تعرّف على مفاتح الغيب الخمس التي لايعلمها الا الله وورد ذكرها بالنص في القرآن...

بارك الله فيك :

أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن يوسف عليه السلام :

قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي



فالله سبحانه وتعالى قد يُطلع بعض خلقه على أمر غيبي، عندها يصبح هذا الأمر غيب نسبي ، وليس غيب مطلق لا يعلمه إلا الله سبحانه. فيوسف عليه السلام أصبح لديه علم بغيب بالنسبة لصاحبي السجن، وإذا أطلعهما يوسف عليه السلام عليه، لا يصبح الأمر غيب بالنسبة لهما، ولكنه غيب بالنسبة لحارس السجن .

وكذلك حال النطفة في الرحم، فحتى الملَك لا يعلم إلا بعد أن يُطلعه الله عز وجل على هذا الأمر الغيبي، عندها يكون هذا غيب نسبي لا غيب مطلق، فيعلمه بعض الخلق كالأطباء، ويخفى على بعض .



وفي صحيح البخاري :

حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ المَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا لِلَّذِي قَالَ: الحَقَّ، وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ، فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَفَهَا، وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ - فَيَسْمَعُ الكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقَالُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا، فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنَ السَّمَاءِ "


فالملائكة عليهم السلام لا يعلمون إلا بعد أن يطلعهم الله سبحانه وتعالى، ثم يسأل من لا يعلم مَنْ علِم، ومسترق السمع لا يعلم إلا بعد أن يسمع الملائكة والذي تحته لا يعلم إلا بعد أن يخبره الذي فوقه، وهكذا .

فالأمر أصبح من الغيب النسبي يعلمه بعض الخلق ويخفى عن البعض .