logo



قديم 16-09-2009, 02:34 PM
  المشاركه #49
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



كل رمضان وكل أحببي وإخواني بمنتدى غرام بألف خير
شدني هذا الموضوع . فأحببت لكم الفائده
أترككم مع:

أفراح الروح في شهر رمضان

تعالوا لنسمع أفراح الروح وهى تسرى في القلب فتتلذذ بالصيام والقيام والصدقة وقراءة القرآن والتوبة والغفران تعالوا لأفراح الروح لنسمع أفراح الروح في شهر رمضان كيف تعيش تلك الروح.

فهذا صائم يحاول التعبير عن هذه الروحانية فيقول:

"في نهار يوم من أيام رمضان اشتد بي الجوع فيبس لساني وقرصت الشفتان وغارت العينان فنظرت من يميني فإذا أصناف الطعام وعن شمالي أنواع الشراب فذكرت قول الله عز وجل في الحديث القدسي ترك طعامه وشرابه من أجلى فرق قلبي ودمعت عيني وانتابني شعور جميل له حلاوة لا أستطيع وصفه ولا بيانه.. قلت لعله أثر من أثار الإخلاص في هذه العبارة العظيمة ولكن من أنا عبد من عبيده فقير إليه ذليل بين يديه من أنا فيخاطبني وهو العظيم الجليل ذو الجبروت والملكوت ترك طعامه وشرابه من أجلي من أنا حتى يخاطبني بقوله (من أجلي) فأتل قوله (من أجلي) رقة وشفافية عجيبة بهذه الرقة وبهذه الشفافية وبهذا الإيناس نسيت جوعي وتعبي فأي مشقة في الصوم في ظل هذا الود والقرب من السيد لعبده فشعرت بحرص واطمئنان وثقة ويقين بالقرب من الله جل وعلا".

قلب فؤادك في محاسن شرعنا

*****************
تلقى جميع الحسن فيه مصورا

كم من معان في صيام بيننا

*****************
نفح أرق من النسيم إذا سرى

نهرا تفجرا أحمديا كوثر

*****************
وانظر لفرق صيامهم وصيامنا

فدهشت بين جماله وجلاله

*****************
وغدا لسان الحال عني مخبرا

لو أن كل الحسن أكمل صوره

*****************
ورآه كان مهللا ومكبرا

وهذه المشاعر متصدق صائم قال فيها "في رمضان الصدقة لها طعم خاص ولذة عجيبة ولا غرو فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان أخذت عهدا على نفسي أن لا يمر يوما من رمضان إلا ولى فيه نصيب من الصدقة والإحسان فقليل دائم خير من كثير منقطع وبعد صولات وجولات بين بيوت الأرامل واليتامى والفقراء والمحتاجين لا يعلم بي أحد إلا الله شعرت برقة في قلبي ولذة عجيبة في نفسي فعرفت حقيقة الصيام وأحسست بقرصة الجوع والحرمان وقفت على أرملة لها صبية صغار وبيتهم بالإيجار ودموع غزار ربما عبث الهم بقلبها ففضلت الموت على الحياة أو سلكت طريق البغاة عندها تبين لي قول الرسول صلى الله عليه وسلم القائم على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل أو الصائم النهار كما فى البخارى ومسلم وجلست مع اليتيم فنظرت في عينيه فكأنه يسألني عن أبويه ولماذا هو ليس كغيره من الصغار معهم الألعاب والحلوى والطعام وهل سأشتري له ثوبا جديدا ليلبسه في العيد؟ فمسحت بيدي على رأس اليتيم فإذا بقلبي يلين ودمعي يسيل فذكرت قول الحبيب صلى الله عليه وسلم في المسند من حديث أبى هريرة أن رجلا شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له صلى الله عليه وسلم إن أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وامسح على رأس اليتيم"

هكذا نحيا رمضان فهو مدرسة تستثير الشفقة وتحض على الصدقة وهو شهر يعلمنا الجود والإحسان ليس فقط في رمضان بل والله على الدوام "وما تنفقوا من خير فلأنفسكم".

حدثني أحد الأخوة بكلام عجيب كان له وقع في نفسي قال أنه قرأ للشعبي رحمة الله كلاما جميلا قال فيه: "من ير نفسه إلى ثواب الصدقة أحوج من الفقير إلى صدقته فقد أبطل صدقته وضرب بها وجهه" فما تركت بعدها صدقة فأنا الفقير وأنا المحتاج نعم والله أنا الفقير إلى عفو ربى وأنا المحتاج إلى غفران الله جل وعلا لنفسي كان ابن عمر رضى الله عنهما "يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين فإذا منعه أهله عنهم لم يتعشى تلك الليلة" وجاء سائل إلى الإمام أحمد "فرفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطره ثم نام جائعا ثم أصبح صائما" وعلم أن عائشة رضى الله عنها أم المؤمنين "أنفقت في يوم واحد 100 ألف درهم وهى صائمة فقالت لها خادمتها لو أبقيت لنا ما نفطر به اليوم فقالت عائشة لو ذكرتني لفعلت".

سبحان الله! ما هذه الروحانية العجيبة وما هذا السمو المذهل في النفس الصائمة حتى أنها تنسى حاجتها ومطالبها وكأنها لا تذكر إلا أمتها وحاجات الفقراء أو المحتاجين.




 
 
قديم 17-09-2009, 02:41 PM
  المشاركه #50
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



زكاة الفطر



د. يوسف بن عبدالله الأحمد


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد .
فهذا عرض مختصر لأحكام زكاة الفطر وعيد الفطر ، مقروناً بالدليل ، تحرياً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم و اتباعاً لسنته .
• حكمها : زكاة الفطر فريضة على كل مسلم ؛ الكبير والصغير ، والذكر و الأنثى ، و الحر والعبد ؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر ، أو صاعاً من شعير ؛ على العبد والحر ، والذكر والأنثى ، والصغير والكبير من المسلمين . و أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " أخرجه البخاري .
• فتجب على المسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته ، فيخرجها عن نفسه ، وعمن تلزمه مؤنته من المسلمين كالزوجة والولد. و الأولى أن يخرجوها عن أنفسهم إن استطاعوا ؛ لأنهم هم المخاطبون بها . أما الحمل في البطن فلا يجب إخراج زكاة الفطر عنه ؛ لعدم الدليل . وما روي عن عثمان رضي الله عنه ، وأنه " كان يعطي صدقة الفطر عن الحَبَل " فإسناده ضعيف . ( انظر الإرواء 3/330 ) .
• حكم إخراج قيمتها : لا يجزئ إخراج قيمتها ، وهو قول أكثر العلماء ؛ لأن الأصل في العبادات هو التوقيف ، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحدٍ من أصحابه أنه أخرج قيمتها ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أخرجه مسلم .
• حكمة زكاة الفطر : ما جاء في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ، وطعمة للمساكين . من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " أخرجه أبوداود وابن ماجة بسند حسن .
• جنس الواجب فيها : طعام الآدميين ؛ من تمر أو بُر أو أرز أو غيرها من طعام بني آدم . قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : " كنا نخرج يوم الفطر في عهد رسول النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام ، وكان طعامنا الشعير والزبيب و الأقط والتمر " أخرجه البخاري .
• وقت إخراجها : قبل العيد بيوم أو يومين كما كان الصحابة يفعلون ؛ فعن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال في صدقة التطوع : " و كانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين " أخرجه البخاري ، وعند أبي داود بسند صحيح أنه قال : " فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين ".
و آخر وقت إخراجها صلاة العيد ، كما سبق في حديث ابن عمر ، وابن عباس رضي الله عنهم .
• مقدارها : صاع عن كل مسلم لحديث ابن عمر السابق .
والصاع المقصود هو صاع أهل المدينة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ضابط ما يكال ، بمكيال أهل المدينة كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المكيال على مكيال أهل المدينة والوزن على وزن أهل مكة " أخرجه أبو داود والنسائي بسند صحيح . والصاع من المكيال ، فوجب أن يكون بصاع أهل المدينة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد وقفت على مدٍ معدول بمد زيد بن ثابت رضي الله عنه عند أحد طلاب العلم الفضلاء ، بسنده إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه فأخذت المد و عدلته بالوزن لأطعمة مختلفة ، و من المعلوم أن الصاع أربعة أمداد فخرجت بالنتائج الآتية :
أولاً : أن الصاع لا يمكن أن يعدل بالوزن ؛ لأن الصاع يختلف وزنه باختلاف ما يوضع فيه ، فصاع القمح يختلف وزنه عن صاع الأرز ، وصاع الأرز يختلف عن صاع التمر ، والتمر كذلك يتفاوت باختلاف أنواعه ، فوزن ( الخضري ) يختلف عن ( السكري ) ، و المكنوز يختلف عن المجفف حتى في النوع الواحد ، وهكذا.
ولذلك فإن أدق طريقة لضبط مقدار الزكاة هو الصاع ، وأن يكون بحوزة الناس.
ثانياً : أن الصاع النبوي يساوي : (3280 مللتر ) ثلاث لترات و مائتان وثمانون مللتر تقريباً .
ثالثاً : عدلت صاع أنواع من الأطعمة بالوزن . فتبين أن الموازين تتفاوت في دقة النتيجة فاخترت الميزان الدقيق ( الحساس ) و خرجت بالجدول الآتي :

