بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك ..
ردد .. معــي .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ
أيها الرجال: لماذا أنتم قوامون على النساء؟؟
لقد أودع الله تعالى في قلب المسلم "الغيرة " التي لم تودع في مخلوق سواه! بعد أن ميزه بالقوامة التي لم تأتِ من فراغ, والبعض يخلط في مفهوم هذه القوامة وتعريفها، ويزيد وينقص ويعترض، وليس المقام مقام تفصيل فيها..
وهذه الصفة العظيمة من صفات الباري جل شأنه (الغيرة)..
وكلنا يذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه, والله أغير مني).
تلك الغيرة المحمودة (المعتدلة) الخالية من الريب والمبالغة في الشيء، أو تركه دون القيام بواجب الأمانة بحجة الثقة العمياء!
والثقة مطلوبة بلا شك، لكن ليس لدرجة عدم استشعار المسؤولية! فقد قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته).
_ أتعجّب حقيقة من لباس بعض الأخوات في أثناء خروجهن من الجامعات والكليات والمدارس ومناسبات الأفراح..
ووالله، لقد رأيت بعضهن بهذا اللباس الغريب الذي لا يستر البدن ولا الوجه, برفقة محارمهن ((أهل القوامة))!!
وهو يمشي خلفها فاغراً فاه لا (يهش ولا ينش)!!
موقف آخر: رأيت فتاة تمشي بمحاذاة مبنى للعلم, وكلكم يعلم كيف تكون المدارس والكليات في أثناء الانصراف!
من زحمة السيارات، وتجمع الأهالي لاصطحاب بناتهم وأخواتهم!
وقبل أن تمر بي, رأيتها من بعيد بهيئة لا تسر الحال, وكلمة (لا تسر الحال) قليلة والله..
وقليل هم الذين لا ينظرون إلى تلك الفتاة أو غيرها على هيئتها تلك، فمنهم من تكون نظرته نظرة إشفاق على حالها ورحمة بها، فلا يلبث أن يرد بصره مع حرقة في قلبه على أخت له هذه حالها، ومنهم من تكون نظرته نظرة سوء هي بطبيعة الحال جنتها على نفسها!
حتى إذا ما مرت وقلت لها: انظري من حولك.. تستري، أصلحني الله تعالى وإياك..
فرمقتني بنظرة باردة ومضت في طريقها، ولم تغير من تلك الحال شيئاً!
تمنيت وأنا أغلي من الداخل أني ولي أمرها, وليرينّ الله تعالى ما أصنع بها أمام تلك الجموع التي جعلت هي من نفسها (فرجة) أمامهم!
بربكم، ما الذي جعل هذه الفتاة وأمثالها تخرج على هذا النحو دون خجل من نفسها, أو حياء ٍ من أحد, أو خوفٍ من ربها, أو استشعار ٍ لهيبة ولي؟؟
أليس صمت أهل القوامة وعدم تعهدهم للأمانات؟؟
لا عجب إن رأينا تلك الدعوات الداعية للتغريب، ولا عجب إن رأينا الكثير من الفتيات ينسقن خلف نواعق الهوى, ما دمتم أنتم يا أهل القوامة في سبات عميق عن تعهد النبت قبل اشتداده..!!
المؤمل منكم يا أهل الغيرة, المتابعة والتفقد وفق السنة, فلا إفراط ولا تفريط, لا نريد إفراطاً في المتابعة لدرجة التخلف والرجعية والسلوكيات التي ما أنزل الله تعالى بها من سلطان...
ولا تفريطاً كذلك ينتج منه ما نرى من أسنمة للبخت تمشي على الأرض!
الكلام يطول في هذا الباب، ولا يمكن الإتيان به جميعاً في هذه العجالة...
وهو يشمل الفتاة ذاتها التي ينبغي أن تكون مراقبة لخالقها جل شأنه في ذاتها قبل كل شيء!
