logo



قديم 13-11-2012, 06:57 AM
  المشاركه #1
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 18,279
 



.صفة خلق الملائكة:

خلق الله الملائكة من نور، والملائكة عالم غيبي غير عالم الإنس والجن، عالم كله طهر ونقاء وصفاء، وهم كرام أتقياء، خلقهم الله على صور جميلة كريمة، وهم متفاوتون في الخلق والمقدار، ولهم مقامات متفاوتة معلومة.

قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [1]} [فاطر:1].

وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ [31]} [يوسف: 31].

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله: «خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ» أخرجه مسلم.

.مراتب الملائكة:

الملائكة على درجات متفاوتة في الخلق والمقدار والرتب..

فهم من حيث الطاعة لله: منحهم الله الانقياد التام لأمره، والقوة على تنفيذه، وهم مجبولون على الطاعة: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [6]} [التحريم: 6].
وهم من حيث العمل: يعبدون الله، ويسبحون بحمده، كما قال عنهم: {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ [19] يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [20]} [الأنبياء: 19- 20].

وهم من حيث الخلق: عباد مكرمون، عابدون لله، خلقهم الله من نور، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، وهم درجات متفاوتة في الخلق بعضهم له جناحان، وبعضهم ثلاثة، وبعضهم أربعة، وبعضهم أكثر.
قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [1]} [فاطر:1].

وَعَنْ عَبْدِالله بنِ مَسْعُودَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ. متفق عليه.

وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَةِ الله مِنْ حَمَلَةِ العَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ». أخرجه أبو داود.

وهم من حيث الرتبة: لهم مقامات مختلفة عند ربهم.
قال الله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ [164] وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ [165] وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ [166]} [الصافات:164- 166].
وقال الله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ [19] ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ [20] مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ [21]} [التكوير:19- 21].
وقال الله تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا [172]} [النساء:172].

.ما لا يوصف به الملائكة:

الملائكة لا يوصفون بالذكورة والأنوثة.

قال الله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ [19]} [الزُّخرُف:19].
الملائكة لا يأكلون ولا يشربون.
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ [69] فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ [70]} [هود:69- 70].
الملائكة لا يملون ولا يتعبون ولا ينامون.
قال الله تعالى: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ [38]} [فُصِّلَت:38].
وقال الله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ [19] يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [20]} [الأنبياء: 19- 20].

.منازل الملائكة:

الملائكة في السماء، وينزلون إلى الأرض لتنفيذ مهمات أوكلت إليهم، ويكثر نزولهم في مناسبات خاصة كليلة القدر، ونصرة المؤمنين كما نزلوا في غزوة بدر لنصرة الرسول والمؤمنين.

قال الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [5]} [الشورى:5].
وقال الله تعالى: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ [38]} [فُصِّلَت:38].
وقال الله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا [64]} [مريم:64].
وقال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [1] وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ [2] لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [3] تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [4] سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [5]} [القدْر:1- 5].
وَعَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقال: مَا تَعُدُّونَ أهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قال: «مِنْ أفْضَلِ المُسْلِمِينَ» أوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، قال: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْراً مِنَ المَلائِكَةِ. أخرجه البخاري.

.نصح الملائكة:

الملائكة أنصح خلق الله وأنفعهم لبني آدم، وعلى أيديهم حصل للبشر كل سعادة وعلم وهدى.
يستغفرون لهم.. ويثنون عليهم.. ويدعون الله لهم.. وينصرونهم على أعدائهم.. ويحرسونهم.. ويحركون بواعث الخير في نفوسهم.. وهم سفراء الله إلى أنبيائه ورسله.

قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ [7] رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [8] وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [9]} [غافر:7- 9].
وقال الله تعالى: {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ [10] لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [11]} [الرعد: 10- 11].
وقال الله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [193] عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ [194] بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [195]} [الشعراء: 193- 195].
وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ وَقَرينهُ منَ المَلائكةِ». قَالُوا: وَإِيَّاكَ؟ يَا رَسُولَ الله! قَالَ: «وَإِيَّايَ، إِلا أنَّ اللهَ أعَانَنِي عَلَيْهِ فَأسْلَمَ فَلا يَأْمُرُنِي إِلا بِخَيْرٍ» أخرجه مسلم.

.عبادة الملائكة:

الملائكة عباد مكرمون، وهم دائبون في عبادة الله عز وجل، وقد جبلهم الله على طاعته، وعلى عدم معصيته.

