الاخوه المتقاعدون(نقاش)

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحازمي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wasl

طلب التقاعد قرار تصل اليه عندما تتشبع وظيفيا من سنوات الوظيفة الطويلة التي انهكت جسمك وسلبتك صحتك وخطت الشيب في رأسك وشاربك ولحيتك ..ولان الوظيفة نوع من الحروب لاعمار الارض والانسان والاوطان ..ولابد ان يرحل المحاربون من ساحة المعركة ويعودون الى بيوتهم يوما ما ...

قرار تصل اليه عندما تصبح الوظيفة والنهوض من النوم صباحا والسير نحو مقر العمل في الزحام الصباحي مرهق لك ..ومقرف لك ..والعودة ايضا مقرفة ومرهقة لك ..كأنك عبد مسكين من ايام العبودية والرق تذهب صباحا الى الحقل او المزرعة ..وتعود مساء وقد انهكك التعب والجوع فتنام لتبدأ مسيرتك العبودية من اليوم التالي ...


عندما تصل الى مرحلة انك لاتطيق التوجيهات والملاحظات التي تصلك من مدراء الاقسام او مدراء العموم او مدراء الشركات او رئيسك المباشر ..لانك سئمت وزهقت ولان التعاميم والانظمة والتوجيهات على رأسك منذ ربع قرن او 30 سنة ...وهي تطرق رأسك وتتلألا في عينيك واصبحت تحفظها كما تحفظ اسم امك وابوك وزوجتك ...

عندما تصل الى ان تجد الشباب والفتيات وقد اصبحوا زملاء وموظفين معك وهم شباب في العشرينيات في سن اولادك وتعرف ان ولادتهم كانت بتاريخ زواجك .. ...يصعدون المصعد معك .. وتقابلهم في اقسام الادارة ...وتلتقي بهم في الاجتماعات ..


الوظيفة عبودية لجسد الانسان وصحته فانت لاتستطيع الغياب الا وفق مبرر غياب ولاتستطيع التأخر الا وفق مبرر للتأخير ولاتستطيع الاستهتار بالعمل لانه امانة ولاتستطيع التقاعس لانك محاسب على العمل ..مهما كان منصبك الوظيفي الا ان كنت فاسدا وغير نزيه وظيفيا ..


والتحرر منها اي الوظيفة نوع من اغتنام الحياة وشكر الله على بلوغ التمام والكمال والوصول الى عمر الراحة والاسترخاء والتمتع مما بقي من الوقت المتبقي لك في هذه الحياة ...لان الوظيفة لن تنتهي وعمرك ايها الانسان ينتهي ..


ولايعني التقاعد نهاية الحياة بل هو فرصة لنعمة الاحساس بالوقت والحياة ..والتخويف من التقاعد في بلادنا اراه مبالغا فيه وجزء من منظومة الخوف الاجتماعية التي للاسف جبلت عليها مجتمعاتنا ومن قيمة التفاهة الاجتماعية التي ترسخت في الاذهان ..وكأن الانسان عند التقاعد لاقيمة له ولامعنى لحياته ..

يقول النبي :

«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ»


ايضا على الانسان ان لايذل نفسه ويجهد نفسه ويحمل نفسه مالايطيق :


قال النبي :