ولا تركز على حزم أبيها أو غيرة أخيها فحسب, بل الميزان الأول هو المراقبة الذاتية, حتى إن كان هناك تفريط من قبل الأهل, فكل محاسب بعمله, هم يحاسبون على تفريطهم،
وأنت يا أختاه تحاسبين على أعمالك...
وكم من أسرة محافظة رسمت خطوطاً مستقيمة وخرج منها مع ذلك خط معوج!
وسبحان من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي!
فالمسألة مسألة تقويم ذاتي للسلوك بفعل الصواب, وتعديل المسار الخاطئ إن كان!
والحديث يشمل الأم, تلك المربية والصانعة والمنشئة, بل هي العماد الأساسي - بعد الله تعالى- في صلاح الأبناء!
ولكلٍ نصيبه من هذا الحديث, سيتطرق له إن تيسر بحول الله تعالى..
كذا أن الحديث ليس مقصوراً على العباءة والمظهر في الخروج! بل يتعدى إلى أمور أخرى كلها تندرج تحت (التعهد والتربية الصالحة).
وكما أن هناك مفرطين فإن هناك (محسنين)، ولو تحدثنا جميعاً عنهم ما وفيناهم حقهم, فهم بحق صمام أمان متين في الأمة..
جزاهم الله تعالى خيراً..
لكني خصصت الحديث هنا عن أهل القوامة " المفرطين "؛ لتذكيرهم بهذا الشرف الذي خصهم الله تعالى به, والذي لا ينبغي أن يكون اسماً فقط للتفاخر دون العمل بمقتضاه!
_أوصاكم الله تعالى ورسوله خيراً بالنساء، فليكن من هذه الوصاية نصيب في حسن التربية والتعهد..
والله تعالى أعلى وأعلم..
وغفر لنا جميعاً وهدانا إلى صراطه المستقيم.
موضوع للفائدة
لاتنسونا من الدعاء
كلمة إلى بعض الرجال التبرج والسفور للنساء
وتهاون بعض الرجال
إنها لم تفسد أكثر النساء ولم تصل إلى هذا الحد من التبرج والسفور والتهاون بدينها وحجابها
إلا بسبب تهاون بعض الرجال مع نسائهم واستهتارهم بدينهم وفقدهم لنخوة الرجال وغيرتهم وعدم نهيهن عن مثل هذه الأعمال.
فيا حسرتاه …
ترى كم فقد بعض الرجال من رجولتهم حتى أصبحوا أشباه رجال لا رجالاً، فويل ثم ويل لأولئك الذين لا يعرفون كرامتهم، ولا يحفظون رعيتهم، ولا يحسنون القيام على ما استرعاهم الله من النساء، ولقد توعد رسول الله صلي الله عليه وسلم من فرّط في حق رعيته فقال:
{ ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة }
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
[ كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته . الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته ]
فيا أيها الرجال إن أعراضكم كأرواحكم
وقد فرطتم بها كثيرا، فأهملتم الرعاية، وضيعتم الأمانة، وركبتم الخطر، وإن تهلكون إلا أنفسكم وما تشعرون
أفلا تعقلون وتتوبون إلى ربكم وتحفظون نسائكم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
قال تعالى ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ))سورة النساءرقم الآيه (34 )
تفسير الطبري
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " الرجال قوّامون على النساء "، الرجال أهل قيام على نسائهم، في تأديبهن والأخذ على أيديهن فيما يجب عليهن لله ولأنفسهم بما فضّل الله بعضهم على بعض "، يعني: بما فضّل الله به الرجال على أزواجهم: من سَوْقهم إليهنّ مهورهن، وإنفاقهم عليهنّ أموالهم، وكفايتهم إياهن مُؤَنهنّ. وذلك تفضيل الله تبارك وتعالى إياهم عليهنّ، ولذلك صارُوا قوّامًا عليهن، نافذي الأمر عليهن فيما جعل الله إليهم من أمورهن.
وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك: - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: " الرجال قوّامون على النساء "، يعني: أمرَاء، عليها أن تطيعه فيما أمرَها الله به من طاعته، وطاعته: أن تكون محسنةً إلى أهله، حافظةً لماله. وفضَّله عليها بنفقته وسعيه.
