بسم الله الرحمن الرحيم..أخي الكريم..بداية أنا سعدت بما قرأت...و يهمني ألا يتضايق صاحب الرواية من هذه الملاحظات..وقد قرأت الرواية كاملة ولم أدقق فيها كلها...
- نتفق تماماً إن هناك كاتباً مبدعاً ولا شك ...قد تراه حاضراً وأراه مستقبلا بعد قراءة لكثير من الروايات الجيدة وخاصة ً المترجمة منها وممارسة الكتابة بشكلٍ دؤوب..
- لدى الكاتب مخزون لغوي ضخم ورائع وأسلوب حواري متميز وقدرة جيدة في تمثيل أدوار الحوار
- في الحقيقة هذا العمل ليس عملاً روائياً بقدر ما هو عمل قصصي بسبب قصرها أولأ..وكذلك الميل لسرد أحداث كثيرة ومتلاحقة...دون الاهتمام بالتغلغل في السرد الداخلي...والتغلغل في داخل الذات الإنسانية...ووصف المشاعر بعد أن يسبر الكاتب أغوار نفسية كل شخصياته....وخاصةً البطل..فلاحظ قضية مرض والدة ريان ومن ثم وفاتها..كان من الممكن في العمل الروائي أن تصل لأكثر من فصل لو أجاد الكاتب في وصف المعاناة النفسية ..
- لا توجد حبكة تدور حولها أحداث القصة...وهذا من ضروريات العمل الروائي وحتى القصصي
- قضية ريان المدرجة هنا والتي ركز عليها الكاتب كثيرا والتي قال أنه لم يخض غمارها ( التعايش مع الغير ) فلو سلمنا بذلك فمن أين اكتسب ريان كل الصفات المذكورة وهي ( شخصية قيادية بارزة , رجولة حقه , مدعومة بخلق حسن وسلوك قويم , وقوة حجة , قوة في التواجد والحضور ) لا يمكن أن يكتسب كل تلك الصفات وتظهر عليه بشكل بارز كما وصفها الكاتب بدون التعايش مع الغير !!؟؟ ولو اقتصر الكاتب على ما وصف به ريان بشخص منغلق يحسب الحياة لعبة سهلة بسبب تدليل والدته له لكان ذلك أصدق في التصوير وأقرب للواقع..إلا أن يكون المقصود وهو الواضح أنا لم يخض تجربة ( التعايش مع ثقافات أخرى )
- نشعر أحيانا نادرة ولكنها موجودة..بأننا نقرأ أسلوبأً تقريرياً..فلاحظ في الفصل الثاني قول الكاتب
(وفي تلك الفترة .. قام ريان بزيارة زملائه أصحاب القصر بدعوة قدموها له .. ولما دخل القصر وجده كالتالي..) ثم بدأ بوصف القصر..فكلمة التالي لا ضرورة لها البتة...وأحيانا نتذكر الأسلوب التعليمي فلاحظ قوله في الفصل الرابع ... خرج من بيته في وقت السحر ( قبيل الفجر ) فهل ترى ضرورة لتفسير كلمة السحر ؟؟
- من يقرأ الرواية ثم يصل للقصيدة يداهمه الحس بأن الرواية فصلت على هذه القصيدة ولم تكن القصيدة خاتمة طبيعية لها ...
- حبذا الاهتمام بتخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية كلها..فمثلا الآية من سورة يوسف في الفصل الأخير...وحديث فاظفر بذات الدين تربت يداك ..لأن التخريج يعطي للكتابة توثيقا وثقلا مهمين..
- ملاحظات لغوية بسيطة منها على سبيل المثال لا الحصر...بيت الشعر الذي ورد في الفصل 2
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** لطالما استعبد الإنسان إحسانا) .. والصحيح إحسانُ ..
- في نهاية القصة قال الكاتب .(. وهذه هي قصيدتي الستينية (ستون بيتاً) والتي قصصت فيها دخول ريان لبيت ابوعامر وما تلى ذلك من أحداث ..) طبعا الصحيح نحوياً بيت أبي عامر
- في الفصل الأول قال الكاتب .(. .. ففي بادئ الأمر امتلأ درج طاولته صور ممثلين وممثلات .. ومطربين ومطربات .. ولم يكن يعبه بها .. ) طبعاً الصحيح لم يعبأ بها.. أو يأبه بها..
- ألا يوجد هنا تناقض في قول الكاتب في الفصل الأول عندما كان ريان في غرفة الانتظار ينتظر نتيجة مرض والدته ؟؟
- ( وكأن عقارب الساعة قد آثرت الدوران .. وفضلت البقاء في نفس المكان ) ؟؟ لابد أن يكون المقصود آثرت السكون أو كفت عن الدوران ...
- لاحظ قول الكاتب عندما قرر ريان السفر لليمن ( قرر أن يرسل أوراقه عن طريق النت ) ألا ترى لو استبدلها بعبارة الشبكة العنكبوتية لكان أفضل ؟؟ خاصةً أنا التزم الفصحى في السرد وترك العامية للحوار فقط
- أعجبتني القصيدة جداً جداً...فهي أكثر من رائعة تسلسل بديع , صور قريبة , معانٍ واضحة , ساعد على ذلك سهولة قافيتها ( حرف الراء ) فما أجمل هذه الصورة في هذا البيت
-
تمشي الهوينا في عزةٍ ××××× كخيلٍ تباطأ في منحدر...
وكذلك هذه الصورة في بيتٍ آخر..
دموعٌ ترقرقُ في عينها ××××× كعقدٍ تلملم ثم انتثر..
أخي هذه قراءة سريعة أرجو أن تجد صدراُ رحباً...ويعلم الله أن الهدف منها الفائدة لا الإحباط..
مع تحياتي....حلم
05-11-2008, 09:50 PM
