logo

قديم 16-05-2023, 11:57 AM
  المشاركه #1
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 8,336
 



كنت جالساً مع قهوتي آلتي أشرب نصفها الأول وأنا في جلوسً وتأمل والنصف الثاني اكملهُ على الطريق الى عملي …
كانت الساعة ٧:١٠ دقائق صباحًا كنت جالساً على مقعداً خارج القهوه القريبة من منزليِ يمر من أمامي كثيراً من البشر..
كان هذا قبل ٤ ايام ..استمعت الى نصف دقيقه حوار بين أثنين …سردتها في قصةً مختصرة…



رجلٌ يبدو ما بين الستين إلى السبعين من عمره ( على الأقل ) يمشي الشارع ممسكاً بذراع امرأته التي لا تنقصه او تزيد عمراً يعبرون من أمامي يبدوان بصحةً جميلة ... يبدو انها كانت رياضة الصباح مشياً على الإقدام..

لم يكن واضحاً مَن يمسك بذراع مَن .. وكأن ذراعهما صارتا قطعةً واحدة يستندان عليها ...
يمشيانِ بخطوات بطيئة بفعلِ العمر وبفعل أنهما يمشيانِ معاً وبفعل أنهما يختلفان بغضب واضح ..
كيف عرفت أنهما في لحظة عتاب أو خصام ؟
كان صوتها واضح جداً وهي تقول لهُ" I’m tired and sick talking about this,& you keep ignoring me every time” !!
الترجمة -(أنا تعبت ومرضت وانا اكلمك على هذا الموضوع وانت في كل وقتً لا تعير اي إهتمام)

الرجل كان مستمعًا كطالب في مدرسة يستمع الى أستاذته لم أسمع انهُ قاطعها في تلك اللحظة أمامي.!!
كان واضحاً من صوتهما وتقاسيم وجههما أنهما مختلفان على شيءٍ ما .. هي تتذمر وتحرك يدها اليمنى لتعلن عن رأيها و هو يحرك اليسرى لأن يسراها ويمناه كانا متشابكتان بشدة .. وكلما زاد الاختلاف أكثر وارتفعت أصواتهما كلما زاد هذا الاشتباك ..

بالتاكيد رد الرجل عليها ولم استطع السماع جيداً ماذا كان يقول..

بقيت اراقبهما حتى أرى كيف سيتوقف خصامهما الظاهري…
أخذ الأمر عدة أمتار .. و بضعة كلمات غاضبة بطفولية .. و وجه متذمرٌ متأفف .. ثم اهتمام بتفاصيل الطريق أمامهما .. ثم صمتٌ .. ثم كلام عادي.. ثم ضحكةٌ بسيطة.. ثم رأسها على كتفه..

هذا الخصام الرقيق كان مثالاً على #الخصام_بين_المُحبّين ..

أخاصمكُ وأغضبُ منك وأنا دائماً أمشي بجانبكَ..
أخاصمك وأغضبُ منك وأنا دائماً أمشي بنفس سرعتك وعلى هوى خطواتك..
أخاصمكَ وأغضبُ منك وأنا أمسكَ بذراعك بقوة أكثر وكلما زادت حدة الغضب تزداد يدي تمسكاً بك
أخاصمك وأغضبُ منك وأنا أخاف منك عليك..
أخاصمك وأغضبُ منك وأنا أكمل بنفس الإتجاه الذي قررناه سويةً..
أخاصمك وأغضبُ منك .. ولا أشك ولا تشك بحبك .. حبي

بعد عمرٍ معين يصير الغضب حباً خالصاً.. لا يعتريه شك ولا تختلط به كراهية ..

من قال أن الشباب هم الأحرار ..
وحدهم من علمهم العمر أن الحب ضعفٌ متبادل.

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

ساحات الهوامير المفتوحة

 
 



الكلمات الدلالية (Tags)

حديث الصباح



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



10:29 PM