طلب منى والدى العزيز البحث عن الشاعر بديوي الوقدانى وهذا بعض ما لقيت عنه
بديوي الوقداني
بديوي الوقداني شاعر معروف من قبيلة (عتيبة) عاش بداية حياته في
بادية الحجاز بين حل وترحال خلف إبله، ثم استوطن الطائف على
عهد الأشراف، نبغ في الشعر النبطي شاعر مميز عبقري فيلسوف
في شعره سارت بأخباره الركبان فلمع كأشهر شعراء عصره فقر به
الشريف محمد بن عون أحد أشراف مكة في ذلك الوقت فكان شاعره
وسميره ونديمه ولسان حاله. وكانت الأحوال السياسية بذلك الوقت
غير مستقرة خصوصاً فيما بين الأشراف أنفسهم حكام الحجاز في
ذلك الوقت فكان كل فريق منهم ينازع الآخر للإمساك بزمام الأمور
.. ومن هنا برز بديوي الوقداني كشاعر سياسي من الدرجة الأولى
يناصر الفريق الذي يميل اليه ويرد على أعداء صديقه ابن عون
ويذكر ميزاته وفضائله للناس بشعره الذي يحرك الناس ويجتذبهم
لابن عون ويزيد عدد مريديه .. وعلى هذا المنوال سار جل شعره
يغدق عليه ابن عون العطايا والهبات ويزيد هو في مدحه ويتصدى لأعدائه ..
تعلق بديوي بالأدب العربي وكلف به فدرس اللغة العربية وآدابها
وهو كبير السن فتحول من النبطي إلى الفصيح ولم يكن أقل إجادة
فيه بل كان مبدعا .. ها هو ذا يهدي من روع الشريف ابن عون
حينما سقط خاتمه من يده وتكسر حجر الخاتم بعد ارتطامه بالأرض
فتشاءم الشريف فأنشد بديوي يقول :
لاتخش يابن رسول الله من حجر ** رأى المكارم في كفيك فانفجرا
وافاك سعدك إذ وافى السعود وقد ** أعطاك ربك سعدا يفلق الحجرا
أما النبطي فان تراثه فيه زاخر بالقصائد الرائعة ومنها قصيدته المشهورة
التي ترددت في كل مكان وزمان وسارت بها الركبان حتى عدت من
فرائد الشعر النبطي في وصف الدنيا والحكم يقول بديوي في بدايتها :
أيامنا والليالي كم نعاتبها
وكان بديوي شاعر (قلطة) ينظم الشعر المرتجل ويقف أمام كبار شعراء
عصره في ميادين النظم الارتجالي ويتغلب عليهم حتى تجنب أكثر الشعراء
منازلته ومساجلته .
توفي بديوي سنة 1296هـ بالطائف وترك خلفه ثروة طائله من نوادر
الشعر النبطي إلا أنه لم يعتن أحد بجمع تراثه وتدوينه
أيامنا و الليالي كم نعاتبها ** شبنا وشابت وعفنا بعض الأحوالي
تاعد مواعيد والجاهــل مكذبها ** واللي عرف حدها من همهـا سالي
إن أقبلت يوم ماتصفـى مشاربها ** تقفــى وتقبل ولا دامت على حالي
في كل يومٍ تورينـــا عجايبها ** واليوم الأول تراه أحسن من التالي
أيام في غلبهـــا وأيام نغلبها ** وأيام فيها ســوى والدهر ميالي
جربت الأيام مثلـي من يجربها ** تجريب عاقل وذاق المـر والحالي
نضحك مع الناس والدنيا نلاعبها ** نمشي مع الفي طوع حيث ما مالي
كم من علوم و كم من اداب نكسبها ** والشعر مازون مثقالٍ بمثقالي
اعرف حروف الهجاء بالرمز واكتبها ** عاقل ومجنون حاوي كل الاشكالي
لكن حظي ردي والروح متعبها ** ما فادني حسن تاديبي مع امثالي
ان جيت ابي حاجه عزة مطالبها ** العفو ما واحدٍ في الناس ياوالي
قومٍ الى جيتهم رفت شواربها ** بالضحك وقلوبها فيها الردى كالي
وقومٍ اذا جيتها صكت حواجبها ** وابدت لي البغض في مقفاي و اقبالي
ماكني ألا حال مغضبها ** والكل في عشرته ماكر و دجالي
ياحيف تخفي اموراًٍ كنت حاسبها ** واللي على بالهم كله على بالي
