logo

قديم 12-12-2005, 06:00 PM
  المشاركه #1
عضو هوامير المؤسس
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 190
 



يا أرضَ بالقرن ما زلنا محبينا

لا البعدُ ينسي ولا الأعذارُ تثنينا

فسائلي الغيمَ كم أسقى معاطفَنا

وسائلي البرقَ كم أحيا مغانينا

لي فيكِ يا دوحةَ الأمجادِ ملحمةٌ

محفورةٌ في كتابٍ من ليالينا

يوم الصبا كقميصِ الخزِ ألبسُه

والروضُ اخضرُ مملوءٌ رياحينا

والرملُ لوحي وأقلامي غصونُ ندا

والربعُ يمطرهُ القمريْ تلاحينا

يا ارضَ بالقرن لو فتشتِ في خَلَدي

وجدتِ فيه أخاديدًا وتأبينا

جرحٌ من الحبِ يا بالقرن ما اندملتْ

أطرافُهُ باتَ يُقصينا ويُدنينا

قد زرتُ بعدكِ يا بالقرن كلَّ حمى

وطرتُ في الجو حتى جئتُ برلينا

فما رضيتُ سواكم في الهوى بدلاً

لأنني عاشقٌ دنياك والدينا

رأيتُ باريسَ في جلبابِ راهبةٍ

شمطاءَ قد بلغتْ في العمرِ سبعينا

وأنتِ في ريَعَان العمرِ زاهيةٌ

في ميعةِ الحسن إشراقاً وتكوينا

أتيتُ واشنطنًا لا طاب مربعُها

رأيتُ ساحتَها في الضيقِ سجِّينا

فلا نسيمَ كأرضي إذ يُصبِّحنا

ولا ندى الطلِ في الوادي يمسِّينا

ارضُ السنابلِ لا ارضَ القنابلِ يا

سِحْرَ الوجودِ ويا حرزَ المحبينا

يا روضةً طالما هزَّتْ معاطفَها

كأنها بتباشيرٍ تحيينا

وربوةٍ كم درجنا في ملاعبها

عهدُ الطفولة يزهو من أمانينا

والأربعون على خدي مروِّعةٌ

يا ليت أني أهادي سنَّ عشرينا

والغبنُ يكتب في أضلاعنا خطبًا

مدربُ القلف يعطينا تمارينا

يقتاتُ من لحمنا غصْبًا ويجلُدنا

ويستقي دَمَنا زورًا ويظمينا

وإن نظَمْنا بيوتَ الشعرِ نمدحه

يظل بالشَّعَر المفتولِ يلوينا

إذا اقترحنا على أيامنا طلبًا

ذقنا المنايا التي تطوي أمانينا

آهٍ على قهوةٍ سمراءَ نشربُها

في غرفةٍ من ضميمِ الطيِن تؤوينا

سِجادُها بحصيرِ النخلِ ننسجه

وريشُها بنقي الصوفِ يدفينا

بعنا الهمومَ بدنيانا صيارفةً

لسنا جباةً وما كنا مرابينا

لم ندّخِرْ قوتَنا بخلاً ليومِ غدٍ

لكل يومٍ طعامٌ سوف يأتينا

ونملأُ الضيفَ ترحابًا لننسيَهُ

ما غابَ من أهله عنه ويُنسينا

أمام غرفتِنا يجري الغديرُ على

صوتِ الحمامِ بأبياتٍ يُغنينا

قلوبُ أصحابِنا طُهْرٌ وسيرتُهم

مثلُ الزلالِ الذي في القيظِ يروينا

أيامَ لا كدلكٍ يعوي بحارتنا

ولا البواري تدوّي في نوادينا

واليومَ أموالُنا باتتْ تؤرقُنا

همًا وأولادُنا بالغمِّ تؤذينا

إذا رفعنا بآياتٍ عقيرتَنا

قالوا: غلوٌ وهذا خالفَ الدينا

وإن همسنا بحبٍّ في مجالِسنا

قالوا: يدبر أعمالاً لتردينا

وإن لبسنا بشوتًا عرَّضوا سفهًا

بأننا نزدهي فيها مرائينا

وإن تقشَّف منا صادقٌ ورِعٌ

قالوا: يخادِعُنا عمْدًا ويغوينا

إذا صمتنا اقضَّ الصمتُ مضجعَهم

وإن نطقنا شربنا كأسَنا طينا

إذا أجبْنا على ال****ِ أمطَرَنا

بالسبِّ مَنْ كان نغليه ويغلينا

وإن أبينا أتتنا من رسائله

مثل السعيرِ على الرمضاء تشوينا

قلنا لهم هذه الأشياءُ حلَّلَها

أبو حنيفة بل سُقنا البراهينا

قالوا: خرقتَ لنا الإجماعَ في شُبَهٍ

مِن رأيِك الفجِّ بالنكراءِ تأتينا

وإن ضحكنا أضافونا بسخرية

صفراءَ تملؤنا غبنًا وتذوينا

وإن بكينا لظلوا شامتين بنا

كأنهم وحدَهُم صاروا موازينا

تفردوا بخطايانا وأشغلَهُم

عن ذكرِ سُوئِهُمُ المُرْدي مساوينا

ويفرحون إذا زل النعال بنا

ويهزؤون بمن يروي معالينا

