logo

قديم 08-11-2012, 02:25 PM
  المشاركه #1
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 1,735
 



العبادة هي الغاية من الخلق ، قال عز و جل :\" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ\" (56) الذاريات
ولكن ما الغاية من العبادة ؟ لعلك ستعجب إن قلت لك إن الغاية من العبادة هي
تحقيق التقوى!
تدبر قول الله عز و جل
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " (21) البقرة

فالعبادة هي الغاية التي خلق الله من أجلها السموات و الأرض و الجنة و النار و أنزل الكتب و أرسل الرسل ..
و الغاية التي من أجلها فرضت العبادة هي أن يحقق العباد بهذه العبادة تقوى الله

فما حقيقة تقوى الله جل و علا ؟
التقوى لغة هي الاسم من اتقى ، و المصدر الاتقاء و كلاهما مأخوذ من مادة وقى، و الوقاية هي حفظ الشيء مما يؤذيه و يضره
فالتقوى اصطلاحا أن يجعل العبد بينه و بين سخط الله و غضبه و عذابه و عقابه وقاية تحفظه و تمنعه وهذه الوقاية هي فعل الطاعات و اجتناب المعاصي

سأل رجل أبا هريرة رضي الله عنه : يا أبا هريرة ما التقوى ؟
فأجاب أبو هريرة : هل مشيت على طريق فيه شوك ؟
قال : نعم
فقال أبو هريرة : فماذا فعلت ؟
قال الرجل : كنت إذا رأيت الشوك اتقيته (أي ابتعدت عنه)
قال أبو هريرة : ذاك التقوى

فأخذ ابن المعتز هذا الجواب البليغ و صاغه صياغة أدبية رائعة فقال:
خلّ (أي اترك) الذنوب صغيرها و كبيرها فهو التقى
و اصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

و عرف علي رضي الله عنه التقوى بقوله :
التقوى هي العمل بالتنزيل و الخوف من الجليل و الرضا بالقليل و الاستعداد ليوم الرحيل

و عرفها طلق بن حبيب رحمه الله فقال :
التقوى هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ، و أن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله

و النور هنا هو العلم و البصيرة و الهدى..

وقال ابن مسعود : التقوى هي أن يُطاع الله فلا يُعصَى، وأن يُذكَر فلا يُنسَى، وأن يُشكَر فلا يُكفَر


و لذلك كانت التقوى وصية الله للأولين و الآخرين من خلقه

" وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ " من الآية 131 سورة النساء
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) " سورة آل عمران
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)" سورة الحشر
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) " سورة النساء
و الآيات التي يأمر الله فيها بالتقوى كثيرة..

و كانت التقوى وصية نبينا صلى الله عليه و سلم لجميع أمته

ففي الحديث الذي رواه الترمذي و أبوداود بسند صحيح من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال :" وعضنا رسول الله صلى الله عليه و سلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب و ذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال :أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و إن تأمر عليكم عبد حبشي، و إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة "

و في الحديث الذي رواه الترمذي و أبو داود و غيرهما بحديث حسن أن نبينا صلى الله عليه و سلم أوصى معاذ بن جبل رضي الله عنه بهذه الوصية الخالدة الغالية فقال : اتق الله حيثما كنت (أي راقب الله جل و علا في أي مكان كنت، امتثل أمره و اجتنب نهيه و قف عند حدوده) و أتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق الناس بخلق حسن.

و في مسند أحمد و سنن أبي داود و الترمذي و غيرها بسند حسن من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أبا سعيد قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم : أوصني يا رسول الله ، "قال أوصيك بتقوى الله فإنها رأس كل شيء" و في لفظ : " أوصيك بتقوى الله فإنها جماع كل خير" .

و كانت التقوى وصية الصالحين لبعضهم البعض على مر السنين و الأيام..

أوصى بها أبو بكر الصديق الخليفة الراشد عمر بن الخطاب من بعده (رضي الله عنهما) و هو على فراش الموت، دعاه و أوصاه فيما قاله : اتق الله يا عمر ...

و أوصىى بها عمر بن الخطاب ابنه عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) فقال له : أوصيك بتقوى الله عز و جل فإنه من اتقاه وقاه و من أقرضه جزاه و من شكره زاده.

و أوصى بها عمر بن عبد العزيز أحد إخوانه قائلا : أوصيك بتقوى الله عز و جل التي لا يقبل غيرها و لا يثيب إلا أهلها فإن الواعظين بها كثير و إن العاملين بها قليل جعلنا الله و إياك من المتقين.

و أوصى بها ابن السماك رحمه الله أحد إخوانه فقال له : أوصيك بتقوى الله عز و جل الذي هو نجيّك في سريرتك (أي يعلم نجواك) و رقيبك في علانيتك و خف الله بقدر قربه منك و قدرته عليك و اعلم أنك بعينه سبحانه لا تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره و لا من ملكه إلى ملك غيره ، فليعظم منه حذرك و ليعظم منه وجلك ..

ما أبلغها من وصيا و الله!

جعلنا الله و إياكم من الواعظين و العاملين بها !

مفرّغ بتصرف من درس "حق التقوى" لفضيلة الشيخ محمد حسان

منقول

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

القسم الإسلامي

 
 
قديم 08-11-2012, 07:07 PM
  المشاركه #2
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 3,159
 



جزاك الله خير وكثر من أمثالك






قديم 08-11-2012, 07:08 PM
  المشاركه #3
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 7,864
 



بارك الله فيك



قديم 08-11-2012, 07:11 PM
  المشاركه #4
ابو ياسر
رئيس فريق المراقبة
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 43,260
 



جزاك الله خيرا وبارك الله فيك



قديم 08-11-2012, 10:44 PM
  المشاركه #5
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 1,735
 



شاكر لكم كريم مروركم



قديم 08-11-2012, 10:45 PM
  المشاركه #6
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 159,313
 



بارك الله لك







أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



01:42 AM