logo

قديم 28-10-2011, 01:32 PM
  المشاركه #1
محلل فني
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 12,506
 



نازف الشريان ، محمر الفتيله

في زقاقٍ ضوأت أوكاره

كل بيتٍ فيه، مأساةٌ طويله

غرفٌ .. ضيقةٌ .. موبوءةٌ

وعناوين لـ (ماري) و (جميله)

وبمقهى الحي.. حاكٍ هرمٌ

راح يجتر أغانيه الذليله

وعجوزٌ خلف نرجيلتها

عمرها أقدم من عمر الرذيله

إنها آمرة البيت هنا..

تشتم الكسلى، وتسترضي العجوله

وأمام الباب.. صعلوك هوىً

تافه الهيئة، مسلوب الفضيله

يعرض اللحم على قاضمه..

مثلما يعرض سمسارٌ خيوله

"هذه.. جاءت حديثاً.. سيدي

ناهدٌ ما زال في طور الطفوله..

أو إذا شئت.. فرافق هذه

إنها أشهى من الخمر الأصيله.."

أي رقٍ .. مثل أنثى ترتمي

تحت شاريها، بأوراقٍ ضئيله

قيمة الإنسان ، ما أحقرها

زعموه غايةً.. وهو وسيله..

لو ترى الردهة فيها اضطجعت

كل بنتٍ كانفتاح الزهره

نهدها منتظرٌ جزاره

صابرٌ حتى يلاقي قدره

هذه المذهبة السن.. هنا

ترقب الباب بعينٍ حذره

حسرت عن ركبةٍ شاحبةٍ

لونها لون الحياة المنكره

من سيأتي؟ من سيأتي معها؟

أي صعلوكٍ، حقيرٍ، نكره؟

وهناك.. انفردت واحدةٌ

عطرها أرخص من أن أذكره..

حاجبٌ بولغ في تخطيطه

وطلاءٌ كجدار المقبره..

وفمٌ .. متسعٌ.. متسعٌ

كغلاف التينة المعتصره

الفضوليون من خلف الكوى

أعينٌ ، جائعةٌ مستعره

وشجارٌ دائرٌ في منزلٍ

وسكارى.. ونكاتٌ ه..

من رآهن.. قوارير الهوى

كنعاجٍ بانتظار المجزره

كم صبايا، مثل ألوان الضحى

أفسدتهن عجوزٌ خطره

3

كوباءٍ.. كبعيرٍ نتن

مثل ميتٍ خارجٍ من كفن..

حفرٌ في وجهها مرعبةٌ

تركتها عجلات الزمن..

نهدها حبة تينٍ.. نشفت

رحم الله زمان اللبن..

فالعصافير التي كانت هنا

تتغذى بالشذا والسوسن

كلها طارت بعيداً.. عندما

لم يعد في الأرض غير الدمن

( نزار قباني )


 
 
قديم 28-10-2011, 04:53 PM
  المشاركه #2
محلل فني
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 12,506
 



على كثر قرائتي لقصائد نزار قباني ... مدري ليه هذه القصيدة كأني أقرأها لأول مرة

طبعاً حذفت منها مجموعة من الأبيات ... حتى لا تصم آذانكم .










أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



12:19 PM