السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خذ هذا الحل النبوي وتوكل على الله
عن أم المؤنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت
أنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ قالَ: بئْسَ أخُو العَشِيرَةِ، وبِئْسَ ابنُ العَشِيرَةِ فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وجْهِهِ وانْبَسَطَ إلَيْهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قالَتْ له عَائِشَةُ: يا رَسولَ اللَّهِ، حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ له كَذَا وكَذَا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ في وجْهِهِ وانْبَسَطْتَ إلَيْهِ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عَائِشَةُ، مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ مَن تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ.
صحيح البخاري
رقم
6032
شرح الحديث
الفُحشُ مذمومٌ كلُّه، وليس مِن أخلاقِ المؤمنينَ؛ فينبغى لِمَن ألهمَه اللهُ رُشدَه أنْ يَجتنبَ الفُحشَ وأنْ يُعوِّدَ لسانَه طيِّبَ القولِ، وله في رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُسوةٌ حَسَنةٌ؛ فإنَّه كان لا يقولُ فُحشًا ولا يُحبُّ أنْ يَسمعَه.
وفي هذا الحَديثِ أنَّه لَمَّا استأذنَ عليه رجُلٌ معروفٌ بِفُحشِ القَولِ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «بئسَ أخو العشيرةِ، وبئسَ ابنُ العشيرةِ»، وفي رِوايةِ الصَّحيحَينِ: "أنَّه استأذَنَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجُلٌ؛ فقال: ائذَنوا له؛ فبِئسَ ابنُ العَشيرةِ - أو بِئسَ أخو العَشيرةِ -. فلمَّا دخَلَ ألانَ له الكلامَ.."، وأخو العشيرةِ وابنُ العشيرةِ المرادُ بهما أحدُ أفرادِ القَبيلةِ، وهي مِنَ الكلماتِ الشَّائعةِ عندَ العربِ، فلمَّا جَلَسَ الرَّجلُ تَطلَّقَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في وجهِه، أي: انشرحَ وابْتسمَ له؛ فذَكرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالعيبِ الذي عرَفَه به قبْلَ أنْ يَدخُلَ، ولم يَستقبِلْه بعُيوبِه؛ لأنَّ هذا مِن الإفحاشِ، وهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبعدُ الناسِ عنه، فلمَّا غادرَ الرَّجلُ سألَتْ عائشةُ رضِي اللهُ عنها النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَن هذا الفِعلِ، وأنَّه قال على الرَّجلِ: بِئسَ ابنُ العشيرةِ، ثُمَّ عاملَه بهذه الطَّريقةِ؟! فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «يا عائشةُ، مَتَّى عهِدْتِني فحَّاشًا؟! إنَّ شرَّ النَّاسِ عند اللهِ منزلةً يومَ القيامةِ مَن تركَه النَّاسُ؛ اتقاءَ شرِّه»، يعني: متَى علمْتِ أنَّني أتلفَّظُ بِالفُحشِ مِنَ القولِ؟! والمرادُ: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يكُنْ لَيسُبَّ الرَّجلَ أو يقولَ له كلامًا فاحشًا في مَجلسِه، ثُمَّ أخبرَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّ شرَّ النَّاسِ عندَ الله منزلةً الَّذي يُجتنبُه النَّاسُ ويتركونَه؛ اتقاءَ شرِّه وفُحشِه، وكان هذا الرَّجلُ منهم، ففَعَلَ معه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلكَ؛ مُداراةً اتقاءً لِشرِّه وفُحشِه. وهذا ليسَ مِن الغِيبةِ المنهيِّ عنها، ولكنَّه لتَعريفِ الناسِ أمْرَ هذا الرَّجُلِ وزَجرِهم عن مِثلِ مذهبِه، ولبيانِ مَشروعيَّةِ مُدارةِ أهل السوء والشرِّ اتِّقاءَ شَرِّهم ما لم يُؤدِّ ذلك إلى المُداهنةِ في دِينِ اللهِ تعالَى. وقيل: لعلَّ هذا الرَّجُلَ قدْ تجاهَرَ بالسُّوءِ، ولا غِيبةَ لمُجاهِرٍ.
منقول
كلام جميل للصحابي معاذ بن جبل رضي الله عن كيفية النجاة من الفتن يقول فيه
(( ليتني أعرف أقواما من اهل ذلك الزمان (( يقصد آخر الزمان ووقت الفتن )) لأخبرهم كيف ينجون من الفتن وعندما سئل عن ذلك أجاب ببساطة
إن ما أنت عليه هو الصواب والقادم عليك فتنة فتمسك بما انت عليه وأترك القادم إليك وتجنبه فهو الفتنة
هذا مجمل كلامه رضي الله عنه وفيه النجاة بعد الله من الفتن ))