ولا يرون سوى أغلاطِنا أبدًا

فنقدُهُمْ صارَ في أهوائهم دينا

وشتْمُهُمْ هو محضُ النصحِ عندهمُ

وردُّنا هو زورٌ من مغاوينا

لحومُهُم عندنا مسمومةٌ أبدًا

ولحمُنا صارَ تحت النقدِ سردينا

فنحن عند الحداثيين قافلةٌ

من نقفو النهجَ تالينا

أما الغلاةُ فإنا عند شيخهمو

لسنا ثقاتٍ وما كنا موامينا

ونحن في شرعِهِ خُنَّا عقيدتَنا

من بائعين مبادينا وشارينا

حتى السياسي مرتابٌ ولو حلفتْ

لنا ملائكةٌ جاءوا مزكينا

كم مولَعٍ بخلافي لو أقولُ له

هذا النهارُ لقالَ الليلُ يضوينا

إذا طلبنا جليسًا لا يوافقُنا

واديه ليس على قربٍ بوادينا

فتاجرٌ لاهثٌ ألهتْهُ ثروتُه

عبدَ الدراهمِ قد عادى المساكينا

وجاهلٌ كافرٌ بالحرفِ ما بصُرَت

عيناه سِفْرًا وما أمَّ الدواوينا

ومعْجَبٌ صَلِفٌ زاهٍ بمنصبه

تواضعٌ منه فضلاً أن يماشينا

فالآن حلَّ لنا هجرُ الجميعِ وفي

لزومِ منزِلِنا غُنْمٌ يواسينا

نصاحبُ الكُتُبَ الصفراءَ نلْثِمُها

نشكو لها صخَبَ الدنيا فتشكينا

تضمُّنا من لهيبِ الهجرِ تمطِرُنا

بالحبِّ تُضحِكُنا طورًا وتُبْكينا

ما في الخيامِ أخو وجدٍ نطارِحُه

حديثَ نجدٍ ولا خلٌ يصافينا

فالزمْ فديتُك بيتًا أنتَ تسكُنُه

واصمتْ فكلُّ البرايا أصبحوا عينا

شكرًا لكم أيها الأعداءُ فابتهجوا

صارت عداوتُكُم تينًا وزيتونا

علَّمتمونا طِلابَ المجدِ فانطلقتْ

بنا المطامحُ تهدينا وتعلينا

جزاكم اللهُ خيرًا إذْ بكم صلحت

أخطاؤنا واستَفَقْنا من معاصينا

دلَلْتُمونا على زلاتِنا كرمًا

وغيرُكُم بِسُكارِ المدحِ يُعمينا

فسامِحونا إذا سالتْ مدامعُنا

من لذعِ أسياطِكُم كنتم مصيبينا

تجاوزوا عن زفيرٍ من جوانِحنا

حلمًا على زفراتٍ في حواشينا

ثناءُ أحبابِنا قد عاقَ همتَنا

ولومُ حسادِنا أذكى مواضينا

ماذا لقينا من الدنيا وعشرتِها

عشاقُها نحنُ وهي الدهرَ تقلينا

على مصائبها ناحتْ مواجعُنا

ومن نكائدِها ذابتْ مآقينا

تغتالُنا بدواهيها وتنحرُنا

صارتْ مخالبُها فينا سكاكينا

والآن في البيتِ لا خِلٌّ نُسَرُّ به

إلا الكتابُ يناجينا ويشجينا



من هو الشيخ عائض القرني؟

هوالشيخ عائض بن عبدالله القرني، من مواليد بلاد بالقرن.

ولد عام 1379هـ، ودرس الابتدائية في مدرسة آل سلمان، ثم درس المتوسطة في المعهد العلمي بالرياض، ودرس الثانوية في المعهد العلمي بأبها، وتخرج من كلية أصول الدين بأبها، وحضر الماجستير في رسالة بعنوان: (كتاب البدعة وأثرها في الدراية والرواية).
ثم حضر الدكتوراه في (تحقيق المُفهِم على مختصر صحيح مسلم).
وكان إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق بأبها.
حفظ كتاب الله عز وجل، ثم طالع تفسير الجلالين، والمفردات لمخلوف، ثم قرأ تفسير ابن كثير وكرره كثيراً، وقرأ قسماً كبيراً من تفسير ابن جرير، وعاش مع زاد المسير لابن الجوزي فترة من الزمن، واطلع على تفسير الكشاف للزمخشري وعَرِفَ دسائسه الاعتزالية، وقرأ غالب تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله إن لم يكن أكمله، وجعل لنفسه درساً من تفسير القرطبي، واكتفى من فتح القدير للشوكاني بالدراسة المنهجية، وأما أحاديث التفسير فجعل اهتمامه بالدر المنثور للسيوطي، وقد مر على تفسير روح المعاني للألوسي، وقرأ تفسير الرازي وتفسير العلامة السعدي والدوسري، وغالب تفسير البغوي وعبدالرزاق ومجاهد.
