هو!! وهي !! والقاهرة !!

تسيرين يا أختاه على منهج من يقول : ( إنّ بعض الظنّ إثمٌ ) وليس أكثر الظنّ إثماً !!!
:13::13::13:
والذي نحتاجه قولك : ( وإن كنتُ ألامس صدق الإحساس بِها ) ؛ فهو رأي أحترمه ، مع أنّ ظاهره اعتــراف لها واتهام له بضدّ ذلك !!!
لك تحياتي .

أحييك أخي العزيز أحمد النويصر ، وأرحّب بإطلالتك الأولى على إحدى خمائلي الأدبيّة ، وأرجو أن لا تصاب بعزوف بعد الأولى كما أصاب شاعرنا من ( أم الدنيا ) ...
أمّا ملاحظاتك فإني سعيدٌ بها ؛ لأنها تدلّ على نظرة أخرى في الأبيات حريص على مثلها ...
أما ملاحظتك الأولى حول قولها :
فلأنت تكره مصر عمرٍو كلَّها
فالشطر مستقيم ؛ لأن وزنه هكذا :
فلأنت تكــ / ره مصر عمــ / رنْ كلـلـها
متفاعلنْ / متفاعلنْ / مستفعلنْ
والأبيات من البحر الكامل ، ولا كسور فيها .

أما ملاحظتك الأخرى حول تأنيث ( الفراش ) ؛ لأنّ الله تعالى يقول :
( يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ) .
فأقول :
إنّ الفراش اسم جنس جمعيّ ، يفرق بينه وبين واحده بالتاء : فراش وفراشة .
ومثله : نخل ونخلة ، وبقر وبقرة .
واسم الجنس الجمعيّ يجوز فيه التذكير والتأنيث ؛ قال الله تعالى :
( وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) ، ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ) .
قال جرير :
أَزرى بِحِلمِكُمُ الفِياشُ فَأَنتُمُ :2: مِثلُ الفَراشِ غَشينَ نارَ المُصطَلي
وقال الشاعر :
مثلَ الفراشِ تَقَحّمَتْ سُعُراً :12: فانظرْ إلى ما تَصنَعُ السُّعرُ

أكرر شكري وتقديري لك على أن فتحت لنا باباً من النقاش مفيداً .

أبا شومة :
يبدو أننا نمتح من بئر واحدة ( ويصح : واحد ؛ لأنّ البئر يذكّر ويؤنّث ) .
قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه :
وَما البَغيُ إِلاَّ عَلى أَهلِهِ :13: وَما الناسُ إِلاَّ كهذي الشَجَر

وقال الأخطل النصرانيّ :
طَوالِعُ مِن نَجدِ الرَحوبِ كَأَنَّما (_ رَمى الآلُ بِالأَظعانِ نَخلاً حَوامِلا

أحسنت يا أبا شومة ، ونفع الله بك وبعلمك .

إنني أستفيد من كلّ تنبيه ، وربما تأتي الفائدة ممن لم نحتسبها منه :
حينما نشرتُ قصيدتي في رثاء أمّي رحمها الله ( عبرةٌ من بحر دمعي ) ، وكنت قلت في أحد أبياتها :

إذا أشرقتْ شمسٌ بكيتُ أميمتي :8: وعند غروب الشمس أبكي من السهدِ

فعلّقتْ إحدى الأخوات قائلة :
( أخطأت يا دكتور ؛ قلْ :
إذا غربتْ شمسٌ بكيتُ أميمتي :8: وعند طلوع الشمس أبكي من السهدِ
لأنّ السهد هو التعب بسبب السهر ، ولذا يجب أن تجعل البكاء منه في آخر الليل لا في أوّله ) .
وحيث إنني كنتُ أظنّ السهد هو التعب فقد أصررتُ على رأيي ، فقالت : ( وأنا أصرُّ على رأيي ) .
فخطر في بالي أن أراجع المسألة في كتب اللغة ، فوجدت ما قالته هي حقاً ، فرجعت إلى ما قالتْ .
فرحم الله امرأ أهدى إليَّ عيوبي ، ومَنْ تكبّرَ على التعلّم ظلّ جاهلاً .
وللجميع تحيّاتي .

جزاك الله خيراً أخي ( راجي الهدى ) ، وأودّ أن أخبرك بأنني في كثير من الأحوال أتمنى أن تكون معي مرآة ؛ لأرى معالم المدح على محياي ؛ فأرى مدى صدق قول ( أندريه جيد ) :
" أكثرُ التعبيرات بَلَهاً هو ذلك التعبيرُ الذي يرتسمُ على وجهِ المرءِ عندما يُمدَحُ " .
:5::5::5:
لك تحيّاتي .

عذراً أيّها القمر الأحمر ، فليس لك عشاق غيري .