نوع الطعام وزن الصاع منه بالكيلو
أرز مزة 2.510
أرز بشاور 2.490
أرز مصري 2.730
أرز أمريكي 2.430
أرز أحمر 2.220
قمح 2.800
حب الجريش 2,380
حب الهريس 2.620
دقيق البر 1.760
شعير 2.340
تمر ( خلاص ) غير مكنوز 1.920
تمر ( خلاص ) مكنوز 2,672
تمر ( سكري ) غير مكنوز 1.850
تمر ( سكري ) مكنوز 2.500
تمر ( خضري ) غير مكنوز 1.480
تمر ( خضري ) مكنوز 2.360
تمر ( روثان ) جاف 1,680
تمر ( مخلوط ) مكنوز 2.800

وأنبه هنا أن تقدير أنواع الأطعمة هنا بالوزن أمر تقريبي ؛ لأن وضع الطعام في الصاع لا ينضبط بالدقة المذكورة . و الأولى كما أسلفت أن يشيع الصاع النبوي بين الناس ، ويكون مقياس الناس به .
• المستحقون لزكاة الفطر : هم الفقراء والمساكين من المسلمين ؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق : " .. وطعمة للمساكين " .
• تنبيه : من الخطأ دفعها لغير الفقراء و المساكين ، كما جرت به عادة بعض الناس من إعطاء الزكاة للأقارب أو الجيران أو على سبيل التبادل بينهم و إن كانوا لا يستحقونها ، أو دفعها لأسر معينة كل سنة دون نظر في حال تلك الأسر ؛ هل هي من أهل الزكاة أو لا ؟ .
• مكان دفعها تدفع إلى فقراء المكان الذي هو فيه ، و يجوز نقلها إلى بلد آخر على القول الراجح ؛ لأن الأصل هو الجواز ، و لم يثبت دليل صريح في تحريم نقلها .






قديم 17-09-2009, 02:44 PM
  المشاركه #51
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



وهى زكاة واجبة على المسلمين بعد صوم شهررمضان. وهى واجبة على كل مسلم من قادر عليها، وحكمتها تطهير الصائم مما عسى أن يكون قد وقع فيه أثناء الصيام من لغو أو رفث و إعانة الفقراء على شراء احتياجات العيد

واتفق جمهور العلماء أنها فريضة واجبة، لحديث ابن عمر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شَعير على كلّ حرٍّ أو عبد أو أمة".

على من تجب
تجب على كل مسلم يكون لديه ما يزيد عن قوته وقوت عياله وعن حاجاته الأصلية في يوم العيد و ليلته .ويلزم المسلم أن يخرج زكاة الفطر عن نفسه وزوجته وعن كل من تلزمه نفقته و يستحب إخراجها عن الجنين الذي أتم أربعين يوماً في بطن أمه أي نُفخت فيه الروح.

[عدل] مقدار زكاة الفطر
الواجب في زكاة الفطر صاع من أرز أو قمح أو شعير ونحو ذلك مما يعتبر قوتا يتقوت به .


[عدل] وقت زكاة الفطر
تجب زكاة الفطر بغروب الشمس من آخر يوم من شهر رمضان ، والسنة إخراجها يوم عيد الفطر قبل صلاة العيد. ويجوز تعجيل إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين و قد كان هذا فعل بعض الصحابة.




قديم 17-09-2009, 02:45 PM
  المشاركه #52
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 




ها:
زكاة الفطر هي صدقة تجب بالفطر في رمضان، وأضيفت الزكاة إلى الفطر لأنها سبب وجوبها.

حكمتها ومشروعيتها:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ((فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ))؛ رواه أبو داود 1371 قال النووي: رَوَاهُ أَبُو دَاوُد مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

قوله: (طهرة): أي تطهيرا لنفس من صام رمضان، وقوله (والرفث) قال ابن الأثير: الرفث هنا هو الفحش من كلام، قوله (وطعمة): بضم الطاء وهو الطعام الذي يؤكل. قوله: (من أداها قبل الصلاة): أي قبل صلاة العيد، قوله (فهي زكاة مقبولة): المراد بالزكاة صدقة الفطر، قوله (صدقة من الصدقات): يعني التي يتصدق بها في سائر الأوقات. عون المعبود شرح أبي داود.

وقيل هي المقصودة بقوله تعالى في سورة الأعْلَى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى: 15]; رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ قَالا: ((أَدَّى زَكَاةَ الْفِطْرِ ثُمَّ خَرَجَ إلَى الصَّلاةِ)) أيْ صلاة العيد. أحكام القرآن للجصَّاص ج3: سورة الأعلى.

وعَنْ وَكِيعٍ بْنِ الْجَرَّاحِ - رحمه الله - قَالَ: زَكَاةُ الْفِطْرِ لِشَهْرِ رَمَضَانَ كَسَجْدَتِي السَّهْوِ لِلصَّلاةِ، تَجْبُرُ نُقْصَانَ الصَّوْمِ كَمَا يَجْبُرُ السُّجُودُ نُقْصَانَ الصَّلاةِ. المجموع للنووي ج6.


حكمها:
الصَّحِيحُ أَنَّهَا فَرْضٌ؛ لِقَوْلِ ابْنِ عُمَرَ: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَكَاةَ الْفِطْرِ). وَلإجْمَاعِ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّهَا فَرْضٌ. المغني ج2 باب صدقة الفطر.

وقت وجوبها:
فَأَمَّا وَقْتُ الْوُجُوبِ فَهُوَ وَقْتُ غُرُوبِ الشَّمْسِ مِنْ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَإِنَّهَا تَجِبُ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ مِنْ آخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ. فَمَنْ تَزَوَّجَ، أَوْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ أَوْ أَسْلَمَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَعَلَيْهِ الْفِطْرَةُ. وَإِنْ كَانَ بَعْدَ الْغُرُوبِ، لَمْ تَلْزَمْهُ.. وَمِنْ مَاتَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ لَيْلَةَ الْفِطْرِ، فَعَلَيْهِ صَدَقَةُ الْفِطْرِ. نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ (المغني ج2): فصل وقت وجوب زكاة الفطر.

على من تجب:
- زكاة الفطر تجب على المسلمين: عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ). البخاري 1407

- قال الشافعي - رحمه الله -: وَفِي حَدِيثِ نَافِعٍ دَلالَةٌ عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَفْرِضْهَا إلا عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَذَلِكَ مُوَافَقَةٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّهُ جَعَلَ الزَّكَاةَ لِلْمُسْلِمِينَ طَهُورًا وَالطَّهُورُ لا يَكُونُ إلا لِلْمُسْلِمِينَ. الأم ج2 باب زكاة الفطر.

- تجب على المستطيع، قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَكُلُّ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَوَّالٌ وَعِنْدَهُ قُوتُهُ وَقُوتُ مَنْ يَقُوتُهُ يَوْمَهُ وَمَا يُؤَدِّي بِهِ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْهُ وَعَنْهُمْ أَدَّاهَا عَنْهُمْ وَعَنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إلا مَا يُؤَدِّي عَنْ بَعْضِهِمْ أَدَّاهَا عَنْ بَعْضٍ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إلا سِوَى مُؤْنَتِهِ وَمُؤْنَتِهِمْ يَوْمَهُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ وَلا عَلَى مَنْ يَقُوتُ عَنْهُ زَكَاةُ الْفِطْرِ. الأم ج2 باب زكاة الفطر.

- قال النووي - رحمه الله -: الْمُعْسِرُ لا فِطْرَةَ عَلَيْهِ بِلا خِلافٍ،.. وَالاعْتِبَارُ بِالْيَسَارِ وَالإِعْسَارِ بِحَالِ الْوُجُوبِ، فَمَنْ فَضَلَ عَنْ قُوتِهِ وَقُوتِ مَنْ تَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُ لِلَيْلَةِ الْعِيدِ وَيَوْمِهِ صَاعٌ، فَهُوَ مُوسِرٌ، وَإِنْ لَمْ يَفْضُلْ شَيْءٌ فَهُوَ مُعْسِرٌ وَلا يَلْزَمُهُ شَيْءٌ فِي الْحَالِ. المجموع ج6.

شروط وجوب صدقة الفطر:
- يخرجها الإنسان المسلم عن نفسه وعمن ينفق عليهم من الزوجات والأقارب إذا لم يستطيعوا إخراجها عن أنفسهم فإن استطاعوا فالأولى أن يخرجوها هم، لأنهم المخاطبون بها أصلاً.

فعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ. صحيح البخاري 1407

قال الشافعي رحمه الله: وَيُؤَدِّي وَلِيُّ الْمَعْتُوهِ وَالصَّبِيِّ عَنْهُمَا زَكَاةَ الْفِطْرِ وَعَمَّنْ تَلْزَمُهُمَا مُؤْنَتُهُ كَمَا يُؤَدِّي الصَّحِيحُ عَنْ نَفْسِهِ.. وإِنْ كَانَ فِيمَنْ يمونُ (أي يعول) كَافِرٌ لَمْ يَلْزَمْهُ زَكَاةُ الْفِطْرِ عَنْهُ لأَنَّهُ لا يَطْهُرْ بِالزَّكَاةِ. الأم ج2 باب زكاة الفطر.

وقال صاحب المهذب: قَالَ الْمُصَنِّفُ - رحمه الله تعالى -: (وَمَنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ فِطْرَتُهُ وَجَبَتْ عَلَيْهِ فِطْرَةُ مَنْ تَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُ إذَا كَانُوا مُسْلِمِينَ وَوَجَدَ مَا يُؤَدِّي عَنْهُمْ فَاضِلا عَنْ النَّفَقَةِ، فَيَجِبُ عَلَى الأَبِ وَالأُمِّ وَعَلَى أَبِيهِمَا وَأُمِّهِمَا - وَإِنْ عَلَوا - فِطْرَةُ وَلَدِهِمَا وَوَلَدِ وَلَدِهِمَا - وَإِنْ سَفَلُوا - وَعَلَى الْوَلَدِ وَوَلَدِ الْوَلَدِ (وَإِنْ سَفَلُوا) فِطْرَةُ الأَبِ وَالأُمِّ وَأَبِيهِمَا وَأُمِّهِمَا - وَإِنْ عَلَوا - إذَا وَجَبَتْ عَلَيْهِمْ نَفَقَتُهُمْ، المجموع ج6.

يُخْرِجُ الإنسانُ عن نفسه وزوجته - وإن كان لها مال - وأولاده الفقراء ووالديه الفقيرين، والبنت التي لم يدخل بها زوجها. فإن كان ولده غنيًّا لم يجب عليه أن يخرج عنه، ويُخرج الزوج عن مطلقته الرجعية لا الناشز ولا البائن، ولا يلزم الولد إخراج فطرة زوجة أبيه الفقير لأنه لا تجب عليه نفقتها.

ويبدأ بالأقرب فالأقرب، بنفسه فزوجته فأولاده ثم بقية القرابة أقربهم فأقربهم على حسب قانون الميراث.

- قال الشافعي - رحمه الله -: وَمَنْ قُلْت تَجِبُ عَلَيْهِ زَكَاةُ الْفِطْرِ، فَإِذَا وُلِدَ، أَوْ كَانَ فِي مِلْكِهِ، أَوْ عِيَالِهِ فِي شَيْءٍ مِنْ نَهَارِ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَغَابَتْ الشَّمْسُ لَيْلَةَ هِلالِ شَوَّالٍ وَجَبَتْ عَلَيْهِ زَكَاةُ الْفِطْرِ عَنْهُ.. الأم: باب زكاة الفطر الثاني.

ولا تجب عن الحمل الذي في البطن إلا إن يتطوع بها فلا بأس.

وَإِنْ مَاتَ مَنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ الْفِطْرَةُ قَبْلَ أَدَائِهَا، أُخْرِجَتْ مِنْ تَرِكَتِهِ.. وَلَوْ مَاتَ مَنْ يَمُونُهُ، بَعْدَ وُجُوبِ الْفِطْرَةِ، لَمْ تَسْقُطْ. المغني ج2.

والخادم إذا كان له أُجْرَةٌ مُقَدَّرة كل يوم أو كُلَّ شهر لا يُخرج عنه الصدقة لأنه أجير والأجير لا يُنفق عليه. الموسوعة 23/339.

- وفِي إخْرَاجِ زَكَاةِ الْفِطْرِ عَنْ الْيَتِيمِ: قَالَ مَالِكٌ - رحمه الله -: يُؤَدِّي الْوَصِيُّ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ الْيَتَامَى الَّذِينَ عِنْدَهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَإِنْ كَانُوا صِغَارًا. المدونة ج1.

- إذا أسلم الكافر يوم الفطر: فقد قَالَ مَالِكٌ: مَنْ أَسْلَمَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الْفِطْرِ اسْتُحِبَّ لَهُ أَنْ يُؤَدِّيَ زَكَاةَ الْفِطْرِ. المدونة ج1.

مقدار الزكاة:
مقدارها صاع من طعام بصاع النبي صلى الله عليه وسلم لما تقدم.
لحديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ "كُنَّا نُعْطِيهَا فِي زَمَانِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَاعًا مِنْ طَعَامٍ" رواه البخاري 1412.
والوزن يختلف باختلاف ما يملأ به الصاع، فعند إخراج الوزن لابد من التأكد أنه يعادل ملئ الصاع من النوع المخرَج منه... وهو مثل 3 كيلو من الرز تقريبًا.

الأصناف التي تؤدى منها:
الجنس الذي تُخرج منه هو طعام الآدميين، من تمر أو بر أو رز أو غيرها من طعام بني آدم.

ففي الصحيحين من حديث ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ((فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنْ الْمُسْلِمِينَ)) - وكان الشعير يومذاك من طعامهم - البخاري 1408

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: ((كُنَّا نُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَكَانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ وَالزَّبِيبُ وَالأَقِطُ وَالتَّمْرُ))؛ رواه البخاري 1414.

فتخرج من غالب قوت البلد الذي يستعمله الناس وينتفعون به سواء كان قمحا أو رزًا أو تمرًا أو عدسًا...

قال الشافعي - رحمه الله -: وَإِنْ اقْتَاتَ قَوْمٌ ذُرَةً، أَوْ دُخْنًا، أَوْ سُلْتًا أَوْ أُرْزًا، أَوْ أَيَّ حَبَّةٍ مَا كَانَتْ مِمَّا فِيهِ الزَّكَاةُ فَلَهُمْ إخْرَاجُ الزَّكَاةِ مِنْهَا. الأمّ للشافعي ج2 باب الرجل يختلف قوته.

وقال النَّوَوِيُّ - رحمه الله -: قَالَ أَصْحَابُنَا: يُشْتَرَطُ فِي الْمُخْرَجِ مِنْ الْفِطْرَةِ أَنْ يَكُونَ مِنْ الأَقْوَاتِ الَّتِي يَجِبُ فِيهَا الْعُشْرُ (أي في زكاة الحبوب والثمار)، فَلا يُجْزِئُ شَيْءٌ مِنْ غَيْرِهَا إلا الأَقِط وَالْجُبْنُ وَاللَّبَنُ.

قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: وَكَذَا لَوْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْجَزَائِرِ أَوْ غَيْرِهِمْ يَقْتَاتُونَ السَّمَكَ وَالْبَيْضَ فَلا يُجْزِئُهُمْ بِلا خِلافٍ، وَأَمَّا اللَّحْمُ فَالصَّوَابُ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ وَقَطَعَ بِهِ الْمُصَنِّفُ وَالأَصْحَابُ فِي جَمِيعِ الطُّرُقِ: أَنَّهُ لا يُجْزِئُ قَوْلا وَاحِدًا... قَالَ أَصْحَابُنَا: وَكَذَا لَوْ اقْتَاتُوا ثَمَرَةً لا عُشْرَ فِيهَا كَالتِّينِ وَغَيْرِهِ لا يُجْزِئُ قَطْعًا. المجموع ج6: الواجب في زكاة الفطر.

وقال ابن القيم - رحمه الله -: فَإِنْ قِيلَ: فَأَنْتُمْ تُوجِبُونَ صَاعَ التَّمْرِ فِي كُلِّ مَكَان، سَوَاءٌ كَانَ قُوتًا لَهُمْ أَوْ لَمْ يَكُنْ. قِيلَ: هَذَا مِنْ مَسَائِلِ النِّزَاعِ وَمَوَارِدِ الاجْتِهَادِ، فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُوجِبُ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُوجِبُ فِي كُلِّ بَلَدٍ صَاعًا مِنْ قُوتِهِمْ، وَنَظِيرُ هَذَا تَعْيِينُهُ صلى الله عليه وسلم الأَصْنَافَ الْخَمْسَةَ فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ وَأَنَّ كُلَّ بَلَدٍ يُخْرِجُونَ مِنْ قُوتِهِمْ مِقْدَارَ الصَّاعِ، وَهَذَا أَرْجَحُ وَأَقْرَبُ إلَى قَوَاعِدِ الشَّرْعِ، وَإِلا فَكَيْفَ يُكَلَّفُ مَنْ قُوتُهُمْ السَّمَكُ مَثَلا أَوْ الأَرُزُّ أَوْ الدُّخْنُ إلَى التَّمْرِ.. وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ. إعلام الموقعين ج2.

القياس:
ويجوز إخراجها من المكرونة المصنوعة من القمح ولكن يتأكد أنَّ الوزن هو وزن صاع القمح.

