في هذا القرن الحادي عشر ظهرت نماذج لسرقات ذكية وصلت الغاية في الإحكام والتخلص من جميع التبعات القانونية والنظامية، فلو أن أبن الجوزي رحمه الله عاش في عصرنا هذا لوضعها في كتابه الأذكياء ضمن ما يتعلق بذكاء اللصوص .
وطريقة السرقة الحديثة التي أتحدث عنها أنه يمكن لأي لص أن يسرق ما يريد من أموال طائلة من الناس دون أن يكون عليه أية تبعة في ذلك، فيقوم أولا بتأسيس شركة غير نظامية وبلا ترخيص ويقوم بعمل دعاية كبيرة على نجاح شركاته وأنه يقوم بتوزيع أرباح خيالية خلال ثلاثة أشهر فقط، وفعلا يقوم بتوزيع الأرباح على أول المساهمين معه من أجل عمل دعاية وإعلان أكبر من قبل، ويسوق لشركاته بمجموعة كبيرة من السماسرة الطيبين ويغريهم بنسب من كل مبلغ يتم اجتذابه لشركته .
بعد أن يعطي المساهمين الأوائل معه أرباحا هي عبارة عن رؤوس أموال المساهمين الأواخر، وفي نفس الوقت يتوقع هو وينتظر تجميد أمواله فيقوم في البداية بتحويل أموال المساهمين بأسماء آخرين هنا في الداخل، والجزء الأكبر من رؤوس الأموال يستثمره في الخارج، أو يضعه في حسابات مصرفية في الخارج .
وعندما يحدث الإيقاف المتوقع من قبل الجهات المعنية، وتقام عليه دعاوى في المحاكم يدفع مباشرة بأن العقود المبرمة مع المساهمين هي عبارة عن عقود مضاربة وأن المساهمين معه هم كذلك معه في الأرباح والخسائر، ويدفع بأن القول قوله في مسألة الربح والخسارة، وأنه غير ملزم قانونا وقضاء برد أموال المساهمين معه، وبذلك يخرج من العملية بكل يسر وسهولة ويتمتع هذا اللص بأموال المساهمين ويبذخ ويبدد الأموال بكل صلف دون خوف من رقيب أو حسيب، والمساهمين يدعون بالويل والثبور على من ورطهم في الدخول معه في مغامرة محكمة نفذت بكل ذكاء ودهاء . وإلى الله المشتكى
08-06-2009, 02:37 PM
