logo

قديم 21-08-2010, 05:13 PM
  المشاركه #1
قلم هوامير المميز
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 6,143
 



من روائع الدكتور مصطفى محمود العذاب ليس له طبقة الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب. و ساكن الزمالك الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون والتليفيزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم والسكر و الضغط و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف منالأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق. و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لايعرف طعم الراحة. و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركةلم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلىالدمار. و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادمالأطماعه ذليلا لنزواته. و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات. كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق. و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاءالدنيوي متقارب. فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخلكل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلالالموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور. إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب..و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة. و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عنالحقائق. و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفهالكذاب لما كذب. و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير ولتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كماقلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغمالفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بينالكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلافالمناظر و تباين الدرجات و الهيئات و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفستعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترىالعدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغشقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. و تلك هي النفوس المظلمةالكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله. و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاءالحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلىالجحيم. أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقةتتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. و الكل في تعب. إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ماتفاضلت إلا بمواقفها. و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدوعلى الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت. فذلك هو المسرح الظاهر الخادع. و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدوأحدنا ملكاو الآخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم. أما وراء الكواليس. أما على مسرح القلوب. أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة.. فلا يوجد ظالم و لا مظلومو لا متخم و لا محروم.. و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لاتتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائرالعميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوضالصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائرالمترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين..و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التيتأتي من الجنة.. و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشف الأستار وتهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة..و لا تجدي تذكرة. و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهمأسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقادون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحةالقلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقىأصحاب العقول بمجادلاتهم. أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجلاللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا منالهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع. فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك.> ( منروائع دكتور مصطفى محمود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له )


من بريدي:5:

 
 
قديم 21-08-2010, 10:58 PM
  المشاركه #2
عضو هوامير المؤسس
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 1,594
 



بكل امانه
لم استطع قراءة كل ماكتب فالكلمات متتابعة والمقال طويل واللون واحد بلا مسافات

لكن بشكل عام ادركت فحوى الطرح والمقصود من المعروض
وابن آدم لاهثٌ لا محالة كيفما كان وباي حال عليها يكون

تحياتي






قديم 21-08-2010, 11:03 PM
  المشاركه #3
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 23,828
 



أما وراء الكواليس. أما على مسرح القلوب. أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة.. فلا يوجد ظالم و لا مظلومو لا متخم و لا محروم.. و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لاتتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائرالعميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوضالصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائرالمترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين..



مقال رائع جدا

يسلمك ربي على الطرح

تحيتي


،،




قديم 21-08-2010, 11:25 PM
  المشاركه #4
أبو أحمد
قلم الملتقى المميز
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 11,001
 



اخي الحبيب المتفائل

الله يعطيك الف عافيه على نقل هذا المقال الطويل جدا :5:




قديم 22-08-2010, 01:07 AM
  المشاركه #5
عضو هوامير المؤسس
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 11,577
 



مقال جميل ورائع

شكرا لك ويعطيك العافيه




قديم 22-08-2010, 01:58 AM
  المشاركه #6
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 2,242
 



من روائع الدكتور مصطفى محمود العذاب ليس له طبقة

الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.

و ساكن الزمالك الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون والتليفيزيون
لو استمعت إليه لوجدته يشكو مرالشكوى هو الآخر من سوء الهضم والسكروالضغط

والمليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.

و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لايعرف طعم الراحة.

و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة
لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار.

و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.

و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.
كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق.

و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب.

فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر..
و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية..
لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور.

إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب..

و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة.
و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.
و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب.

و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير ولتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة

والحظوظ كماقلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات..

فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بينالكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات

و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة
و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال..

و تلك هي النفوس المظلمةالكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله. و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر..
حيث يكون الشقاءالحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم

و أهل الحقد إلى الجحيم. أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل..
و الكل في تعب.

إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ماتفاضلت إلا بمواقفها. و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت

و لا بما يبدوعلى الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت.
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع. و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدوأحدنا ملكا و الآخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم.

أما وراء الكواليس. أما على مسرح القلوب. أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة.. فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم..

و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لاتتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائرالعميان

و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم..

ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائرالمترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين..

و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التيتأتي من الجنة..

و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشف الأستار وتهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق..

يوم لا تنفع معذرة..و لا تجدي تذكرة. و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة

لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلق دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا،

فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحةالقلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن..
بينما شقىأ صحاب العقول بمجادلاتهم. أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض،

ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع. فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك

،،،،،،







الكلمات الدلالية (Tags)

ليس

,

العـــذاب

,

طبقــة‏



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



10:04 AM