لاشك أيها الإخوة والأخوات بأن محاولة الإجهاز على اللغة العربية السليمة وإحياء اللهجات المحلية السقيمة باتت ظاهرة في جميع الميادين ، كما أن هناك من يحاول الترويج لها عبر المنتديات وكذلك عبر الإذاعات ومحطات التلفزيون الفضائية منها والأرضية ، وليس غريباً أن نجد أبناءنا لايفقهون في لغة القرآن شيئاً ؛ فالتأثير قوي للغاية ، ولكن الغريب أن نجد في بعض المنتديات من يشنشن ويطنطن لأولئك الذين عجزوا أن يقدموا فكراً حراً بلغة سليمة صحيحة ، بل أنهم يصنعوا المعجزات لتمرير لهجة خاملة ، ويقدموا لذلك الكثير من الذرائع ، من بين تلك الذرائع حجة الحفاظ على التراث وهنا والله يبرز العجب !.
فهل وصل بنا الحال ألا نحفظ من تراثنا إلا لهجة تفسد الذوق العام ، وتقضي على ثقافة أجيال متتابعة ، لأن اللغة العربية أثرى ماتكون بالمفردات التي لاتتـأتى في غيرها سواء على صعيد اللغات أو اللهجات . والأغرب من ذلك هو أننا نجد الدول العربية والإسلامية ، وأولها دولتنا الحبيبة ممثلة في وزارة التربية والتعليم ( للأسف لاتربية ولا تعليم ) أقول : انها تلزم أبناءها باللغات الأجنبية ابتداءً من المرحلة الابتدائية ، بينما اللغة العربية تدرس معها جنباً الى جنب ، ولكن دون الزام بالتقيد بها في كل المخاطبات ، بل يسمح للطالب أو الطالبة بأن يعوج لسانه في انتهاك واضح ومخزٍ للغة العربية دون تذمر!!.
كما أنه من الواضح وجود بعض الأصوات التي تظهر علينا في الشاشات التلفزيونية وخصوصاً في برامج المسابقات كالتي تجري على قناة المجد في أغلب الأوقات ، وتنفذ هذه الأصوات سياسة بسيطة في الأداء ولكنها عميقة في التأثير خصوصاً على الأطفال الذين يتابعونها بشغف ويندمجون معها بكل يسر وسهولة ومثل ذلك كثير .
أليس جدير بنا أن نحافظ على اللغة العربية لكي نصون الكثير من أمجادنا ؟!، ألسنا بحفاظنا عليها ندافع عن ديننا الذي هو الحصن الأول لنا ؟!! ألسنا بالحفاظ على اللغة العربية نحافظ على ذاتنا وتراثنا الحقيقي ، أليس مهماً البعد عن اللهجات التي لا تضيف إلى مخزوننا الثقافي أية قيمة ؟! ، أليست نوعٌ من التسطيح ـ بل هي معول هدم لثقافة الأجيال القادمة ؟!.
والله إنه لعار كبير أن نجد غيرنا يجيد لغتنا العربية الفصيحة ويتكلمها ، بينما نحن نمقت كل من يتعامل بها ونستصغره ، وأذكر هنا حكاية لمستشرق مجري يدعى : ( يوليوس جير مانوس ) إذ يحكي عن حادثة تركت في نفسه حسرة ومرارة ، فيقول : حدث مرة في ميناء الاسكندرية أن تحدث مع مسؤولي الجوازات بالفصحى فضحكوا من كلامه وأجابوه بالعامية ، فصدم وكتب لزوجته في المجر بأنه كان يخشى أن يصبح أضحوكة في مصر لقصور قد يشوب إتقانه للعربية ، فصار أضحوكة لأن أهلها لاينطقون بها ويريدون منه أن يتحدث بالعامية ، فهل بعد هذا خزي وعار ؟ .. وأنا هنا أبارك توجه الكاتب صاحب الموضوع وبعض الإخوة وعلى رأسهم حيزوم ، وبإذن الله سأعقب لاحقاً وأضيف قواعد املائية متكاملة من اتبعها فلن يخطئ بعدها أبداً ولكن انتظروا ريثما اكمل كتابتها وبعد ذلك سأطرحا بإذن الله ...هذا والله الموفق .
أخوكم : السروي قبل الإيقاف والزركلي بعد تفعيل الاشتراكات .