كانوا الأطفال يلعبون حولنا ، وتحت أنظارنا ، وقد تعودوا على البر والطلعات البرية ، وبعد أن أستوت القهوة تقهويتنا ، وكان طعم القهوة ورائحتها مختلفة عنها عندما نعملها في البيت ، يمكن بسبب صفاء البر ، أو أنه شعور يختلج في النفس بسبب الفرح والسرور فيخيل للأنسان أن الأشياء أجمل وأحسن .
وبعد أن تقهوينا ، قمنا بأعداد الغداء وكانت رائحة الكشنة تفوح وتبخر المكان وتسيل اللعاب ، فطبخنا غداءنا ، وكانت السحب تتكاثف وتزداد تراكم وسواد ، وبين الفينة والفينة الأخرى يرش علينا رذاذ خفيف ورش متفرق ، مما زادنا فرحاً وسرور ، وقد قمت بالأذان للصلاة بصوت مرتفع يلج صداه بين الجبال ويرتد إلينا ، وقد أعجب الأطفال صداء الأذان فقاموا بالكلام والصياح بصوت مرتفع فألتجت الجبال وتردد صداء صوتهم ، فمازالوا يزيدون في الصياح والصداء يزيد حتى نهرتهم ودعوتهم للصلاة .
وبعد أن أقمنا الصلاة جماعة ، عدنا الى مكاننا والأطفال عادوا الى الصياح والكلام بصوت مرتفع يلج بين الجبال ، ونحن وحيدين في ذلك المكان الخالي ولم نرى أي مخلوق في ذلك الوادي السحيق بين الجبال ......