الحاكم بن العزيز الفاطمي المجرم الذي اغـتـصب نساء مصر

لا يخفى عليكم ان اغلب الطوائف الاسلامية فيها من المنكرات والمفسدات في العقيدة والدين والشرك بالله مشابهة في طوائف الاديان الاخرى ، ولذلك امر النبي المسلمين بالدين الصحيح القويم الذي عليه هو واصحابه وامر بالتمسك بالسنة وان كل الطوائف في النار ماعدا من يتبعه ويتبع الخلفاء الراشدين ..


هذه القصة حقيقية من كتاب ( البداية و النهاية ) لابن كثير ..



في سنة 411 هــ الحاكم بن العزيز بن المعز الفاطمي صاحب مصر كان كثير التلوّن في أفعاله و أقواله، جائرا في كيفية بلوغه مايأمله من ضميره الملعون ، لانه كان يروم أن يدّعي الالوهية كما ادّعاها فرعون في زمان موسى عليه السلام ، وكان قد أمر الرعية إذا ذكره الخطيب على المنبر أن يقوم الناس على أقدامهم صفوفا، إعظاما لذكره واحتراما لاسمه، فكان يفعل هذا في سائر ممالكه حتى في الحرمين الشريفين ، وكان أهل مصر على الخصوص إذا قاموا خرّوا سجودا، حتى إنه ليسجد بسجودهم من في الاسواق من الرعاع وغيرهم.


وأمر في وقت لأهل الكتابين بالدخول في دين الاسلام كرها، ثم أذن لهم في العودة إلى أديانهم، وخرب الكنائس، ثم عمرها ، وخرب قمامة، ثم أعادها، وابتنى المدارس وجعل فيها الفقهاء و المشايخ، ثم قـتـلهم وخربها.


وألزم الناس بإغلاق الاسواق نهارا، وفتحها ليلا، فامتثلوا ذلك دهرا طويلا، حتى اجتاز مرة بشيخ يعمل النجارة في أثناء النهار، فوقف عليه فقال: ألم ننهكم عن هذا ؟ فقال: ياسيدي، أما كان الناس يسهرون لما كانوا يتعيّشون بالنهار، فهذه من جملة السهر.



فتبسّم وتركه، وأعاد الناس إلى أمرهم الاول، وكل هذا تغيير للرسوم، واختبار لطاعة العامة ، ليرقى في ذلك إلى ماهو اطمُ من ذلك، لعنه الله ، وقد كان يعمل الحسبة بنفسه، يدور في الاسواق على حمار له وكان لا يركب الا حمارا فمن وجد قد غش في معيشته أمر عبدا أسود معه يقال له : مسعود، أن يفعل به الفـاحـشه العظمى جهارا ، وهذا امر منكر ملعون ، لم يسبق إليه احد، وكان قد منع النساء من الخروج من منازلهن، وقطع الأعناب حتى لا يتخذ الناس خمرا، ومنعهم من طبخ الملوخية، وأشياء من الرعونات التي لا تنضبط و لا تنحصر، وكانت العامة موتورين منه يبغضونه كثيرا، ويكتبون له الاوراق التي فيها الشتيمة البليغة له ولأسلافه ونساءه في صوره قصص ، فإذا قراها ازداد حنقا عليهم، حتى إن اهل مصر عملوا صوره امراة من ورق بخفّيها وإزارها، وفي يدها قصة فيها من الشتم والسب و اللعن والمخالفة له شئ كثير، فلما رآها ظنها امراه، فذهب ناحيتها واخذ القصة من يدها فقراها فراى مافيها، فأغضبه ذلك ، فأمر بقــتل تلك المراه، فلما تحققها من ورق ازداد غضبا على غضبه، ثم لما وصل الى القاهرة أمر العبيد من السودان أن يذهبوا الى مصر فيحرقوها وينهبوا مافيها من الاموال و النساء، فذهبت العبيد فامتثلوا ما أمرهم به، فقاتلهم أهل مصر قتالا عظيما ثلاثة أيام ، والنار تعمل في البيوت و النساء في كل يوم، ويخرج هو بنفسه، قبّحه الله ، فيقف من بعيد ويبكي ويقول : من أمر هؤلاء العبيد بهذا ؟ ثم اجتمع الناس في الجوامع ورفعوا المصاحف وجأروا الى الله عز وجل، واسغاثوا به ، فرقّ لهم الترك و المشارقة وانحازوا اليهم، فقاتلوا معهم عن نساءهم وبيوتهم ، وتفاقم الحال جدا ، ثم ركب الحاكم لعنه الله ، يفصل بين الفريقين ، وكفّ العبيد عنهم ، وقد كان يظهر التنصّل من القصة ، وأن العبيد ارتكبوا ذلك من غير علمه وإذنه ، وكان ينفذ لهم السلاح ويحثهم على ذلك في الباطن لعنه الله ، فما انجلى حتى أحرق مصر نحو من ثلثها ، ونهب قريب من نصفها ، وسبيت من النساء خلق كثير ، ففعل بهن الفواحش و المنكرات ، حتى أن منهن من قــتـلت نفسها خوفا من العار و الفضيحة ، واشترى الرجال منهم من سبي لهم من النساء من ايدي العبيد.



قال ابن الجوزي زاد ظلم الحاكم انه يدّعي الربوبية فصار قوم من الجهلة يعبدونه يقولون : ياواحد يا احد ، يامحيي يامميت ..