وأمَّا إخراجُها مالاً فلا يجوز مطلقا لأنّ الشّارع فرضها طعاما لا مالاً وحدّد جِنْسها وهو الطّعام فلا يجوز الإخراج مِنْ غيره، ولأنّه أرادها ظاهرة لا خفيّة، ولأنّ الصحابة أخرجوها طعاما ونحن نتّبع ولا نبتدع، ثمّ إخراج زكاة الفطر بالطعام ينضبط بهذا الصّاع أمّا إخراجها نقودا فلا ينضبط، فعلى سعر أي شيء يُخرج؟، وقد تظهر فوائد لإخراجها قوتًا كما في حالات الاحتكار وارتفاع الأسعار والحروب والغلاء. ولو قال قائل: النقود أنفع للفقير ويشتري بها ما يشاء وقد يحتاج شيئًا آخَر غير الطعام، ثم قد يبيع الفقير الطعام ويخسر فيه، فالجواب عن هذا كله أن هناك مصادر أخرى لسدّ احتياجات الفقراء في المسكن والملبس وغيرها، وذلك من زكاة المال والصدقات العامة والهبات وغيرها، فَلْنَضَعْ الأمور في نصابها الشّرعي ونلتزم بما حدّده الشّارع، وهو قد فرضها صاعا من طعام: طُعمة للمساكين ونَحْنُ لَوْ أعطينا الفقير طعامًا مِنْ قوت البلد فإنه سيأكل منه ويستفيد عاجلا أو آجلا لأنَّ هذا مما يستعمله أصلا.

وبناء عليه فلا يجوز إعطاؤها مالا لسداد دَيْنِ شخص أو أجرة عملية جراحية لمريض أو تسديد قسط دراسة عن طالب محتاج ونحو ذلك فلهذا مصادر أخرى كما تقدم.

وقت الإخراج:
- تؤدى قبل صلاة العيد كما في الحديث أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم – (أَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ). البخاري 1407

ووقت الدفع له وقت استحباب ووقت جواز.

فأما وقت الاستحباب فهو صباح يوم العيد للحديث السابق، ولهذا يسن تأخير صلاة العيد يوم الفطر ليتَّسِعَ الوقت لمن عليه إخراجها، ويفطر قبل الخروج.

كما يُسَنّ تعجيل صلاة العيد يوم الأضحى ليذهب الناس لذبح أضاحيهم ويأكلوا منها.

أما وقت الجواز فهو قبل العيد بيوم أو يومين. ففي صحيح البخاري عن نافع قال: "كان ابن عمر يعطي عن الصغير والكبير حتى إنه كان يعطي عن بنيّ وكان يعطيها الذين يقبلونها وكان يُعطون قبل الفطر بيوم أو بيومين".

ومعنى قوله (الذين يقبلونها) هم الجباة الذين ينصبهم الإمام لجمع صدقة الفطر.

وعَنْ نَافِعٍ: "إنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَبْعَثُ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ إلَى الَّذِي تُجْمَعُ عِنْدَهُ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمَيْنِ أَوْ بِثَلاثَةٍ". المدونة ج1 باب تعجيل الزكاة قبل حلولها.

ويكره تأخيرها بعد صلاة العيد وقال بعضهم يحرم وتكون قضاء واستُدِل لذلك بحديث: "مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ" رواه أبو داود 1371.

قال في عون المعبود شرح أبي داود: والظَّاهِرُ أنَّ مَنْ أَخْرَجَ الفطرة بعد الصلاة كان كَمَنْ لم يخرجها باعتبار اشتراكهما في ترك هذه الصدقة الواجبة. وقد ذَهَبَ أكثر العلماء إلى أنَّ إخراجها قبل صلاة العيد إنما هو مُسْتَحَبٌّ فَقَطْ، وجزموا بأنها تجزئ إلى آخر يوم الفطر، والحديث يردّ عليهم، وأمَّا تأخيرها عن يوم العيد. فقال ابن رسلان: إنه حرام بالاتفاق لأنها زكاة، فوجب أن يكون في تأخيرها إثم كما في إخراج الصلاة عن وقتها.

فيحرم إذن تأخيرها عن وقتها بلا عذر لأنه يفوت به المعنى المقصود، وهو إغناء الفقراء عن الطلب يوم السرور فلو أخَّرها بلا عذر عصى وقضى.

ويجب أن تصل إلى مستحقها أو من ينوب عنه من المتوكلين في وقتها قبل الصلاة، فلو أراد دفعها إلى شخص فلم يجده ولم يجد وكيلاً له وخاف خروج الوقت فعليه أن يدفعها إلى مستحق آخر ولا يؤخّرها عن وقتها، وإذا كان الشّخص يحب أن يدفع فطرته لفقير معيّن ويخشى أن لا يراه وقت إخراجِها فليأمره أن يوكل أحدًا بقبضها منه أو يوكله هو في قبضها له من نفسه فإذا جاء وقت دفعها فليأخذها له في كيس أو غيره ويبقيها أمانة عنده حتى يلقى صاحبها.

وإذا وكّل المزكّي شخصًا بإخراج الزكاة عنه فلا تبرأ الذمة حتى يتأكد أن الوكيل قد أخرجها ودفعها فعلاً.: مجالس شهر رمضان: أحكام زكاة الفطر للشيخ ابن عثيمين.

لمن تعطى:
تصرف زكاة الفطر إلى الأصناف الثمانية التي تصرف فيها زكاة المال وهذا هو قول الجمهور.

وذهب المالكية وهي رواية عن أحمد واختارها ابن تيميّة إلى تَخْصِيصِ صَرْفِها للفقراء والمساكين.

- (قَالَ الشَّافِعِيُّ): وَتُقْسَمُ زَكَاةُ الْفِطْرِ عَلَى مَنْ تُقْسَمُ عَلَيْهِ زَكَاةُ الْمَالِ لا يُجْزِئُ فِيهَا غَيْرُ ذَلِكَ،.. وَيَقْسِمُهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَفِي الرِّقَابِ وَهُمْ الْمُكَاتَبُونَ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ. كتاب الأم: باب ضيعة زكاة الفطر قبل قسمها.

- وقال النووي - رحمه الله -: بعدما ساق حديث ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِمُعَاذٍ رضي الله عنه: ((أَعْلِمْهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ)).. قال: وَلا يَجُوزُ دَفْعُ شَيْءٍ مِنْ الزَّكَوَاتِ إلَى كَافِرٍ , سَوَاءٌ زَكَاةُ الْفِطْرِ وَزَكَاةُ الْمَالِ.. وَقَالَ مَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَأَحْمَدُ وَأَبُو ثَوْرٍ: لا يُعْطَوْنَ (أي الكفار).
والمستَحِقّون لزكاة الفطر مِنَ الفقراء ومَنْ عَلَيْهِمْ دُيون لا يستطيعون وفاءها أو لا تكفيهم رواتبهم إلى آخر الشهر فيكونون مَساكين محتاجين فيعطون منها بقدر حاجتهم.

ولا يجوز لدافِعها شراؤها ممن دفعها إليه. فتاوى الشيخ ابن عثيمين.

إخراجها وتفريقها:
- الأفضل أنْ يَتَوَلَّى الإنسان قسْمها بنفسه: (قَالَ الشَّافِعِيُّ): وَأَخْتَارُ قَسْمَ زَكَاةِ الْفِطْرِ بِنَفْسِي عَلَى طَرْحِهَا عِنْدَ مَنْ تُجْمَعُ عِنْدَهُ.

- قال النووي - رحمه الله -: قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي (الْمُخْتَصَرِ): وَتُقَسَّمُ زَكَاةُ الْفِطْرِ عَلَى مَنْ تُقَسَّمُ عَلَيْهِ زَكَاةُ الْمَالِ، وَأُحِبُّ دَفْعَهَا إلَى ذَوِي رَحِمِهِ الَّذِينَ لا تَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُمْ بِحَالٍ، قَالَ: فَإِنْ طَرَحَهَا عِنْدَ مَنْ تُجْمَعُ عِنْدَهُ أَجْزَأَهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.. و..الأَفْضَلَ أَنْ يُفَرِّقَ الْفِطْرَةَ بِنَفْسِهِ و.. لَوْ دَفَعَهَا إلَى الإِمَامِ أَوْ السَّاعِي أَوْ مَنْ تُجْمَعُ عِنْدَهُ الْفِطْرَةُ لِلنَّاسِ وَأَذِنَ لَهُ فِي إخْرَاجِهَا أَجْزَأَهُ، وَلَكِنَّ تَفْرِيقَهُ بِنَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ. المجموع: ج6

- ويجوز أن يوكّل ثقة بإيصالِها إلى مُسْتَحِقّيها وأمَّا إن كان غير ثقة فلا، قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ: سَمِعْت ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ وَرَجُلٌ يَقُولُ لَهُ: إنَّ (فلانا) أَمَرَنِي أَنْ أَطْرَحَ زَكَاةَ الْفِطْرِ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَفْتَاكَ الْعِلْجُ بِغَيْرِ رَأْيِهِ؟ اقْسِمْهَا (أي تولّ أنت قسمتها بنفسك)، فَإِنَّمَا يُعْطِيهَا ابْنُ هِشَامٍ (أي الوالي الذي يجمعها في المسجد) أَحْرَاسَهُ وَمَنْ شَاءَ. (أي يعطيها لغير مستحقّيها). الأم: باب ضيعة زكاة الفطر قبل قسمها.

