يا أم كلثوم غني فالهوى نغم=تلذه الشيب والشبان كلهمُ
غني وغني على الأوتار صادحةً=فإنما بالأغاني تنهض الأممُ
من أجل صوتٍ رخيمٍ منك يسمعه=يا أم كلثوم جاء الجمع يزدحمُ
قد هزه صوتك الموَّارُ يطربه=فهاج كالبحر ذي الأمواج يلتطمُ
غني فليلتنا من بعد حلكتها=فيها بأوجهنا الأنوار تبتسمُ
كأنما نحن في حربٍ تهاجمنا=فيها المسراتُ والأحزانُ تنهزمُ
غني لنا ثم غني إن ليلتنا=فيها العواطف بالألباب تصطدمُ
إنَّ الغناء إلى محياي يجذبني=وإن مشت في طريق الموت بي القدمُ
الحسن تسمعه كالحسن تبصره=ما عنهما من غنىً يأتي به السأمُ
كلاهما يبتغي قلباً ليملكه=والقلب بينهما في المرءِ منقسمُ
لا يبلغ المرء من لذاته وطرا=حتى يمتع منه السمع والبصرا
افرح بدنياك واشبع من مشاهدها = فبعدها لا ترى شمساً ولا قمرا
ماذا يريبك في عصرٍ نعيش به=من شاعرٍ بالذي في قلبه جهرا
قالوا كفرت ولم أكفر كما زعموا=أكلُّ من قال حقّا بيننا كفرا
يا حبّذا الحسن يهدي زهره عبقاً=وحبذا الحبُّ تلقي نارهُ شررا
يا أم كلثوم إنا أمةٌ رزحت=تحت المصائب أحقاباً فسلينا
يا أم كلثوم إن اليأس يقتلنا=إذا تأبيتِ والآمال تحيينا
إني دخلت جحيمي قبل آخرتي=وذقت في العيش زقوماً وغسلينا
يا نجمةً في سماء الرافدين بدت=إنا نحييك أفواجاً فحيينا
أرسلت نوراً بهياً في أشعته=نرى الجمال أفانيناً أفانينا
يا أم كلثوم حيينا مغردةً=حيي الملائكَ منا والشياطينا
بلى جُننا بلحنٍ قد شدوت به=وقبل ذلك ما كنا مجانينا
ماذا عليَّ إذا آليتُ في كبري=أن لا أغازل إلا الربرب العينا
لي في الحياة احترامٌ للنواميس=فلا أبدِّلُ موهوماً بمحسوس
إني امرؤُ الشكِّ لا إيمان يربطني=بالخير إن كان شيئاً غير ملموس
إني لفي جنةٍ للفن دانيةٌ=قطافها ولها حمدي وتقديسي
وكم هنالك إبليساً يحاول أن=يزيحني بخداعٍ من فراديسي
أعوذ بالله ربي فهو يعصمني=إذا استعنت به من كل إبليس
يا أم كلثوم إن الشعر ذو نسبٍ=إلى الغناء كمثل الشمس قُدموس
غني وغني إلى أن يظهر الفلقُ=ويذهب الليل كل الليل والغسقُ
يا أم كلثوم إنَّ الأمر مشتركٌ=فإن سكت فلسنا فيه نتفقُ
طلعت بعد انتظار كاد يقتلنا=ككوكب في سماء الفن يأتلقُ
ما أجمل الفن قد أرخى ذوائبه=وكوكب الفن منه النور ينبثقُ
قد انتظرنا ونار الوجد واقدةٌ=نكاد من حرها اللذاع نحترقُ
غني لنا ثم غني إننا فئةٌ=إلى الغناء إذا ما طاب نستبقُ
ولنغتنم هذه الساعات سانحةً=فإنني بصفاءِ الدهر لا أثقُ
قالوا الغناء غذاءُ الروح ينعشه=والحق فيما به في وصفه نطقوا
أميرةَ الفن إنا من رعاياك=نصبو لشدوك هذا الضاحك الباكي
في صوتك الفن قد لاقى سعادته=فإنه كل يومٍ لاثمٌ فاك
كنا إذا ما تمنينا لعاطفةٍ=في النفس لا نتمنّى غير لقياك
وتلك أمنية تغري الشكوك بها=كوردةٍ ذات حسنٍ بين أشواك
ورب سائلة لي وهي باكية=وقد رأتني أبكي بعد إمساك
تقول ماذا الذي أبكاك خاطره=فقلت هذا الذي في النفس أبكاكِ
ماذا سيحكم قاضي الحب بينهما=غداً إذا اجتمع المشكو والشاكي
افرح بدنياك واشبع من مشاهدها
فبعدها لاترى شمساً ولا قمرا
انه تصوير الفرح المبطن بالألم
ما اقصر الدنيا
الفرح المبطن بالالم
عندمااا تحاااط مشااعرناا وأحاسيسنااابصوت الالم
وعندمااا يغرق القلب في بحور أحزاانه فلا تري العين
لا قمر ولا شمس
ولاكن هنااك الامل بوجود الله بقربنااا
:13::13:
الفرح المبطن بالالم
عندمااا تحاااط مشااعرناا وأحاسيسنااابصوت الالم
وعندمااا يغرق القلب في بحور أحزاانه فلا تري العين
لا قمر ولا شمس
ولاكن هنااك الامل بوجود الله بقربنااا
:13::13:
السعادةُ عفويةٌ حينَما تأتي ، لذا فهي لا تنتظرُ أن نتكَّلفَ في استقبالها ..
قليلٌ من التَمهل ، قليلٌ من النسيان ، ركلةٌ خفيفة لِلتشاؤم
وَ ستبقى لديك ساعةً إضافية من السعادة :11:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت *** ان السعادة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكــــنها *** الا التي كان قبل الموت يبنيها اموالنا لذوي الميراث نجمعها *** ودارنـــا لخراب الدهر نبنيها أين الملوك التي كانت مسلطنة *** حتى سقاها بكأس الموت ساقيها فكم مدائن في الافاق قد بنيت *** أمست خرابا وأفنى الموت اهليها لا تركنن الى الدنيا وما فيها *** فالموت لا شك يفنينا ويفنيها المرء يبسطها والدهر يقبضها *** والنفس تنشرها والموت يطويها والنفس تعلم أني لا اصدقها *** ولست ارشد الا حين اعصيها واعمل لدار غدا رضوان خازنها *** والجار احمد والرحمن ناشيها من يشتري الدار في الفردوس يعمرها *** بركعة في ظلام الليل يحييها