قبل الآخرة لأن من ملأ الرضا قلبه
فلن تجزع من مصيبته وهذا والله من السعادة ... ألا ترى أن أهل
الإيمان أبش الناس وجوهآ مع أنهم أكثرهم بلاء !
فكن فطنآ ... فالدنيا لا تصفو لأحد وكلما انتهت مصيبة أتت أختها ....
* أيها الصابر .. أيتها الصابرة *
ربما وجدت نفسك فجأة في بحر الأحزان تغالب أمواج الهموم القاتلة
وهي تعصف بزورقك الصغير... بينما تجدف بحذر يمنة ويسرة...
ولكن الأمواج كانت أعلى منك بكثير ولم يبق إلا أن تطيح بك...وفــي
تلك اللحظات السريعة أيقنت بأن لا مفر لك من الله إلا إليه فذرفت عيناك...
وخضع قلبك معها...
واتجه كيانك كله إلى الله يدعوه يــآرب ...
يا فارج الهم فرج لي...
فـهنـآ قــد سكن بحر الأحزان...
وهدأت الأمواج العالية...
وسار قاربك فوقه بهدوء واطمئنان...
إن شيئاً من الواقع لم يتغير سوى ما بداخلك ...
قال الله تعالى:
{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
(الرعد: 11)
لقد تحول جزعك إلى تسليم، وسخطك إلى رضى ...
فاجعل هذه الهموم والأحزان أفراحآ لك في الآخرة
فهي والله أيامك في الدنيا ولياليك فاصبر واحتسب :
1- أجــر الـصـابرين ،
فالصابر يكب عليه الأجر بلا عد ولا حد،،،
قال الله تعالى:
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
(الزمر : 10 )
2- أن تفوز بمعية القوي العزيز،
قال الله تعالى:
{ َاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَع الصَّابِرِينَ}
( الأنفال: 46 )
3- أن يحبك الله وما أنبلها من غاية ،
قال الله تعالى:
{ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}
(آل عمران:146)