فقال له رسول لله صلى الله عليه وسلم : " ائتنا " ..
فأتاه ..
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" سل حاجتك"
قال : ناقة نركبها .. وأعنز يحلبها أهلي ..
فقال صلى الله عليه وسلم :
أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ؟
قالوا : يا رسول الله ! وما عجوز بني إسرائيل ؟!
قال :" إنَّ موسى ـ عليه السلام ـ لما سارَ ببني إسرائيل من مصر ..ضَلّوا الطريق ..
فقال : ما هذا ؟
فقال علماؤهم : إنَّ يوسفَ ـ عليه السلام ـ لمّا حضره الموتُ ..
أخذ علينا موثقاً من الله .. أن لا نخرجَ من مصر حتّى ننقلَ عظامَه معنا ـ أي بدنه بعد موته –
قال : فمن يعلمُ موضع قبره ؟
قال : عجوز من بني إسرائيل .. فبعث إليها .. فقال : دلَّيني على قبر يوسفَ ..
قالت : حتى تعطيني حُكمي ..
قال : وما حكمكِ ؟
قالت : أكونُ معك في الجنة ..
فكره أن يعطيها ذلك .. فأوحى اللهُ إليه أن أعطها حكمَها ..
فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقعِ ما ..
فقالت:انضبوا هذا الماء .. فأنضبوه ..
فقالت : احفروا .. فحفروا ..
فاستخرجوا عظامَ يوسف
..فلما أقلّوه إلى الأرض .. فإذا الطريقُ مثل ضوء النهار..
( الحديث في السلسة الصحيحة للألباني (313) وصحيح موارد الظمآن (2/452) (2064) ..
أرأيت الفرق الواسع.. والبون الشاسع بين من يريد أعنزاً يحلبها .. وناقة يركبها ..
وبين من يريد مرافقةالرسول في الجنة ؟!
إنها الهمة العالية ، وفقط!
فأجب .. ولا تلتفت إلى غيرك .. فإنما أخاطبك أنت دون سواك ..ما هي أمنياتك ؟ وما أحلامك وطموحاتك ؟ إلى أين تريد الوصول ؟
هل تحمل الهم الكبير ..
الهمّ الكبير ..!!
لا تعيشي لنفسك فقط .. بل احملي هم الدين .. لا يكن همك لباس وحذاء .. وشكل الشعر ..
وإنما الهم الأكبر كيف تخدم هذا الدين ..
إذا رأيت عاصين فكيف تنصحه .. كون مبارك أينما كانت ..
تفيد الناس في مجالسهم ..
توزع عليهم الأشرطة النافعة ..
تنصح هذه .. وتتودد إلى ذلك.. فأنت أحسن الناس قولاً ..
" ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين " ..
كلام جميل للصحابي معاذ بن جبل رضي الله عن كيفية النجاة من الفتن يقول فيه
(( ليتني أعرف أقواما من اهل ذلك الزمان (( يقصد آخر الزمان ووقت الفتن )) لأخبرهم كيف ينجون من الفتن وعندما سئل عن ذلك أجاب ببساطة
إن ما أنت عليه هو الصواب والقادم عليك فتنة فتمسك بما انت عليه وأترك القادم إليك وتجنبه فهو الفتنة
هذا مجمل كلامه رضي الله عنه وفيه النجاة بعد الله من الفتن ))