وأما علوم القرآن فقد أكثر من قراءة البرهان للزركلي، والإتقان للسيوطي ومباحث في علوم القرآن لمناع القطان وغيرها.
وأما علوم الحديث فهي أمنيته ورغبته وطلبه وجُل اهتمامه، فقد قرأ بلوغ المرام أكثر من خمسين مرة حتى استظهر الكتاب،وقرأ عمدة الأحكام ودرّسه لطلبة العلم في المسجد، وكرر مختصر البخاري للزبيدي وكذلك مختصر مسلم للمنذري، وكرر المنتخب للنبهاني واللؤلؤ والمرجان، أما صحيح البخاري فقرأه وقرأ عليه شرحه فتح الباري للحافظ ابن حجر، وطالع صحيح مسلم بشرح النووي، وكذلك جامع الترمذي وغالب شرحه تحفة الأحوذي، وقرأ مختصر سنن أبي داود مع شرحه معالم السنن للخطابي وتهذيب السنن لابن القيم، وكرر جامع الأصول لابن الأثير مرتين، ومسند الإمام أحمد وكذلك ترتيبه الفتح الرباني للبنا، ثم شرحه لطلبة العلم في المسجد في أكثر من مائة درس، وقرأ رياض الصالحين للنووي، وجامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب، والترغيب والترهيب للمنذري ومشكاة المصابيح، وغالب كتب محدِّث العصر العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى، وخاصة إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وغيرها كثير وكثير جداً.
وأما الفقه فقرأ كتاب السلسبيل في معرفة الدليل كثيراً للبليهي، وكرر منه مئات المسائل، وعمل عليه وقفات مع زاد المستقنع،وطالع الدرر البهية للشوكاني، ونظر إلى غالب نيل الأوطار للشوكاني وكان يحضر منه دروس الكلية والمسجد، وطالع غالب المُغني لابن قدامة والمحلى لابن حزم، وأُعجب بطرح التثريب وعزم على تكراره، ومر على فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وغالب كتبه، واطلع على كتب العلامة ابن القيم وبالأخص زاد المعاد وإعلام الموقعين.
وأما أصول الفقه فقرأ الرسالة للإمام الشافعي والموافقات للشاطبي وقرأ اللُمَع للشيرازي وبعضاً من المستصفى.
وكذلك كتب شيخ الإسلام المجدد محمد ابن عبد الوهاب وأئمة الدعوة النجدية، وقرأ من التمهيد لابن عبد البر.
وأما كتب التوحيد فقرأ في الكلية العقيدة الواسطية والتدمرية والحموية ولُمعة الاعتقاد لابن قدامة والعقيدة الطحاوية وشرحها لابن أبي العز، ومعارج القبول لحافظ حكمي، والدين الخالص، وقرأ كتاب التوحيد للإمام ابن خُزَيمة رحمة الله على الجميع.
وأما السيرة فقرأ سير أعلام النبلاء للذهبي أربع مرات، وكرر البداية والنهاية لابن كثير مرتين، وطالع تاريخ الطبري وكذلك المُنتظم لابن الجوزي، ووفيات الأعيان والبدر الطالع، وغيرها كثير.
وأما الرقائق فقرأ كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي والزهد للإمام أحمد وابن المبارك ووكيع، وطالع حلية الأولياء لأبي نُعَيم، ومدارج السالكين لابن القيم، وإحياء علوم الدين للغزالي، وصفة الصفوة لابن الجوزي.
وأما كتب الأدب فطالع أغلب الدواوين، وكرر ديوان المُتنبي وحفظ له مئات الأبيات وقرأ العقد الفريد لابن عبد ربه، وعيون الأخبار لابن قُتَيبة وأنس المجالس، وروضة العقلاء لابن حبان ومجلدات من الأغاني للأصفهاني وكثيراً من المراسلات والمقامات.
وأما الكتب المعاصرة فقرأ الكثير منها، فعلى سبيل المثال: كتب أبي الأعلى المودودي وكتب الندوي وسيد قطب ومحمد قطب وسماحة الشيخ الإمام عبد العزيز ابن باز، والعلامة محمد العثيمين وابن جبرين، وقرأ كتب الغزالي وله عليه رد في مجلس الإنصاف، وللشيخ مؤلفات كثيرة منها وهي منتشرة في دُوَل الخليج.