وَنَصَّ الإمام أحمد - رحمه الله - على أنه يَجُوزُ صَرْفُ صَاعٍ إلَى جَمَاعَةٍ، وَآصُعٍ إلَى وَاحِدٍ.

وَقَالَ مَالِكٌ: لا بَأْسَ أَنْ يُعْطِيَ الرَّجُلُ صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَنْهُ وَعَنْ عِيَالِهِ مِسْكِينًا وَاحِدًا. المدونة ج1 باب في قسم زكاة الفطر.

وإذا أعطى فقيرا أقلّ من صاع فلينبهه لأنّ الفقير قد يُخرجها عن نفسه.

ويجوز للفقير إذا أخذ الفطرة من شخص وزادت عن حاجته أن يدفعها هو عن نفسه أو أحد ممن يعولهم إذا علم أنها تامة مجزئة.

مكان الإخراج:
قال ابن قدامة رحمه الله: فَأَمَّا زَكَاةُ الْفِطْرِ فَإِنَّهُ يُفَرِّقُهَا فِي الْبَلَدِ الَّذِي وَجَبَتْ عَلَيْهِ فِيهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَالُهُ فِيهِ أَوْ لَمْ يَكُنْ؛ لأَنَّهُ سَبَبُ وُجُوبِ الزَّكَاةِ، فَفُرِّقَتْ فِي الْبَلَدِ الَّذِي سَبَبُهَا فِيهِ. المغني ج2 فصل إذا كان المزكي في بلد وماله في بلد.

وورد في المدونة في فقه الإمام مالك - رحمه الله -: قُلْتُ: مَا قَوْلُ مَالِكٍ فِيمَنْ هُوَ مِنْ أَهْلِ إفْرِيقِيَّةَ وَهُوَ بِمِصْرَ يَوْمَ الْفِطْرِ أَيْنَ يُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ؟ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: حَيْثُ هُوَ، قَالَ مَالِكٌ: وَإِنْ أَدَّى عَنْهُ أَهْلُهُ بِإِفْرِيقِيَّةَ أَجْزَأَهُ (ومصطلحهم في كلمة إفريقية يختلف عما هو عليه الآن) ج1. باب في إخراج المسافر زكاة الفطر.

نسأل الله أن يتقبّل منّا أجمعين، وأن يُلحقنا بالصالحين، وصلى الله على النبيّ الأمين وعلى آله وصحبه.




قديم 17-09-2009, 02:46 PM
  المشاركه #53
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر .. لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .. الله أكبر كلما اختلف الليل والنهار وكلما سجدت المخلوقات لله الواحد القهار .. الله أكبر كلما رفع الصائمون أكُف التضرع إلى العزيز الجبار وكلما أفاض عليه من خزائن كرمه المدرار .. الله أكبر كلما استغفر الأوابون بالأسحار .. الله أكبر رضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .

الحمد لله الذي أنزل الآيات البينات .. الذي كرم من تقرب إليه بالطاعات وأهان من بارزه بالمحرمات ففرد بالتدبير في الأرض والسماوات ، يجيب الدعوات ويعفو عن السيئات .. لا تشتبه عليه حاجات الخلق ومسائلهم بتنوع اللغات .




قديم 17-09-2009, 02:48 PM
  المشاركه #54
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 




الحمد لله الذي يهيء لعباده عبادات تجبر ما نقص من غيرها ، وشرع لهم يوم الجائزة للفوز بها ، والصلاة ، والسلام على نبيه محمد ، وعلى آله ، وصحبه أجمعين ، وبعد :
فهذا مختصر مفيد في زكاة الفطر ، وبعض أحكامها ، وصلاة العيد ، وصفتها ، وبعض آدابها .

أولاً : زكاة الفطر :
زكاة الفطر صورة من صور التكافل الاجتماعي في المجتمع المسلم تبين مدى حرص الإسلام على مساعدة الآخرين ، وسد خلة المساكين .

معناها : الزيادة ، والنماء .

حكمها : زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ملك ما يفضل عن قوته ، وقوت من تلزمه نفقته ؛ لما في الصحيحين من حديث ابن عمر –"رضي الله عنه"- أن رسول الله –"صلى الله عليه وسلم"- فرض زكاة الفطر من رمضان على كل نفس من المسلمين حر أو عبد ، أو رجل ، أو امرأة ، صغير ، أو كبير صاعاً من تمر ، أو صاعاً من شعير " . البخاري : (1503) ، ومسلم : (984) .

الحكمة منها : لما كانت بعض العبادات تطول ، ويصعب التحرز منها من أمور تُفَوِّتُ كمالها جعل الشرع كفارات تجبر النقص الذي عساه أن يخل بالعبادة ، فشرعت زكاة الفطر ؛ ليطهر الصائم نفسه من اللغو ، والرفث الذي يحتمل أن يدخل صيامه ، كما أنها طعمة للمساكين ، وإغناء لهم عن السؤال يوم العيد .
عن ابن عباس –"رضي الله عنه"- قال : " فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو ، والرفث ، وطعمة للمساكين ، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " .
رواه الإمام أبو داود : (1609) ، وابن ماجه : (1827) ، والحاكم : (1/409) ، وقال : صحيح على شرط البخاري ، ووافقه الذهبي .

وقت وجوبها ، ووقت جوازها : في الصحيحين عن ابن عمر –رضي الله عنه- " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بإخراج زكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " . البخاري : (1509) ، ومسلم : (986) .
فتبين أن وقت الوجوب قبل الصلاة ، أما بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات كما في حديث ابن عباس –رضي الله عنه- السابق .

وأما وقت الجواز : فهو قبل العيد بيوم ، أو يومين ؛ لما روى الإمام البخاري عن نافع قال : " كان ابن عمر –رضي الله عنه- يعطيها الذين يقبلونها ، وكانوا يُعْطُوْنَ قبل الفطر بيوم ، أو يومين " . البخاري : (1511) .

الأصناف التي تخرج منها : في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال : " كنا نخرج زكاة الفطر صاعاً من طعام ، أو صاعاً من شعير ، أو صاعاً من تمر ، أو صاعاً من أقط ، أو صاعاً من زبيب " . البخاري : (1506) ، ومسلم : (985) .
الأقط : اللبن المجفف .
يتبين من الحديث ، وغيره مما سبق أن الأصناف التي تخرج منها زكاة الفطر ما يقتات به الناس من أنواع الأطعمة ، فإن هذا كان قوت أهل المدينة ، فما يغلب على أهل بلد ما قوت معين فهو الأولى سواء ذكر في الأحاديث ، أم لم يذكر ؛ لأن المقصود هو سد خلة المسكين كما تبين .

مقدارها : تبين من الأحاديث السابقة أن مقدار زكاة الفطر بالكيل : صاع من قوت أهل البلد .
والصاع يساوي أربعة أمداد – أي أربع حفنات – بكفي الرجل المعتدل .

أما مقدارها بالوزن : فكل صاع يساوي بالتقريب كما يأتي :
القمح : (2،200 ) جرام ، الدقيق : ( 2،75 ) جرام ، الأرز : ( 2،675 ) جرام ، التمر : ( 1،800) جرام ، الزبيب : ( 2،425) جرام .

أما إخراجها بالقيمة النقدية : فلم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا عن أصحابه –رضي الله عنه- ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - . والله أعلم .

ثانياً : صلاة العيد :
إن صلاة العيد شعير ة عظيمة من شعائر الإسلام الظاهرة التي تبين عزة المسلمين ، ووحدة كلمتهم ، واجتماعهم على إمام واحد مما يزيد من هيبتهم ، وعدم الطمع فيهم .

مشروعية العيد : عن أنس - - قال : " قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : " قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ، ويوم الفطر " . رواه الإمام أبو داود : (1134) ، والنسائي : (1556) ، وصححه الألباني – رحمه الله - .

حكم صلاة العيد : هي سنة مؤكدة على كل مسلم ، ومسلمة .
وقت الصلاة : من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال ؛ أي بعد طلوع الشمس بثلث ساعة تقريباً .
مشروعية التكبير يوم العيد : قال الله - صلى الله عليه وسلم -:" وَلِتُكْمِلُوْا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوْا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ نَشْكُرُوْنَ " [سورة البقرة:185].

ويبدأ في عيد الفطر : من رؤية الهلال ، وينتهي بالشروع في الصلاة .
صفة التكبير : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .

