الجزء الثاني من القصة والأخير
يقول لنا ومن بعد ما تعديت مكة المكرمة وأخذت طريق السيل والشمس قدام عيوني مثل كشاف ملعب الكورة ، مرة أدرقها عن عيوني بالشماسة ومرة الشماسة ماتغطيها ، وفي تلك الأيام كان طريق الجبل ، الهدى مغلق ، وأستمريت في الطريق وتعديت الحوية وأستقلت الشمس عن عيوني وأنبرح الخط قدامي ، وفللت السيارة بنزين من محطة في العطيف ، وجا وقت صلاة الظهر وحنا في القويعية ، ووقفت وصلينا صلاة الجمعة جماعة في أحد المساجد ، وأستمريت ووصلنا الرياض وقت صلاة العصر ، وأنا طول الخط مرة أسولف مع الولد ومرة اغني ومره أجر موال ، النوم يصارعني مصارعة .
ودوت لنا فندق قريب من الكلية ونزلنا أغراضنا وتركت الولد في الغرفة ورحت وجبت لنا غداء ، وهو غداء عشاء ، باقي نص ساعة ويأذن لصلاة المغرب ، يقول وصلينا صلاة المغرب وبعدها صلاة العشاء ، وقلت لموظف الأستعلامات تصحينا عند أذان صلاة الفجر ، ونمنا ووقت الجوال على وقت صلاة الفجر، خفت أن الموظف ينسى ولاما يكون موجود عند صلاة الفجر ، وعند وقت صلاة الفجر دق جرس الجوال وبعده أتصل على موظف الفندق وقمنا وصلينا صلاة الفجر وشغلت سيارتي ووديت ولدي للكلية ورجعت للفندق ، وقلت أجلس في الفندق حتى صلاة الظهر يمكن أن الولد يكون ناقص عليه شيء من الطلبات ويتصل علي أجيبها له .
وبعد صلاة الظهر سلمت الغرفة للفندق حوالي الساعة ثنتين ، ورحت مع طريق الخليج ولقيت زحمة قوية أخرتني وما نزلت مع ديراب الا وقت صلاة العصر ، ومريت على محطة وفللت الجمس ومثل مارحت للرياض وكانت الشمس قدامي ، ورافقني في السفر ، لقيتها قدامي وأستمريت حتى المويه وعبيت بنزين ، وقررت أن اواصل مسيري حتى أصل جده .
ومع التعب والأرهاق وعند دخولي للطائف داهمني النوم في الحوية ، وكان الخط كله شاحنات ومنعطفات ، وحاولت أقاوم النوم ، ولكن النوم مثلما قالوا سلطان ، وعدة مرات كدت أصتدم بالشاحنات ، وبعدما تعديت الميقات ، غلبني النوم لدرجة أنني أشوف أحياناً جبل أمامي في وسط الخط ، فقررت عدم المجازفة وأن أتوقف جانباً عن الخط وأستريح عدة ساعات ثم أقوم وأواصل مسيري ، وكان الجو في منطقة البهيته بارد ، فتنحيت عن الخط ، وأبتعدت مسافة حوالي مئة متر ، ووقفت السيارة وأرخيت المقعدة للخلف ، وفتح زجاج الأبواب ، وماهي الا ثواني وقد غبت عن الوعي بسبب الظربة القاضية من النوم .
وبعد وقت من النوم لا أعلم كم هو ، وإذا يخيل لي بأن الأرض ترتجف من تحتي والسماء تهبط على ، ففتحت عيني وكنت أتوقع أنني أحلم ، ولا كن عندما فتحت عيني سمعت قرع نعال تمشي بجانب السيارة فرفعت جسمي عن المقعدة ، وما كدت أرفع رآسي الا وقد دخل علي رآس مع نافذة السيارة لا أعلم هل هو راس أنسان أم رآس جان ، وهو يبتسم ويقول لي تفضل أنزل أشرب الشاي ، وإذا بمخلوق يرتدي ثوب أسود وطاقية بيضاء وقد وضع كلتا يديه على طرف الباب وإدلى براسه إلى داخل سيارتي ، فأنحبست أنفاسي وقلت له طيب روح وألحقك ، ورجع الى خلف سارتي فقمت جالس ، ونظرت وإذا بشاحنة ضخمة قد توقفت خلف سيارتي تماماً وكادت أن تصتدم بسيارتي لو لا لطف الله .
فأدرت محرك سيارتي وأنطلقت بكل ما أوتيت سيارتي من قوه ، وحمدت الله على سلامتي ، وواصلت مسيري حتى وصلت إلى بيتي .
أنتهت القصة