logo

قديم 09-02-2011, 11:26 PM
  المشاركه #1
قلم هوامير المميز
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 6,143
 



مغيث و بريرة

كان مغيث يحب بريرة حبا جما لا يخطر على قلب بشر

وكانا يعيشان تحت سقف واحد ولهما ولد وكلا منهما مملوك لإحدى بويتات الأنصار

وكانت بريرة كثيرة التردد على بيت النبوة حتى اتخذت من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخلص صديقاتها تتعلم منها كل جديد من أمر الإسلام وشرائعه وكانت تبث إليها شجونها وأسرارها وتستعين بها على نوائب الدهر وتبذل جهدها في إدخال السرور على أل رسول الله صلى عليه وسلم وأهله بمعاونتهم جهدها ولم تقصر في كل ذلك

تعلمت بريرة أحكام الرق فراحت تطبقها وتخلص نفسها بنفسها فكاتبت أهلها على أن تدفع لهم تسع أواق في كل عام أوقية

فرحت بصنيعها ومضت في حبور إلى أعز صديقاتها أم المؤمنين عائشة

دخلت بريرة على عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قائلة كاتبت أهلي كاتبت أهلي على تسع أواق فأعينيني

قالت عائشة بعد أن أدركت سر حبورها واستفهمت قصتها

إن أحب أهلك أن أعدها لهم وولاؤك لي فعلت

سمعت الجواب بريرة وكلها ثقة من أن صديقتها فرحت بفرحها وعم السرور أرجاء البيت وطربت الجدران جذلة بخبرها

فطارت بريرة مع الريح تسارع الخطى ورجلاه لا تحملانها من شدة الفرح والحبور وهي تحدث نفسها بأي شئ تبدأ حديثها وتحّور كلماتها في صدرها ولاتكاد تقر جملة منها

حتى إذا وصلت إليهم وقالت لهم ما يجول بخاطرها وما قالت أم المؤمنين عائشة فأبوا عليها !!

رجعت إلى عائشة كاسفة البال تحمل هما وعلى وجهها علامات الأسى وحسرة تبدت للناظرين

دخلت بيت عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فسلمت وجلست كعادتها

نظرت إليها عائشة وعرفت ما في وجهها فهي قد رجعت بغير الوجه الذي ذهبت به

أبت بريرة أن تدخل الحزن على عائشة أو تدع لأفكارها أن تتضارب وحبذت أن تلقي الحمل الذي جاءت تحمله

فقالت \ إني عرضت ذلك عليهم فأبو إلا أن يكون لهم الولاء

فالتفتت عائشة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصت عليه القصص وأخبرته الخبر

فقال عليه الصلاة والسلام

خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق ومضى ...

ومضت بريرة إلى أهلها فرحة مسرورة لقد صارت حرة طليقة لا بل هي مولاة لبيت النبوة

يالله لا تكاد تصدق نفسها أمران تحققا في آن واحد

مضت وكلها حبور وسرور تطوف بين الديار تخبرهم بأمرها وتحدثهم عن الأمر كله

الكل فرح بخبر حريتها وفكاكها من أسر العبودية غير زوجها مغيث الذي ما كاد يصدق الخبر ومايدري ماهو صانع أيفرح.؟ وهو أمر داع للفرح أم يحزن !! وهناك أمر داع لحزنه لأن زوجه ستنفصل عنه وتتركه بعد حريتها في ظل عبوديته

بقي يفكر في أمره وبقيت بريرة في فرحها حتى أعلنت لزوجها ذلك الخبر الذي قطّع أحشاء فؤاده

بريرة \ لايمكن إن أعيش معك لقد قررت فراقك

مغيث \ ولم ؟؟ ألست أحبك ؟؟

بريرة \ بلى ولكنني اليوم حرة غير الذي أنت فيه

مغيث \ صمت صمتا طويلا والدمع ملئ عينيه وكلامها في أذنيه تكاد الأرض تصيخ به

مضت بريرة إلى بيت النبوة وحدثت عائشة بقرارها فراق زوجها

فقالت عائشة الأمر إليك والخيار بيديك وانظري أي الأمرين أنت فاعلة

قررت بريرة قرارها الأخير وعزمت على فراق زوجها وبدأت تعد عدتها كامرأة حرة وكانت تلك بداية طعم الحرية وأول أحكامها بالنسبة لها

وأما مغيث فقد مضى بين شوارع المدينة يبكي حزنا على فراق زوجه له

ومضى أول ما مضى إلى مسجد الرسول يستشفع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عود زوجه إليه.

رثى النبي صلى الله عليه وسلم لحاله وحزن لمرآه فمضى الى بريرة من فوره

أي بريرة هل لك في أن تعودي لمغيث

قالت بريرة إني لا أحبه فهو دميم الخلقة ولازال في عبوديته وأنا اليوم حرة

فأعاد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم قوله الأول

فقالت بريرة أتأمرني أم أنت شافع ؟؟

فقال عليه الصلاة والسلام بل أنا شافع

فقالت بريرة لا أريده


من بريدى:5:

 
 
قديم 09-02-2011, 11:37 PM
  المشاركه #2
قلم هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 15,300
 



مشكور وبارك الله فيك





قديم 09-02-2011, 11:46 PM
  المشاركه #3
محلل فني
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 12,503
 



ما أجمل قصص الصحابة وحوادثهم .... شكراً لك أخي المتفائل






الكلمات الدلالية (Tags)

مغيث

,

وبريرة

,

الله

,

رضي

,

عنهما



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



09:51 PM