صفة صلاة العيد : في الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى يوم العيد ركعتين ، لم يصل قبلهما ، ولا بعدهما ، ومعه بلال " . البخاري : (989) ، ومسلم : (884) .
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال : قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " التكبير في الفطر سبع في الأولى ، وخمس في الآخرة ، والقراءة بعدهما كلتيهما " . رواه الإمام أحمد : (2/180) ، وأبو داود : (1151) ، وابن ماجه : (1278) .

فصلاة العيد ركعتان يكبر الإمام في الركعة الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام ، ثم يقرأ – جهراً – الفاتحة ، وسورة ، ثم يركع ركوعاً واحداً ، ويسجد سجدتين ، ثم يقوم للركعة الثانية مكبراً تكبيرة القيام ، ثم يكبر خمس تكبيرات ، ثم يقرأ – جهراً – الفاتحة ، وسورة ، ثم يركع ركوعاً واحداً ، ويسجد سجدتين ، ثم يقرأ التشهد ، ثم يسلم .
ثم يخطب خطبة واحدة يعظ فيها المسلمين ، ويحثهم على التمسك بهذا الدين .
ويسن أن يقرأ في الركعة الأولى سورة ( الأعلى ) ، وفي الثانية ( الغاشية ) ، أو سورة ( ق ) ،
و ( القمر ) .

ما يقال بين كل تكبيرتين : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسكت بين كل تكبيرتين سكتة لطيفة ، ولم يحفظ عنه ذكر معين ، وورد عن ابن مسعود -- أنه قال : " يحمد الله ، ويثني عليه ،ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وإن شاء أن يقول : " سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، اللهم اغفر لي وارحمني " كان حسناً " كما جاء ذلك عن بعض السلف – رحمهم الله - . والله أعلم .

يسن خروج النساء لمصلى العيد : في الصحيحين عن أم عطية -رضي الله عنها- قالت : " أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نخرجهن في الفطر ، والأضحى – العواتق ، والحُيَّضَ ، وذوات الخدور – فأما الحُيَّضُ فَيعتزلنَ الصلاة ،ويشهدنَ الخير ، ودعوة المسلمين " . قلت : يا رسول الله : إحدانا لا يكون لها جلباب . قال : " لتلبسها أختها من جلبابها " . البخاري : (971 ، 974) ، ومسلم : (890) .

آداب العيد :
1- يُسَنُّ للمسلم أن يتنظف ، ويلبس أحسن الثياب عند خروجه للصلاة .
2- يستحب تعجيل الأكل قبل الصلاة خاصة في عيد الفطر ، فقد " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ، وكان يأكلهن وتراً " . البخاري : (953) .
3- الخروج إلى الصلاة ماشياً إن أمكن ، فعن علي - رضي الله عنه - قال :" من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً ". رواه الإمام الترمذي (530) ، وحسنه .
4- يستحب مخالفة الطريق ؛ لفعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - . البخاري : (986) .
5- يُسَنُّ التهنئة بقول المسلم لأخيه :" تقبل الله منا ، ومنكم " . لفعل الصحابة - رضي الله عنه - رواه الإمام أحمد .

هذا ما تيسر جمعه
وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين




قديم 17-09-2009, 02:50 PM
  المشاركه #55
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



أعمال العشر الأواخر من رمضان

لعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله علية وسلم و أصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص ، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة . والعبادة والقيام والذكر ولنتعرف في هذه الدقائق على أهم الأعمال التي كان يحرص عليها الأولون وينبغي علينا الإقتداء بهم في ذلك :

1 ـ فمن أهم هذه الأعمال : { أحياء الليل } فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر ومعنى إحياء الليل : أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر و غيرهما ، وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت : لا اعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولاقام ليلة حتى أصبح ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان } فعلى هذا يكون أحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل ، ويحتمل أنه كان يحي الليل كله كما جاء في بعض طرق الحديث .

وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة لاشك أنه عمل عظيم جدير بالحرص والاعتناء حتى نتعرض لرحمات الله جل شأنه

2 ـ ومن الأعمال الجليلة في هذه العشر : إيقاظ الرجل أهلة للصلاة .

فقد كان من هدية علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة كما في البخاري عن عائشة ، وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم ، كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر .

3 ـ ومن الأعمال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر شد المئزر كما في الصحيحين والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب.

4 ـ ومما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر :الإعتكاف في المساجد التي تصلي فيها فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم المستمر الإعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة .

وانما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه ,وكان يحتجز حصيراً يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم .

وقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.

قال الإمام الزهري رحمة الله عليه : { عجباً للمسلمين تركوا الإعتكاف مع أن النبي > صلى الله عليه وسلم <ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل } .

ومن أسرار الإعتكاف صفاء القلب والروح إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث ( إلا و أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )

فلماكان الصيام وقاية للقلب من مغبة الصوارف الشهوانية من فضول الطعام و الشراب و النكاح فكذلك الإعتكاف ينطوي على سر عظيم وهو حماية العبد من أثار فضول الصحبة وفضول الكلام وفضول النوم وغير ذلك من الصوارف التي نفرق أمر القلب ونفسدُ اجتماعه على طاعة الله .

ومما يجدر التنبة علبه هنا أن كثيراً من الناس يعتقد أنه لا يصح له الإعتكاف إلا إذا اعتكف كل أيام العشر ولياليها , وبعضهم يعتقد أنه لابد من لزوم المسجد طيلة النهار والليل وآلا م يصح اعتكافه , وهذا ليس صواباً إذ أن الإعتكاف وإن كانت السنة فيه اعتكاف جميع العشر إلا أنه يصح اعتكاف بعض العشر سواءً نهاراً أو ليلها كما يصح أن يعتكف الإنسان جزءً من الوقت ليلاً أو نهاراً إن كان هناك ما يقطع اعتكافه من المشاغل فإذا ما خرج لا مر مهم أو لوظيفة مثلاً استأنف نية الإعتكاف عند عودته , لأن الإعتكاف في العشر مسنون أما إذا كان الإعتكاف واجباً كأن نذر الإعتكاف مثلاً فأنه يبطل بخروجه من المسجد لغير حاجة الإنسان من غائط وما كان في معناه كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه

فلا تشتغل إلا بما يكسب العلا ******** ولا ترض للنفس النفسية بالردى
وفي خلوة الإنسان بالعلم أُنسه******** ويسلم دين المرء عند التوحد
ويسلم من قال وقيل ومن أذى******** جليس ومن واش بغيظ وحسدِ
وخير مقام قمت فيه وحلية ******** تحليتها ذكر الإله بمسجد

ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منة على وجه الخصوص تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع ,واعتبار معانية وأمره ونهيه قال تعالى . ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) فهذا شهر القرآن , وقد كان النبي صلى الله علية وسلم يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل علية من القرآن وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين .

وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل القرآن وتلاوته فقال ( إقروا القرآن فان لكم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)رواه الترمذي وإسناده صحيح واخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال( يوتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) رواه مسلم

ولقد كان السلف اشد حرصاً على تلاوة القرآن وخاصة في شهر رمضان فقد كان الأسود بن يزيد يختم المصحف في ست ليالي فإذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليال فإذا دخلت العشر ختمه في كل ليلة , وكان الشافعي رحمة الله عليه يختمه في العشر في كل ليلة بين المغرب والعشاء وكذا روي عن أبي حنيفة رحمه الله.

وقد أفاد الحافظ بن رجب رحمه الله أن النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث إنما هوا على الوجه المعتاد أما في الأماكن الفاضلة كمكة لمن دخلها أو في الأوقات الفاضلة كشهر رمضان والعشر منه فلا يكره وعليه عمل السلف

نسأل الله الكريم أن يوفقنا إلى طاعته ويستعملنا في مرضاته ويسلك لنا مسلك الصالحين ويحسن لنا الختام ويتقبل منا صالح الأعمال إنه جواد كريم.




قديم 17-09-2009, 02:51 PM
  المشاركه #56
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



مشاركة: .. ( .. خواطــــــــر رمضااانيــه " 3 " .. ) ..



قديم 17-09-2009, 02:52 PM
  المشاركه #57
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



في هذه الايام من المفترض ان نقف مع أنفسنا من أجل أنفسنا وقفة محاسبة ومراجعة ، فها قد انصرم أسبوعين من هذا الشهر الفضيل الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، ينبغي ان نحاسب أنفسنا بما قدمنا وما انشغلنا به ، وهل انشغلنا في حق أم في باطل ، هل كان فعلاً شهر طاعات أم شهر ” طلعات وطشات” ، هل كان شهر خير ورحمة ” أم شهر رز ولحمة ” ، حقيقةً هذه الوقفة أعتبرها هامة جداً حتى نستطيع أن نستغل ما هو قادم أفضل مما مضى ، فلنجتهد في الطاعة وقراءة القرآن وقيام الليل وصلاة الجماعة حتى نخرخ من هذا الشهر الفضيل كيوم ولدتنا أمهاتنا .

لا أتمنى ان يأتي آخر يوم في رمضان ، فنندم على الثلاثين يوم التي انقضت ولم نشعر بها ، والتي لم نستغلها إلا في المسلسلات والطشات والأكل ومن ثم الكسل في الصلاة والعبادات .

