logo



قديم 26-09-2011, 10:26 PM
  المشاركه #1
قلم الملتقى الإسلامي المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 2,635
 



الفوائد تاليف الشيخ العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر أيوب ابن قيم الجوزية الزرعي
رحمـــــــــــــــــــــــــه اللــــــــــــــــــــــــــــه تعــــــــــــــــــــــــــــــالى






بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير المرسلين وآله وصحبه والتابعين
وبعد
لا يخفى عليكم أيها الإخوة أنه تمر على الإنسان كثيرا من الفوائد لا ينتفع بها غالباً وقد يعلمها ولا يعمل بها كقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضى الله عنه في حديث الشيطان وآية الكرسي " أما إنه قد صدقك وهو كذبوب " (1) ومعنى ذلك : أن تقبل الحق إذا بين لك وجاءك ممن كان فإنه قد يصدر من غير المسلم , والحكمة ضالة المسلم . . . فتمر بالإنسان فوائد كثيرة وقواعد جليلة و حكم بليغه
لم تأتي إلا من تجارب وسبر أغوار الحياة وعرك الأحداث و التجربة في الدنيا فتجد بذلك الفائدة وليست قاصرة في حياتنا الدنيا أو التعامل بل أعظم منه في الشرع المطهر فلا تأتي الفوائد إلا بعد المطالعة والتعود و التفكر والتدبر وإن صحبها الإخلاص فإنها تسري في الناس لتكون عبرة أو فكرة أو منهجاً , هذه الفوائد قد تصفي القلب و تزيل الغشاوة عن العقل وتصحح الآراء والمفاهيم فإن من جرب حجة على من لم يجرب كمن علم او حفظ حجة على من لم يعلم أو يحفظ . . .
فنريد ان نبحر في فوائد وفرائد في العلم الشرعي
ولعل الأساس الذي نستند إليه هو كلام ابن القيم الجوزية رحمه الله
من كتابه الفوائد ــ وقد نضيف شيئاً إذا رأينا ذلك ـــ


[1] قاعدة جليلة



الانتفاع بالقرآن وشروطه



اذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألف سمعك, ,احضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه اليه, فانّه خطاب منه لك, على لسان رسوله, قال تعال:** انّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}. سورة ق 37.


وذلك أن تمام التأثير لمّا كان موقوفا على مؤثر مقتض, ومحل قابل, وشرط لحصول الأثر, وانتقاء المانع الذي يمنع منه, تضمّنت الآية بيان ذلك كلّه بأوجز لفظ وأبينه, وادلّه على المراد.


فقوله تعالى:** انّ في ذلك لذكرى} اشارة الى ما تقدّم من أوّل السورة الى ها هنا وهذا هة المؤثّر.


وقوله:** لمن كان له قلب} فهذا هو المل القابل, والمراد به القلب الحيّ الذي يعقل عن الله, كما قال تعالى:** ان هو الا ذكر وقرآن مبين.لينذر من كان حيّا} يس 69-70 . أي حي القلب.


وقوله: {أو ألقى السمع} أي وجّه سمعه وأصغى حاسّة سمعه الى ما يقال له, وهذا شرط التأثّر بالكلام.
وقوله: {وهو شهيد} أي شاهد القلب حاضر غير غائب.


قال ابن قتيبة: " استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم, ليس بغافل ولا ساه". وهو اشارة الى المانع من حصول التأثير, وهو سهو القلب, وغيبته عن تعقّل ما يقال له, والنظر فيه وتأمّله. فاذا حصل المؤث وهو القرآن, والمحل القابل وهو القلب الحي, ووخد الشرط وهو الاصغاء, وانتقى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب, وانصرافه عنه الى شئ آخر, حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكّر.


فان قيل: اذا كان التأثير انما يتم بمجموع هذه, فما وجه دخول أداة "أو" في قوله "أو ألقى السمع", والموضع موضع واو الجمع لا موضع "أو" التي هي لأحد الشيئين.


قيل: هذا سؤال جيّد والجواب عنه أن يقال: خرج الكلام ب"أو" باعتبار حال المخاطب المدعو
, فان من الناس من يكون حي القلب واعيه, تام الفطرة, فاذا فكّر بقلبه, وجال بفكره, دلّه قلبه وعقله على صحّة القرآن, وأنه الحق, وشهد قلبه بما أخبر به القرآن, فكان ورود القرآن على قلبه نورا على نور الفطرة, وهذا وصف الذين قيل فيهم: ويرى الذين أؤتوا العلم الذي أنزل اليك من ربك هو الحق} سبأ 6. وقال في حقّهم:** الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درّي يوقد من شجرة مباركة زستونة لا شرقيّة ولا غربيّة, يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكلّ شئ عليم}النور 35.


