logo

قديم 01-06-2005, 09:34 PM
  المشاركه #1
عضو هوامير المؤسس
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 1,060
 



حكاية قلم فرنسي



هو قلم فرنسي الصنع, لونه أبيض وأعلاه بلاستيك أزرق, وبقدر ما هو نحيف السمك بقدر ما تأتي نحافة خطه الأزرق الفاتح, خفيف الوزن فلا تمل من حمله بين الإبهام والشاهد ولا تكل الوسطى بارتكائه عليها.

سعره نصف ريال, إلا أن ثمنه عندي أكثر من ذلك بكثير, ولا أقدره بالمال فقد أتاني هدية من شخص عزيز قبل عدة سنين.

لطالما آثرت ألا أستخدم هذا القلم, لأني أخشى على حبره أن ينفد, ومع ذلك فهو لم يغادرني لحظة واحدة, أضعه في جيبي وأنساه, وكثيرا ما طفقت أبحث عن قلم آخر كي لا أستخدمه, حتى يصل بي الأمر أن أذهب وأشتري غيره وأبقي قلمي العزيز سليما طويل الأجل.

كثيرا ما أعطي بعض الأشياء أكثر من قيمتها, فأنا أحتفظ بكل شيء له مناسبة, كقصاصة من جريدة لسيارة كنت أحلم أن أقتنيها وأنا صغير أصبحت بعد مرور السنين لا تملك جاذبيتها ولا أعلم هل لا زالت تباع بذلك الموديل جديدة غير مستخدمة, أو دفتر من المرحلة المتوسطة كتبت فيه موضوعا نال اعجاب المدرس, وما إلى ذلك.

وفي هذا الصباح, كنت ضمن طابور لا بأس بطوله في البنك, وما إن اقتربت النهاية وحان دوري في التقدم إلى الصراف, حتى سمعت الذي خلفي يقول" لو سمحت " فالتفت إليه فقال " ممكن القلم ",

نظرت إليه مليا وأنا أستغرب سؤاله الذي ينم عن تأكيد بأنني أملك قلما, فنظرت إلى جيب ثوبي الأعلى فلم أرى القلم وبنظرة بطيئة أخرى رأيت معطفي الذي كنت فاكا أزراره من الداخل ورأس القلم ظاهرا من الجيب الداخلي.

وماذا بيدي, والقلم لا يساوي ثمنا يدافع به عن نفسه ليقول " أنا قلم ذو مكانة خاصة ", وبكل طواعية مددت يدي إليه لأخرجه وأسلمه إلى ذلك الشاب الذي أتبع قائلا وهو يراني أستعد لمغادرة الطابور وإنهاء ما جئت لأجله " أنت ما تحتاجه ؟؟ ", وكأني به يقول " راح عليك القلم ", وبطواعية أكثر أومأت برأسي ببطء أن لا.

تقدمت وأنا أودع قلمي نحو الصراف, وقد فقدت كل أمل في أن أبقى محتفظا بما احتفظت به سنينا.

قدمت أوراقي إلى نافذة الصراف, فوجدت صرافا تبدو على وجهه علامات الإستغراق في التفكير, لقد كان يحدث نفسه وهو يضرب بأصابعه بسرعة البرق على لوحة المفاتيح التي أمامه, أخذ أوراقي ووضعها جانبا واستخرج أوراقا من تحت طاولته وهو لا يزال يحدث نفسه.

ليس هذا فقط, فقد كان يشير بيديه أحيانا حتى ظننته يتحدث إلي, إلا أنني لا أسمع ما يقول, وبعد دقيقتين تقريبا بدا أنه انتهى مما كان مشغولا به, واستخرج من تحت غترته وعلى أذنه سماعة هاتف, ففهمت حينها أنه لم يكن مصابا بعقله كما ظننت بادئ الأمر.

قبل مغادرتي لنافذة الصراف, نظرت إلى ذلك الشاب الذي استأذن في قلمي لعلي آخذ نظرة أخيرة على ذلك القلم, فوجدته لا يزال يكتب في أوراقه, وما إن حركت أول خطوة نحو الخروج, حتى سمعته ينادي" لوسمحت يا أخ ", فلم أكن لأصدق نفسي فأدرت وجهي له فإذا به مادا القلم وهو يشكرني.


أخذت القلم وأنا أسعد وأشد احتفاظا به من ذي قبل, إلا أنني وضعته في مكان أمين حتى لا تطاله أعين الناس مرة أخرى

 
 
قديم 02-06-2005, 11:50 AM
  المشاركه #2
كاتب مبدع و مميز
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 309
 



الله يعطيك العافيه وانت دام القلم هذا عزيز عليك ليش طلعت بدري من البنك كان انتظرت الين يخلص وخذه








الكلمات الدلالية (Tags)

حكاية

,

فرنسي

,

قلم



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



02:03 PM