قال الله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ [164] وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ [165] وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ [166]} [الصافات:164- 166].
وقال الله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ [19] يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [20]} [الأنبياء:19- 20].
وقال الله تعالى: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ [38]} [فُصِّلَت:38].
وقال الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ [26] لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [27] يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [28] وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [29]} [الأنبياء:26- 29].
وقال الله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا [1] فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا [2] فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا [3]} [الصافات:1- 3].
وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [56]} [الأحزاب:56].

وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في قِصَّةِ المعْراجِ أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم لما أَتى السَّماءَ السَّابعةَ قَال: «فَرُفِعَ لِيَ البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَألْتُ جِبْرِيلَ فَقال: هَذَا البَيْتُ المَعْمُورُ، يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ». متفق عليه.

.حياء الملائكة:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله مُضْطَجِعاً فِي بَيْتِي، كَاشِفاً عَنْ فَخِذَيْهِ، أوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أبُو بَكْرٍ، فَأذِنَ لَهُ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأذِنَ لَهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ الله، وَسَوَّى ثِيَابَهُ (قال مُحَمَّدٌ: وَلا أقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ) فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ، وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ! فَقَالَ: «ألا أسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ المَلائِكَةُ» أخرجه مسلم.

.سرعة الملائكة:

أعطى الله عز وجل ملائكته تمام القدرة والسرعة في تنفيذ أوامره الكونية، وأوامره الشرعية.
قال الله تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا [1] وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا [2] وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا [3] فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا [4] فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا [5]} [النازعات:1- 5].
وقال الله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ [19] ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ [20]} [التكوير:19- 20].

.صفوف الملائكة:

الملائكة خلق عظيم لا يحصيهم إلا الله، وقد كلفهم الله بتنفيذ أوامره في ملكه العظيم، وهم في اجتماعهم وعبادتهم يصفون صفوفاً منتظمة:
قال الله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [22]} [الفجر:22].
وقال الله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ [164] وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ [165] وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ [166]} [الصافات:164- 166].
وعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله فَقَالَ: «مَا لِي أرَاكُمْ رَافِعِي أيْدِيكُمْ كَأنَّهَا أذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ؟ اسْكُنُوا فِي الصَّلاةِ». قال ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَرَآنَا حِلَقاً، فَقَالَ: «مَالِي أرَاكُمْ عِزِينَ؟». قال ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: «ألا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ المَلائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟». فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله! وَكَيْفَ تَصُفُّ المَلائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قال: «يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ» أخرجه مسلم.

.كثرة الملائكة:

الله جل جلاله ملأ السماوات السبع بالملائكة الذين يعبدونه، ويسبحون بحمده، ويقدسونه، وما فيها موضع قدم إلا وفيه ملك قائم أو راكع أو ساجد لله.
والملائكة الموكلون بالبشر لا يحصيهم إلا الله، فمع كل إنسان ملائكة لحفظه، وملكان لكتابة عمله، وقرين ملكي لهدايته وإرشاده.
والملائكة الذين يجرون جهنم فقط أربعة مليارات وتسعمائة مليون ملك.
والذين يصلون ويحجون ويطوفون بالبيت المعمور يومياً سبعون ألف ملك، وغيرهم كثير مما لا يحصيه إلا الذي أحصى كل شيء عدداً.
عَنْ عَبْدِالله بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله: «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ ألْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ، سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا» أخرجه مسلم.
وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قِصَّةِ المِعْرَاجِ أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا أَتى السَّماءَ السَّابِعَةَ قَالَ: «رُفِعَ لِيَ البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَألْتُ جِبْرِيلَ فَقال: هَذَا البَيْتُ المَعْمُورُ، يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ». متفق عليه.
وَعَنْ حَكيم بنِ حزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: بَيْنَمَا رَسُولُ الله مَعَ أَصْحَابِهِ، إذْ قَالَ لَهُمْ: «هَلْ تَسْمَعُونَ مَا أَسْمَعُ؟» قَالُوا: مَا نَسْمَعُ مِنْ شَيْءٍ يَا رَسُولَ الله، ِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنِّي لَأَسْمَعُ أَطِيطَ السَّمَاءِ، وَمَا تُلَامُ أَنْ تَئِطَّ، وَمَا فِيهَا مَوْضِعُ قَدَمٍ إلَّا وَعَلَيْهِ مَلَكٌ إمَّا سَاجِدٌ وَإِمَّا قَائِمٌ» أخرجه الطحاوي وأبو نعيم.