فهذا نور الفطرة على نور الوحي, وهذا حال صاحب القلب الحيّ الواعي.


قال ابن القيّم: وقد ذكرنا ما تضمّنت هذه الآية من الأسرار والعبر في كتاب "اجتماع الجيوش الاسلامية لغزو المعطّلة والجهميّة" ص 7-8. فصاحب القلب يجمع بين قلبه وببن معاني القرآن, فيجدها كأنها قد كتبي فيه, فهو يقرؤها عن ظهر قلب. ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد, واعي القلب, كامل الحياة, فيحتاج الى شاهد يميّز له بين الحق والباطن, ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وذكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الواعي الحي, فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام, وقلبه لتأمّله, والتفكر فيه, وتعقل معانيه, فيعلم حينئذ أنه الحق.
فالأول: حال من رأى بعينه ما دعى اليه وأخبر به. والثاني: من علم صدق المخبر وتيقّنه, وقال يكفيني خبره, فهو في مقام الايمان, والأوّل من مقام الاحسان. وهذا قد وصل الى علم اليقين, وترق قلبه منه الى منزلة عين اليقين, وذاك معه التصديق الجازم الذي خرج به من الكفر ودخل به في الاسلام.


فعين اليقين نوعان: نوع في الدنيا, ونوع في الآخرة, فالحاصل في الدنيا نسبته الى القلب كنسبة الشاهد الى العين. وما أخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار, وفي الدنيا بالبصائر, فهو عين اليقين في المرتبتين


ــــــــــــــــــــــ
(1) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: إني محتاج وعليّ عيال ولي حاجة شديدة، فخلّيتُ عنه فأصبحتُ فقال النبي -صلى الله عليه و سلم-: ( يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ ) ، قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: ( أما إنه قد كذبك وسيعود ) ، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله -صلى الله عليه و سلم- إنه سيعود، فرصدتُه فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني فإني محتاج وعليّ عيال لا أعود. فرحمته فخلّيت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يا أباهريرة ما فعل أسيرك؟ ) . قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: ( أما إنه كذبك وسيعود ) . فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ثم تعود، قال: دعني أعلّمك كلماتٍ ينفعك الله بها، قلت: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم} (البقرة:255) حتى تختم الآية؛ فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح؛ فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( ما فعل أسيرك البارحة؟ ) ، قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلماتٍ ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ( ما هي؟ ) ، قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير -، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ ) . قال: لا، قال: ( ذاك شيطان ) رواه البخاري

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

القسم الإسلامي

 
 
قديم 27-09-2011, 03:51 PM
  المشاركه #2
ابو ماجد
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 78,512
 



بارك الله فيك





قديم 27-09-2011, 10:22 PM
  المشاركه #3
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 941
 



جزاك الله خيرا



قديم 27-09-2011, 10:48 PM
  المشاركه #4
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 18,456
 



بااااااارك الله فيك



قديم 29-09-2011, 08:18 PM
  المشاركه #5
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 21,009
 



بارك الله فيك
ولاحرمك ربي الأجر




قديم 08-10-2011, 06:04 AM
  المشاركه #6
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 24,482
 




بارك الله فيك ،،،،، ورزقك فردوس جناته




قديم 23-10-2011, 07:06 AM
  المشاركه #7
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 10,130
 



رد: فرائد الفوائد " من كتاب ابن القيم الجوزية رحمه الله "



قديم 26-10-2011, 04:13 AM
  المشاركه #8
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 7,529
 



جزاك الله خير



قديم 13-08-2013, 10:48 AM
  المشاركه #9
عضو موقوف
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 2,832
 



بارك الله فيك



قديم 13-08-2013, 11:24 PM
  المشاركه #10
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 159,313
 



جزاك الله خير



قديم 30-09-2013, 08:49 AM
  المشاركه #11
ابو ياسر
رئيس فريق المراقبة
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 43,260
 



جزاك الله خير الجزاء ورحم الله والديك



كلام جميل للصحابي معاذ بن جبل رضي الله عن كيفية النجاة من الفتن يقول فيه

(( ليتني أعرف أقواما من اهل ذلك الزمان (( يقصد آخر الزمان ووقت الفتن )) لأخبرهم كيف ينجون من الفتن وعندما سئل عن ذلك أجاب ببساطة
إن ما أنت عليه هو الصواب والقادم عليك فتنة فتمسك بما انت عليه وأترك القادم إليك وتجنبه فهو الفتنة

هذا مجمل كلامه رضي الله عنه وفيه النجاة بعد الله من الفتن ))
قديم 05-10-2013, 11:53 AM
  المشاركه #12
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 16,162
 



بارك الله فيك







أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



04:42 PM