لست هنا اليوم إلا لأذكركم وأذكر نفسي بما تبقى من هذا الشهر الفضيل الذي ما زلنا نتنسم شذاه ، فلنجتهد حتى يغادرنا متجهاً إلى الله والبسمة على محياه




قديم 17-09-2009, 02:54 PM
  المشاركه #58
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



هو نداء يخترق الآذان في اليوم خمس مرات إيذاناً بدخول الوقت ، وبما أنه دخل الوقت إذاً فقد ” حان وقت الفلاح ” ، فللنزل إلى أقرب مسجد لنصلي صلاة الجماعة وونال خير الجزاء والثواب بإذن الله .

وباعتقادي أن صوت المؤذن الذي يصدح عالياً في اليوم خمساً له أثر كبير في ترقيق القلوب وإحيائها ، ودفعها للنزول لأداء الفريضة جماعة والخشوع لحظات الاذان ، وهذا على خلاف ما نسمعه في وقتنا الحاضر ، فاليوم والحمد لله معظم المؤذنين يشعروننا وكأنهم في سوق فلا تسمع من الأذان إلا ” اعا عو عي عاعاعو عيعي ” كأنه في واحد بيموت وبينازع . والله العظيم اسمع أصوات مؤذنين حراااااااام إنهم يأذنوا لأنهم لم يؤدوا الرسالة بقدر ما أزعجوا الناس بصراخهم ” ، يعني يا أخي الفاضل جزاك الله خير عارف صوتك مزعج ما في داعي إنك تأذن و من دون أن تقصد تؤذي كل من حولك على بعد كام كيلو .

لا أدري متى سيتم تعيين مؤذنين بشكل مهني دقيق ، فوالله إن الصوت الجميل يرسم للأذان أروع اللوحات وأرقها وأعذبها ، ويبعث في النفس الطمانينة والراحة والسكون .

سمعنا كثيراً عن الاعتناء بموضوع الاذان في الماضي أيام الخلافة الإسلامية وفي زمن الصحابة حيث انه لم يكن يسمح لأي أحد بالأذان ، صراحةً أتحسر على حالنا اليوم في بلداننا العربية مكان بداية الرسالة ، ونحن اهل اللغة والفن وقد تركنا ما نزين به أوقاتنا وهو الأذان الصحيح القويم السليم .

اليوم في تركيا وفي الاحياء الإسلامية في الأندلس ومنذ القدم لا يسمح لأي شخص بأن يؤذن هكذا ، فيجب عليه أن يكون أولاً صاحب صوت ندي ، ومن ثم يتقدم إلى دار الأوقاف ليتقدم إلى دورات في فن المقامات وعلم الصوت حتى يكون على قدر المكان الذي وضع فيه .

أسأل الله تعالى ان أستيقظ في يوم على صوت ندي .




قديم 17-09-2009, 02:56 PM
  المشاركه #59
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



شهر رمضان شهر الخير والبركة، شهر الصيام والقيام، شهر التودد والتراحم، شهر العبادة والمغفرة، شهر التمحيص، الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.

ففي ليلة من لياليه يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم ٍ، ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ﴿٤﴾ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ .

إنه الشهر الذي إذا لم يخرج الإنسان منه مغفورا له كان شقياً (فمنهم شقي وسعيد ).

لكن الصورة في مجتمعنا – ليس الكل طبعا – منقلبة، فشهر رمضان شهر النوم نهاراً، والسهر ليلاً، واللهو واللعب، وارتكاب ما لذّ وطاب من الشهوات، إنه شهر التبذير والإسراف .....الخ

ولنأخذ نماذج بسيطة لبعض شرائح المجتمع في هذا الشهر الفضيل لترى الصورة المنقلبة:

قضاء الوقت:
ليلاً ترى بعضهم صافين أقدامهم، أهي لتلاوة القرآن؟ كلا إنها لمشاهدة التلفاز للتنقل من قناة إلى قناة، ومن مسلسل إلى مسلسل، حتى ينتهي الليل وهم في عبادة التلفاز يستلهمون تقوى ذاك الفنان أو قيام هذه الفنانة!! أو أن ترى لهم في الطريق تنقلات ونظرات في المارة من النساء والرجال يشخصون أطرافهم ويحددون هوياتهم.

أما النهار فهم سعداء بالفراش لا الصلاة الوسطى تناديهم ولا المسجد يعرف لهم طريقاً ، متى ما استيقظوا استيقظوا؛ عند الغروب أو بعده أو قبله، لا يتحسسون جوع أحد ولا عطش فقير.

الأكل والشرب:
فيه ما لذّ وطاب وما لم تنظر إليه عين ويتلذذ به لسان، إنه شهر الطعام والشراب!! فيه تعمل أشهى المأكولات ويؤتي أكله كل حين بإذن ربه، فشهر رمضان جنة الطعام، فيه فواكه كثيرة ولحوم مما تشتهي الأنفس (فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ)، والشراب (فيه شراب مختلف ألوانه).

ما لا تراه في بقية الشهور تراه في شهر التبذير والإسراف!! الذي تمتلئ فيه بطون حاويات النفايات وتكاد تصاب بالتخمة من كثرة ما تمتلئ منه في اليوم الواحد.

التسكع في الأسواق :
في شهر رمضان يزداد التسكع في الأسواق لشراء الملابس الفاخرة والحلي الجملية، فلا الحسينيات -الخاوية على عروشها- لها نصيب منهم، ولا المجالس والمنتديات الثقافية فيها مكان لهم، بل هي الأسواق التي يأمرنا الشيطان بأن نأخذ زينتنا عندها: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ ﴿الحديد: ٢٠﴾

العبادة في شهر العبادة:
ما يقام به في بقية الشهور عند بعضهم لا يقام به في شهر رمضان، فمثلا:

نوافل المغرب والعشاء عند كثير من أئمة الجماعة ليس لها نصيب في شهر العبادة بل هي في طيات الكتمان والنسيان، بل لا يجرؤ أن يفكر في أن يصليها.

وأما صلاة الظهر مثلا فالأسف كل الأسف؛ ليس بعض الناس هم من لا يحضرون المسجد في وقت الظهيرة، بل حتى بعض أئمة الجماعة فإمام الجماعة في الظهر في إجازة والناس منه في راحة.

وأما صلاة الفجر فالصلاة في وقتها، وكراهة النوم حتى طلوع الشمس من أهم مستحبات شهر رمضان عند الشباب، لإكمال سهر النهار، ثم النوم حتى وقت الفطور، فالنائم إذا استيقظ لتناول وجبة الإفطار صلى صلاة الظهرين مشتركة مع صلاة العشاءين والنائم معذور حتى يستيقظ!!

انقلاب الصورة :
للأسف أن هذه الصورة هي المنتشرة، والمفترض أن تتغير هذه الصورة إلى ما هو المفترض، حيث أنه شهر الدعاء والعبادة وقراءة القرآن وقد جاء عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم - في آخر جمعة من شهر شعبان - : (أيها الناس! إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات...

هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب.

فسلوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر ...).

إن شهر رمضان شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله عز وجل، وجدير بالضيف أن يتحلى بآداب الضيافة، ولا تكون الآداب صحيحة إلا إذا جاءت بقدر المضيف ونحن نعلم أي مضيف عظيم حللنا بضيافته.

فلننظر ما هي آداب الضيافة في هذا الشهر الكريم، ماذا يجب علينا أن نعمل فيه لنكون في المستوى اللائق، ولكي نُسجل في قائمة الضيوف الذين أحسنوا الآداب؟

لكي نكون كذلك لابد من معرفة حقيقة هذا الشهر، وما هي المميزات التي يتفرد بها عن سائر الشهور.

ليلة القدر شرف لشهر رمضان:
يكفي قيمة لهذا الشهر الفضيل، أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهي التي يقدر فيها ما سوف يجري على البشرية جمعاء، إلى الشهر الكريم الذي بعده.

يقول الله عز وجل في القرآن الكريم:﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾.

مميزات شهر رمضان:
مع أن لشهر رمضان المبارك مميزات كثيرة على سائر الشهور ، إلا أن هنالك أربع مميزات يمكن وضعها في إطار رسالة هذا الشهر الفضيل ، ذلك لأن لهذا الشهر الفضيل رسالة كما أن شخصيته خاصة إذا عرفناها عرفنا واجبنا فيه ، ومسؤوليتنا تجاهه ومنهجنا في لياليه وأيامه، وهي على النحو التالي:

أولاً : السمو الروحي:

فهو يعطي تمايزاً للروح على الجسد ، وللقيم على المادة ، ولذلك يجوع الإنسان فيه ويعطش ، بينما روحه تحلّق في آفاق واسعة من الاتصال بالله ، والتغذية بالمضامين الحضارية لرسالاته لأهل الأرض .