مجاله في الدعوة إلى الله:

وللشيخ حفظه الله مجالٌ واسع في الدعوة إلى الله تعالى، ونشاطه في ذلك معروف عند العلماء والدعاة طلبة العلم وعوام الناس لا يحتاج إلى بيان ولا أدل على هذا من هذه الأشرطة التي سُجلت له فقد بلغت أكثر من ألف شريط، والشيخ قد ألقى هذه المحاضرات في المساجد والنوادي والمؤسسات والشركات والكليات والجامعات وغيرها كثير، فبارك الله في دعوته وكتب له القبول عند الناس، هذا وقد كان يشجعه كثيراً سماحة العلامة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى على مواصلة طريق الدعوة لأنها طريق الأنبياء..

 
 
قديم 12-12-2005, 07:38 PM
  المشاركه #2
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 9,597
 



قصيدة رائعة جدا والشيخ عروف بأدبه الجم وكلامه الرائع وليس مثل هذهالكلمات غريبة على مثله

اذكر أني سألته مرة قبل 14 سنة كم تحفظ من الشعر فقال : إن قلت 10000 بيت لم أكن مبالغا









الكلمات الدلالية (Tags)

هذه

,

ويهديكم

,

الحياة

,

الشيخ

,

العامه

,

القصيده

,

يعتزل

,

عايض

,

فضيلة



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



01:26 AM