[ وإذا تقرر نقد لفظه: “إن أبي و أباك في النار.” فلا ينبغي الوقوع في إطلاق الكفر على والدي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) بل الواجب الحذر منه؛ لأنه قد يؤذي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ،يقول الحافظ القسطلاني (رحمه الله تعالى) في: ” المواهب ( / ) :” الحذر الحذر من ذكرها بما فيه نقص، فإن ذلك قد يؤذي النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ لأن العرف جار بأنه إذا ذكر أبو الشخص بما ينقصه أو وبوصف وذلك الوصف فيه نقص : تأذى ولده بذكر ذلك له عند المخاطبة، وقد قال النبى (صلى الله عليه وسلم): ” لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات.” رواه الطبراني في “الصغير” ولا ريب أن إيذاءه (صلى الله عليه وسلم) كفر ي فاعله عندنا إن لم يتب.” أ.هـ. ويقول ابن حجر الهيثمي (رحمه الله تعالى) في “النعمة الكبرى” ( ص/ ) :”احذر أن تروغ عن القول بنجاتهما. فإنه (صلى الله عليه وسلم) حذرك من ذلك بقوله لما اشتكى اليه عكرمة (رضي الله عنه) أن الناس يسبون أبا جهل:” لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات.” رواه الطبراني في : (الصغير) : قال: “فالخوض في ذلك على خلاف ما قلنا- يعني : القول بنجاة والدي المصطفى- ربما يؤذيه (صلى الله عليه وسلم)، وإيذاؤه كفر يراق به دم قائله، فعلى العاقل أن يصرف نفسه عن هذه الورطة الصعبة التي قد تقضي إلى الكفر والعياذ بالله تعالى.” أ.هـ وأورد الطبري (رحمه الله تعالى) في : “ذخائر العقبى” عن أبى هريرة (رضي الله عنه) قال: جاءت سبيعة بنت فقالت: يارسول الله إن الناس يقولون: أنتِ بنت حطب النار، فقال (صلى الله عليه وسلم وهو مغضب: “ما بال أقوام يؤذون قرابتي؟! من آذى قرابتي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله.”
قال الحافظ ابن حجر (رحمه الله تعالى) في “الإصابة” (4/298) بعد ذكره لرواية أنها درة أو سبيعة -: يحتمل أن يكون لها اسمان، أو أحدهما لقب، أو تعددت القصة لامرأتين…” أ.هـ.]
المصدر السابق