ألا ترى ... أن انشداداً خاصاً – تجاه الله – يعتريك حينما يهاجم الجوع والعطش معدتك ؟! فكيف إذا كان الجوع والعطش من أجله؟

إنك – حينها – مهيأ للذوبان في رسالته .. هذا تمايز لابد من معرفته والتفاعل معه . يقول الإمام علي عليه السلام كما في نهج البلاغة: (ومجاهدة الصيام في الأيام المفروضات ، تسكيناً لأطرافهم وتخشيعاً لأبصارهم وتذليلاً لنفوسهم ، وتخفيضاً لقلوبهم ..)

ثانياً: الانعتاق من الدنيا:

فالمسلم على مدار السنة ملاحق من الدنيا ، تلاحقه في بطنه وحاجياته المادية وغيرها ، أما في هذا الشهر الكريم ، فإن الدنيا تركن جانباً – هذا التعامل الصحيح معها – ويفسح المجال للآخرة لتأخذ دورها في توجيه الإنسان الوجهة السليمة ، فالعطش والجوع ، والشدة والبلاء فيه ، إنما تذكر بشدة أكبر ، وجوع وعطش أظمأ ، إنه عطش وجوع وشدة يوم القيامة الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته – في آخر جمعة من شهر شعبان -: (فاذكروا بجوعكم وعطشكم جوع يوم القيامة وعطشه).

ثالثاً: تلخيص عام في ليلة:

فإذا كان الله سبحانه ، يقدر للإنسان في ليلة القدر ما الذي سيجري عليه في عام كامل ، فجدير بالإنسان أن يجمّع كل قواه لهذه الليلة ، ليطلب من الله تعالى ما الذي يريد أن يكون عليه ، من سلامة وعافية ، وحمل رسالة الله لخلقه ، وتصحيح نيته ، وسلامة قلبه وطهارة عمله ، وكسب الحلال فيه .. والانطلاق في الحياة بما يرضي الله في الدنيا والآخرة .


رابعاً : تحسس آلام الآخرين :

لا يريد الإسلام المسلم فرداً ، إنما يريده أمة ، واختلاف الإنسان الفرد عن الإنسان الأمة إنما هو في أن الأول لا يعرف إلا نفسه ، ولا يسعى إلا وراء رزقه وراحته ، بينما الثاني يرى سعادته جزءاً لا يتجزأ من سعادة الآخرين ، ورزقه لا يكون مساغاً إلا إذا أمن رزق الآخرين عن النهب والسرقة من قبل أصحاب القوة والسلطة ، ولذلك لا يستكبر دفع نفسه في لهوات الحرب دفاعاً عن نقمة المحرومين، وحرية المستضعفين.

وهذا الشهر الكريم محطة يتحسس المسلم فيها آلام الآخرين ، فهو بجوعه خلال هذا الشهر يتذكر الذين يجوعون في أيام السنة ، من الفقراء والمحرومين الذين يجوعون دائماً ويعطشون ، فقد سئل الإمام الحسين عليه السلام : لم افترض الله عز وجل على عبده الصوم؟ فقال عليه السلام : (ليجد الغني مس الجوع ، فيعود بالفضل على المسكين).


كانت تلك أربع مميزات رئيسة لهذا الشهر الفضيل ، وجدير بكل مسلم أن يستوعب عملية الصيام من خلالها ، وأن ينظر للجوع والعطش والامتناع عن اللذات المؤقتة من منظارها ، حتى لا يكون ممن عناهم الحديث الشريف : ( كم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب ، وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ) .

برنامج الفرد :




قديم 17-09-2009, 02:59 PM
  المشاركه #60
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



وهنا لابد من التطرق إلى البرنامج الرسالي للفرد المسلم ، وكيف ينبغي أن يكون في شهر رمضان ... لنرى ما هي نقاط برنامج الإنسان المسلم كفرد ، والذي يستطيع به أن يتفاعل مع هذا الشهر الكريم ، وأن يحلق به في سماء الرحمة الإلهية:

أولاً : قبل كل شيء لابد من برمجة الوقت من جديد، وبرمجة الحياة في هذا الشهر معه من جديد؛ حتى لا يسمح المسلم فيه لأية لحظة من حياته أن تذهب أدراج الفراغ دونما شغل أو عمل. وللأسف إن كثيراً منا، تنصرم أوقاته في مجالس البطالين، وفي الأعمال والكلام غير المهدوف أو غير المسؤول، أو وراء الملهيات التي أعدها أعداء الإسلام لأبنائنا لينشغلوا بها عن أهدافهم المقدسة.

والمثل المعروف يقول: (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك).

ويقول الشاعر الشيخ حسن الدمستاني رحمة الله عليه:

أنفاس عمرك أثمان الجنان فلا تشري بها لهباً في الحشر يشتعل

فأنت لكي تجعل حياتك مملوءة بالعمل، تحتاج إلى تقسيم وقتك على أعمال تقوم بها، وإنجازات تحققها -فمثلاً- لتعين لنفسك وقتاً للقراءة، وآخر تمضيه في زيارة اجتماعية، وآخر لمتابعة الأخبار المحلية والعالمية.. وأعمال أخرى تتقدم من خلالها خطوات في الفهم والوعي والإدراك .

وهذا هو شهر رمضان المبارك، لا تجعل أيامه تقطعك، بل اقطعها بالبرامج الرسالية، حدد لنفسك كتاباً إسلامياً تقرؤه وعملاً إسلامياً هاماً تقوم به، ورسالة تؤديها.. وهكذا.
ثانياً : لنلتصق بالقرآن الكريم، ولنغير علاقتنا به.. لنتقدم خطوة إليه لكي يتقدم إلينا خطوات.

ولذا لابد من الالتزام بتلاوة القرآن الكريم كل يوم، وختمه ولو مرة واحدة في هذا الشهر الكريم، فإنه إذا كان لكل شيء ربيع، فإن ربيع القرآن الكريم هو هذا الشهر الكريم. يقول الإمام الباقر عليه السلام: (لكل شيء ربيع وربيع القرآن هو شهر رمضان) .

وإذا كان هذا الشهر ربيع القرآن ، فلابد أن ينمو القرآن في داخلنا بعدد لحظات الشهر، وعدد آي القرآن، فإن ثواب قراءة آية واحدة فيه تعادل ثواب قراءة القرآن في سواه، وهذا قد يعني أن بكل آية تتلى في هذا الشهر الفضيل ينمو بداخلنا مقدار ما يعادل نموه كله بداخلنا في سواه من الشهور.

إذاً.. لنعطي القرآن أهمية خاصة في هذا الشهر الفضيل، ولا نقتصر فيه على التلاوة فحسب، بل لابد من التدبر فيه، وقراءة تفسيره وحفظ بعض سوره.

ثالثاً: تغيير العادات السيئة، خاصة الخُلُقية منها. جاء في الحديث الشريف: (إذا صمت ، فليصم سمعك وبصرك ، ويدك).

فلا يكفي أن يصوم الإنسان عن الطعام والشراب فقط، بل لابد أن يصوم كله، لسانه وعيناه، وأذناه ويداه، ورجلاه، وكل شعرة في جسده، بل وحتى دقات قلبه، وخلجات ضميره، ورجرجة ه.

وهذا يعني أن يلبس لباس الصالحين، وأن يتجلبب بجلباب الصائمين، وأن لا يسمح لرجليه أن تسوقانه إلى أماكن غير جيدة، ولا للسانه بتلفظ الكلمات البذيئة ولا لأذنيه بالاستماع إلى اللغو والغيبة، ولا لعينيه أن تنظر إلى ما حرم الله عليها. يقول الإمام علي عليه السلام: (صيام القلب عن الفكر في الآثام أفضل من صيام البطن عن الطعام).


ويقول عليه السلام: (صوم القلب خير من صيام اللسان ، وصيام اللسان خير من صيام البطن).

ولذا لابد أن نغير عاداتنا وتقاليدنا خاصة فيما يرتبط بالأخلاق في هذا الشهر، فإذا كان الواحد منا مثلاً يستعمل بعض الكلمات البذيئة، أو كان قد تعود على الكذب والنميمة ، فليحاول أن يغير ذلك في نفسه ، وإذا كان قد تعود على قطع الرحم فليصل رحمه في هذا الشهر الكريم، وإذا كان قد تعود على النميمة والتفرقة بين الناس فليغير هذه العادة.

رابعاً : الحضور في مجالس تلاوة القرآن الكريم والنشاطات الدينية:

من الجيد أن يتلو الإنسان القرآن في بيته، ولكن الأفضل أن يتلوه مع الآخرين، لأن هذا عمل جماعي (ويد الله مع الجماعة) كما يقول الحديث الشريف، بل ويفضل أن تكون قراءة القرآن في هذا الشهر جماعة في المسجد مثلاً.

وإذا كنت تؤدي عملاً خيرياً واحداً أو تشارك في مشروع خيري كل يوم، فليكن لك عملان تؤديهما خلال أيام شهر رمضان، وهكذا....







الكلمات الدلالية (Tags)

خواطــــــــر

,

رمضااانيــه



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



07:15 AM