الجار جافي وكم قومٍ محاربها ** والاهل واصحابنا و الدون والعالي
والروح وش عذرها في ترك واجبها ** راح الحسب والنسب في جمع الاموالي
نفسي تبى العز والحاجات تغصبها ** ترمي بها بين اجاويد و انذالي
المال يحي رجالاً لا حياة ابها ** كالسيل يحي الهشيم الدمدم البالي
عفت المنازل وروحي يوم اجنبها ** منها الغنيمه وعنها البعد أولا لي
لاخير في ديرة يشقى العزيز ابها ** يمشي مع الناس في هم واذلالي
دارٍ بها الخوف دوم ما يغايبها ** والجوع فيها ومعها بعض الاحوالي
جوعى سراحينها شبعى ثعالبها ** الكلب و الهر يقدم كل ريبالي
عز الفتى راس ماله من مكاسبها ** يامرتضي الهون لا عز ولا مالي
دللت بالروح لين ارخصت جانبها ** وانا عتيبي عريب الجد و الخالي
قومٍ تدوس الافاعي مع عقاربها ** ولها عزايم تهد الشامخ العالي
خل المنازل وقل للبين يندبها ** يبكي عليها بدمع العين هطالي
لا تعمر الدار والقالات تخربها ** بيع الردي بالخسارة و اشتر الغالي
ما ضاقت الارض و انسدت مذاهبها ** فيها السعه و المراجل و التفتالِ
دارٍ بدار وجيرانٍ نقاربها ** وارضٍ بأرض واطلالً بأطلالي
والناس اجانيب لين انك تصاحبها ** تكون منهم كما قالوا بالامثالي
الارض لله نمشي في مناكبها ** والله قدر لنا ارزاق و اجالي
حث المطايا و شرّقها و غرّبها ** واقطع بها كل فجًّ دارسٍ خالي
واطعن نحور الفيافي في ترايبها ** وابعد عن الهم تمسي خالي البالي
من كل عمليةٍ تقطع براكبها ** فدافد البيد درهام و زرفالي
تبعدك عن دار قوم ودار تقربها ** واختر لنفسك للمنزال منزالي
لو مت في ديرةٍ قفراً جوانبها ** فيها لوطي السباع الغبس مدهالي
أخير من ديرةٍ يجفاك صاحبها ** كم ذالجفا والتجافي و التعلالي
دوس المخاطر ولا تخشى عواقبها ** الموت واحد وبعد العز يجلالي
ان المنايا اذا مدت مخالبها ** تدرك لو كنت في جو السما العالي
ما قرت الاسد في عالي مراقبها ** تسعى على الرزق ما حنت للأشبالي
والشمس في برجها و الغيم يحجبها ** تقفي و تقبل لها في العرش مجدالِ
رب السموات يا محصي كواكبها ** يا مجري السفن في لجات الاهوالي
ضاقت بنا الارض و اشتبت شبايبها ** والغيث محبوس يا معبود يا والي
يالله من مزنةٍ هبت هبايبها ** رعادها بات له في البحر زلزالي
ريح العوالي من المنشا تجاذبها ** جذب الدلى من جباء مطوية الجالي
ديمومةً سبلت و ارخت ذوايبها ** وانهل منها غزير الوبل همالي
تسقي دياراً شديد الوقت حاربها ** ماعاد فيها لبعض الناس منزالي
ألى أن يقول في آخر القصيدة .....
ياربي توبه و روحي لا تعذبها ** يوم القيامه اذا ما ضاقت اعمالي
وازكى صلاة على المختار نوهبها ** شفيعنا يوم حشر فيه الاهوالي
القصيده في مجملها رائعه ولكن كان يجب ارفاق معجم لفهم بعض المعاني:5:
وفالك المليون
جوعى سراحينها شبعى ثعالبها
الكلب و الهر يقدم كل ريبالي
بيت رااااااااااائع جدا ينطبق على سوقنا
بس ممكن تقولين لي ما معنى ريبالي
لكي تكتمل روعة البيت
مشكوور اربيسك على مرورك
الريبال هو الاسد حتى في اللغه الفصيحه هو الاسد
يعني ان الشاعر يذم الديره اللى تغير اهلها
وصارت الذئاب جائعه والثعالب شبعانه
والكلب والهر يقدم على الأسد
وهو يرمز بهذى الاشياء عن اجناس الناس