.وظيفة الكرام الكاتبين:

خلق الله الملائكة الكرام الكاتبين، وجعلهم علينا حافظين، يكتبون النيات والأقوال والأعمال، ومع كل إنسان ملكان، صاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات.
وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه، واحد من أمامه، وواحد من خلفه.
قال الله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ [10] كِرَامًا كَاتِبِينَ [11] يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [12]} [الانفطار:10- 12].
وقال الله تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ [17] مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [18]} [ق:17- 18].
وقال الله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ [11]} [الرعد:11].
وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أنَّ رَسُولَ الله قَالَ: «يَقُولُ اللهُ: إِذَا أرَادَ عَبْدِي أنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أرَادَ أنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ». متفق عليه.

.حياة الملائكة:

خلق الله الملائكة لعبادته وطاعته وتنفيذ أوامره.
وقد خلق الله عز وجل الملائكة قبل خلق آدم.
والملائكة يموتون كما يموت الإنس والجن عند النفخ في الصور.
قال الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [68]} [الزُّمَر:68].
وقال الله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [88]} [القصص: 88].
وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ [28] فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [29] فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ [30] إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ [31]} [الحِجر:28- 31].

.رؤية الملائكة:

الملائكة أجسام نورانية لطيفة. وقد حجبهم الله عن أبصار البشر فلا يرونهم، وحجب أبصارنا عن رؤيتهم.
ولم ير الملائكة في صورهم الحقيقية من هذه الأمة إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، كما رأى جبريل مرتين.
والبشر يستطيعون رؤية الملائكة إذا تمثل الملائكة في صورة بشر.
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ [23] وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ [24]} [التكوير:23- 24].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى [13] عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى [14] عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى [15]} [النجم:13- 15].
وعَنْ مَسْرُوقٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كُنْتُ مُتَّكِئاً عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: يَا أبَا عَائِشَةَ! ثَلاثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أعْظَمَ عَلَى اللهِ الفِرْيَةَ، قُلْتُ: مَا هُنَّ؟ قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم رَأى رَبَّهُ فَقَدْ أعْظَمَ عَلَى اللهِ الفِرْيَةَ، قال وَكُنْتُ مُتَّكِئاً فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ: يَا أمَّ المُؤْمِنِينَ! أنْظِرِينِي وَلا تَعْجَلِينِي، ألَمْ يَقُلِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ [23]} [التكوير: 23]. {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى [13]} [النجم: 13] فَقَالَتْ: أنَا أوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ سَألَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ الله، فَقَالَ: «إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ، لَمْ أرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ المَرَّتَيْنِ، رَأيْتُهُ مُنْهَبِطاً مِنَ السَّمَاءِ، سَادّاً عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ». متفق عليه.

وَعَنْ عَبدِاللهِ بنِ مَسعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ. متفق عليه.

وَعَنْ عُمرَ بنِ الخَطابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ الله ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عَلَيْهِ أثَرُ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أخْبِرنِي عَنِ الإِسْلامِ. أخرجه مسلم.

.عمل الملائكة مع البشر:

للملائكة مع البشر ثلاثة أدوار:

.الأول: دور عام مع جميع البشر:

وذلك بتشكيلهم للنطفة.. وحفظ الإنسان.. ومراقبته.. ونزع الروح ونحو ذلك مما كلفهم الله به.

قال الله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ [61] ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ [62]} [الأنعام:61- 62].

عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «وَكَّلَ اللهُ بِالرَّحِمِ مَلَكاً، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهَا، قَالَ: أيْ رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى، أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، فَمَا الرِّزْقُ، فَمَا الأجَلُ، فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ». متفق عليه.

.الثاني: دور خاص مع المؤمنين:

وأنواعه كثيرة منها:

.1- محبتهم المؤمنين:

عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاناً فَأحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاناً فَأحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأرْضِ». متفق عليه.

نقلته لكم راجيا الأجر من الكـــــريم الـــــوهاب

سبحـــانه وتعــالى ..

لاتحرم نفسك من الأجر وإحتسب ذلك برفع الموضوع ليستفيد

منه إخوانك المسلمين ,

اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا

على دينك .

جعلنا الله وإياكم ووالدينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر ، ممن ينادون في ذلك اليوم

العظيم : ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )

اللهم أمين

محبــــكم

الـحـصـن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

القسم الإسلامي

 
 
قديم 13-11-2012, 07:04 AM
  المشاركه #2
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 159,313
 



بارك الله لك وكثر من امثالك





قديم 13-11-2012, 07:08 AM
  المشاركه #3
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 4,661
 



جزاك الله خير وبارك فيك



قديم 13-11-2012, 07:08 AM
  المشاركه #4
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 18,279
 



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدليل905
بارك الله لك وكثر من امثالك
هلا بالدليل

905

بارك الله فيكـ

شكرا لكــ .......

,,,,,,,




قديم 13-11-2012, 07:10 AM
  المشاركه #5
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 18,279
 



الحكمة من إيجاد الكرام الكاتبين مع أن الله يعلم كل شيء

السؤال :

ما الحكمة من إيجاد الكرام الكاتبين مع أن الله يعلم كل شيء ؟

الجواب :

الحمد لله

" نقول في مثل هذه الأمور : إننا قد ندرك حكمتها ، وقد لا ندرك ، فإن كثيراً من الأشياء لا نعلم حكمتها ، كما قال الله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) الإسراء/85 .

فإن هذه المخلوقات لو سألنا سائل : ما الحكمة أن الله جعل الإبل على هذا الوجه ، وجعل الخيل على هذا الوجه ، وجعل الحمير على هذا الوجه ، وجعل الآدمي على هذا الوجه ؟ وما أشبه ذلك ، لو سألنا عن الحكمة في هذه الأمور ما علمناها ، ولو سُئلنا : ما الحكمة في أن الله عز وجل جعل صلاة الظهر أربعاً ، وصلاة العصر أربعاً ، والمغرب ثلاثاً ، وصلاة العشاء أربعاً ؟ وما أشبه ذلك ما استطعنا أن نعلم الحكمة في ذلك .

وبهذا علمنا أن كثيراً من الأمور الكونية ، وكثيراً من الأمور الشرعية تخفى علينا حكمتها ، وإذا كان كذلك فإنا نقول : إن التماسنا للحكمة في بعض الأشياء المخلوقة أو المشروعة ، إنْ مَنَّ اللهُ علينا بالوصول إليها فذاك زيادة فضل وخير وعلم ، وإن لم نصل إليها ، فإن ذلك لا ينقصنا شيئاً .

ثم نعود إلى جواب السؤال ، وهو ما الحكمة في أن الله عز وجل وَكَّل بنا كراماً كاتبين

يعلمون ما نفعل ؟

فالحكمة من ذلك :

بيان أن الله سبحانه وتعالى نَظَّم الأشياء وقَدَّرها ، وأحكمها إحكاماً متقناً ، حتى إنه سبحانه وتعالى جعل على أفعال بني آدم وأقوالهم كراماً كاتبين ، موكلين بهم ، يكتبون ما يفعلون ، مع أنه سبحانه وتعالى عالم بما يفعلون قبل أن يفعلوه ، ولكن كل هذا من أجل بيان كمال عناية الله عز وجل بالإنسان ، وكمال حفظه تبارك وتعالى ، وأن هذا الكون منظم أحسن نظام ، ومحكم أحسن إحكام ، والله عليم حكيم .

والله أعلم " انتهى .

"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (1/121) .


الإسلام سؤال وجواب

____




قديم 13-11-2012, 07:11 AM
  المشاركه #6
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 18,279
 



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر الشهري
جزاك الله خير وبارك فيك
مرحبا بك أخي الفاضل ياسر

بارك الله لك وفيك

شكرا لكــ ......

_______




قديم 13-11-2012, 07:39 AM
  المشاركه #7
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 1,412
 



أقتباسوهم درجات متفاوتة في الخلق بعضهم له جناحان، وبعضهم ثلاثة، وبعضهم أربعة، وبعضهم أكثر.


قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ
مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [1]} [فاطر:1].
المقصود بها هنا مثنى يعنى اثنان على اليمين واثنان على اليسار
وثلاث
المقصود بها ثلاثة على اليمين وثلاثة على اليسار - وليس ثلاثة اجنحه اثنان على اليمين وواحد على اليساركما فسرها السابقون
ورباع
المقصود بها اربعة على اليمين واربعة على اليسار وهكذا. والله اعلم




قديم 13-11-2012, 07:39 AM
  المشاركه #8
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 18,279
 



بعض أسماء الملائكه ووظائفهم

جبريل( عليه السلام): إبلاغ الوحي

ميكائيل( عليه السلام): إنزال المطر وإنبات النبات

إسرافيل( عليه السلام): النفخ في الصور يوم القيامة

ملك الموت: قبض الأرواح وله أعوان من الملائكة

رضوان (عليه السلام): خازن باب الجنة

خدم الجنة: هم ملائكة لا يحصي عددهم إلا الله تعالى

الزبانية: هم تسعة عشر ملك وكّلهم الله تعالى بالنار فهم خزنتها يقومون بتعذيب أهلها

حملة العرش: يحمل عرش الرحمن أربعة وإذا جاء يوم القيامة أضيف إليهم أربعة آخرون

الحفظة: عملهم حفظ الانسان وحمايته من الجان والشيطان والعاهات والنوازل

الكرام الكاتبون: كتابة أعمال البشر وإحصاؤها عليهم فعلى يمين كل عبد مكلف ملك يكتب

صالح أعماله وعن يساره ملك يكتب سيئات أعماله .


.




قديم 13-11-2012, 07:42 AM
  المشاركه #9
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 18,279
 



أصناف الملائكة والأعمال الموكلة بهم

الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي

من درس: الإيمان (الحلقة الثالثة)

ثم قال: [وقد دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة، وأنها موكلة بأصناف المخلوقات، وأنه سبحانه وكل بالجبال ملائكة..].

ذكر الشارح هنا بعض التفصيل في أحوال الملائكة، وقد ألف الشيخ عمر الأشقر كتاباً سماه عالم الملائكة الأبرار ، وهو كتاب موجز، لم يشمل الموضوع كله، لكنه كتاب مفيد وواضح؛ لأنه يعتمد على الآيات والأحاديث، وقد نقل من شرح الطحاوية كثيراً، وكأنه فصَّل أو فسَّر بعض ما ذكره الشارح رحمه الله.

الملائكة الموكلة بالجبال

يقول الشارح: [وأنه سبحانه وكَّل بالجبال ملائكة]، وقد ذكر الشيخ الأشقر في كتابه الحديث الدال على هذا، وقد رواه البخاري وهو أن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: {يا رسول الله! هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بـقرن الثعالب ، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا به عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال، لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم عليَّ ثم قال: يا محمد! ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً } رواه البخاري ومسلم ، وهذا من كمال شفقته ورأفته بأمته، وكما قال في الحديث الآخر: {لكل نبي دعوة مستجابة، وإني اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة }، وبسبب هذه الشفاعة يكون لهذه الأمة يوم القيامة فضل عظيم وخير كثير، أما نوح عليه السلام فقد قال كما جاء في حديث الإسراء: {وقد كانت لي دعوة فدعوتها على قومي }، قال تعالى عنه: رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا [نوح:26]، أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد احتفظ بدعوته وادخرها شفاعة لأمته يوم القيامة، فهو: بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128] صلوات الله وسلامه عليه.


الملائكة الموكلة بالسحاب والمطر

قال: [ووكل بالسحاب والمطر ملائكة]، فكما أن للجبال ملائكة، فكذلك للسحاب والمطر ملائكة.
يقول الشيخ الأشقر نقلاً عن ابن كثير في البداية والنهاية (1/50): "وميكائيل موكل بالقطر والنبات اللذين يخلق منهما الأرزاق في هذه الدار، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه، يصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الرب جل جلاله. وقد روينا أنه {ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك يقررها في موضعها من الأرض }. ومن الملائكة ما هو موكل بالسحاب، ففي سنن الترمذي عن ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {الرعد ملك من ملائكة الله، موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار، يسوق بها السحاب حيث شاء الله }، وقد يسقي بلاداً دون بلاد، أو قرية دون أخرى، وقد يؤمر بأن يسقي زرع رجل واحد دون سواه، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعال عنه -وهو من الأحاديث العظيمة الدالة على فضل الصدقة، وأن العبد ينال ولاية الله وكرامته بالإحسان والصدقة- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {بينا رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتاً في سحابة يقول: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة -أرض مستوية صلبة- فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله! ما اسمك؟ قال: فلان، للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله! لم تسألني عن اسمي؟ قال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان. لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثاً، وأرد فيها ثلثاً }.
فالله سبحانه وتعالى: فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ، لا معقب لحكمه، ولا مدبر في ملكه إلا هو عز وجل.


الملائكة الموكلة بالرحم

قال المصنف: [ووكل بالرحم ملائكة تدبر أمر النطفة حتى يتم خلقها]، ويدل على ذلك حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: {حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك... }، وحديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أتت على النطفة اثنتان وأربعون ليلة أرسل الله إليها الملك فينفخ فيها الروح } رواه مسلم ، فينفخ الروح في تلك النطفة، بعد أن كانت عبارة عن مادة حية ولكن لا روح فيها، والروح هي سر الله سبحانه وتعالى، الذي جعله في ابن آدم، وميزه بها عن غيره ليكون إنساناً، وبعد نفخ الروح يؤمر بكتب أربع كلمات؛ وذلك حتى يعلم الإنسان أن كل شيء قد قضي وفرغ منه وانتهى، وقد رفعت الأقلام وجفت الصحف، فلا شيء جديد أو مستأنف أبداً، {فيؤمر بكتب أربع كلمات: رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله إلا هو إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها }.
ففي هذه الأحاديث وغيرها دليل على أن الله سبحانه وتعالى جعل من الملائكة أصنافاً موكلة بالأرحام، تدبر أمر النطفة حتى يتم خلقها.


الملائكة الموكلة بحفظ أعمال العباد وكتابتها

يقول رحمه الله: "ثم وكل بالعبد ملائكة لحفظ ما يعمله وإحصائه وكتابته"، وهؤلاء هم أعظم من يجب علينا أن نؤمن بهم ونتفكر في أمرنا معهم دائماً، وهم الملائكة الذين يحفظون أعمالنا ويحصونها، وهم الكرام الكاتبون الذين وكلهم الله سبحانه وتعالى بالإنسان، والأدلة عليهم ثابتة من القرآن والسنة، فمن القرآن قوله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18] قيل: إن (رقيباً وعتيداً) اسمان لملكين، والظاهر أنهما صفة للكتبة، وقال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ [الانفطار:10]* كِرَامًا كَاتِبِينَ [الانفطار:11]* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:12]، وغير ذلك من الأدلة الثابتة في القرآن والسنة.
وقد سئل شيخ الإسلام رحمه الله كما في الفتاوى (4/252): "هل الملائكة الموكلون بالعبد هم الموكلون دائماً، أم كل يوم ينزل الله إليه ملكين غير أولئك؟ وهل هو موكل بالعبد ملائكة بالليل وملائكة بالنهار؟
وقوله عز وجل: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ [الأنعام:61] فما معنى الآية؟
فأجاب: "الحمد لله، الملائكة أصناف؛ منهم من هو موكل بالعبد دائماً، ومنهم ملائكة يتعاقبون بالليل والنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر؛ فيسألهم -وهو أعلم بهم- كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون. ومنهم ملائكة فضل عن كتاب الناس يتبعون مجالس الذكر.
وأعمال العباد تجمع جملة وتفصيلاً، فترفع أعمال الليل قبل أعمال النهار، وأعمال النهار قبل أعمال الليل، وتعرض الأعمال على الله في كل يوم إثنين وخميس، فهذا كله مما جاءت به الأحاديث الصحيحة، وأما أنه في كل يوم يتبدل الملكان؛ فهذا لم يبلغنا فيه شيء. والله أعلم" أي: الملكين الموكلين بكتابة كل شيء، لا اللذين يأتيان كل يوم.
إذاً هناك ملائكة موكلة دائمة، وملائكة متعاقبة يعقب بعضها بعضاً.


كيف تكتب الملائكة الهم الذي يهمه المرء ولا يظهره ؟

ثم سئل عن قوله صلى الله عليه وسلم: {إذا هم العبد بالحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة... } الحديث. فإذا كان الهم سراً بين العبد وبين ربه، فكيف تطلع الملائكة عليه؟
فأجاب رحمه الله: "الحمد لله، قد روي عن سفيان بن عيينة في جواب هذه المسألة قال: [إنه إذا همَّ بحسنة شمَّ الملك رائحة طيبة، وإذا هم بسيئة شم رائحة خبيثة ].
وهذا أحد الأجوبة، وهو أن الملك لا يعلم وإنما يشم، فإذا هم العبد بعمل صالح شم الملك رائحة طيبة، ولعل مما يؤيد تصور بعض السلف أن للحسنات والسيئات روائح، ما أثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال: [لو أن للذنوب رائحة لما جالسني منكم أحد ]، وهذا من تواضعه رضي الله تعالى عنه، وفي ذلك يقول أبو العتاهية :

أحسن الله بنـا أن الخطايا لا تفوح

فإذا المستور منا بين ثوبيه فضوح

أي: لو كانت روائح الذنوب تظهر، لما استطاع أحد أن يجالس بعض الناس، وهذا ابن مسعود يقول هذا الكلام، فكيف بأصحاب الفجور والشرك والخمور والزنا والربا؟ لكن من إحسان الله بنا أنه لم يجعل للذنوب روائح، وإلا لكان الذي يرى مستوراً بين ثوبيه مفضوحاً عند الناس، نسأل الله أن يرحمنا وأن يسترنا في الآخرة كما سترنا في الدنيا.
قال شيخ الإسلام : "والتحقيق: أن الله قادر أن يعلم الملائكة بما في نفس العبد كيف شاء، كما هو قادر على أن يطلع بعض البشر على ما في الإنسان"، وقد أطلع النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً على ما كان يضمر له بعض أعدائه، فالله قادر على أن يطلع من شاء على ما يشاء سبحانه وتعالى، يقول: "فإذا كان بعض البشر قد يجعل الله له من الكشف ما يعلم به أحياناً ما في قلب الإنسان، فالملك الموكل بالعبد أولى بأن يعرفه الله ذلك"، أي أن الملك أولى من الذين قد يطلعهم الله سبحانه وتعالى -كرامة منه- أن فلاناً ينوي كذا.
قال: "وقد قيل في قوله تعالى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق:16] أن المراد به الملائكة".
وهذه الآية يحتج بها الحلولية ، ومن ينكرون علو الله تعالى، وليس لهم فيها حجة؛ لأن قوله تعالى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق:16] فيه قولان: إما أن يتعلق بما قبله، وإما أن يتعلق بما بعده، فإذا تعلق بما قبله كان المعنى: ونحن أقرب إليه بعلمنا؛ لأنه قد ذكر العلم في أول الآية، قال تعالى: "ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه"، وهذا من حيث المعنى وجيه وواضح، لكن المعنى الآخر من حيث اللغة أوجه؛ وذلك لأن الظرف يتعلق بأقرب مذكور، قال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ [ق:16-17]، فالظرف وهو (إذ) متعلق بـ(أقرب)، فيكون المعنى: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد بملكينا (الملتقيان) أي: اللذين يتلقيانه.

قال شيخ الإسلام : "والله قد جعل الملائكة تُلقي في نفس العبد الخواطر، كما قال عبد الله بن مسعود -وهذا صحيح وثابت عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، ولو قيل: إن له حكم الرفع لكان وجيهاً: {إن للملك لمة، وإن للشيطان لمة، فلمة الملك تصديق بالحق ووعد بالخير، ولمة الشيطان تكذيب بالحق وإيعاد بالشر }"، وهذا الأثر له شاهد في قوله تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة:268] فإن الإنسان عندما يهم بالحسنة فإن ذلك من لمة الملك، إذاً هو يعلم بالحسنة؛ لأنه هو الذي دفعه إليها وأثارها في نفسه.

يقول: "وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال: {ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الملائكة، وقرينه من الجن. قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وأنا، إلا أن الله قد أعانني عليه، فلا يأمرني إلا بخير }" .

وفي رواية أخرى: { إلا أن الله أعانني عليه فأسلم }، والمعنى إما أن يكون: فأسلمُ من شره، ولا يأمرني إلا بخير، أو ما ذكره بعض الشراح فقالوا: أسلمَ أي: آمن ودخل في الإسلام، ولذلك فلا يأمر إلا بالخير؛ لأنه مسلم وإن كان شيطاناً، ويكون هذا مستثنى من عموم الشياطين الذين أصل طبيعتهم الكفر، كما أن أصل طبيعة الملائكة الطاعة.
يقول رحمه الله: "فالسيئة التي يهم بها العبد إذا كانت من إلقاء الشيطان، علم بها الشيطان"، والشيطان لا يعلم الغيب، لكنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، وقد زين له المعصية، فعلم حينئذٍ أنه هم بها؛ ولهذا يشجعه ويحثه على فعلها، ولأنه يجري مجرى الدم، فيعلم أن الإنسان يريد أن يفعل الخير فيثبطه عنه، كما يقول له عند صلاة الفجر: نم، عليك ليل طويل، فينام حتى لا يصلي الفجر جماعة.

وهذه هي حقيقة الصراع، لا كما يقول الشيوعيون وأمثالهم: إن الكون مبنيٌّ على الصراع الطبقي أو التضاد، وهو موجود، لكن حقيقته أنه بين الملائكة والمؤمنين أهل الحق من جهة، وبين الشياطين والفجار الذين هم حزب الشيطان من جهة أخرى، فالصراع قائم بين حزب الله وحزب الشيطان، في النفس وفي الواقع.
هذه هي حقيقة الصراع، والنفس الإنسانية ميدان للصراع، ولذلك فصاحب النفس اللوامة، وهي التي لم تتمحض لأحدهما، إذا غلبه الشيطان واستحوذ عليه، عاد فلام نفسه، أما الفاجر صاحب النفس الأمارة بالسوء، فيكفيه شيطان واحد يأمره وينهاه، وهو في يده كالبهيمة في الحبل يجره كما يشاء، وهذا هو الذي تمحض للشيطان -عياذاً بالله- واتبع هواه، وأما صاحب النفس المطمئنة، فلا يملك الشيطان عليه إلا الوسوسة، كما قال صلى الله عليه وسلم: {الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة }.
إذاً: الصراع قائم عند صاحب النفس الأمارة بالسوء.. يذهب فيصلي، ثم بعد ذلك يعصي الله تعالى.. يحضر حلقة من حلقات الذكر، أو يقرأ كتاباً من كتب الحق، وبعدها يقرأ مجلة خليعة، أو يتابع مسلسلاً خبيثاً.. وهكذا، فلمة للملك ولمة للشيطان، وتمده مادتان: مادة الخير ومادة الشر، فأيهما غلبت عليه فهو لها في النهاية، ومن هنا كان الواجب علينا أن نتعاهد قلوبنا وأعمالنا بتقوى الله سبحانه وتعالى، والإيمان به، وأن نستحي من هؤلاء الملائكة الكرام، وألاَّ نجعل الله سبحانه وتعالى وملائكته الكرام أهون الناظرين إلينا، فإن البعض يجعل الله تعالى عند ارتكاب المعصية أهون الناظرين إليه، وهذا من ظلم ابن آدم وجهله، أنه في حال المعصية لا يكون مستحضراً عظمة الله سبحانه وتعالى، ولم يوقر الله، ولم يقدره حق قدره في تلك اللحظة، ولهذا ففي لحظات الإيمان لا تخطر على باله تلك المعاصي، إنما تخطر عليه في لحظات الضعف، ولذلك وجب عليه أن يتعاهد نفسه وقلبه، ويتعاهد إيمانه، ولا يجعل ربه سبحانه وتعالى أهون الناظرين إليه.


_______




قديم 13-11-2012, 07:54 AM
  المشاركه #10
قلم الساحات المميز
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 18,279
 



ونؤمن بالكرام الكاتبين ، فإن الله قد جعلهم علينا

حافظين .


ش : قال تعالى : وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون

[ الانفطار : 10 - 12 ] .

وقال تعالى : إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه

رقيب عتيد [ ق : 17 - 18 ] .

وقال تعالى : له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله

[ الرعد : 11 ] .

وقال تعالى : أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون

[ الزخرف : 80 ] .

وقال تعالى : هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون

[ الجاثية : 59 ] .

وقال تعالى : إن رسلنا يكتبون ما تمكرون

[ يونس : 21 ] .

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يتعاقبون فيكم ملائكة [ ص: 558

] بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ، فيصعد إليه الذين

كانوا فيكم ، فيسألهم - وهو أعلم بهم - : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : أتيناهم وهم

يصلون ، وفارقناهم وهم يصلون وفي الحديث الآخر : إن معكم من لا يفارقكم إلا عند

الخلاء وعند الجماع ، فاستحيوهم ، وأكرموهم

[ ص: 559 ] جاء في التفسير : اثنان عن اليمين وعن الشمال ، يكتبان الأعمال ، صاحب

اليمين يكتب الحسنات ، وصاحب الشمال يكتب السيئات ، وملكان آخران يحفظانه

ويحرسانه ، واحد من ورائه ، وواحد أمامه ، فهو بين أربعة أملاك بالنهار ، وأربعة

آخرين بالليل ، بدلا ، حافظان وكاتبان .

وقال عكرمة عن ا بن عباس : يحفظونه من أمر الله [ الرعد : 11 ] قال : ملائكة

يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، فإذا جاء قدر الله خلوا عنه .

وروى مسلم والإمام أحمد عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم

من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ، وقرينه من الملائكة قالوا : وإياك يا رسول الله ؟

قال : وإياي ، لكن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير الرواية بفتح الميم من

فأسلم ، ومن رواه فأسلم برفع الميم - فقد حرف لفظه . ومعنى فأسلم ، أي : فاستسلم

وانقاد لي ، في أصح القولين ، ولهذا قال : فلا يأمرني [ ص: 560 ] إلا بخير ، ومن قال :

إن الشيطان صار مؤمنا - فقد حرف معناه ، فإن الشيطان لا يكون مؤمنا .

ومعنى : يحفظونه من أمر الله [ الرعد : 11 ] - قيل : حفظهم له من أمر الله ، أي الله

أمرهم بذلك ، يشهد لذلك قراءة من قرأ : يحفظونه بأمر الله .

[ ص: 561 ] ثم قد ثبت بالنصوص المذكورة أن الملائكة تكتب القول والفعل . وكذلك

النية ، لأنها فعل القلب ، فدخلت في عموم يعلمون ما تفعلون [ الانفطار : 12 ] . ويشهد

لذلك قوله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه

، فإن عملها فاكتبوها عليه سيئة ، وإذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ،

فإن عملها فاكتبوها عشرا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قالت الملائكة : ذاك

عبدك يريد أن يعمل سيئة - وهو أبصر به - فقال : ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها بمثلها ،

وإن تركها فاكتبوها له حسنة ، إنما تركها من جراي خرجاهما في ( ( الصحيحين ) )

واللفظ لمسلم .

منقول من

شرح العقيدة الطحاوية

_______




قديم 13-11-2012, 10:23 AM
  المشاركه #11
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 256
 



بارك الله فيك




قديم 13-11-2012, 10:36 AM
  المشاركه #12
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 256
 



للررررررررفع







أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



09:58 AM