كانت تظن أنها الحرية

وفي العصا مآرب كثيرة مثل الهش على الغنم

أو للتعكز والاتكاء عليها ، أو للقتال الخفيف ، أو للأفعى والوحوش ، وإخافة الكلاب

ولإرهاب الزوجات أحياناً ، وتأديب الصبيان

وسيبقى فيها مآرب أخرى ما بقيت الدنيا


___


في العادة على المثقف ألا يمسك العصا من وسطها

وعليه أن يكون صاحب موقف .. فمسكها من المنتصف يجعلها عديمة الفائدة .. لا تؤدي غرضها


___


في الزمن المقلوب يحدث أن تغدو القيعان قمما شاهقة في ليلة وضحاها

أو أن تصبح القمم سهولاً جرداء ، في رمشة عين أو أدنى

ويحدث أيضاً ، من باب الزراعة الصناعية المسممة المهرمنة

أن تنتج شجرة الخبيث ، ثماراً أكثر خبثاً من أولئك الذين سيتخذون الثعلب رمزهم العالي والزئبق شعارهم المثالي

والعصا الممسوكة من الوسط صولجانهم الغالي


___


من الثعلب لربما نحصل على فراء جميل

ومن الزئبق نصنع ميزان حرارة حساسا ينبئنا إلى كم درجة وصلت حرارة غيظنا

ونحن نقلب بالمتثاقف صاحب العصا من الوسط .. الذي سيبقى أبد الدهر .. منبطحاً على ظهره .. فتباً لكل عصا ممسوكة من وسطها