عن تميم بن أوس الداري أن النبي صل الله عليه وسلم قال
( الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله
ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم.
قال تعالى ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)) قال البغوي في تفسيره (2/206) :
( بما فضل الله بعضهم على بعض ، يعني : الرجال على النساء بزيادة العقل والدين والولاية ، وقيل : بالشهادة ، لقوله تعالى : " فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان " وقيل : بالجهاد ، وقيل : بالعبادات من الجمعة والجماعة ، وقيل : هو أن الرجل ينكح أربعاً ولا يحل للمرأة إلا زوج واحد ، وقيل : بأن الطلاق بيده ، وقيل : بالميراث ، وقيل : بالدية ، وقيل : بالنبوة ).
وقال البيضاوي في تفسيره (2/184): ( " الرجال قوامون على النساء " يقومون عليهن قيام الولاة على الرعية ، وعلل ذلك بأمرين، وهبي وكسبي فقال : "بما فضل الله بعضهم على بعض" بسبب تفضيله تعالى الرجال على النساء بكمال العقل وحسن التدبير ، ومزيد القوة في الأعمال والطاعات ، ولذلك خصوا بالنبوة والإمامة والولاية وإقامة الشعائر ، والشهادة في مجامع القضايا ، ووجوب الجهاد والجمعة ونحوها ، وزيادة السهم في الميراث وبأن الطلاق بيده . "وبما أنفقوا من أموالهم" في نكاحهن كالمهر والنفقة ) انتهى بتصرف يسير .
والحاصل أن الرجل أعطي القوامة لهذين السببين المذكورين في الآية ، وأحد السببين هبة من الله تعالى ، وهو تفضيل الله الرجال على النساء والآخر يناله الرجل بكسبه ، وهو إنفاقه المال على زوجته .
والله أعلم .
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ): "يعني: أمراء عليهن، أن تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته، وطاعته أن تكون محسنة إلى أهله حافظة لماله.
إن الشارع الحكيم لما جعل القوامة بيد الرجل بحكمته سبحانه وتعالى لم يجعل ذلك مطلقاً يستغله الرجال في إذلال النساء والتحكم بهن، وفق أهوائهم وما تشتيه أنفسهم، بل قيد تلك الوظيفة بضوابط وقيود من شأنها أن تكون سبباً في فهم الرجال للقوامة التي أرادها الشارع، وتنبه النساء إلى ذلك، وتردع كل من يستغل تلك الوظيفة الشرعية لإهانة المرأة والحط من قدرها، وسلبها حقوقها.
وهذا – أسفاً – هو واقع كثير من الرجال ممن جهلوا الحكم الشرعي لتلك الوظيفة الرائدة، فعملوا فيها بالجهل الذي هو سبب لكل شر والعياذ بالله، أو علموا الحكم الشرعي إلا أنهم تجاهلوا أو حمّلوا تلك الوظيفة ما لم تحتمل، فجعلوها نافذة يلجون من خلالها إلى حقوق المرأة ومكانتها فيعملون فيها بالهدم والتشويه، ونرجو أن تكون هذه الفئة من الرجال قليلة، إلا أنهم والحق يقال كانوا ولا زالوا سبباً رئيساً لامتعاض المرأة من هذه الكلمة (القوامة) بل حدا الأمر كثيراً من النساء إلى التمرد على تعاليم الدين الحنيف بسببها.
ولذا فإننا نقول: إن الشارع الحكيم ضبط تلك القوامة وبينها أحسن بيان، حيث وضح الحقوق التي يجب أن تتوافر للمرأة كاملة غير منقوصة، ووضح كذلك حقوق الرجل التي تطالب المرأة بتحقيقها، ولهذا استحقت هذه الشريعة المباركة أن توصف بأنها شريعة العدل، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) (البقرة: من الآية143) الآية، أي: عدولاً خياراً.
موضوع للفائدة
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
[ كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته . الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ،
والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته ،
والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ،
والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته ]