدة كما أخبرني الصديق هي ما أنا أسلكها الآن ..

يبدو فيما يبدو أن أبو عبدو صديقي لم يتذكر أن ينبهني الى أن القاع في بلدي و همي
فالشارع الممتد بجانب الناطحه لم يردعني و تركته فوقي و الظلام هنا سيد الموقف ..

كل المؤشرات تدل على ان الطحينيه هي الطعم الرئيسي وراء المتعه في الطعميه
و البلديه منعت اعداد السلطه بشبه المطاعم في فصل الصيف و لا حشوة خضارٍ تسد فراغات السندوتشات ..

درءً للمفاسد و لتصب كل القرارات في الصالح العام .. و حفاظاً على صحة المواطن ..
أما أشباه الشوارع التي فتحت أفواهها كتماسيح محنطه .. ترقب عجلات السيارات لتسد بها رمقها و أحياناً .. لا تكتفي بالعجلات لتأتي على السيارة بمن فيها ..
لم تطبق عليها البلدية قانون السلطات لا في الصيف و لا في الشتاء و الحشوة أُوكلت الى ذمة السلطه التي يتعفف عنها حتى الذباب ..


السؤال هنا: أنا وشـ قاعد أخربط ؟


ما علينا مني ..

أنا الآن في بطن التمساح .. و لمن لم يحظ بفرصة الدخول الى بطن التمساح من قبل .. يسعدني أن أصف له الجو العام و المنظر و البيئة المحيطه ..

المكان هنا يشعرك و كأنك في بطن شيء ما و يشعرك أيضا و بصوره شعوريه دهنيه و بلا قشره .. أنك .. في جوف تمساح ما .. أعتقد أن الصوره واضحه و بليغه و وصلت جل معانيها ..

من فتح فكي التمساح؟

الله ثم البلدية أعلم ..

المهم ..

العين الوحيده هنا و القادره على الرؤيه .. هي الإحساس باللمس .. فلأتلمس المخرج أو أنيس الى أن أجد مخرجاً من الهوة المعتمه ..

خلاصة تقرير الأصابع و الجبهة التي تلمست قصرياً و بشكلٍ مؤلم: أن المعادن و الثراوات هنا قد تعود الى سياراتٍ غافلاتٍ دخلن الى هنا في يوم الافتتاح الغير رسمي للهوة السحيقه .. و أنا أبحث تنبهت أحدى أذني الى صوتٍ ناعمٍ أنثوي يأتي من بعيد و يقترب و لا أتذكر بالضبط أي من أذني التي سبقت الأخرى لإلتقاط الصوت .. المهم في الأمر أن الصوت إياه .. أنساني الوضع بل قد أشغلني و زاد من حدة الفضول و مستوى ( اللقافة ) الى حد أن فغرت فاهي لأسمع بوضوح ...


نفسي: سأطاوعك .. و لكن في القلب شيء

أنا: لم كل هذا يا نفس

نفسي: هل الطيبه تبيح لهم الطعن و التجريح ؟

أنا: لا و الله .. لا الطعن مقصود و لا تجريح في المسأله .. لم يتعد الأمر المزاح البرئ .. أم أن الحقد وجد بالقلب ظلاً !!

نفسي: لا المكان و لا الزمان مناسبان .. تلقيتها ممن كان في الحسبان سند في الشدائد و في الرخاء عضد ..

أنا: الصبر و أمهلي حتى تتيقني ..

الصوت الذي ينطق بحروف اسمي برخامةٍ غير مسبوقه .. يقترب من بعيد و يدنو رويدا رويدا حتى اذا ما اقترب مصدره تشنجت نصف اعضائي .. فأشعلت .. مصدر الصوت ما اضاء محيطها حتى أتى التشنج على بقية الأعضاء .. كمية الجمال التي انعم الله به عليها لو توزعت على شعب كوريا الجنوبيه لمنحتهم الجمهورية اللبنانية .. الجنسيه بلا تردد .. استمرت معي حالة الذهول و الشلل الى ما شاء الله و كانت خلال تلك الفترة تطمئنني و تحاول أن تعيد الي وعيي و ما هي الا بضع سويعات حتى بدأت الحياة تدب في جسدي مبتدئةً بشعرةٍ في حاجبي الأيسر ..

سألتها: من أنت .. مالذي جاء بفاتنةٍ بالعشرين من عمرها الى هذه الهوة و حرم و جه الأرض من الحسن الذي ظل حبيس صفحات كتب الأساطير و الروايات الشرقيه؟

أجابت: الأولى أن تسأل من أين لي بمعرفة اسمك؟ سأخبرك عن كل شيء .. أما الآن فتعال معي ..

سرت معها أو طرت معها .. كنا نهوي ام نصعد؟ لا أدري .. أهم ما في الأمر أنها كانت تعلم الى اين تأخذني ..

توقفت عند طبقةٍ من الظلام لا تختلف عن الطبقات التي عبرنا .. و التفتت الي و قالت: إن دليتك على القاع .. مالذي ستفعله بعدها؟

قلت: سأحمله على متني و أعود به إلى قومي ..

