كنت تاجرا على موقع حراج

الـ 1000 الأولى (جزء 1 )


قبل أن أقص عليكم الأحداث التي كانت نقطة تحول في تجارتنا دعوني آخذكم في جولة من الصفقات التجارية الصغيرة التي قادتنا بهدوء و صعدنا معها نحو طريق النجاح ، في السطور التالية سأقص عليكم قصة أول صفقة تجاوز عائدها ال 1000 ريال ،، يبدو الرقم تافها للبعض لكن بالنسبة لطالبين مفصولين من الجامعة و شبه مفلسين كان هذا مبلغا أكثر من رائع .
***
تمدد عادل بعد وجبة (الغداء) و تثاءب ،، نظر نحوي بتثاقل :
- تتصفح الموقع في الـثانية ظهرا ؟! ألن تقيل يا رجل ؟
حركت رأسي بالنفي :
- هذا أنفس وقت ، تقل فيه النافسة إلى أبعد حد ،، نرتاح قليلا من صقور الموقع ..
لم يكد عادل يغلق عينيه و يغرق في النوم حتى وثب منزعجا على صوت سلسلة المفاتيح و هي ترن و تهتز في يدي ،، هتفت به :
- بسرعة البس ثوبك و هيا بنا ننطلق ،، سأقود السيارة و أنت بإمكانك النوم ..
حاول النوم دون فائدة ،، كانت السيارة تشتعل في حر الظهيرة دون جهاز تكييف ، قرأ الإعلان كما أمرته ،، قلت له مترقبا :
- ما رأيك؟
- و الله الإعلان يبدو مغريا ،، أشياء كثيرة مجمعة في غرفة واحدة ،،المعلن غير محترف في البيع و الشراء ،، لم يعط صورة كاملة لكل المحتويات
-لقد راستله على الخاص ، عرضت عليه مبلغ 700 ريال فرد بعد ساعة :
( شاهد البضاعة أولا ، إذا ناسبتك فخذها بهذا المبلغ )
بزم عادل بشفتيه و هو يدقق في الصورة ..
- شاشة، 32 بوصة LG ، شاشة ثانية nikai تبدو صغيرة ،، و شيء فضائي
ضحكت رغما عني ..
-مدخنة تثبت فوق الفرن لشفط الهواء ،،، نحن سكان الحواري الشعبية لا نعرفها بطبيعة الحال ..
أكمل و هو يمسح العرق عن جبينه :
- سجادة ، صندوق كميوتر ، زحليقة و أرجوحة أطفال ، أكياس ممتلئة بأشياء و أقمشة ،، ربما تكون ستائر ، لكن هل طقم الكنب ضمن البيعة ؟
هززت رأسي بالموافقة و أنا أرفع حاجبي ،، اسغرب حماسي المفاجئ ، قلت له :
- طقم أيكيا ، ، جلد طبيعي ناعم و بارد ، حالة الجلد ممتازة من الصورة ، الكنبة الثلاثية قيمتها 2800 ، الثنائية 1600 ، المفردة 850 ،،
- كيف تعرف هذا ؟
- كل كاتالوجات محلات الأثاث الراقية عندي في البيت و على الجوال ، و النفيس منها أحفظ أسعارها عن ظهر قلب ، الأثاث المستخدم ذو الماركات المعروفة مرغوب و يتم بيعه بسرعة .
وصلنا الموقع ،، أزمة مواقف معتادة ،، توقفت بقرب مقلب قمامة عملاق فنظر صديقي إلي ساخطا ،، سيرتطم باب السيارة بالمقلب ، أشار بيده بعصبية لأقدم ،، قدمت قليلا جدا ،، هتف :
-توقف خلف أي سياة في مواقف العمارة ، دقائق قليلة و سنغادر
-لن أفعل ،، هذا عمل حقير !
نزل من السيارة ساخطا و هو يسد أنفه .


يتبع ..