إياك والظلم فالظلم يتحول إلى ظلمات كبيرة، ان أسوأ الخلق هي استغلال القلب الطيب سيجعلك القدر تغرق في بحر ظلمك يوما ما.
يحكى انه في غابر الزمان كان إحدى الأشخاص يعمل في إحدى المعامل فقد كان شخصا" مسكين طيب وهو صاحب عائلة كريمة لديه زوجة واطفال كان يعمل بكل إخلاص وبالرغم من الأجر الزهيد فقد كان فرحا ومسرور يكفي انه كان يسد رمق وجوع أطفاله فقد تزينت روحه بالقناعة كان يشكر خالقه على الرزق البسيط.
وهذا جعل من صاحب العمل اكثر تعلق بهذا العامل الدرويش اللذي يعمل بأجر زهيد ولايتكاسل فقد كان يستخدمه في أعمال كثيرة تتعلق بالأمانة.
مرت الايام والسنين وفي يوما ما طرده من العمل ظلما" دون اسباب مقنعة وقرر تعيين شخص آخر مكانه.
خرج الرجل البسيط وعيونه ممتلئة حزنا" وقهرا"، في تلك الليلة عاد إلى منزله لايحمل طعام يطعم أطفاله نظرت اليه زوجته بحزن وقالت: ماذا سنطعم الأطفال؟
قال سأبحث عن عمل في الغد
خرج من الصباح الباكر ونزل إلى المدينة يبحث عن رزقه فلم يجد ممن يرضى بتوظيفه عنده فهو رجل كبير بالسن وقد أمضى حياته كلها في عمله بذاك المعمل الخاص اللذي طرده صاحبه بكل وقاحة.
بقي يبحث حتى أنهكه التعب قرر الذهاب إلى نهر المدينة ليستريح هناك جلس قرب الشاطئ ومن شدة القهر بدأ يبكي ويدعو في قلبه يارب ماذا أفعل؟ ان أطفالي جياع.
هنا اقترب منه صياد طاعن في السن فقد اشفق على حاله عندما رآه يبكي فالرجال لا تبكي لابد انه مظلوم.
قال الصياد : مرحباً
.. اهلا بك
.. لماذا تبكي هل استطيع المساعدة؟
.. حكى له الرجل الطيب قصته كاملة
قال له الصياد العجوز :
بني ان الأرزاق بيد الله وحده ورحمة الله وسعت كل شيء لاتيأس من روح الله فلعل الله أراد لك تعويض افضل وتذكر بني كماتدين تدان والشمس لا تختبئ وراء حجاب والظلم يتحول إلى ظلمات فمن أبكى الناس ظلما" ابكاه الله قهرا،تعال معي تشتغل بالصيد
قال له الرجل:
ولكن الصيد لا يكفي فأنا لدي زوجة واطفال عليي كسوتهم وتعليمهم
قال الصياد : تستطيع أن تبحث عن عمل بالمدينة في النهار وتصطاد ليلا ريثما تجد عملا" بني صدقني لاتيأس.
حسناً يا جدي سأعمل بالنصيحة
بدأ يبحث نهارا ويصطاد ليلا ويوما اصطاد سمكة كبيرة جميلة قرر ان لا يبيعها ويهديها إلى زوجته فلابد ان طفلته الصغيرة ستفرج كثير فهي تحب السمك وتطلب من والدها دومآ اطعامها اياه.
بدأت الزوجة بتقطيع السمكة فلاحظت في قلب السمكة قطعة قاسية نادت زوجها : تعال انظر ماذا وجدت؟
نظر إليها الزوج جيدا في الصباح أخذها وعرضها على إحدى التجار اخبره انها قطعة فضية غالية جدا وعرض عليه بيعها بمبلغ زهيد كبير على الفور وافق الرجل المسكين وعاد إلى منزله وبثمن القطعة اشترى محل كبير ومنزل جميل يأوي أطفاله وقد بدأت تجارته تزدهر حتى أصبح من اغنياء المدينة.
وفي يوما ما يدخل المحل رجل غريب يبحث عن فرصة عمل نظر اليه الرجل وقال : ما اسمك؟ عرف عن اسمه كاملا لقد عرفه انه صاحب المعمل الظالم.
حكى له كيف تعرض معمله للسرقة ليس هذا فقط فقد تمت خيانته من كافة الجوانب راح يبكي قهرا وقد غرق بالديون وراح المصرف يطالبه بتسديد المال فقام ببيبع كل مايملك حتى يسد الديون وهو الآن لا مأوى له ولا رزق ولاشيء.
نظر اليه الرجل المظلوم بنظرة غريبة وتذكر حكمة الصياد
من أبكى الناس ظلما ابكاه الله قهرا
الشمس لا تختبئ وراء حجاب
حكمة القدر في كل شيء
لا تيأس من روح الله
............ هنا تنتهي القصة ونترك للقارئ تخيل ماسيحدث بعد ذلك هل سيقبل توظيفه عنده؟.......
14-05-2023, 08:32 PM