قالت: أكمل المسير .. فالطريق طويل .. طويل يا شعب القيعان ..

لم أفهم ما قصدت بكلامها و لم توقفت هناك بالذات .. و من هي و ما هو الا سؤال تفلت من حجز الأوتار حتى هزها هزاً فكان أن نطقت: كم بيننا و بين موزمبيق من الوقت؟

قالت: كذبوا كما هي عادتهم .. لم يقصدوا موزمبيق .. إنهم يدفعوكم إلى ( موز .. نبيق ) .. و هي ما زرع بطريق أحلامكم من قشور موزٍ يعثِّر بعضكم ببعضٍ ليبيعوكم على الطريق .. ما هي إلا أيقونة خيبة تمسكتم بها حتى عبدتم من يسوقكم إلى حيث لا قاع و لا مخرج ..

أنا بصدمه: الناطحة و موزمبيق .. خدعه؟
قالت: قاع الأمان لا يعرفه إلا ذو العقل .. فهمت الآن .. هيا الى أعلى المملكتين .. و اتقي المصاعد .. اصعد الدرج و تفكر بكل خطوةٍ تخطوها .. تأمل أسفلها و أعلاها .. اعلاها .. اعلاها ..

تلاشت و تلاشى معها النور لأنير طريقي في ـ الظلام السرمدي ـ بما زرعت بقلبي و الفكر من حكمةٍ كانت كافيه لهجرة الليل عن الدنيا سبع سنين ..

أكملت طريقي إلى أعلى حتى تبين الغيظ الأبيض من الغيظ الأسود .. و رأيت قفصاً حديدياً في وسطه كرسي يجلس عليه بكل ذلٍ رجلاً مكبلاً بسلاسل عارٍ حفر على حلقاتها كلمات من دعوة المظلوم ..


أنا: نفس .. يا نفسي .. نمتي؟!!
يالله... حتى أنا جاني النوم
...
و ...
الى الِّـ قاع


عاجل ..
يجلب الكآبه
و آخر يدعو للكتابه
و كما الأخبار العاجلة
هناك في الدنيا من هم عاجلون أو متعجلون لست متأكد
الأكيد أنهم ليسوا سوى عجول حظيرة الأخبار ..


رائعة رفيقي في الأدب الساخر
--- سالم العنزي ---

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

الاسهم السعودية

 
 
قديم 12-10-2006, 03:24 AM
  المشاركه #2
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 447
 



محجوز اقراء ثم ارد





قديم 12-10-2006, 03:31 AM
  المشاركه #3
عضو قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 2,985
 



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مالقيت اسم
محجوز اقراء ثم ارد
ههههههههههههههههههههههههههههههههه
سبقتني ولاودي أحجز قبلك :5:




قديم 12-10-2006, 03:32 AM
  المشاركه #4
عضو هوامير المؤسس
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 655
 



.. الله يجزاك خير ابا عبدالرحمن ،، رائع ولاتجلب الا الرائع ،، فالروعه لك قرين ..

أجمل تحية .،.،.،.،.




قديم 12-10-2006, 03:51 AM
  المشاركه #5
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 9,216
 



أستاذي الكريم

حاولة أكثر من مره أن أنزل من ظهر السحابه ولاكن لروعة المنظر بقيت في مكاني

وسمعت عن أشاعة تقول بأنهم سوف يبلطون البحر ولذلك سوف أهبط عند أكتماله

لأتخذه مدرجا للهبوط ولاكن لا اعلم عن نهاية المدرج

هل نركب الهوى صاروخ




قديم 12-10-2006, 03:52 AM
  المشاركه #6
عضو هوامير المؤسس
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 302
 



تم تسجيل الدخول


تحياتي لك اخ عبدالرزاق انت استاذ




قديم 12-10-2006, 03:57 AM
  المشاركه #7
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 67
 



يمدحون صرافة البلاد



قديم 12-10-2006, 03:57 AM
  المشاركه #8
عضو هوامير المؤسس
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 1,477
 



ممكن مترجم



قديم 12-10-2006, 03:58 AM
  المشاركه #9
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,271
 



تسجيل حضور ............ الحمد لله انفك الحجب :5:



قديم 12-10-2006, 04:04 AM
  المشاركه #10
عضو هوامير المؤسس
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 241
 



قاع سوقنا علمه عند الله
وعليك بقاع سهمك وقمته
والله أعلم
بارك الله في لحنك وما تظهر




قديم 12-10-2006, 04:06 AM
  المشاركه #11
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 1,015
 



روعه يابو عبد الرحمن راح اقشر موز ووزع على الجيران



قديم 12-10-2006, 04:08 AM
  المشاركه #12
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 238
 



.............................................................................. .......






الكلمات الدلالية (Tags)

موزمبيق

,

إلى

,

و

,

الطريق

,

بنادوول

,

بطن

,

تمساح

,

في



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



09:40 PM